جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-23@12:43:33 GMT

الرصيف الأمريكي

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

الرصيف الأمريكي

 

 

مدرين المكتومية

 

 

في الوقت الذي يتضور فيه أهالي غزة جوعًا ويموت الأطفال نتيجة سوء التغذية؛ بل وانعدامها، وبينما تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي المُجرمة قوافل المساعدات وتُعرقل دخولها من المعابر البرية، والتي تعد المنفذ الأسهل والطبيعي للمساعدات، تفاجئنا الإدارة الأمريكية بإعلان اعتزامها بناء رصيف بحري على شاطئ غزة، ليعمل كميناء مؤقت يُسهّل- حسب زعمهم- إيصال المساعدات إلى القطاع المُدمّر.

المُدهش في الإعلان الأمريكي أنه يأتي تزامنًا مع عدم التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو حتى سريان هدنة مؤقتة خلال شهر رمضان المبارك، كما إن الإدارة الأمريكية بدلا من أن تضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف عدوانه الهمجي البربري، تُعلن عن إجراء سيستغرق- حسبما أعلنت- أكثر من شهرين لبنائه!

الرصيف الأمريكي المزمع ليس سوى محاولة عبثية من أمريكا- الداعم الأكبر للكيان الإسرائيلي المجرم- من أجل مساعدة نتنياهو على إطالة أمد الحرب، ومواصلة جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الصامد في وجه أعنف حرب ضد سكان مدنيين عُزَّل. ومما يثير السخرية والغضب في الوقت نفسه، أن أمريكا التي تزوّد إسرائيل بالسلاح والمال منذ اللحظة الأولى، وأمريكا التي أكدت أنها لن تتخلى يومًا عن هذا الكيان المُجرم، تُقدِّم نفسها الآن على أنها الحمل الوديع الذي يسعى لإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، بينما الحل الأسهل يتمثل في الضغط على الاحتلال لوقف هذه الحرب المجنونة، وعدم عرقلة دخول المساعدات عبر المنافذ البرية، خاصة إذا علمنا أن قطاع غزة له 7 معابر برية، يُمكن من خلالها إدخال المساعدات، غير أن الاحتلال الإسرائيلي المجرم يمارس حرب تجويع ويستخدم سلاح المساعدات من أجل مواصلة جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

أمريكا هي المسؤول الأول عن جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، لأنها هي التي تزوّده بالسلاح والعتاد والمال، وهي التي تستخدم "الفيتو" ضد أي مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف الحرب، وهي التي تتقاعس عن الضغط على إسرائيل لدفع مفاوضات الهدنة إلى الأمام والتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار. ومن العجب العجاب أن نجد الإدارة الأمريكية مستعدة لإنفاق أكثر من 35 مليون دولار لإنشاء هذا الرصيف البحري، بينما يسعى بعض أعضاء هذه الإدارة لوقف تمويل منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في تناقض صارخ يدفعنا للتساؤل حول الجدوى والهدف الحقيقي من هذا الرصيف.

إننا دائمًا نشعر بالريبة والشك تجاه أي قرار أمريكي يبدو في ظاهره أنه لمساعدة الشعب الفلسطيني، لأن الإدارة الأمريكية لم تقدم يومًا أي دعم حقيقي لهذا الشعب الذي يُعاني مرارة الحياة منذ أكثر من 7 عقود، وهذه الإدارة هي السبب الرئيس في تدهور وانهيار أوضاع الشعب الفلسطيني. لذلك التفسيرات التي نقرأها هنا وهناك ونسمعها على لسان مُحللين فلسطينيين يحذرون فيها من عواقب إنشاء هذا الرصيف البحري، جديرة بالتفكير، خاصة أن البعض يرى أن هذا الرصيف أو الميناء المؤقت ربما يكون ذريعة لتحريض سكان غزة على الفرار من القطاع، ونشوء موجات هجرة إلى أوروبا. وموضوع تهجير الفلسطينيين في غزة مطروح بقوة على مائدة حكومة الاحتلال المُجرمة، وكان المقترح أن يتم تهجير أهالي غزة إلى سيناء المصرية، ثم تهجير أهالي الضفة الشرقية إلى الضفة الشرقية في الأردن، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية بالكامل وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي المجرم على كامل أراضي فلسطين التاريخية.

المُخططات الشيطانية لا تتوقف، والمؤمرات ديدنُ إسرائيل المُجرمة ومن ورائها أمريكا والغرب، ولا شك أن هناك العديد من المحاولات الخبيثة التي يجري الإعداد لها لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يستدعي حتمية بناء صف عربي وإسلامي ودولي مُوحّد لمناهضة أي مسعى لتصفية قضية فلسطين، وكفى صمتًا وخذلانًا لغزة وأهلها.

وأخيرًا.. إن الإدارة الأمريكية لن تكون رسول سلام لأهل غزة، ولذلك يجب الضغط من أجل إفشال مُخطط الميناء المؤقت، وفي المقابل السماح بدخول أعداد لا محدودة من شاحنات الإغاثة دون شرط أو قيد، ودون عمليات تفتيش مُبالغ فيها تتسبب في عرقلة دخول المساعدات، والنتيجة أن الأطفال يموتون، والنَّاس تتضور جوعًا..

*****

بمناسبة شهر رمضان المبارك، أناشد الجميع بالتبرع لصالح الهيئات والمؤسسات والجمعيات المُعتمدة لإيصال المساعدات لإخواننا في غزة، وهذا أقل ما يُمكن أن نقوم به.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أوكسفام: 12 شاحنة فقط وزعت المساعدات شمال غزة خلال 75 يوما

أكدت منظمة أوكسفام غير الحكومية -أمس الأحد- أن 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في شمال قطاع غزة خلال شهرين ونصف الشهر، محذرة بشدة من تدهور الوضع الإنساني هناك.

وشددت المنظمة -في بيان- على أن الجيش الإسرائيلي يعرقل بشكل ممنهج "إيصال المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا".

وقالت إن الجيش الإسرائيلي سمح حتى يوم السبت الماضي بتوزيع 12 شاحنة فقط المساعدات شمال قطاع غزة، وذلك من أصل 34 سمح بدخولها المنطقة خلال الشهرين ونصف الشهر، مانعا بذلك حصول الفلسطينيين على الغذاء والماء والدواء.

وأشارت المنظمة إلى أن جيش الاحتلال قام في 3 حالات بعمليات إخلاء وقصف بمجرد توزيع الطعام والماء على المدرسة التي لجأ إليها سكان.

الجوع يشتد في كافة أنحاء قطاع غزة (الأناضول)

وأفادت أوكسفام بأن الجيش الإسرائيلي منعها مع غيرها من المنظمات الإنسانية الدولية باستمرار من تقديم مساعدات حيوية في شمال غزة منذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين بدأ الاحتلال عمليته الجديدة بالمنطقة.

وأوردت بأن آلاف الأشخاص لا يزالون معزولين في شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن المنظمات الإنسانية العاملة في غزة تتلقى منذ مطلع الشهر الجاري اتصالات من أشخاص محاصرين في منازل أو ملاجئ، وقد نفد لديهم الطعام والماء.

وينفذ جيش الاحتلال ما تعرف باسم خطة الجنرالات التي تهدف لتهجير أهالي شمال قطاع غزة، ومحاصرتهم بالجوع، ومنع عودة المهجرين إلى ديارهم.

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أوكسفام: 12 شاحنة فقط وزعت المساعدات شمال غزة خلال 75 يوما
  • «العربية»: وفد سعودي التقى أحمد الشرع في قصر الشعب
  • الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة أكدت حجم المخاطر التي تُحاك ضد الوطن
  • الرصيف حق مكتسب للمشاة
  • بوتين يحذر من اقتراب اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب الدعم الأمريكي لأوكرانيا
  • المبعوث الأمريكي للسودان يطالب العالم بزيادة المساعدات الإنسانية للخرطوم
  • من هي أبرز الشخصيات التي تدير المشهد في سوريا الجديدة؟.. وزراء ومحافظون
  • "الصحة الفلسطينية" تناشد المجتمع الدولي بإدخال المساعدات والأدوية والطعام لمستشفى كمال عدوان
  • تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع فلسطين وللمطالبة بوقف العدوان على غزة وتقديم المساعدات
  • خبير: الاحتلال الإسرائيلي يريد تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب