متحدث الخارجية القطرية لـCNN: اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس ليس قريبا.. وهذا ما نحتاجه لتحقيقه
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
(CNN)-- قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لمراسلة قناة CNN، بيكي أندرسون، الثلاثاء، إن إسرائيل وحماس "ليستا قريبتين" من التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة.
وأضاف الأنصاري: "نحن منخرطون الآن في حوار بناء بين الجانبين، والوضع على الأرض صعب للغاية، ونحن لسنا قريبين من التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية: "هناك الكثير من القضايا التي تحتاج إلى معالجة، والتي تحتاج إلى الانتهاء منها فيما يتعلق بموقع تواجد القوات الإسرائيلية، وعدد الأشخاص الذين سيخرجون، وكيف سنقدم المساعدات، وحجم المساعدات التي ستذهب إلى هناك".
وأضاف الأنصاري: "نحن نتبادل اللغة بين الطرفين وننتظر لنرى ما إذا كان ذلك سيحقق شيئا خلال اليومين المقبلين".
وكانت قطر جزءا لا يتجزأ في التوسط للتوصل إلى التوقف الوحيد للقتال في الحرب التي استمرت خمسة أشهر، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال الأنصاري إن هناك حاجة إلى صيغة جديدة هذه المرة.
وأضاف: "جربنا صيغة الوقف اليومي (للقتال) في المرة الماضية، ولم تنجح، لأنه في النهاية سيختلف الطرفان على القوائم وكيفية تنفيذها. ونحن بحاجة إلى مرحلة أولى أكثر شمولا تتيح لنا بعض الوقت لبدء المفاوضات للمراحل التالية".
وقال المسؤول القطري إن هناك مسؤولين "بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الذين يملكون مفاتيح التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي"، وحثهم على النظر في صفقة "لأن كل يوم يمر يشكل خطرا على حياة الرهائن، ويشكل خطرا على حياة المدنيين في غزة، وهو ليس في مصلحة أي طرف، لا سيما شعب إسرائيل وأمن إسرائيل إذا استمرت هذه الحرب".
وقال إن "الضغوط الإنسانية" على حماس "حقيقية للغاية"، ويُعتقد أن هناك "عناصر ضخمة من الجانبين تريد إنهاء هذا الصراع وتريد اتفاقا في الوقت الحالي".
ومضى الأنصاري قائلاً إن "أي شكل من أشكال" المساعدات مُرحب به في غزة، سواء عن طريق البحر أو الجو، لأن الناس في حاجة ماسة إلى الغذاء، لكنها "ضئيلة" مقارنة بالمساعدات التي تصل برا، والتي يتم تعليقها من قبل إسرائيل.
وتابع الأنصاري قائلا: " إنه لأمر مخز لنا جميعا، وعلى البشرية جمعاء، أن نتفاوض على المساعدات ويستخدم ذلك كوسيلة ضغط".
وأوضح: "أيا من كان المسؤول عن منع دخول المساعدات إلى غزة، ومنع العاملين في المجال الإنساني من دخول غزة وإنشاء الملاجئ اللازمة في الوقت الحالي، هو المسؤول عن المجاعة في غزة وموت الأطفال بسبب سوء التغذية".
وقال الأنصاري إن قطر عملت مع حكومات إسرائيلية متتالية، وإنها مستعدة للتعامل مع "من هو في السلطة"
وقال الأنصاري: "لا يهمنا من هو في السلطة، طالما لدينا نوع من المشاركة ونقوم بذلك بالطريقة الصحيحة".
وأوضح: "سواء كان نتنياهو أو (الوزير في مجلس وزراء الحرب) بيني غانتس، فإننا نواجه قضايا هيكلية الآن في الوساطة، ونواجه استجابة عاطفية وصدمة تحتاج إلى معالجة".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية الحكومة القطرية بنيامين نتنياهو حركة حماس قطاع غزة فی الوقت الحالی فی غزة
إقرأ أيضاً:
صفقة الأسرى في مهب الريح.. إسرائيل تصعّد وحماس تُصر على اتفاقات تنهى الحرب
في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي الدولية والإقليمية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، ما زالت المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس تراوح مكانها دون تحقيق تقدم ملموس.
ويبدو أن الخلافات الجوهرية بين الطرفين، خصوصاً حول مستقبل الحرب وشروط الصفقة، تضع العملية التفاوضية على شفا الجمود، في ظل تصعيد عسكري متزايد وتدهور إنساني مقلق في القطاع المحاصر.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن المفاوضات الخاصة بصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ما تزال "عالقة"، على الرغم من جهود الوسطاء المتواصلة.
وأوضحت الهيئة أن الخلافات تتمحور حول مطلب "نهاية الحرب"، الذي تصر عليه حماس كشرط أساسي لإتمام أي صفقة شاملة.
في المقابل، تتمسك إسرائيل بموقفها الرافض لإنهاء الحرب في هذه المرحلة، وتفضل التوصل إلى صفقة جزئية تفضي إلى إطلاق سراح بعض الأسرى مقابل هدنة مؤقتة، دون التزامات مستقبلية بإيقاف العمليات العسكرية بشكل دائم.
إسرائيل تطالب بتفكيك حماس وتنحيتها عن الحكموبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن من أبرز مطالب تل أبيب في المفاوضات، إلى جانب استعادة الأسرى، تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس وتنحيتها عن أي دور سياسي أو إداري في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وهذا المطلب يعتبر من النقاط الحساسة التي ترفضها الحركة الفلسطينية، التي ترى فيه مساسًا بوجودها وشرعيتها.
نتنياهو يلوح بالتصعيد.. لا مفر من القتالوفي خطاب متلفز ألقاه مساء السبت الماضي، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهجته التصعيدية، مشيرًا إلى أنه أصدر تعليمات للجيش "بزيادة الضغط على حماس"، معتبرًا أن "إسرائيل، على الرغم من التكلفة الباهظة للحرب، ليس لديها خيار سوى مواصلة القتال حتى تحقيق النصر الكامل".
وأكد نتنياهو أن حكومته "ستعمل على إعادة الرهائن دون الخضوع لمطالب حماس"، في إشارة إلى رفض تقديم أي تنازلات في ملف التهدئة دون مكاسب عسكرية وسياسية واضحة.
حصار خانق وتوغل مستمرومنذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس الماضي، بعد فشل المحادثات المتعلقة بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، فرضت إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع، ومنعت دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية بشكل كافٍ، في ظل دمار هائل يعم مدن وبلدات غزة.
كما شنت القوات الإسرائيلية عمليات توغل بري واسعة في عدة مناطق، وتمكنت من السيطرة على مساحات كبيرة من القطاع. وصدرت أوامر بإجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم، ما أثار مخاوف من نوايا إسرائيلية لإحداث تغيير ديموغرافي دائم أو فرض وقائع جديدة على الأرض.
حماس: لا إفراج عن الأسرى إلا باتفاق شامل ينهي الحربمن جانبها، أكدت حركة حماس في عدة تصريحات خلال الأسابيع الأخيرة أنها لن توافق على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين إلا في إطار صفقة شاملة تتضمن إنهاء الحرب بشكل كامل، ورفع الحصار، وضمان عدم تكرار العدوان على غزة.
وترى الحركة أن أي اتفاق جزئي يخدم المصالح الإسرائيلية فقط ويطيل أمد الحرب، دون أن يقدم ضمانات حقيقية للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون من أسوأ أزمة إنسانية شهدها القطاع منذ سنوات.
وفي ظل هذا الجمود، تبقى احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي ضئيلة في المدى القريب، خصوصًا في ظل تعنت الطرفين وتمسك كل منهما بسقفه التفاوضي. وبينما تتصاعد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية تلوح في الأفق، تزداد معاناة المدنيين في غزة، الذين يدفعون ثمن صراع سياسي وعسكري يبدو أن نهايته لا تزال بعيدة.