تفجر من جديد الجدل حول مدونة الأسرة بالمغرب، بعد أن حملت مذكرة المجلس الوطني لحقوق الإنسان (مؤسسة دستورية) مقترحات صدمت المؤسسة الدينية الرسمية ومكونات عريضة من المجتمع المغربي يتصدرهم الإسلاميون، إذ تسربت من مذكرة المجلس، مطالب تدعو إلى تجريم زواج القاصر، ومنع التعدد بشكل كامل، وإقرار المساواة في الإرث، وإلغاء الإرث بالتعصيب، وغير ذلك من المقترحات التي أخرجت إدريس خليفة، عضو المجلس العلمي الأعلى، وفي الوقت ذاته، العضو بالصفة داخل المجلس الوطني، عن صمته، مصرحا بمخالفة  مذكرة هذا المجلس لأحكام الشريعة الإسلامية، وهو الموقف نفسه، الذي عبرت عنه السيدة عزيزة البقالي (إسلامية تحمل العضوية داخل المجلس)، منتقدة الطريقة التي تم بها إنتاج المذكرة، وعدم خضوعها لأي تداول داخلي.



الإسلاميون، وفي مقدمتهم حزب العدالة والتنمية، استثمر هذين الموقفين وخرج بتصريحات نارية تنتقد قيادة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بجر المغرب إلى الفوضى، مهددا بتنظيم مسيرة مليوينة إن تم الاستجابة هذا المقترحات، وخرجت بذلك مدونة تعاند أحكام الشريعة الإسلامية.

هل المشكلة في تركيبة الهيئة المكلفة بإعداد مدونة الأسرة؟

عقب هذا الخلاف الحاد، والذي اخترق الهيئة من الداخل، بحكم أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يعتبر هيئة شريكة للثلاثي المكلف بالإشراف على إعداد المدونة، والذي يمثل السلطات القضائية بالبلاد، أثير سؤال محوري يتعلق بالمنهجية إدارة الحوار، وتركيبة اللجنة وأدوارها وصلاحياتها، وما الدور الذي يضطبع به العلماء (المجلس العلمي الأعلى)، وهل يعتبرون مجرد هيئة شريطة لها نفس الوزن الذي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، أم  أن قصد التساوي في شراكة المؤسستين (أي المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس العلمي الأعلى) يعبر عن إرادة لجعل المطالب الحداثية بنفس وزن المقتضيات المتلائمة مع الشريعة، بحيث يكون دور العلماء هو محاولة تجسيرها عبر الاجتهاد الفقهي؟

عمليا، لم يكن الأمر سهلا، فخروج عضو المجلس العلمي الأعلى بالانتقاد أعطى إشارة واضحة عن عدم رضا مؤسسة العلماء الرسمية (المجلس العلمي الأعلى)، وعدم مباركتها لمحاولة تهميشها، وفرض مقتضيات تعارض أحكام الشريعة، وهو ما دفع منسق الهيئة السيد محمد النباوي، إلى القيام بزيارة لمقر المجلس العلمي الأعلى، ومحاولة طمأنته من خلال التصريح  بالالتزام بالمرجعية التي حددها الملك، والتي تؤكد بأن المدونة الجديدة، لم تخرج عن أحكام الشريعة، بما يعني أن دورهم سيكون حاسما في الموضوع، وألا شيء يمكن ان يكر دون أن يبصم عليه المجلس العلمي الأعلى.

هذه التطورات، حركت المقارنة بين منهجية إعداد المدونة التي تم إقرارها سنة 2004، والمنهجية التي يتم اعتمادها اليوم، وطرحت تساؤلات عدة حول طريقة إدارة الحوار داخل الهيئة، وموقع المؤسستين الشريكتين، ودور العلماء في ذلك، وهل سيتم تجميع مقترحات المذكرات، وتركيبها، واختيار الأفضل منها، تم عرض المخرجات في نهاية الأمر على المجلس العلمي الأعلى للنظر في مدى مطابقتها لشريعة الإسلامية، أم سيتم قصر دوره على الاستشارة في قضايا مخصوصة، يثار بشأنها جدل حاد، أم سيتم تجاوز رأي هذه المؤسسة فيس القضايا التي يوجد فيها اختلاف فقهي، ويعمد في ذلك إلى إعمال منهجية الانفتاح على آراء الفقهية من غير المذهب المالكي دون استشارة العلماء في ذلك ما دام الأمر يتم ضمن دائرة الاجتهاد الفقهي؟

في الواقع، تبدو الانتفاضة الهادئة للعلماء في المغرب، وما تبعها من تحرك مدني وسياسي لدعم موقفهم، شكلا من اشكال الضغط لتصحيح المنهجية أو لفت الانتباه إلى الانحراف الذي يقع في عملها، بحكم أن المجلس الوطني تجاوز دوره كمؤسسة شريكة إلى مؤسسة تمارس الضغط لفرض وجهة نظر أقلية علمانية داخلها.

الخلاف المؤسسي الذي لم يكن متوقعا

كثيرون كانوا يتصورون أن الجدل حول مقترحات تعديل المدونة سيبقى منحصرا في الفضاء المدني والسياسي، وأن هذا الفضاء سيمارس بشكل طبيعي موجة من الضغط على عمل الهيئة حتى يضبط إيقاع واتجاه التعديل، بحيث يكون متناسبا مع قوة الضغط وحجمه.

ولم يكن أحد يتوقع في الحقيقة أن يتفجر النقاش داخل الهيئة التي كلفها الملك بالإشراف على إعداد مدونة أسرة جديدة على غرار المدونة التي تم إقرارها منذ عشرين سنة (2004)، فهذه الهيئة التي تضم ثلاثة مكونات قضائية (وزارة العدل، السلطة القضائية، النيابة العامة) مع مؤسستين شريكتين (المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمجلس العلمي الأعلى) أوكلت لها التعليمات الملكية أن تؤطر النقاش، وتديره، وتخلص إلى مدونة أسرة جديدة، ولم يكن أحد يتوقع أن يمتد إليها الخلاف، ويخترق صفوفها بحجم أكبر من الاختراق الذي يوجد في الساحة السياسية والمدنية نفسها، فالخلاف داخل هيئة ملكية معينة، قد يعني وجود خلاف داخل إرادات داخل الدولة أو عدم وحدة الموقف داخل مكونات الدولة ومراكز قواها، وأن تفجير الخلاف، يقصد منه ربما  محاولة التماس الدعم في الفضاء السياسي والمدني لحسم الصراع، وهو السيناريو الذي لا تريد أي دولة أن يقع أو أن يخرج إلى العلن، فالحكمة تقتضي دائما أن تصل الدولة إلى ما تريد من خلال إرادة المجتمع، وذلك لا يكون إلا بأن يقع توافق بين مكونات الهيئة على صيغة خرجت من المذكرات المجتمعية التي أرسلت للهيئة،  ويتحقق بذلك الهدفين، أي تحقيق إرادة الدولة وإرادة المجتمع أيضا، وفي الوقت ذاته إعطاء صورة عن تماسك هيئات  الدولة حتى وهي تحمل قناعات مختلفة وتعاطى مع القضايا بمنهجيات مختلفة.

المتأمل في مسار الخلاف، يرى أنه لم يبق حبيس هذه الهيئة، بل صار له تداعيات خارجها، إذ تحول الصراع إلى الأحزاب السياسية، وذلك في شكل مبادرة مشتركة بين الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية (صف حداثي) وفي دينامية قوية وهجوم حاد من قبل إسلاميي العدالة والتنمية ضد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بل وضد حزب التقدم والاشتراكية الحليف السياسي السابق.ثم تساؤل عريض يطرح، عن الدفاع الذي جعل خرج عضو المجلس العلمي الأعلى، إدريس خليفة للإعلان عن موقف المنتقد لمذكرة المجلس الوطني لحقوق الإنسان والذي وصل فيه حد وصفها بأنها مخالفة للشريعة، لتتبعه في ذلك النائبة البرلمانية السابقة في حزب العدالة والتنمية، عزيزة البقالي عضو المجلس الوطني، لتطعن في الطريقة التي تم بها إعداد مذكرة المجلس الوطني دون خضوعها للتداول الداخلي وتوسيع الاستشارة حولها، ليشكل كل ذلك، قاعدة صلبة، لهجوم إعلامي حاد قام به الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ضد مقترحات هذا المجلس، محذرا من  مؤامرات تحاك لتدمير الأسرة المغربية، ومهددا بتنظيم مسيرة مليونية فإذا ما مررت مقترحات المجلس الوطني وخرجت مدونة الأسرة مخالفة للشريعة الإسلامية؟

أين المشكلة؟ في الخلاف الحداثي الإسلامي، أم في الخلاف داخل مؤسسات الدولة؟

المعطيات السابقة الذكر، تزكي القراءة التي تذهب المشكلة لم تكن في الهيئة التي عينها الملك، والتي تضم مسؤولي السلطة القضائية الثلاثة، بالإضافة إلى مؤسستين شريكتين هما المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس العلمي الأعلى، وإنما حصلت المشكلة داخل المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي أصدر مذكرة تتضمن مقترحاته، دون أن يكشف مضمونها لأعضائه ولا أن يوسع  ويعمق الاستشارة حولها مما حرك بعض مكونات المجلس، وبشكل خاص، المجلس العلمي الأعلى الممثل بالعلامة إدريس خليفة،  والأستاذة عزيزة البقالي للخروج للعلن، وانتقاد المذكرة  بشكل قوي ومنظم، يحمل عنوانين اثنين: عدم طرحها للتداول الداخلي وعدم  إحاطة لأعضاء بمضمون المذكرة، مع أنهم يملكون الصفة التي تؤهلهم لمناقشة المذكرة والمشاركة في إقرارها أو تعديلها أو حتى رفضها (قامت عزيزة البقالي بهذا الدور في النقد). وعنوان مخالفة المذكرة لأحكام الشريعة الإسلامية، فقاتم إدريس خليفة بهذا الدور، وذلك للتبرؤ من وثيقة، كان يفترض، بالاعتبارات الدستورية والتنظيمية، ألا تنسب للمجلس، دون أن يبصم عليها المجلس العلمي الأعلى بصفته عضوا فيها بالصفة.

الكثيرون تساءلوا عن شرعية تقديم المجلس الوطني لحقوق الإنسان لمذكرة  تعديلية للمدونة وهو مؤسسة شريطة للهيئة، فالمنطق يفترض أن يحجم عن ذلك، لأنه بذلك يجعله يحمل قبعتين، قبعة الفاعل المدني الضاغط، والفاعل المسؤول عن إدارة الحوار وتوجيه مخرجاته.، كما يفرض من جهة مقابلة، إن كان هذا المجلس بالفعل يريد أن ينضج رأيا في الموضوع أن يشمل جميع مكوناته بالاستشارة، ويعمق التداول بالشكل الذي تعبر فيه المذكرة عن رأي مؤسسة دستورية، والحال، أن الطريقة التي خرجت بها مذكرة المجلس، توحي بوجود اختراق معين، أو للدقة، جهة تريد أن تجعل من مؤسسة دستورية ورقة ما لدعم مواقف خاصة ليست بالضرورة محل إجماع مجتمعي، وهو الأمر الذي  فجر النقاش  داخل الفضاء المدني والسياسي، وجعل المجلس الوطني لحقوق الإنسان بين كماشتين، كماشة الإسلاميين والمؤسسة الدينية الرسمية التي تنتقد عليه مخالفته للمرجعية التي حددها الملك في إعداد المدونة وخروجه عن مقتضى الحياد، وكماشة الهيئة التي فوجئت بسلوك مؤسسة شريكة يذهب في اتجاه تفجير كل شيء وعرقلة عمل الهيئة ومنعها من الوصول إلى أهدافها والتي حدد لها مدى زمني لإنهاء مهمتها تجاوزته عمليا (6 اشهر)

حين يكون صوت السياسيين مجرد صدى لخلاف المؤسسات

المتأمل في مسار الخلاف، يرى أنه لم يبق حبيس هذه الهيئة، بل صار له تداعيات خارجها، إذ تحول الصراع إلى الأحزاب السياسية، وذلك في شكل مبادرة مشتركة بين الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية (صف حداثي) وفي دينامية قوية وهجوم حاد من قبل إسلاميي العدالة والتنمية ضد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بل وضد حزب التقدم والاشتراكية الحليف السياسي السابق. فقد استثمر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية فقرة وردت في مذكرة الحزبين، تتحدث عن رفع القيود عن الزواج (قيود الدين والجنس)، واعتبر هذه الصياغة خطيرة، لا تتضمن فقط إباحة زواج المسلمة من غير المسلم، بل تبيح الشذوذ الجنسي ما دامت مذكرة الحزبين تتحدث عن الجنس باعتباره قيدا ينبغي رفعه أمام الزواج.

في الواقع، ومع حدة هذا النقاش، واحتداد التلاسن بين المكونات السياسية بهذا الخصوص، فإن الحراك الجاري بين الفاعلين السياسيين يعبر عن القشرة التي تبدو على السطح، أما الجوهر، فهو الخلاف المؤسسي الذي أشرنا إلى مؤشراته سابقا، فخلاف البنيات المؤسسية هو الذي انعكس على الواجهة المدنية والسياسية، أي أن الخلاف الذي يوجد اليوم على مستوى الإرادات المؤثرة في البنيات المؤسسية، هو الذي يحرك الديناميات السياسية، ويجعلها تأخذ أحيانا طابعا حادا.

يؤكد ذلك أن ممثلي السلطة القضائية المعروفين بتمثيل الدولة في حيادها وفي الصفة التحكيمية لممثلها الأسمى (الداكي، البناوي)، قاموا بزيارة إلى المجلس العلمي الأعلى قصد التهدئة، وعبر السيد محمد عبد النباوي منسق الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، في تصريح دال عن هذا القصد حين قال بأن المهمة التي تقوم بها الهيئة "مؤطرة بالمرجعيات التي تضمنتها الرسالة الملكية السامية، والتي دعت إلى عدم تحليل حرام، ولا تحريم حلال".

وسائل الإعلام سلطت الضوء على تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، واعتبروا أنه يحاول أن يعيد التاريخ مرة أخرى، ويبني مجده السياسي بالاتكاء على قضية الأسرة والدفاع عن أحكام الشريعة، تماما كما فعل حزبه في السابق عندما واجه الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية التي تبنتها حكومة عبد الرحمان اليوسفي وحرك مسيرة مليونية في الدار البيضاء سنة 2000، شارك فيها علماء من المؤسسة الدينية، وانتهى الأمر إلى تشكيل الملك للجنة إعداد مدونة الأسرة بالتنصيص على ضرورة عدم مخالفة الشريعة الإسلامية. 

لكن في الواقع، يصعب أن نتصور من حزب سياسي، لا يزال يحاول الخروج من أزمته، أن يبلغ به التقدير السياسي للتهديد في هذه الظروف الحساسية بتنظيم مسيرة مليونية، فالظن الغالب، أن أقصى ما فعله القائمون على هذا الحزب، أنهم شغلوا ذكاءهم السياسي، أو ربما وصلتهم معطيات دقيقة، تعكس توتر البنية المؤسسية بهذا الخصوص، ووجود إرادات داخل الدولة، تسعى إلى فرض وجهة نظر معينة، في مقابل إرادات أخرى تريد الالتزام بالحرف بتوجيهات الملك.

خلاف مؤسسي قديم متجدد

من الضروري في هذا السياق أن نشير إلى أن هذا الصراع المؤسسي ليس شيئا جديدا، فقد عرف له نظير في السابق، فالصراع الذي فجر مسيرتين شعبتين في كل من الرباط (مسيرة الحداثيين) والدار البيضاء (مسيرة الإسلاميين ومؤسسات الجبهة الدينية) سنة 2000 كانت وزارة الأوقاف طرفا أساسيا فيه، فقد كان وزير الأوقاف الأسبق، الراحل العلوي المدغري، بعلاقاته الوطيدة مع الإسلاميين، يقود المعركة من داخل المؤسسات، لحسم الصراع لجهة الانسجام مع الهوية الدينية للدولة، ولم تكن المساجد نفسها بعيدة  عن هذا النقاش، فقد كانت الخطب تصب بشكل مباشر في نقد خطة إدماج المرأة في التنمية، وكانت وتيرتها تؤشر على رفض بعض مؤسسات الدولة لما تريد الحكومة الإقدام عليه في موضوع المرأة في علاقة بالتنمية.

في الواقع لم يتم استنساخ التجربة نفسها، بل سجلت فوارق في إدارة هذا الملف اليوم، فهناك ذكاء في إدارة الصراع من الإرادتين اللتين تتصارعان داخل بنية الدولة، فالذين يريدون من المدونة أن تقترب أكثر من الخط الحداثي، جعلوا من المجلس الوطني لحقوق الإنسان ورقتهم الرابحة بحكم صفته كشريك للهيئة التي تدير الحوار وتعد المدونة الجديدة بناء عليه، ووجدوا من الامتدادات السياسية والمدنية ذات النزعة الحداثية مجرد واجهة للدعم، أما الذين يريدون أن تبقى المدونة مؤطرة بالمرجعية الإسلامية، فقد لوحظ تغير كبير في المنهجية، فالوزارة الأوقاف غابت كهيئة منخرطة في الصراع، بل المجلس العلمي الأعلى نفسه، لم يظهر كهيئة رسمية منتقدة، وإنما تم تحريك عضو في هذا المجلس يحمل  قبعين،  عضويته في المجلس الأعلى، وعضويته في المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بحيث كانت بؤرة الصراع هي المجلس الوطني، لا الهيئة.  بطبيعة الحال، وهؤلاء يدركون أن الإسلاميين، ومؤسسات الجبهة الدينية، وهي الجهة الأكثر كثافة مجتمعي، مهيئة بشكل عفوي لدعم هذه المعركة، والذهاب بها إلى أبعد حدود.

على سبيل الختم

المؤشرات الحالية تفيد بأن المؤسسات التي تمثل إن جاز التعبير الوسط المؤسسي، أي الذين يمثلون حياد الدولة، والصفة التحكيمية لممثلها الأسمى، قامت بالدور وطمأنت كل الهيئات، وبشكل خاص المؤسسة الدينية، ووعدت بأن الصيغة التي ستخرج من بين يديها ستكون متلائمة مع أحكام الشريعة ومقاصدها، لكن، مع ذلك، هناك منطقة زوابع لا يمكن توقع ما سيحصل فيها، فالمنطقة التي توصف دائما بأنها منطقة الاجتهاد الفقهي، يمكن أن تحمل مقترحات خلافية تزيد من الاحتقان المجتمعي،  فنسب ابن الزنا، والإرث بالتعصيب، وغيرها من القضايا التي يذهب الحداثيون إلى أنها غير مؤطرة بنص قطعي أو فيها اجتهاد فقهي واسع، يسمح لها باختبار اجتهادات أقرب إلى مقترحاتها، لن يكون من السهل تمريرها على مؤسسة العلماء، التي لا تزال إلى اليوم، تعتبر أن النسب مرتبط بالنواة ألأولى للمجتمع هي الزواج، وأنه دون الإلحاق من الزاني، لا يمكن بالمطلق منح النسب  للأب البيولوجي، كما لا يمكن فتح الذريعة لإعمال البصمة الوراثية لتمكين ابن الزنا من النسب مع عدم وجود إقرار أو إلحاق، م ومثله قضية الإرث بالتعصيب، التي يعتبر العلماء أن إلغاءها هي مجرد معركة أولى، ترتب من أجل الحسم بشكل مطلق مع نظام الإرث في الإسلام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير الجدل مدونة الأسرة المغربي المغرب جدل أسرة مدونة سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الوطنی لحقوق الإنسان المجلس العلمی الأعلى حزب العدالة والتنمیة الشریعة الإسلامیة المؤسسة الدینیة أحکام الشریعة مذکرة المجلس مدونة الأسرة الهیئة التی عضو المجلس هذا المجلس فی الواقع التی تم فی ذلک دون أن لم یکن

إقرأ أيضاً:

مكافحة الهجرة غير الشرعية في ندوة بـ «القومي لحقوق الإنسان»

انطلقت اليوم بالمجلس القومي لحقوق الإنسان فعاليات الندوة التوعوية لمنظمات المجتمع المدني حول قضايا تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر بحضور الدكتورة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان والدكتورة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر والدكتورة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والدكتور ايمن زهري آمين وحدة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ولفيف من ممثلين لمنظمات المجتمع المدني.

وفي كلمتها التي ألقتها الدكتورة مشيرة خطاب خلال انعقاد الندوة أكدت على أهمية الشراكة مع منظمات المجتمع المدني بمختلف اهتماماته، وخاصة في قضية الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر لأن مثل هذه القضايا تعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.

وأشارت إلى أن السبب في اتجاه بعض الأسر لمساعدة أبناءها والدفع بهم للهجرة غير الشرعية هي حالة الفقر التي تعاني منها، رغم تعرضه لعصابات الإتجار في البشر.

وأضافت إلى أن الدولة يجب أن تهتم بقضية زواج القاصرات، ذلك لأن الدولة لم تجرم أحد الملفات المهمة مثل زواج القاصرات حتى البرلمان لم يستطع بوضع تشريع يحد من زواج القاصرات.

ونوهت رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى إن الدولة لديها اتفاقيات كثيرة مع دولة إيطاليا من شأنها إذا فعلت تجنبنا الكثير من مخاطر الهجرة غير الشرعية وهذه الاتفاقيات تسهم وبشكل كبير في تدريب الشباب على مهن توفر فرص للشباب في الخارج.

اقرأ أيضاًوزير العمل يدعو المجلس القومي لحقوق الإنسان للمُشاركة في الحوار بشأن مشروع «قانون العمل»

على هامش فعاليات حقوق الإنسان بجنيف.. مايا مرسي تلتقي وزيرة التنمية الاجتماعية بقطر

حزب المؤتمر: استراتيجية حقوق الإنسان تشكل إطارا وطنيا لتحقيق العدالة الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • مقررة أممية تطالب الجامعات بـ مراجعة السياسات القمعية التي تستهدف التضامن مع فلسطين
  • وزير الرياضة يطمئن على جاهزية ستاد القاهرة لاستضافة مباراة المنتخب الوطني أمام موريتانيا
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • وداعا الكاش.. الجعفري يكشف تفاصيل مشروع الدرهم الالكتروني الذي سيغير قواعد المعاملات المالية بالمغرب (فيديو)
  • الوطني الحر: لتنفيذ خطة طوارئ تربوية تعليمية متعددة السيناريوهات
  • مكافحة الهجرة غير الشرعية في ندوة بـ «القومي لحقوق الإنسان»
  • شريف وديع: اهتمام القيادة السياسية بالتعليم يدعم البحث العلمي
  • "الأعلى لمراجعة أخلاقيات البحوث الطبية" يؤكد اهتمام القيادة السياسية بدعم البحث العلمي
  • سفارة مصر بباريس تشارك فى توقيع بروتوكول بين جهاز الإحصاء والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي
  • «التحالف الوطني» ينظم ورشة عمل لمناقشة إسناد مراكز الأسرة والطفولة