بوابة الفجر:
2025-04-10@19:16:54 GMT

ما أبرز العصابات التي تتواجد في هايتي؟

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

 

كانت قد تزايدت حدة الأزمة الإنسانية في العاصمة الهايتية بور أو برنس يوم السبت الماضي، حيث تعرضت المستشفيات لهجمات وأُغلِقت البنى التحتية، مما زاد من التهديدات المتزايدة على إمدادات الغذاء، وجاء ذلك بعد ليلة أخرى من الاشتباكات بين الشرطة والعصابات المسلحة.

استقالة رئيس الوزراء

وفي صباح اليوم، تم الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء الهايتي، أرييل هنري، ليس بسبب معارضة سياسية أو حركة احتجاجية، ولكن بسبب مواجهته لما وصف بـ "ثورة عصابات".

العصابات في هايتي

تنشط في هايتي نحو 200 عصابة، وفقًا لتقديرات الخبراء وما نشرته الصحف الأمريكية، ومن بينها تقريبًا 20 في العاصمة بورت أو برنس.

وتتراوح هذه العصابات بين مجموعات صغيرة تضم بضع عشرات من الشباب المسلحين بالمسدسات، إلى جماعات تضم نحو 1500 فرد يتقاضون رواتب أسبوعية ويمتلكون أسلحة آلية، وينتمون إلى هياكل تنظيمية هرمية مع رؤسائهم.

وتسيطر اتحادان رئيسيان للعصابات في بورت أو برنس، وهما اتحاد "جي-بيب" وعائلة "جي-9"، على العديد من أفقر الأحياء في المدينة، ويتفق بعض الأحيان الجماعات الإجرامية وحلفاؤها، ولكنها تتصادم كذلك بشكل متكرر.

ولقد ارتبطت هذه العصابات تاريخيًا بالأحزاب السياسية، حيث تنتمي مجموعة "جي-9" إلى حزب "تيت كالي" الحاكم، بينما تميل مجموعة "جي-بيب" إلى دعم أحزاب المعارضة.

كما تسيطر مجموعة "جي-9" وحلفاؤها إلى حد كبير على الموانئ والطرق المحيطة بالمطار الرئيسي، ويكاد يكون من المستحيل السفر من العاصمة إلى المدن الشمالية بسبب سيطرة العصابات على الطريق السريع الذي يربط بين الشمال والجنوب.

قادة العصابات في هايتي

يشهد الساحة العصابية في هايتي وجود عدة قادة، لكن في الأونة الأخيرة برزت شخصية زعيمة لإحدى العصابات تُدعى جيمي شيريزير، الملقب بـ "باربكيو"، كممثل عام لتحالف "العيش معًا".

ويعتبر باربكيو ضابط شرطة سابق يتمتع بسمعة قسوة، وقد وُجهت إليه اتهامات بالمسؤولية عن مذابح مختلفة.

كما يسيطر تحالف عصابته، وهو مجموعة التسع، على وسط مدينة بورت أو برنس، وتتعرض مناطق تحت سيطرته لاتهامات بالهجوم على الأحياء المتحالفة مع أحزاب المعارضة السياسية، ونهب المنازل، واغتصاب النساء، وقتل الأفراد بشكل عشوائي.

وعلى الرغم من ذلك، يصف "باربكيو" ما يحدث بأنه "ثورة مسلحة"، وفي الأيام الأخيرة بدأ في استخدام لهجة أكثر تصالحًا، حيث قدم اعتذارًا للأشخاص الذين تعرضت منازلهم للنهب من قبل العصابات، بما في ذلك تحالفه، خلال الاضطرابات الأخيرة.

أعضاء العصابات وتحديات الشرطة في هايتي

معظم أعضاء العصابات في هايتي هم شباب في العشرينيات من العمر يعيشون في الأحياء الحضرية الفقيرة.

ويتحالفون غالبًا مع نخبة رجال الأعمال والسياسيين الذين يدفعون لهم مقابل خدمات متعددة، بدءًا من تأمين البضائع وصولًا إلى حشد المتظاهرين.

كما تنضم الأشخاص الذين يشعرون بالاستياء من عنف العصابات إلى حركة معروفة باسم "بوا كالي"، حيث تسعى هذه الحركة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافح الجريمة خارج إطار القضاء، وعادة ما تستهدف المجرمين بدعم من المجتمع المحلي.

وفيما يتعلق بقدرة الشرطة على إيقاف هذه العصابات، فإن قوات الشرطة الوطنية الهايتية تعاني من تحديات كبيرة.

وقد شهدت فرار نحو 3000 من موظفيها البالغ عددهم 15000 في العامين الماضيين.

وعلى الرغم من التمويل البالغ قرابة 200 مليون دولار الذي قدمته الولايات المتحدة لتعزيز الأمن في هايتي، إلا أن هناك نقصًا في العدد والعتاد.

وتمتلك الشرطة 47 سيارة مدرعة، ولكن في الزيارة الأخيرة لمحققي الأمم المتحدة، وجد أن أقل من نصف هذه السيارات في الخدمة، وتلك التحديات تعيق قدرة الشرطة على مكافحة الجريمة والعصابات بشكل فعال في هايتي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: هايتي العصابات في هايتي

إقرأ أيضاً:

لذا لزم التنويه: عن المعركة الأخيرة (3-8)

يبدو الحديث عن المعتقل وما فيه هيّنٌ قياسا بالحاصل للأهل في فلسطين، لزمني وقتٌّ لأستطيع الكتابة هذه المرّة، الحياة كلّها بمن عليها وما عليها لا تزنُ جناح بعوضة أمام جسد يتبخّر، ويخالط الهواء والتراب، من يأمن -خاصّة جيران السوء- أنّه تنفّس شيئا من جسد شهيد تطاير؟ لكنّها الحياةُ والإنسان، في المعتقل كما في القطاع، لا شيء يشبه الإبادة مهما بشعَ، لكنّ روحا واحدة أُزهقت ظلما تستحقّ أن يتوقّف لها العالم كلّه.

الذين يسقطون فجأة، كان السقوط ينخر أساسهم شيئا فشيئا، قبل أن ينهاروا دفعة واحدة، لم يحدث شيء فجأة؛ هم فقط لم ينتبهوا حين تخلّوا عن تلك المعركة الصغيرة التي وجب عليهم خوضها؛ أنهم انزلقوا حتى وصلوا لهذا المصير.

المعركة في حقيقتها ليست ضدّ السجّان وحده، إنّما مراده منك ومن الجميع: الاعتياد الذي سيتسرب إلى نفسك ويترسّب فيها حتى تتبلّد، فلا تثور لإهانة ولا تقاوم اعتداء.

تظنّ في المبتدأ باعتقالك أنّك ستتجنّب أخيرا زوّار الفجر، وبعض الظنّ إثم كما نعلم، إذ أنهم مبرمجون على ذلك، سيقتحمون زنزانتك كما يقتحمون بيتك، وستشعر بما تشعر به في هذه وتلك، مزيجٌ من الغضب والانتهاك، هناك إهانة صامتة يوجّهها لك فتح عينيك على بيادات تملأ كلّ فراغٍ حولك.

دخلوا في حملةٍ صباحيّةٍ، تسبق موجة صقيعٍ ضربت السجن -لا أعلم لو ضربت البلاد معه- وقاموا بتجريدِ الزنزانة من كلّ ما فيها، خاصة الملابس الشتويّة.. هكذا بكلّ بسَاطَة!

وقفتُ أنظرُ لهم كأنّ الأمرّ لا يعنيني.. تمادوا لاستفزازي بتخريبٍ، وأنا صامتٌ تماما، حتى سألوني: "هو أنت مش هتتخانق؟".

لم يصدّقوا سكوتي.. لم يعتادوه. كانَ غريبا عليهم وعليّ..

لم أُخبرهم: تسارعَ نبضي، وضاقَ صدري، اختنقتُ، وباغتتني نوبةُ هلعٍ، كادت تُسقطني.. كدتُ أبكي.. وكلّ احتمالِ طاقةٍ فيَّ حشدتُه لأبقى واقفا، ولو بحجّة الصبر وطولِ البال. كنتُ أفكّرَ: كم أنا وحيد! لكن يجب ألا أسقط

كانوا يفكّرون: هذه فرصتنا للتمادي؛ وقد فعلوا، إذ مزّقوا الملابس التي صادروها -حتى لا أستطيع استعادتها بالشكوى أو العراك- وسكبوا زيتا وبقايا طعام وقمامة على الفراش وما تبقّى من الملابس، وأفسدوا كلّ ما لم يصادروه، بما في ذلك الأدوية.

كانت ربّما هذه مرّة وحيدة لم أخض فيها المعركة حين وجب أن أفعل، بطول سنوات اعتقالي العشر، وكانت المرّة الوحيدة التي تعرّضتُ فيها لهذا القدر الذي تعرّضتُ له، قد يتساقط عن ذهني الكثير من النجاحات صغيرها وكبيرها، لكني لن أنسى هذه المرّة التي أفلتُّ فيها يدا، فخسرتُ ما لزمني سنين لأستعيده.

قضيتُ نحو عامين أو يزيد في معتقل طرة تحقيق (سجن القاهرة للمحبوسين احتياطيّّا) أخوض معارك يوميّة على كل واقعة تعذيب، كل صفعة، كل شتمة أو إهانة لأي مسجون، لأي شخص ولو عسكري من ضابط أو ضابط صغير من قيادته، استنزفني ذلك تماما، وما زلتُ لم أستعد نفسي أو أرمم ما هدّمته منها صرخات المعذّبين أو طرقعات الفلقة أو صفق الصفعات على أجسادهم، لكنّ نتيجة باقية تحققت من ذلك: أصبحت صفعة أو لكمة تزلزل السجن بمن فيه (سجّانين وسجناء)، الكلّ تصيبه الخضّة وينتظر التبعة، وكان التجنّب سبيلهم الوحيد تجنّب الجريمة لتجنّب المعركة.

لا يبدو الأمرُ مستحقّا، سينقضي السجن حين ينقضي، والنجاة في تجنّب الصدام، الاختباء حتى تنتهي المأساة، فـ"كلّ رأسٍ بارزٍ سيقطع" كما قيل لي هناك، ويقال لي في كلّ وقت.

لكن فات القائلين والمصدّقين أنه لا يُدفن رأسه إلا ميّت، ولا أحد يعرف تحديدا النقطة التي سيبدأ فيها الانزلاق، فقط سيدرك -متأخّرا- وهو يسقط، أن خطوة ما سبقت أوصلته لهذا القاع، كانت تنازلا فاعتيادا، ثم سقوطا.

والتجنّب لا يجدي ولا يحمي، بل يجعلك أنت الضحيّة القادمة، ولو أوقفت الجريمة قبل أن تصل لغيرك لندر أن تصل إليك.

يشبه الأمر منطق "القُطريين" في استيعاب أمنهم القومي (داخل حدود كلّ قُطر)، والنتيجة معروفة للجميع، ويمكن مشاهدتها على الهواء وفي الواقع: أنت التالي؛ إذ لا طريقة للدفاع عن حقوقك لا يسبقها النضال من أجل الآخرين وحقوقهم، يستوي في هذا حقوقك السجنيّة، كما علاقتك مع الاحتلال.

ولولا اعتياد الانتهاكات، واعتياد الخنوع، واعتياد "كامب ديڤيد" واعتياد الوساطة الكذابة، واعتياد التنسيق الأمني، واعتياد حصار الأهل، واعتياد تمرير الشحنات الحربية كما المواد الغذائية للعدو، واعتياد شراء الغاز الفلسطيني من سارقه، واعتياد القروض وشروط البنك الدولي وصندوق النقد، واعتياد القمع والحبس والتقتيل داخلا.. لولا هذه السلسلة من الاعتيادات، لو خاض الكلّ معركته الأخيرة/الوحيدة في انزلاقتنا الأولى، لما حصلت الإبادة ربّما، ولما كان الحال هو الحال.

أن تخوض كلّ معركة كأنّها الأخيرة، لا يعني أن تنتصر، ولا أن تفتعل البطولة، بل فقط أن تترك أثرا فيك يشهد أنّك لم تنزل دون إرادتك.

أحيانا تكون المعركة في أن تقول لا، وأحيانا، في أن تقف على قدميك وأنت ترتجف.

لا أدّعي أنني كنت شجاعا في تلك الليلة، ولا أظنّ أنني كنت جبانا.. كنت فقط، في المنتصف الموحش بينهما. وهذا هو أخطر الأماكن: أن تظنّ أنك ما زلت واقفا، بينما كلّ شيء فيك يتهاوى في صمت.

مقالات مشابهة

  • مجموعة الهبوط بالدورى.. إنبي ينتصر على مودرن فى اللحظات الأخيرة
  • تامر هجرس بالإسكوتر في جنازة حماة رامي صبري.. وشريهان ويسرا أبرز الحضور
  • اليوم الوطني للتقنية النووية.. أبرز الإنجازات التي كشفت عنها طهران
  • شاهد بالصورة.. ظهر متأثراً بعد الوداع.. برنس الكرة السودانية يتحسر على هزيمة الهلال أمام الأهلي المصري
  • استشاري يوضح أبرز علامات مرضى القولون التي تتطلب مراجعة الطبيب .. فيديو
  • إيطاليا تشيد بدور القوات الأمنية العراقية في مواجهة الإرهاب وتعزيز الاستقرار
  • تحليل أمريكي: ما أبرز التحديات التي ستواجه ترامب بشأن القضاء على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • لذا لزم التنويه: عن المعركة الأخيرة (3-8)
  • خيبة أمل لإسرائيل.. ما أبرز نتائج زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن؟
  • ترامب يؤيد إرسال مجرمي أمريكا إلى مقبرة العصابات في السلفادور