بيتكوين تُحلق عند مستويات تاريخية.. إلى أين تتجه؟
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
حلّقت أسعار عملة بيتكوين عند مستويات تاريخية هذا الأسبوع، إذ سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 72,881 دولار تقريبا، الاثنين، قبل أن تتراجع إلى 72 ألف دولار تقريبا حتى تاريخ نشر هذا التقرير.
ومنذ بداية العام الحالي صعدت أسعار بيتكوين بنسبة 70 في المئة تقريبا، من مستوى 42 ألف دولار. كما ارتفعت أسعار عملات مشفرة أخرى من بينها "إيثيريوم" والتي وصلت إلى مستوى 4 آلاف دولار حتى، صباح الثلاثاء، من 2300 دولار قبل نحو 3 أشهر، حسب ما تشير بيانات منصة "بينانس".
أكد خبراء ومتخصصون تحدثوا مع موقع "الحرة" أن الارتفاع الكبير في أسعار بيتكوين يرجع إلى الدعم الذي تلقته من موافقة تنظيمية صدرت في الولايات المتحدة يناير الماضي على إدراج صناديق تداول بيتكوين في البورصات.
وقال الخبير الاقتصادي، ريان ليماند، لموقع "الحرة" إن نجاح الصناديق المتداولة في البورصة للبيتكوين والتي تم إطلاقها في الولايات المتحدة يناير الماضي، بمثابة المحرك الرئيسي للزخم في الأسعار خلال الفترة القليلة الماضية.
ووافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية قبل نحو شهرين على طلبات مقدمة من شركات مالية مثل BlackRock، وArk Investments، و21Shares ، وFidelity، وInvesco ، وVanEck، لإطلاق صناديق متداولة في البورصة للبيتكوين.
ووفق بيانات "بلومبيرغ" اجتذبت صناديق الاستثمار المتداولة من أمثال BlackRock Inc، وFidelity Investments تدفقات صافية بلغت حوالي 9.5 مليار دولار حتى الآن منذ يناير الماضي.
ويعتبر ليماند أن الموافقة التنظيمية على إدراج صناديق تداول بيتكوين، فتحت المجال أمام العملاء الأفراد للاستثمار عبر مؤسسات كبيرة وذات مصداقية والابتعاد عن المؤسسات التي كانت تواجه مشكلات تنظيمية.
وأضاف: "هذا الأمر بدوره شجع ارتفاع الأسعار؛ الجميع اتجه إلى الشراء، حيث ازداد الطلب على العملات المشفرة ككل".
ويؤكد هذا أيضا الخبير في العملات الرقمية والمشفرة، ياسر الطباع، خلال حديثه مع موقع "الحرة"، وقال إن هناك قاعدة متعارف عليها في السوق تقول: "يجب الشراء خلال أوقات الإشاعات والبيع حينما يرتفع السعر وقبل تحقق الإشاعة، وهو الأمر الذي تحقق مع تداول أنباء عن ارتفاعات كبيرة في الأسعار خلال الفترة الماضية".
وتوفر صناديق الاستثمار المتداولة "ETFs" للمستثمرين إمكانية الاستثمار في أكبر عملة مشفرة في العالم دون الاحتفاظ بها بشكل مباشر، حيث تقوم الشركة التي تدير الصندوق بشراء الأصول "البيتكوين" والاحتفاظ بها وتوريقها لبيعها للمستثمرين.
ويضيف الطباع: "الموافقة على صناديق ETF، ساهم في توفير سيولة عالية في سوق العملات المشفرة، وعزز من أسعارها"، مشيرا إلى أن دول عدة قد تتجه نحو تنظيم سوق العملات المشفرة على نطاق واسع خلال الفترة المقبلة.
وهذا الأسبوع، أصبحت هيئة الرقابة المالية البريطانية أحدث جهة تنظيمية تمهد الطريق أمام منتجات تداول الأصول الرقمية بعد أن قالت إنها ستسمح لمنصات التداول المعتمدة بإطلاق أوراق مالية متداولة مدعومة بالعملات المشفرة، حسب ما ذكرت "رويترز".
في حين أشارت هيئة الأوراق المالية في تايلاند إلى أنها ستفتح صناديق استثمار متداولة للعملات المشفرة في الخارج لمشتري التجزئة.
وتعليقا على ذلك يقول ليماند إن تنظيم سوق العملات المشفرة من الأمور ذات الأهمية الكبرى لحماية المستثمرين الأفراد، متوقعا أن يجعل التنظيم سوق العملات المشفرة مثل السوق المالي التقليدي حاليا.
بيتكوين تسجل سعرا قياسيا جديدا واصلت العملة الرقمية، البيتكوين، ارتفاعها الجنوني وسجل سعرها رقما قياسيا جديدا، الإثنين، تجاوز 72 ألف دولار، بعد أن قفز الطلب على هذه العملة المشفرة مع الحديث عن احتمال خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة. إلى أين تتجه أسعار البيتكوين؟يقتصر المعروض من عملة بيتكوين حاليا على 21 مليون وحدة، جرى تعدين 19 مليونا منها بالفعل، بحسب ما تشير وكالة "رويترز"، وهو الأمر الذي يقول ليماند إنه جعل هناك محدودية في المعروض من العملة، ويضغط على زيادة أسعارها.
ويضيف: "في مرحلة ما سنصل إلى أسعار بيتكوين مرتفعة للغاية تشجع المستثمرين على حيازة عملات أخرى، وهذا الأمر سيؤدي إلى ظهور عملات جديدة في الأسواق".
ويتوقع الخبير الاقتصادي أن يصل سعر البيتكوين إلى 100 ألف دولار، دون أن يحدد نطاقا زمنيا لحدوث ذلك، مشيرا إلى أن هناك خبراء يرون صعوبة للوصول إلى هذا المستوى من الأسعار.
وقال ليماند "هناك معسكر يرى أن السعر سيصل إلى 100 ألف دولار ثم يتراجع إلى 50 ألفا مع جني الأرباح".
رغم ذلك عاد ليقول إنه لا يمكن توقع أسعار العملات المشفرة بشكل دقيق، نظرا لتذبذب أسعارها بشكل حاد، "والمتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع".
ويتفق مع هذا الرأي الخبير في العملات الرقمية والمشفرة، ياسر الطباع، والذي يؤكد أن تحقيق البيتكوين لسعر 100 ألف دولار، ليس مستبعدا على المدى الطويل، "ولكن قد يتبع ذلك تصحيح"، متسائلا "هل التصحيح سيكون قاسي؟".
وقال الطباع: "حال حدوث تصحيح وجني أرباح، من المتوقع أن تتراجع أسعار البيتكوين إلى مستوى 40 ألفا. كما لن تعود الأسعار إلى مستويات الـ30 أو 20 ألف دولار كما في السابق".
وأضاف: "هذه ليست قاعدة، لكن غالبا السوق الصاعد يكون قصير حيث يستمر حتى 9 أشهر فقط، فيما يكون السوق الهابط على مدى طويل يصل حتى سنتين".
مع اقترابها من الرقم القياسي.. عملة بيتكوين بين المكاسب والمخاطر بعد اقترابها من أعلى قيمة لها، عادت عملة بيتكوين إلى دائرة الأضواء كأصل جاذب للاستثمار، وذلك قبل أسابيع على عملية تقسيم جديدة لمكافأة المعدّنين.ويستبعد أيضا المحلل الاقتصادي، نايل الجوابرة، خلال حديثه مع موقع "الحرة" تراجع أسعار البيتكوين بشكل كبير خلال فترة التصحيح، مؤكدا أن هذا يرجع بشكل أساسي إلى التطورات المتلاحقة في السوق عقب الموافقة على إطلاق صناديق بيتكوين في البورصة، وتزايد الطلب من قبل المستثمرين.
ويمثل صعود بيتكوين السريع بنحو 160 في المئة منذ أكتوبر 2023، منها 44 في المئة في فبراير الماضي وحده، اختلافا حادا مع اتجاه 2022، عندما تعرضت سوق العملات المشفرة لفترة صعبة دامت 18 شهرا، وابتليت بسلسلة من إفلاس شركات بارزة وفضائح.
ورغم عودتها بقوة إلى صدارة المشهد، تعتبر عملة بيتكوين متقلبة للغاية في نظر العديد من المستثمرين، وتفتقر إلى ما يكفي من التطبيقات في العالم الحقيقي لتصبح أقل تأثرا بالمضاربة، حسب ما يؤكد مراقبون وخبراء.
ويرى ليماند أن الانهيار الذي حدث في أسعار العملات المشفرة وفي مقدمتها بيتكوين في عامي 2021 و2022، تزامن مع هبوط أسعار الأسهم الأميركية في أعقاب جائحة فيروس كورونا، وهو السبب الكامن وراء هذا التراجع الكبير.
ويقول الطباع إن "العملات المشفرة، تتأثر بسوق الأسهم، إذا حدث انهيار في السوق غالبا سيصبح هناك تراجع في سوق العملات المشفرة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: سوق العملات المشفرة أسعار البیتکوین عملة بیتکوین ألف دولار
إقرأ أيضاً:
الدكتور أبو اليزيد سلامة: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية وتمثل تهديد اقتصادي
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "العملات الرقمية والمراهنات الإلكترونية .. رؤية شرعية وقراءة اقتصادية".
شيخ الأزهر يُعرب عن تقديره لدعم الرئيس السيسي للتعليم الأزهري بالعربية والإنجليزية.. جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزوَّاره "معجم مصطلحات الحج والعمرة"حاضر فيها الدكتور فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، وأدار الندوة الإعلامي القدير حسن الشاذلي.
قال الدكتور فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، أن البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة من الظواهر الاقتصادية الحديثة التي تحمل العديد من المخاطر، ورغم الفرص التي قد توفرها، فإنها تفتقر إلى الرقابة المركزية، مما يجعلها عرضة للمضاربات وتقلبات حادة تهدد استقرار الاقتصاد، كما تساهم في تعزيز الأنشطة غير القانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتشكل خطرًا على الأفراد بسبب غياب الضمانات التقليدية، مبينًا أنه من الضروري التعامل مع هذه العملات بحذر وتنظيمها لضمان حماية الأفراد والاقتصاد، لأنها باتت تشكل تحديات معقدة على الصعيدين الشرعي والاقتصادي، ويترتب عليها نتائج اقتصادية سلبية، حيث تساهم في زيادة القمار وتعميق الفقر لدى بعض الأفراد.
ومن الناحية الشرعية، أوضح الدكتور فياض أن المعاملات الرقمية المشفرة، يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية، خاصةً فيما يتعلق بالربا والتعاملات التي قد تتعارض مع مبادئ الإسلام، مثل المراهنات الإلكترونية، معتبرًا أنها تتعارض بشكل صريح مع الشريعة الإسلامية التي تحظر القمار بكل أنواعه، وهو ما يتطلب ضرورة تبني ضوابط صارمة في التعامل مع هذه القضايا لضمان تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية والالتزام بالمبادئ الشرعية.
من جانبه أوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، أن العالم شهد في الآونة الأخيرة تطورًا واسعًا في استخدام العملات المشفرة والمنتجات المالية الرقمية، وشهد ثورات تكنولوجية غيرت وجه التاريخ، مما يتطلب من الجميع مواكبة التطورات والتعامل معها، ويفرض العديد من التحديات الجديدة، نظرًا لأن هذه التعاملات الرقمية الجديدة، تأتي مع قواعد معقدة ومتعددة، وهناك خطر من تعارض المصالح الخاصة والعامة في استخدامها، حيث تُستثمر أموال ضخمة يصعب مراقبتها والتحكم فيها، بالإضافة إلى أن منصات التداول الخاصة بها غالبًا ما تكون خارج النظام الرسمي، ويترتب على ذلك أن التداول بهذه العملات يرتبط بأنشطة مضاربات ومراهنات، تهدد المدخرات الشخصية وتساهم في إهدارها.
وأكد مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، في سياق حديثه عن العملات الرقمية المشفرة والممارسات المرتبطة بها مثل البيتكوين، أن هذه العملات لا يعلم مصدرها ولا قيمتها على وجه اليقين والتي من الممكن في أي لحظة أن تذهب بمال الإنسان ومدخراته، ولذلك لا يجوز التعامل بهذه العملة حتى توضع لها الضوابط المحكمة التي تجعلها عملة موثوق فيها، موضحًا أن المؤسسات الدينية في مصر تحرم التعامل مع هذه العملات، نظرًا للمخاطر والمضاربات التي تتضمنها، والتي لا تتوافق مع شروط التعامل النقدي الطبيعي، كما نبه إلى أن هذه العملات تمثل تهديدًا للاقتصاد الوطني، وتؤثر سلبًا على العملة المحلية، والاستثمار في هذه المعاملات الرقمية عالي المخاطر، محذرًا من خطورة التداول بالعملات المشفرة والمراهنات الإلكترونية، ليس فقط لكونها مخالفة للشريعة الإسلامية، ولكن أيضًا لأنها تمثل تهديد اقتصادي وأخلاقي يستدعي التدخل العاجل.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.