قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إن على المسلم والمؤمن أن يستعمل أسماء الله الحسنى في الدعاء وأن يعتمد عليها اعتمادا كليا، والدليل على ذلك قوله تعالى "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" وقوله تعالى "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الأسماء الحسنى". 

وأشار إلى أنه ورد في أسباب نزول هذه الآية أن أبا جهل سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "يا الله ويا رحمن" فقالوا يدعونا محمد إلى إله واحد وهو يدعو ويعبد إلهين، فنزلت هذه الآية، مبينا فضيلته أنه من البديهيات أن كثرة الصفات لا تقدح في وحدة الذات.

وأضاف شيخ الأزهر، أنه بدون هذه الأسماء الحسنى لما استطعنا أن نعرف الله، وأنه يصعب تصور الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ولم يرد في القرآن ولا في السنة أي وصف له جل وعلا، فالأسماء الحسنى هي النوافذ على معرفة الله سبحانه وتعالى، ولولاها لأصبحنا نعبد مجهولا وهو ما لا يصح في جنب الله جل وعلا، مشيرا فضيلته أن الأسماء الحسنى تنشئ إنسانا كله خير في جميع جوانبه، وتبعث في الإنسان القدرة على التأمل في الرزق من خلال اسم الرزاق على سبيل المثال، وتؤكد ثقة الإنسان في أن الله هو من يرزقه ولا أحد سواه.

وأوضح فضيلته معنى كلمة أحصاها الواردة في الحديث الشريف "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة"، بأن من أحصاها تعني من وعاها ومن عرفها، مشيرا إلى أن هناك من فسر الإحصاء هنا بمعنى من حفظها، ولكن لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بحفظها، لكن الذي يلزمنا هو الوعي بها وبمعانيها والدعاء بها، مشيرا إلى أن الإحصاء لا يدل على الحصر الذي يعني أن الله تعالى ليس له أي اسم آخر سوى هذه الأسماء، لأن الإحصاء هنا مرتبط بدخول الجنة "من أحصاها دخل الجنة"، ولم يكن لحصر تلك الأسماء في ال99 اسم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأسماء الحسنى

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء ماليزيا «MADANI»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتح فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وداتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، مجلسًا خاصًّا لعلماء وشباب الباحثين الماليزيين؛ للتناقش والحوار حول وسطية الإسلام وسماحته، والمنهج الإسلامي في تعزيز الأخوَّة والوئام في المجتمعات.  

وفي بداية كلمته، أكَّد شيخ الأزهر أنَّ أكثر ما يميز المجتمع الماليزي تعدُّدُ الأعراق والأديان، محذرًا من خطورة استغلال بعض التَّيارات المتطرفة والمتشددة للتعددية، وتصويرها جهلًا على أنها خطر على الإسلام والمجتمعات، مفنِّدًا زيف هذه الادِّعاءات؛ حيث استشهد فضيلته بتعاليم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يتعلق بالعلاقة بين المسلمين أنفسهم، الَّتي لخصها في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن صلَّى صلاتنا، واستقبل قبلتَنا، وأكل ذبيحتَنا، فذلك المسلمُ الذي له ذمَّة الله وذمة رسوله، فلا تَخفِرُوا الله في ذمته» أي: لا تخونوا.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أرسى قواعد العلاقة التي تربط المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى وحدودها، وهي العلاقة المبنيَّة على الاحترام والتَّعايش المشترك، والتَّحلِّي بأخلاق الإسلام الذي لم يكتف بتحريم الاعتداء على الإنسان أيًّا كان دينه أو جنسه أو لونه، وإنَّما حرَّم الاعتداء على الحيوان والنبات والجماد، إلا فيما بيَّنَتْه الشريعة مما لا يعد اعتداء كذبح الحيوان لغرض الأكل وسد الجوع وبمقدار محدَّد، وأنَّ الإسلام وضع قواعد لحماية البيئة والمناخ، بما لا يسمح له من الاستجابة لشهواته ورغباته المادية، بما يؤثِّر سلبًا على البيئة، وأنَّه إذا كان الإسلام قد عُنِيَ بكل هذه الجوانب فكيف تكون عنايته بالإنسان حتى ولو كان غير مسلم!

وأكَّد فضيلته أن مسؤولية إقرار وتعزيز التَّعايش السِّلمي بين أتباع الديانات المختلفة، تقع على عاتق كل فردٍ في المجتمع، ولا يمكن تحقيقُها إلا من خلال الفهم الصحيح لرسالة الإسلام بشكل خاص والأديان بشكل عام، التي جاءت لإسعاد الإنسان وانتشاله من مخاطر تأليه المادة والسعي لإشباع الغرائز دون التنبه لما قد ينتج عن ذلك من حروب وصراعات، وأنَّ الدين هو السبيل الأوحد للتحكم في غرائز الإنسان وتوجيهها بما فيه مصلحته ومصلحة المجتمع.

وحذَّر شيخ الأزهر من بعض التيارات التي تحاول تغذية التعصُّب والكراهية بين المسلمين، وتزكية الصِّراعات المذهبية وتوجيه اهتمامات الشباب المسلم لبعض القضايا التي تشغلهم عن النظر والاهتمام بقضايا أهم، وإعادة إحياء لصراعات وقضايا تؤرِّق المجتمع المسلم وتعمل على إضعافه وتشتته، وبث الفرقة والشقاق فيما بين أبنائه، مشددًا على أن الأولى في هذا الوقت الحرج أن تتجه الجهود لما فيه وحدة الأمَّة وتماسكها لتحقيق نهضتها المنشودة.

وحرص الطيب على الاستماع لآراء بعض الشباب الماليزي ومناقشتهم فيها، والإجابة على تساؤلاتهم فيما يتعلق بالعلاقة بين مدارس الفكر الإسلامي، وكيفية استثمار التعدديَّة لما فيه صالح الأمة، كما ناقش فضيلته بعض الفتيات عن حقوق المرأة في الإسلام، وكيف كفل الإسلام للمرأة حقَّها في التعليم والمشاركة الإيجابيَّة في الحياة الاجتماعية، وغير ذلك من الموضوعات التي كانت محل نقاش من الشباب الماليزي المشارك.

من جهته، أعرب رئيس الوزراء الماليزي، عن سعادته بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر في هذا اللقاء المهم، وتقديره لحرص فضيلته على مناقشة الشباب الماليزي في أفكارهم ومحاورتهم دون قيود، مؤكدًا أن بلاده ممتنة لفضيلة الإمام الأكبر ولفكر الأزهر الوسطي الذي صدَّرَ للعالم -ولا يزال- علوم الدين والدنيا، وأن ماليزيا حريصة على تعزيز علاقاتها مع الأزهر الشريف، والاستفادة من برامج تدريب الأئمة التي تستضيفها أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتمنياته بأن تكون زيارة شيخ الأزهر لماليزيا بداية لعدد غير محدود من المشروعات والمبادرة المشتركة مع الأزهر الشريف.

IMG-20240704-WA0012 IMG-20240704-WA0011 IMG-20240704-WA0010 IMG-20240704-WA0009 IMG-20240704-WA0008 IMG-20240704-WA0007 IMG-20240704-WA0006 IMG-20240704-WA0005 IMG-20240704-WA0004 IMG-20240704-WA0003 IMG-20240704-WA0002 IMG-20240704-WA0001 IMG-20240704-WA0000

مقالات مشابهة

  • عمرو كمال ينعيي اللاعب أحمد رفعت: ربنا يجعل شبابك في الجنة
  • أيهما أجمل الزوجة أم الحور العين في الجنة؟.. عالم أزهري يجيب
  • المفتي: النبي امتدح الجيش المصري وشهد له بالخيرية في أحاديث صحيحة
  • دار الإفتاء توضح كفارة الكذب وشرط مهم للتوبة (فيديو)
  • حظك اليوم برج العذراء الجمعة 5-7-2024 مهنيا وعاطفيا
  • تايمز أوف الصهيونية: تكنولوجيا حماس وحزب الله المنخفضة تؤلم جيش العدو
  • رئيس الوزراء الماليزي يحاوِر شيخ الأزهر حول وسطيَّة الإسلام
  • شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام
  • شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء ماليزيا MADANI
  • شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء ماليزيا «MADANI»