الدكتور طارق سعداوى الأستاذ بجامعة مدينة نيويورك لـ«المصرى اليوم»: الصحة الإلكترونية تواجه تحدى تحقيق العدالة بين القادرين وغيرهم
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
التقت «المصرى اليوم» الدكتور طارق سعداوى، أستاذ تكنولوجيا المعلومات والشبكات والأمن السيبرانى بجامعة مدينة نيويورك، خلال زيارته القاهرة مؤخرا.
دار اللقاء حول ثلاثة محاور أساسية هى أبعاد التطور فى الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته، والأطر التنظيمية التى يسعى كل من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة لوضعها له، والمحور الثانى عن الأمن السيبرانى وتعاظم التهديدات مع تزايد الهجومات على المواقع الحيوية فى العالم كله، وأخيرا مناقشة كيفية تحقيق العدالة والكفاءة وحماية الخصوصية مع نظم الصحة الإلكترونية E Health .
.وموقع مصر من كل ذلك، وإلى نص الحوار:
أخبار متعلقة
«الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي» في نشرة «جسور»
لأول مرة.. تفاصيل استخدام الذكاء الاصطناعي في ترميم الآثار (فيديو)
لأول مرة.. استخدام الذكاء الاصطناعى فى ترميم المومياوات
- مضى نحو ٦٧ عاما على استخدام تعبير الذكاء الاصطناعى لأول مرة، لكن ما أطلق الجدل حوله بشدة مؤخرا هو أمران: القفزة الكبيرة فى التكنولوجيا والخوارزميات المرتبطة، وظهور تطبيقات جديدة تمس حياة عشرات الملايين من البشر، مثل روبوتات المحادثة، والثانى هو وجود علامات على توالى ظهور قدرات أعلى للآلة تتحدى الإنسان فى الكثير من جوانب حياته، بل وتحمل تهديدات لقيمه وخصوصيته وعمله وأكل عيشه، مثلما تضيف إليه وتخدمه، ولهذا بدأت الدول الكبرى، وبعد حث من المجتمع العلمى والمهنى ذاته، تفكر فى قواعد توجيهية وتنظيمية ورقابية تخص الذكاء الاصطناعى لتضمن تفادى أو تقليل المخاطر على الفرد وعلى الشركات وعلى الدولة والمجتمع، وتقود إلى تعظيم المنافع للجميع قدر الإمكان.
- رأينا فى أمريكا جهدا فيدراليًا وآخر على مستوى الولايات وثالثًا على مستوى المنظمات، وكل جهة تقوم بالعمل من وجهة نظرها، فالكونجرس مهتم بالمسؤولية عن الخوارزميات وتصميمها بحيث لا تؤدى إلى تحيز أو تفرقة لأى سبب، لأن الذكاء الاصطناعى قائم على وجود معلومات وبيانات يتم إدخالها وعليه يقوم هو بالتصرف مع أى وضع جديد فى ضوء تحليله للبيانات واستخلاصاته منها، وعليه يلزم أولا إدخال بيانات سليمة وغير متحيزة، وتحديثها باستمرار، مع الحفاظ طبعا على السرية طوال الوقت.
وينص التشريع الأمريكى المقترح على إفصاح الشركات عن أنها تلافت أى عيوب أو تحيزات فى نظمها وبياناتها، وهذا عمل رقابى فيه حماية للمستهلك ولخصوصيته. أما هيئة التجارة الفيدرالية فمسؤولة عن حمايته فى السلع والخدمات، ومن ضمن ذلك عدم الخداع أو التمييز. وهذا دور رقابى آخر. الشركات ذاتها تتجمع وتعمل مع جامعات ومراكز بحوث لتحدد من وجهة نظرها التوجهات الرقابية المطلوبة.
ولاية مثل كاليفورنيا مثلا أصدرت قواعد تخص تنظيم التعرف على الوجه بحيث نضمن الخصوصية وعدم إساءة الاستخدام، خاصة مع التوسع الشديد فى نشر الكاميرات.
أما الاتحاد الأوروبى، فهو معنى بالأمان والشفافية والمحاسبة والرقابة فى إطاره التنظيمى الخاص بالذكاء وحماية البيانات ومنع إساءة استغلال الشركات لها، والقواعد تحدد ما هو شخصى، وما هو حساس، وحدود استخدام البيانات، وبدأ الاتحاد فعلا فى إخضاع الشركات للإطار التنظيمى، بل قام برفع قضايا على شركات كبرى.
- تنفيذ القانون والقواعد عادة ما تقف أمامه عقبات خاصة عندما يكون الأمر متصلا بمجال شديد التعقيد والتداخل مثل البيانات الضخمة وتطبيقات العمل عليها، لكن قوة القواعد وصرامة التنفيذ وكفاءة جهة الرقابة تجعل الشركات ملزمة وتخشى أن تتعرض لمحاكمات وإضرار بسمعتها وأسهمها أو فقدان تمويل عام / حكومى وهكذا. ومن ناحية أخرى فالمنافسة أيضا لابد أن تكون عادلة والتزام الجميع بالقواعد أحد أدوات تأكيد تلك العدالة وتبقى بعد ذلك كله المتابعة المستمرة.
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين الذكاء الاصطناعى الاتحاد الأوروبى زي النهاردة الذکاء الاصطناعى
إقرأ أيضاً:
الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ «الاتحاد»: تطلق مركز الذكاء الاصطناعي الدفاعي في الإمارات قبل نهاية 2025
يوسف العربي (أبوظبي)
تعتزم «تاليس» إطلاق مركز الذكاء الاصطناعي الدفاعي في الإمارات قبل نهاية العام الحالي، حسب باتريس كين، الرئيس التنفيذي للمجموعة «تاليس»
وقال كين في حواره مع «الاتحاد»: إن تركيز الشركة لا ينصب على عدد الموظفين العاملين في مركز الذكاء الاصطناعي الدفاعي الجديد، بل على جودة عملهم.
وأضاف: يتضمن هذا العمل شديد الحساسية والسيادي تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي المدمجة في منتجاتنا، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تطوير خوارزميات جديدة مصممة خصيصاً لحالات الاستخدام المحددة، حيث لا توجد خوارزمية واحدة تلبي كل الاحتياجات الدفاعية.
ونوه بأن الأهم من ذلك، أن هذا التطوير يتطلب تعاوناً وثيقاً مع الجهة المعنية، حيث يتحكمون في البيانات التشغيلية الأساسية لتحسين الخوارزميات، بينما تساهم «تاليس» بالبيانات الصناعية، ويضمن هذا الجهد المشترك تدريب الخوارزميات على النحو الأمثل وفعاليتها للبيئة وحالة الاستخدام المحددة.
شراكات ممتدة
وأكد أن «تاليس» لها حضور كبير وطويل الأمد في دولة الإمارات مع ما يقارب 600 موظف، بما في ذلك 200 موظف متخصص في الدفاع في شركة «تاليس الإمارات للتقنيات» الشركة المحلية 100% التي تملكها «تاليس».
وأضاف: نتعاون مع مؤسسات أكاديمية مثل جامعة خليفة في البرامج التعليمية، ونتشارك مع شركات دفاعية كبرى مثل EDGE. تمتد علاقاتنا مع العملاء، خاصة في مجال الدفاع، إلى ما هو أبعد من التفاعلات التجارية إلى شراكات حقيقية، كما نتشارك أيضاً مع كيانات رئيسية مثل مبادلة. وقال: إن الإمارات تعد سوقاً رئيساً، ونحن ملتزمون بالمساهمة في رؤية الدولة كما حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
جهود كبيرة
وأوضح أنه بالنسبة إلى تاليس، فإنها تولي الأولوية لتطوير القدرات السيادية في الإمارات، حيث أنشأت المجموعة العديد من مراكز التميز داخل شركة تطوير التكنولوجيا الخاصة بها، مع التركيز على مجالات تشمل الخدمة والدعم والرادارات والاتصالات والتقنيات الرقمية، وقريباً، الذكاء الاصطناعي للدفاع. وأوضح أن هذا الحضور المتزايد والاستثمارات في المنطقة يعكسان الطموح نحو تحقيق الاستقلالية من خلال النمو العضوي للشركة المحلية 100% التي تملكها تاليس «تاليس الإمارات للتقنيات». وحول تطورات العمل في مصنع الرادار، قال كين: نحن على أهبة الاستعداد للإطلاق، في انتظار الموافقة النهائية، حيث حقق المشروع الاستعداد التشغيلي الكامل.
رؤية استراتيجية
وقال كين: تعمل «تاليس» برؤية استراتيجية طويلة الأجل، حيث نعتمد إطاراً زمنياً يتراوح بين 5 و8 سنوات، ونتطلع إلى عام 2030، حيث تتم مراجعة هذه الخطة وتعدل سنوياً، مع تحديد الأولويات الرئيسية وتوجيه المسار، وتركز الاستراتيجية على ثلاثة مجالات رئيسية: النمو، والتسليم الناجح للمشاريع لعملاء، والمساهمة في التحديات المجتمعية الأوسع.
وأضاف: نولي الأولوية للنمو المستدام، ونسعى باستمرار إلى البحث عن فرص لتوسيع قدراتنا، ويعد الوفاء بالتزاماتنا تجاه العملاء وضمان التنفيذ الناجح لمشاريعنا أمراً أساسياً لعملياتنا.
ونوه بأن المجموعة ملتزمة أيضاً بمواجهة التحديات المجتمعية الرئيسية، وهذا يشمل المساهمة في الأمن القومي من خلال المحفظة الدفاعية والأمنية، لدعم عالم أكثر استدامة من خلال الاستفادة من التقنيات الفضائية (على سبيل المثال، مراقبة تأثير الأنشطة البشرية من الفضاء)، وتعزيز عالم أكثر توازناً من خلال حلول الهوية الرقمية الخاصة بالمجموعة، لافتاً إلى أن هذه الخطة هي في الأساس داخلية، لكنها تعكس التزام المجموعة بمستقبل أكثر أماناً واستدامة.
الذكاء الاصطناعي
وأشار إلى أن «تاليس» متخصصة في الذكاء الاصطناعي للأنظمة الحرجة والتطبيقات في الدفاع والفضاء وغيرها من الصناعات، حيث إن السلامة والموثوقية أمران بالغا الأهمية، ويختلف هذا اختلافاً كبيراً عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الاستهلاكية، ويتطلب التركيز على نهج فريد قائم على ثلاثة مبادئ أساسية: القابلية للتفسير والأمان والأداء المتقدم.
وأوضح أن القابلية للتفسير أمر بالغ الأهمية، فهي سبب توصل نظام الذكاء الاصطناعي إلى نتيجة محددة وهو أمر ضروري في السيناريوهات الحرجة. وقال: إن الأمان الذي لا هوادة فيه أمر غير قابل للتفاوض، وإن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تطورها المجموعة تحمي الأرواح والبنية التحتية الحيوية، وتم تصميمها وفقاً لأعلى معايير الأمان لتحمل الهجمات الإلكترونية، وضمان استمرار التشغيل في البيئات العدائية.
تطبيقات حديثة
قال كين: يستفيد مسرع الذكاء الاصطناعي المخصص لدينا، cortAIx، من خبرة 600 مهندس وباحث رائد، بالإضافة إلى 100 طالب دكتوراه، لقد جعل هذا الاستثمار الكبير في المواهب «تاليس» من كبار حاملي براءات اختراع الذكاء الاصطناعي في أوروبا، مما مكننا من دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من المنتجات المعروضة هنا في معرض آيدكس.
كما يُشغّل الذكاء الاصطناعي أنظمة مساعدة القرار وفي المجال العسكري، يُترجم هذا إلى قدرات قيادة وتحكم محسّنة. في التطبيقات المدنية، مثل إدارة الحركة الجوية، ويُمكّن الذكاء الاصطناعي وظائف جديدة. على سبيل المثال، يسمح الذكاء الاصطناعي لمراقبي الحركة الجوية بتحسين مسارات الطيران، مما يقلل من استهلاك الوقود وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون - وهو مكسب لكل من البيئة وشركات الطيران.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي في بيئات متعددة المنصات، مثل أسراب الطائرات من دون طيار هنا، تعمل عوامل الذكاء الاصطناعي الموزعة ضمن «عقد استقلالية»، وهي مجموعة محددة مسبقاً من القيود تضمن أن السرب يعمل بشكل مستقل ولكنه آمن ويمكن التنبؤ به، بحيث يكون دائماً تحت سيطرة الإنسان المطلقة.