جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-19@17:11:30 GMT

الرصيف الأمريكي

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

الرصيف الأمريكي

 

 

مدرين المكتومية

 

 

في الوقت الذي يتضور فيه أهالي غزة جوعًا ويموت الأطفال نتيجة سوء التغذية؛ بل وانعدامها، وبينما تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي المُجرمة قوافل المساعدات وتُعرقل دخولها من المعابر البرية، والتي تعد المنفذ الأسهل والطبيعي للمساعدات، تفاجئنا الإدارة الأمريكية بإعلان اعتزامها بناء رصيف بحري على شاطئ غزة، ليعمل كميناء مؤقت يُسهّل- حسب زعمهم- إيصال المساعدات إلى القطاع المُدمّر.

المُدهش في الإعلان الأمريكي أنه يأتي تزامنًا مع عدم التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو حتى سريان هدنة مؤقتة خلال شهر رمضان المبارك، كما إن الإدارة الأمريكية بدلا من أن تضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف عدوانه الهمجي البربري، تُعلن عن إجراء سيستغرق- حسبما أعلنت- أكثر من شهرين لبنائه!

الرصيف الأمريكي المزمع ليس سوى محاولة عبثية من أمريكا- الداعم الأكبر للكيان الإسرائيلي المجرم- من أجل مساعدة نتنياهو على إطالة أمد الحرب، ومواصلة جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الصامد في وجه أعنف حرب ضد سكان مدنيين عُزَّل. ومما يثير السخرية والغضب في الوقت نفسه، أن أمريكا التي تزوّد إسرائيل بالسلاح والمال منذ اللحظة الأولى، وأمريكا التي أكدت أنها لن تتخلى يومًا عن هذا الكيان المُجرم، تُقدِّم نفسها الآن على أنها الحمل الوديع الذي يسعى لإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، بينما الحل الأسهل يتمثل في الضغط على الاحتلال لوقف هذه الحرب المجنونة، وعدم عرقلة دخول المساعدات عبر المنافذ البرية، خاصة إذا علمنا أن قطاع غزة له 7 معابر برية، يُمكن من خلالها إدخال المساعدات، غير أن الاحتلال الإسرائيلي المجرم يمارس حرب تجويع ويستخدم سلاح المساعدات من أجل مواصلة جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

أمريكا هي المسؤول الأول عن جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، لأنها هي التي تزوّده بالسلاح والعتاد والمال، وهي التي تستخدم "الفيتو" ضد أي مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف الحرب، وهي التي تتقاعس عن الضغط على إسرائيل لدفع مفاوضات الهدنة إلى الأمام والتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار. ومن العجب العجاب أن نجد الإدارة الأمريكية مستعدة لإنفاق أكثر من 35 مليون دولار لإنشاء هذا الرصيف البحري، بينما يسعى بعض أعضاء هذه الإدارة لوقف تمويل منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في تناقض صارخ يدفعنا للتساؤل حول الجدوى والهدف الحقيقي من هذا الرصيف.

إننا دائمًا نشعر بالريبة والشك تجاه أي قرار أمريكي يبدو في ظاهره أنه لمساعدة الشعب الفلسطيني، لأن الإدارة الأمريكية لم تقدم يومًا أي دعم حقيقي لهذا الشعب الذي يُعاني مرارة الحياة منذ أكثر من 7 عقود، وهذه الإدارة هي السبب الرئيس في تدهور وانهيار أوضاع الشعب الفلسطيني. لذلك التفسيرات التي نقرأها هنا وهناك ونسمعها على لسان مُحللين فلسطينيين يحذرون فيها من عواقب إنشاء هذا الرصيف البحري، جديرة بالتفكير، خاصة أن البعض يرى أن هذا الرصيف أو الميناء المؤقت ربما يكون ذريعة لتحريض سكان غزة على الفرار من القطاع، ونشوء موجات هجرة إلى أوروبا. وموضوع تهجير الفلسطينيين في غزة مطروح بقوة على مائدة حكومة الاحتلال المُجرمة، وكان المقترح أن يتم تهجير أهالي غزة إلى سيناء المصرية، ثم تهجير أهالي الضفة الشرقية إلى الضفة الشرقية في الأردن، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية بالكامل وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي المجرم على كامل أراضي فلسطين التاريخية.

المُخططات الشيطانية لا تتوقف، والمؤمرات ديدنُ إسرائيل المُجرمة ومن ورائها أمريكا والغرب، ولا شك أن هناك العديد من المحاولات الخبيثة التي يجري الإعداد لها لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يستدعي حتمية بناء صف عربي وإسلامي ودولي مُوحّد لمناهضة أي مسعى لتصفية قضية فلسطين، وكفى صمتًا وخذلانًا لغزة وأهلها.

وأخيرًا.. إن الإدارة الأمريكية لن تكون رسول سلام لأهل غزة، ولذلك يجب الضغط من أجل إفشال مُخطط الميناء المؤقت، وفي المقابل السماح بدخول أعداد لا محدودة من شاحنات الإغاثة دون شرط أو قيد، ودون عمليات تفتيش مُبالغ فيها تتسبب في عرقلة دخول المساعدات، والنتيجة أن الأطفال يموتون، والنَّاس تتضور جوعًا..

*****

بمناسبة شهر رمضان المبارك، أناشد الجميع بالتبرع لصالح الهيئات والمؤسسات والجمعيات المُعتمدة لإيصال المساعدات لإخواننا في غزة، وهذا أقل ما يُمكن أن نقوم به.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ميناء دمياط يستقبل دفعة جديدة من أوناش الرصيف العملاقة لمحطة الحاويات

استقبل ميناء دمياط السفينة ( CHANG YANG DONG FANG ) الصينية والتي تحمل على متنها دفعة جديدة  مكونة من عدد 2 ونش رصيف عملاق ، وذلك في إطار استكمال أعمال البنية الفوقية التي تقوم بها شركة " دمياط أليانس " المشغلة لمحطة الحاويات تحيا مصر 1، وفقاً للجداول الزمنية المحددة مسبقًا ، استعداداً لقرب افتتاح وتشغيل المحطة .


يأتي استقبال الأوناش العملاقة ضمن خطة شركة دمياط أليانس لمحطات الحاويات لتزويد المحطة بأنظمة تشغيل متقدمة ومتكاملة تشمل 12 ونش رصيف عملاق من أحدث الطرازات العالمية ، من إنتاج شركة HHMC الصينية ، والتي تُعد من أبرز الشركات الرائدة في تصنيع معدات الموانئ المتطورة. 


وجاء في بيان صادر عن هيئة ميناء دمياط انه تتميز هذه الأوناش بقدرات تشغيلية فائقة ، حيث تصل قدرة الرفع إلى 75 طناً ، مع إمكانية الوصول إلى ارتفاع 57.5 متراً من سطح الرصيف ، ما يمكنها من التعامل بكفاءة مع سفن الحاويات العملاقة التي تحمل حتى 11 حاوية ارتفاعًا .


كما يبلغ طول الذراع الخارجي للونش 72 متراً ، ما يسمح بالتعامل مع أكبر السفن ذات العرض الكبير ، مما يعزز من قدرات الميناء في استقبال والتعامل مع أحدث أنواع سفن الحاويات في العالم بكفاءة عالية .


كما تم تزويد الأوناش الجديدة بأحدث أنظمة السلامة المتقدمة ، والتي تشمل حساسات وكاميرات مراقبة ، إلى جانب نظم حماية لضمان سلامة العمليات التشغيلية داخل الرصيف وخلال عمليات التفريغ والتحميل على السفن ، كما تدعم الأوناش التكامل مع أنظمة إدارة الموانئ الذكية ، مما يتيح تتبع العمليات لحظيًا وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والتنسيق بين مختلف أقسام التشغيل داخل المحطة.


يأتي استقبال أوناش الرصيف العملاقة استكمالًا لعملية تجهيز المحطة ، حيث سبق الإعلان عن وصول عدد 5 أوناش رصيف عملاقة من إجمالي 12 ونش الى جانب 20 ونش ساحة كهربائي (  RTG) من إجمالي 40 ونش ساحة مقرر وصولها تباعًا ، و تعمل أوناش الساحة تلك بتقنيات متقدمة صديقة للبيئة ، ما يضمن تشغيل المحطة وفق أعلى معايير الكفاءة والاستدامة .


وتأتي هذه المعدات الحديثة ضمن استراتيجية التحول نحو التشغيل صديق البيئة ، حيث تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية ، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة .


ويُعد مشروع محطة الحاويات " تحيا مصر 1 " أحد أكبر المشروعات القومية الجاري اقامتها بميناء دمياط ، حيث تمتد أرصفتها بطول 1970 مترًا وعمق 18 مترًا، وتضم ساحة خلفية تبلغ مساحتها حوالى 922 ألف متر مربع ، وتصل طاقتها إلى 3.5 مليون حاوية مكافئة .


واضاف البيان ان شركة دمياط أليانس لمحطات الحاويات ، التي تضم تحالف يوروجيت الألمانية ، كونتشيب الإيطالية ، والخط الملاحي العالمي هاباج لويد ، تتولى تشغيل المحطة وفق أحدث المعايير العالمية ، ما يعزز من مكانة الميناء كأحد المراكز اللوجستية المتكاملة في المنطقة .


ويأتي هذا المشروع ضمن خطة وزارة النقل تحت قيادة السيد الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل لتنفيذ الممر اللوجستي المتكامل ( طنطا – المنصورة – دمياط ) . 
وبالنظر إلى المشروعات القومية الكبرى الجاري إقامتها حاليا بميناء دمياط يتبين أنه يسير بثبات نحو تحقيق مكانة ريادية في قطاع النقل البحري ، من خلال تحسين أزمنة التشغيل ، وزيادة كفاءة العمليات اللوجستية ، وتعزيز قدراته على استيعاب الأجيال الجديدة من السفن العملاقة ، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسية الموانئ المصرية عالميًا .

مقالات مشابهة

  • حزب الله: الكيان المارق ومعه الإدارة الأميركية ‏لا يحترمان أي تعهدات واتفاقات
  • حزب الله : الكيان المارق ومعه الإدارة الأميركية ‏لا يحترمان أي تعهدات واتفاقات
  • حلقة جديدة من «ساعة الفطار» مع عمال نظافة بالمقطم.. وجبة على الرصيف
  • الرئاسة الفلسطينية تُطالب الإدارة الأميركية بوقف العدوان على غزة
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستواصل حملتها على الحوثيين لحين وقف أعمالهم العسكرية
  • وزير الخارجية الأمريكي: سنتخذ إجراءات ضد الدول التي فرضت علينا رسوما جمركية
  • نقابة المحامين اليمنيين تدين العدوان الأمريكي على اليمن
  • الإدارة الأمريكية تتوعد بإستهداف السفن الإيرانية التي تحاول تقديم الدعم للحوثيين
  • ميناء دمياط يستقبل دفعة جديدة من أوناش الرصيف العملاقة لمحطة الحاويات