التقت «المصرى اليوم» الدكتور طارق سعداوى، أستاذ تكنولوجيا المعلومات والشبكات والأمن السيبرانى بجامعة مدينة نيويورك، خلال زيارته القاهرة مؤخرا.
دار اللقاء حول ثلاثة محاور أساسية هى أبعاد التطور فى الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته، والأطر التنظيمية التى يسعى كل من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة لوضعها له، والمحور الثانى عن الأمن السيبرانى وتعاظم التهديدات مع تزايد الهجومات على المواقع الحيوية فى العالم كله، وأخيرا مناقشة كيفية تحقيق العدالة والكفاءة وحماية الخصوصية مع نظم الصحة الإلكترونية E Health .

.وموقع مصر من كل ذلك، وإلى نص الحوار:

أخبار متعلقة

«الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي» في نشرة «جسور»

لأول مرة.. تفاصيل استخدام الذكاء الاصطناعي في ترميم الآثار (فيديو)

لأول مرة.. استخدام الذكاء الاصطناعى فى ترميم المومياوات

- مضى نحو ٦٧ عاما على استخدام تعبير الذكاء الاصطناعى لأول مرة، لكن ما أطلق الجدل حوله بشدة مؤخرا هو أمران: القفزة الكبيرة فى التكنولوجيا والخوارزميات المرتبطة، وظهور تطبيقات جديدة تمس حياة عشرات الملايين من البشر، مثل روبوتات المحادثة، والثانى هو وجود علامات على توالى ظهور قدرات أعلى للآلة تتحدى الإنسان فى الكثير من جوانب حياته، بل وتحمل تهديدات لقيمه وخصوصيته وعمله وأكل عيشه، مثلما تضيف إليه وتخدمه، ولهذا بدأت الدول الكبرى، وبعد حث من المجتمع العلمى والمهنى ذاته، تفكر فى قواعد توجيهية وتنظيمية ورقابية تخص الذكاء الاصطناعى لتضمن تفادى أو تقليل المخاطر على الفرد وعلى الشركات وعلى الدولة والمجتمع، وتقود إلى تعظيم المنافع للجميع قدر الإمكان.

- رأينا فى أمريكا جهدا فيدراليًا وآخر على مستوى الولايات وثالثًا على مستوى المنظمات، وكل جهة تقوم بالعمل من وجهة نظرها، فالكونجرس مهتم بالمسؤولية عن الخوارزميات وتصميمها بحيث لا تؤدى إلى تحيز أو تفرقة لأى سبب، لأن الذكاء الاصطناعى قائم على وجود معلومات وبيانات يتم إدخالها وعليه يقوم هو بالتصرف مع أى وضع جديد فى ضوء تحليله للبيانات واستخلاصاته منها، وعليه يلزم أولا إدخال بيانات سليمة وغير متحيزة، وتحديثها باستمرار، مع الحفاظ طبعا على السرية طوال الوقت.

وينص التشريع الأمريكى المقترح على إفصاح الشركات عن أنها تلافت أى عيوب أو تحيزات فى نظمها وبياناتها، وهذا عمل رقابى فيه حماية للمستهلك ولخصوصيته. أما هيئة التجارة الفيدرالية فمسؤولة عن حمايته فى السلع والخدمات، ومن ضمن ذلك عدم الخداع أو التمييز. وهذا دور رقابى آخر. الشركات ذاتها تتجمع وتعمل مع جامعات ومراكز بحوث لتحدد من وجهة نظرها التوجهات الرقابية المطلوبة.

ولاية مثل كاليفورنيا مثلا أصدرت قواعد تخص تنظيم التعرف على الوجه بحيث نضمن الخصوصية وعدم إساءة الاستخدام، خاصة مع التوسع الشديد فى نشر الكاميرات.

أما الاتحاد الأوروبى، فهو معنى بالأمان والشفافية والمحاسبة والرقابة فى إطاره التنظيمى الخاص بالذكاء وحماية البيانات ومنع إساءة استغلال الشركات لها، والقواعد تحدد ما هو شخصى، وما هو حساس، وحدود استخدام البيانات، وبدأ الاتحاد فعلا فى إخضاع الشركات للإطار التنظيمى، بل قام برفع قضايا على شركات كبرى.

- تنفيذ القانون والقواعد عادة ما تقف أمامه عقبات خاصة عندما يكون الأمر متصلا بمجال شديد التعقيد والتداخل مثل البيانات الضخمة وتطبيقات العمل عليها، لكن قوة القواعد وصرامة التنفيذ وكفاءة جهة الرقابة تجعل الشركات ملزمة وتخشى أن تتعرض لمحاكمات وإضرار بسمعتها وأسهمها أو فقدان تمويل عام / حكومى وهكذا. ومن ناحية أخرى فالمنافسة أيضا لابد أن تكون عادلة والتزام الجميع بالقواعد أحد أدوات تأكيد تلك العدالة وتبقى بعد ذلك كله المتابعة المستمرة.

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين الذكاء الاصطناعى الاتحاد الأوروبى زي النهاردة الذکاء الاصطناعى

إقرأ أيضاً:

منافسة شرسة بين الشركات.. من يفوز في سباق الذكاء الاصطناعي؟

تركز شركات التقنية الأميركية والصينية على تصدر مشهد الذكاء الاصطناعي للحفاظ على مكانتها العالمية في هذا القطاع الحيوي.

وتتجه الشركات العالمية إلى تطوير شرائح وأجهزة كمبيوتر ودمج روبوتات الدردشة في خدماتها، في ظل المنافسة المحتدمة بين شركتي "غوغل" و"مايكروسوفت" و "أبل" و "ميتا" و"أمازون" و "ألفابيت" وغيرها لتطوير مسارات أعمال جديدة لأنشطتها في الذكاء الاصطناعي وتعزيز نفوذها بهذا القطاع، وفقاً لورقة بحثية جديدة أعدها مركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" في أبوظبي.

ويرتبط اهتمام شركات التكنولوجيا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي بعدد من المحفزات الرئيسية أبرزها: وجود عدد لا يحصى من المنتجات التي يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي فيها، وهو ما يُفسِّر حجم الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات التكنولوجية الكبرى في هذا المجال.

استثمارات كبيرة

وترتبط استثمارات الشركات العالمية الكبرى في الذكاء الاصطناعي بترسيخ سمعتها التكنولوجية، والحصول على الأسبقية في المجال، فضلاً عن تخوفها من التعرض لخسائر مالية نظير تراجع آلة الابتكار لديها وبالتالي خسارتها المالية الكبيرة.

فيما أظهر تقرير لمجلة "ذي إيكونوميست" أن شركات "ألفابت، وأمازون، وآبل، وميتا، ومايكروسوفت " قدر رصت نحو 400 مليار دولار للاستثمارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والبحث والتطوير خلال 2024.

وتوقّع بنك "غولدمان ساكس" وصول حجم الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي عالمياً إلى 200 مليار دولارٍ العام 2025، فيما توقعت "بلومبرغ" بلوغ سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي 1.3 تريليون دولار العام 2032.

وضخت "غوغل" و"مايكروسوفت" بالإضافة إلى شركات صينية وعالمية أخرى استثمارات كبيرة بهدف الحصول على جزء من كعكة الذكاء الاصطناعي العالمية، فيما اندمجت شركات تكنولوجية عملاقة مع أخرى ناشئة، بهدف الاستحواذ عليها أو بتمويلها للاستعانة بمنتجاتها؛ بمواجهة كبرى الشركات الصينية في هذا المجال.

وسعت شركة "غوغل" إلى تعزيز حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوت المستجيب للمحادثات الفورية "لامادا" (LaMDA) وروبوت الدردشة (Bard) وأداة جديدة لتحسين أداء متصفح الإنترنت "كروم".

وضخت "مايكروسوفت" ما يتراوح بين 10 مليارات و20 مليار دولار في شركة "أوبن إيه آي" بهدف تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي من ناحية، ودمجه في منتجاتها.

وإلى بجانب طرح عدد من روبوتات الدردشة، تعكف "مايكروسوفت" على تحديث محركها البحثي "بينج" (Bing) ومتصفح الإنترنت "إيدج" (Edge) مع دعم كليهما بالذكاء الاصطناعي الذي يمكن من خلاله إدخال ميزات جديدة إلى بعض التطبيقات التي تُستخدم مع أنظمة "ويندوز" للحواسب، بجانب دمج تطبيق "تشات جي بي تي" ببعض تطبيقات "الأوفيس".

وأعلنت شركة "ميتا" عن تطوير حاسوب عملاق يعمل بالذكاء الاصطناعي تحت اسم AI Research SuperCluster الذي قد يكون الأسرع عالمياً؛ كما أعلنت الشركة عن مؤسسة (PyTorch Foundation) لدفع الأبحاث في القطاع.

 وأضحت "أبل" واحدة من أكثر الشركات الأميركية التي استحوذت على شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي بهدف تطوير مساعدها (Siri) في منافسة شرسة مع "غوغل" و"مايكروسوفت".

ومن بين صفقات شركة "أبل"، تبرز صفقة استحواذها على شركة (Inductiv) الناشئة للتعلم الآلي، وكذا شركة (Voysis) الناشئة لتكنولوجيا الصوت الأيرلندية، بالإضافة إلى متجر الكتب الرقمية "أبل بوكس".

وأصدرت "أوراكل" تحديثاً جديداً لبعض خدماتها السحابية الخاصة بالأجهزة النقالة كي تتضمن قدرات معززة بالذكاء الاصطناعي.

تهديد الشركات الناشئة

وذكر مركز "إنترريجونال" أن كبريات الشركات التكنولوجية تتخوف من "معضلة الابتكار" التي تتجلى بوضوح في حالة شركة "جوجل" التي قد يهدد تطبيق "تشات جي بي تي" عرشها؛ فمن دون التطوير المستمر لتقنياتها وتوجيه مزيد من الاهتمام إلى الذكاء الاصطناعي، قد تتمكن بعض الشركات الناشئة أو الصاعدة (بمفردها أو بتمويل من شركات تكنولوجية رائدة) من تقديم ابتكارات جديدة تهدد عمالقة التكنولوجيا.

الصين منافس قوي

وقال مركز "إنترريجونال": إن الصين على وجه الخصوص تكثف استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والذي بات في قلب خططها التكنولوجية والاقتصادية الاستراتيجية ما يعني أن الشركات التكنولوجية الأمريكية لا تتنافس بعضها مع بعض فحسب، بل تُنافِس كبرى الشركات الصينية أيضاً.

ويأتي في مقدمة تلك الشركات، شركة "بايدو" عملاق البحث الصيني الذي كثَّف استثماراته في مجال السيارات الذاتية القيادة، كما أطلقت شركة "سينس تايم" كاميرات مراقبة ذكية تتعقب حوادث المرور والسيارات المتوقفة بشكل غير قانوني.

مقالات مشابهة

  • مسلسلات الذكاء الإصطناعى
  • الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله
  • منافسة شرسة بين الشركات.. من يفوز في سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • وزير الأوقاف ينعي شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم
  • مفتي الجمهورية ينعى شقيقة الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق
  • وزارة الاقتصاد تناقش الصعوبات التي تواجه عمل الشركات الصينية
  • انطلاق منتدى "دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق التنمية المستدامة".. اليوم
  • نادر آل سعيد لـ"الرؤية": 3 تحديات تمويلية تواجه الشركات الناشئة.. و"هيئة تنمية المؤسسات" تطرح عدة بدائل
  • من أرض سيناء.. انطلاق الدراسة بجامعة شرق بورسعيد الأهلية
  • «نيويورك تايمز»: بين النار والمطرقة.. إيران تواجه اختبارًا صعبًا بين حرب شاملة وحماية وكلائها