"مذنب الشيطان" يزور الأرض ويظهر للعين المجردة
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
يستعد عشاق الفلك لحدث فريد من نوعه يمكن أن يجعل مذنبا أكبر من جبل إيفرست مرئيا بالعين المجردة لمراقبي السماء في الأسابيع المقبلة.
ومن المنتظر أن يصبح "مذنب الشيطان" مرئيا أثناء مروره بالقرب من الأرض في الأسابيع القليلة القادمة، خلال زيارته الأولى للنظام الشمسي الداخلي منذ أكثر من 70 عاما، حسبما يقول علماء الفلك.
وهذا الجسم الجليدي هو مذنب من نوع "هالي" لأن مداره حول الشمس يضعه في نفس فئة صخرة الفضاء الأكثر شهرة في التاريخ (مذنب هالي)، والتي تستغرق نحو 75 عاما للدوران حول نجمنا، على عكس آلاف السنين مثل معظم المذنبات، وبالتالي سيظهر هذا المذنب مرة واحدة في العمر، أو ربما مرتين في العمر.
وفي الواقع، يُكمل "مذنب الشيطان"، المعروف رسميا باسم 12P/Pons-Brooks، أو 12P اختصارا، مداره مرة كل 71.3 عاما، ومن المنتظر أن يصل إلى أقرب نقطة من الشمس في 21 أبريل.
وفي حين تشير بعض التقارير إلى أن 12P/Pons-Brooks قد تم رصده في القرن الرابع عشر، إلا أنه سمي على اسم عالم الفلك الفرنسي جان لويس بونس الذي اكتشفه في عام 1812 وعالم الفلك البريطاني الأمريكي ويليام روبرت بروكس الذي لاحظه في مروره التالي في عام 1883.
ويعتقد أن نواة المذنب يبلغ قطرها نحو 30 كم (20 ميلا)، ويتم تصنيفه على أنها مذنب "بركاني بارد"، ما يعني أنه يثور مع الغبار والغازات والجليد عندما يتراكم الضغط داخله أثناء تسخينه.
وأدى أحد هذه الانفجارات في العام الماضي إلى زيادة سطوعه بمقدار مائة ضعف ومنحه لقب "مذنب الشيطان" بعد أن شكّل الضباب الذي يحيط به شكلا يشبه القرون.
إقرأ المزيدوفي حين تم بالفعل رصد المذنب في سماء الليل، يقول الخبراء إنه من المتوقع أن يصبح أكثر سطوعا ومرئيا للعين المجردة في الأسابيع المقبلة، بعيدا عن التلوث الضوئي.
وقال الدكتور بول ستروم، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة وارويك: "ينتقل المذنب من كوكبة المرأة المسلسلة إلى كوكبة الحوت. وأثناء قيامه بذلك، فإنه يمر بنجوم ساطعة ما يسهل اكتشافه في تواريخ معينة. وعلى وجه الخصوص، في 31 مارس، سيكون 12P/Pons-Brooks على بعد 0.5 درجة فقط من النجم الساطع المسمى الناطح (Hamal)".
ومن المتوقع أن يصل المذنب إلى أقصى سطوع له الشهر المقبل، قبل أيام قليلة من كسوف الشمس الكلي في 8 أبريل، بينما سيكون أقرب اقتراب له من الأرض في يونيو.
وقد يتمكن راصدو النجوم في نصف الكرة الشمالي الآن من إلقاء نظرة خاطفة على المذنب باستخدام أدوات خاصة، مثل المنظار، تحت سماء صافية وخالية من التلوث الضوئي على ارتفاع نحو 20 درجة فوق الأفق الغربي الشمالي الغربي.
وبحلول نهاية شهر مارس، سيسطع المذنب أكثر، ويمكن رؤيته بالعين المجردة مع وجود كوكبة برج الحمل في الخلفية.
المصدر: ذي غارديان
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الفضاء المذنبات ظواهر فلكية معلومات علمية
إقرأ أيضاً:
أوقفوا صناعة الوهم: من الذي انتصر حقاً؟
أوقفوا صناعة الوهم: من الذي انتصر حقاً؟
حسن عبد الرضي الشيخ
في مشهد مكرور من مسرحيات الدجل السياسي، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي ليعلن ـ عبر خطاب متلفز ـ “التهنئة بالانتصار على الكيان الصهيوني الزائف”، مدّعيًا أن ما جرى خلال اثني عشر يومًا من المواجهة مع إسرائيل كان نصراً مبينًا يُهدى للشعب الإيراني. وهو حديث لا يصمد أمام أبسط حقائق الجغرافيا العسكرية ولا وقائع الأرض.
إنّ من يتابع ما جرى ـ بقدر من الإنصاف والتحليل المجرد ـ لا يرى سوى مشهد آخر من مشاهد الهزيمة المضمخة بالغرور، إذ لم تفلح صواريخ إيران في شل قدرة الرد الإسرائيلي، ولا استطاعت أن تحدث تحوّلاً استراتيجياً في موازين الصراع، اللهم إلا ما حققته من “دوي إعلامي” قصير العمر. الرد الإسرائيلي كان مدروسًا، موجّهًا، مؤلمًا لمراكز حيوية داخل إيران، ونجح في توجيه رسالة قاسية دون أن ينجر لحرب شاملة، فماذا بقي من النصر الذي يدّعيه خامنئي؟
إنّ التضليل الإعلامي الذي يُمارَس على الشعب الإيراني بلغ مستويات عبثية، حين تُقدَّم الهزيمة باعتبارها انتصاراً، وتُغطى الجراح بالمزامير. فقد قصف الإسرائيليون قلب إيران، دون أن تتمكن طهران من فرض معادلة ردع حقيقية، ورغم ذلك يخرج المرشد مهددًا بأن “أي اعتداء علينا سنواجهه بتكرار استهداف القواعد الأمريكية”، وكأن الواقع ينقصه تهريج إضافي في خضم هذا الفشل المركب.
لقد كتب مفكرون ومصلحون عقلاء، منذ سنوات طويلة، عن آفة النظم الطائفية المتستّرة خلف عباءة الدين، خاصة النظام القائم في إيران، حيث تتداخل العمامة مع البندقية، ويُستثمر الإيمان لخلق قطيع، ويُغسل وعي الشعوب بزخرف الشعارات. هذا النموذج ـ كما وصفوه ـ ليس سوى نسخة مستحدثة من الاستبداد السياسي، محاط بهالة روحية زائفة. فالخطاب الديني في إيران تم تطويعه بالكامل لخدمة آلة الحكم، فأصبحت “الفتوى” صكًا سياسيًا، و”المرشد” إلهًا صغيرًا لا يُسائل.
في ضوء ذلك، فإن تصريحات خامنئي ليست مجرد تحريف للواقع، بل هي استكمال لمنهجية متجذّرة في الكذب الممنهج، والتلاعب بالوعي الجمعي، عبر تغليف الانكسار بغلاف “الانتصار”، تمامًا كما كانت تفعل أنظمة شمولية كثيرة من قبل، حتى سقطت في مستنقع السخرية التاريخية.
لقد فشلت إيران في إقناع العالم بنجاحاتها، لكنها نجحت ـ للأسف ـ في تسويق الوهم داخليًا، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الدعاية، ولا عقل يجرؤ على السؤال. هذا الانغلاق هو السبب الجوهري في تكرار الهزائم، وهو ما يجعل طهران دوماً أسيرة انفعالاتها، تتوهم أنها تصنع المجد، بينما لا تفعل سوى تخريب نفسها.
فليتوقف خامنئي عن بيع السراب، فالحقيقة أن إسرائيل لم تُهزم، وأمريكا لم تُردع، وإيران لم تنتصر، أما الشعب الإيراني، فلا تهنئة له إلا إن استعاد وعيه، وأسقط وهم المظلومية المقدسة، وأعاد للدين معناه، وللسياسة ميزانها، وللحقيقة حقها في أن تُقال.
الوسومأمريكا إسرائيل إيران الدجل السياسي الكيان الصهيوني حسن عبد الرضي الشيخ علي خامنئي