قصيدة
إدوارد كورنيليو
ظلال الحقيقة في أرض الوهم
في لحظات الصمت الرهيب،
تتساقط الأقنعة عن وجه الحقيقة،
تتراقص الظلال على جدران الوطن المنهك،
وتتعالى الأصوات، بلا صدى، في ممرات القرار.
تُرفع الأقلام، تُسطر الأحكام،
والعدل يغيب خلف ستار الأوهام،
تُباع الأحلام في مزاد الطموحات،
وتُشترى الضمائر بثمن بخس، دون مراعاة.
تتهاوى الوعود كأوراق الخريف،
وتتبدد العهود في غبار السراب،
تُنسج المؤامرات في غرف مظلمة،
وتُخطط الخيانات على أنغام الخطاب.
في هذه الأرض، حيث السلام مجرد طيف،
تتجرد الكلمات من معانيها،
وتتحول الأفعال إلى لغز مبهم،
والحق يصير ضائعًا بين السطور.
لكن، في الأفق البعيد،
تلوح بارقة أمل، تنير درب القادمين،
تعيد النظر في مسارات الزمن،
وتُعلي شأن الحق، وتُعيد للكلمة قيمتها.
فلتكن الأفعال صدى للنوايا الطيبة،
والكلمات جسرًا للتفاهم والبناء،
والعتاب مرآة للنفس، تعكس الأخطاء،
لنتعلم، ونصحح، ونمضي قُدمًا نحو الأفضل.
tongunedward@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
عادل حمودة يكتب: لوحة «الحقيقة العارية» لجان ليون جيروم ١٨٩٦
اللوحة تحكى أسطورة الحقيقة والكذب التى انتشرت فى القرن التاسع عشر..
تقول الأسطورة إن الكذب والحقيقة تقابلا فى يوم من الأيام.. فقال الكذب للحقيقة «إن اليوم جميل جدا».. فنظرت الحقيقة حولها فى شك.. ورفعت عينيها للسماء فوجدت أن الشمس مشرقة وأن الجو جميل.. فقررت أن تقضى اليوم فى نزهة مع الكذب..
عاد الكذب وقال للحقيقة «إن مياه البئر صافية ودافئة فهيا بنا نسبح».. نظرت الحقيقة للكذب فى شك للمرة الثانية.. ثم لمست المياه.. فوجدتها صافية ودافئة بالفعل.. فخلع الاثنان ملابسهما ونزلا للاستحمام..
وفجأة.. خرج الكذب من البئر سريعا وارتدى ثوب الحقيقة وجرى حتى اختفى..
فخرجت الحقيقة من البئر عارية وغاضبة وجرت محاولة أن تلحق بالكذب.. فلما رآها الناس عارية تضايقوا منها وأداروا وجوههم عنها..
وهنا رجعت الحقيقة المسكينة إلى البئر وتوارت.. ولم تظهر مرة أخرى من شدة خجلها..
ومنذ ذلك الحين.. والكذب يلف العالم مرتديا ثوب الحقيقة..والناس تتقبله.. وفى نفس الوقت يرفضون رؤية الحقيقة العارية.