فجأة، وجدت الشئون المعنوية للقوات المسلحة، نفسها في قلب المشهد العام في مصر.. لم تكن ترغب أو تريد هذه المكانة الاستثنائية الواضحة خلال الـ١٣ عامًا الماضية، بل ممارسة النهج الذي تأسست لأجله (واجهة إعلامية للقوات المسلحة، توفير التأمين النفسي، تعزيز الروح المعنوية القوية لأفراد الجيش، وحمايتهم من أي انحراف، مساعدة القيادة العامة للقوات المسلحة في اتّخاذ القرارات، فضلًا عن تحفيز المواطنين على المشاركة في المهامّ والواجبات الوطنية).
اتسع نطاق عمل «الشئون المعنوية».. تشعبت المهام المرتبطة بالجوانب الإعلامية- التوعوية، بعدما أصبحت أمام مستجدات مهمة، منذ أحداث 25 يناير 2011 وما لحق بها من أحداث وتطورات شديدة الدرامية، تسببت جميعها في زيادة الأعباء على «الإدارة» التي لم يكن لديها رفاهية الشكوى أو التراجع رغم ثقل المسئوليات، وعظم المهام.
آنذاك، وفي غيبة العقل الجمعي (نخب سياسية، ومثقفة ومجتمع مدني قوى)، الذي يقود الرأي العام الغاضب والمشتت، وجدت الشئون المعنوية للقوات المسلحة نفسها وجهًا لوجه مع أزمة دولة.. كانت معظم القوى تتكالب لمنع مصر من التعبير عن نفسها، عبر فرض الوصاية على الإعلام الحكومي، واستبداله بأدوات جديدة مجهولة التوجهات.
في البداية، كانت جهود «الشئون المعنوية» تستهدف مجابهة تجبر قوى التآمر على مصر وشعبها، وخطط تأليب الرأي العامّ، ولاحقًا، منذ ٣٠ يونيو 2013، تواصل «الإدارة» تعظيم فكرة الأمن القومي، والتحذير من خطورة استنزاف قوى الدولة الشاملة (تشمل وفق التعريف الغربي، القوة العسكرية، القوى السياسية، القوى الداخلية، التى تتضمن الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمعنوية، والسكانية، ووفق التعريف الشرقي: القوة العسكرية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمعنوية بما فيها الإعلام).
نجحت «الشئون المعنوية» في تفعيل مخزون الخبرة التراكمية، التى ظهرت بقوة خلال حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر.. شرعت على الفور في تبني استراتيجية معدلة تتواكب مع المتغيرات المتسارعة، لمواجهة فترة غاية في الدقة والحساسية في مسيرة الوطن، خلال العقد الأخير.
وزعت «الشئون المعنوية» رسالتها ومهامّها بين المؤسسة العسكرية، والقطاع المدني على السواء.. فلسفة عملها: حماية الجبهة الداخلية من محاولات الاختراق المعادية.. تعميق مفهوم الانتماء، عبر تهيئة شاملة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مواجهة مخططات، تبارت قوى التآمر في استخدام كل ما هو متاح من أساليب، لاختراق المجتمع بها.
لم تكن المهمة سهلة، لاسيما أنها كانت تتطلب مقاومة سيل الشائعات والدعاية المضادة والحرب النفسية، التى توظف أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا من أدوات، ووسائل فى هذا الشأن.. لم يكن هناك تهاون فى التعبير عن القوى الشاملة للدولة، وأن تصبح الدولة قادرة على استخدام مواردها بطريقة مؤثرة (إقليميًّا، ودوليًّا) من أجل صياغة السياسة القومية المأمولة، والمطلوبة فى الوقت نفسه.
إلى جانب تعدد الأساليب والرسائل التنويرية، تشكل الندوات التثقيفية وجبة متكاملة للرأي العام، كما في الندوة التثقيفية الـ٣٩ «ويبقى الأثر» بمناسبة الاحتفاء بذكرى، يوم الشهيد، ببرنامجها المعزز لقيمة التضحيات الوطنية، وكيف أن مصر (ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي) تحرص على تكريم أهل العطاء الاستثنائي (أسر شهداء الواجب الوطني، ومصابي العمليلت)، كما أنها تشكل فرصة لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوضيح رؤية الدولة في مجالات عدة.
تواصل «الشئون المعنوية» رسالتها الوطنية، عبر خطاب إعلامي غير مقصور على الجبهة الداخلية، يشرح للرأي العام الإقليمي الدولي أهداف ومرامي الدولة المصرية، وسير مصر فى طريقها المرسوم شعبيا، من خلال تسجيل وتوثيق وتوضيح خطة التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة المصرية، دون كلل أو ملل، وانعكاس ذلك على تعزيز قيمة الانتماء.
يستكمل اللواء أركان حرب، وليد حمودة، مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، جهود من سبقوه في المنصب نفسه مدعوما بإدارات وأقسام فرعية، يتحمل كل منسوبيها مسئولياتهم بكل اقتدار، ويقدمون التضحيات عن طيب خاطر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشئون المعنویة للقوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
المتحدث العسكري: استشهاد ضابطين في سقوط طائرة تدريب هليكوبتر بالشلوفة
أعلن العقيد اركان حرب غريب عبدالحافظ المتحدث العسكري للقوات المسلحة، استشهاد ضابطين في مهمة تدريبية بمنطقة الشلوفة.
واشار المتحدث الغسكري في بيان رسمي، إلى انه و فى إطار تنفيذ النشاط التدريبى للقوات الجوية اليوم الثلاثاء الموافق 5 / 11 / 2024 سعت 1100 سقطت طائرة هليكوبتر بمنطقة الشلوفة أثناء التدريب نتيجة عطل فنى مما أسفر عن إستشهاد ضابطين .وجارى إتخاذ الإجراءات اللازمة بمعرفة الجهات المختصة .
وتتقدم القوات المسلحة بخالص التعازى لأسر الشهداء داعين الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان .