تونسي يفوز بجائزة علمية فرنسية.. طوّر تقنيات تصنع بدائل للمركبات الكيميائية الخطرة
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
حصل الباحث التونسي الشاب الدكتور أنيس التليلي على الميدالية البرونزية من المركز الفرنسي للبحث العلمي تقديرا لأعماله في مجال الكيمياء الجزيئية التي مكنت من تصنيع جزيئات بديلة لبعض أكثر المواد ضررا بالبيئة.
وتكافئ هذه الجائزة الأعمال البحثية المميزة للباحثين في بداية مسيرتهم العلمية تشجيعا لهم على مواصلة أبحاثهم الجارية والتي توصلت إلى نتائج مثمرة وواعدة.
وفي حديث خاص لـ"الجزيرة نت" عبر وسائل التواصل، استعرض الدكتور أنيس التليلي مسيرته العلمية مبينا أهمية الطرق التي طورها للتخلص من المركبات الكيميائية الصناعية الضارة باستخدامها في تصنيع مركبات بديلة آمنة ومفيدة.
من هو أنيس التليلي؟الدكتور أنيس التليلي باحث بالمركز الوطني الفرنسي للبحوث، درس المرحلة الثانوية في موطنه مدينة قفصة جنوب تونس قبل أن يكمل دراسته في جامعة بورغونييه بمدينة ديغون الفرنسية حيث حصل على الماجستير في الكيمياء، ثم انتسب بعد ذلك للمدرسة الوطنية العليا للكيمياء في مدينة مونبيلييه ليحصل على الدكتوراه في الكيمياء العضوية عام 2011. وفي أطروحته قدم التليلي طرقا مبتكرة لتصنيع مركبات تحفيز كيميائية تعتمد على عنصر النحاس وتتميز بكونها أقل سمية من المحفزات التقليدية وتحافظ على البيئة.
وفي العام الموالي بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ التليلي مرحلة ما بعد الدكتوراه استمرت سنة ونصفا في مخبر معهد لايبنيز للحفز الكيميائي (ليكات) في مدينة روستوك الذي يعد أحد أكبر المختبرات في الكيمياء بألمانيا، وله اسهامات كبيرة في الصناعة الكيميائية في العالم، وقام بتطوير العديد من التطبيقات الكيميائية المعروفة.
لم يطل المقام كثيرا بالدكتور التليلي في ألمانيا وعاد من جديد إلى فرنسا، حيث تابع مرحلة تخصص أخرى في كوميسارية الطاقة الذرية (سي إي إيه) في باريس قبل أن يُعين زميلا باحثا في معهد الكيمياء الجزيئية والحيوية وفوق الجزيئية بمدينة ليون التابع للمركز الوطني الفرنسي للبحوث في عام 2014.
يعمل الدكتور أنيس التليلي مع فريقه البحثي الذي يشرف عليه، على إيجاد حلول مبتكرة للحد من مخاطر بعض المركبات الكيميائية شديدة الخطورة على البيئة مثل غاز سداسي الفلوريد (إس إف 6). ويُستخدم هذا الغاز على نطاق واسع في العزل الكهربائي خاصة في الأجهزة عالية الجهد، لكنه شديد الخطورة على البيئة بسبب قدرته العالية على التسبب بالاحترار التي تفوق بنحو 24 ألف مرة قدرة غاز ثاني أوكسيد الكربون، ويمكن أن يمتد عمر الجزيء الواحد منه في الغلاف الجوي ليبلغ 3200 عام.
يقول التليلي للجزيرة نت إن "هذه الغازات توظيفها صعب، لكننا نحاول تطوير طرق مبتكرة لاستخدامها في تصنيع مركبات كيميائية تكون مفيدة وغير مضرة بالبيئة"، وكشف أن "أحد أهم أعمالهم تتمثل في استخدام هذه الغازات الضارة لتطوير أنواع جديدة من الأدوية".
قد لا يعلم الكثير من الناس أن 20% من الأدوية المتداولة حاليا في الأسواق تحتوي على جزيئات كيميائية عضوية تشتمل على ذرات فلور متعددة تسمى المركبات متعددة الفلور (بي إف إيه إس)، وهذه المواد تمثل في حد ذاتها هاجسا بيئيا كبيرا نظرا لسميتها وخطورتها على البيئة وسهولة تسربها إلى مصادر المياه، "وقد أثبتت الدراسات مؤخرا أن هذه الجزيئات مسرطنة، لذلك نعمل أيضا على إيجاد حلول تمكن من استخدامها في مجالات مفيدة"، كما يقول التليلي.
حصل مختبر الدكتور التليلي على تمويل من الاتحاد الأوروبي لحل هذه المشكلة، وذلك من خلال تعويض المركبات متعددة الفلور بجزيئات مبتكرة لها خاصيات التحلل في الطبيعة ولا تضر بالبيئة. وحاليا نعمل على تطوير هذه الجزيئات وتمكين الصناعات الكيميائية من هذه الجزيئات.
وطور التليلي وفريقه إستراتيجية جديدة لتنشيط روابط غاز سداسي الفلوريد المعروف بكونه تنشيط "إس إف 6" تحت الضوء المرئي، تجعل من الممكن الحصول على كواشف كيميائية (مواد متفاعلة) جديدة يمكن استخدامها مباشرة لإدخال المركبات المتعددة الفلور على الجزيئات العضوية. وتعمل هذه الأخيرة على تعديل خصائص المركبات العضوية التي تحملها لتصبح مفيدة جدا في مجالي صناعة الأدوية وصناعة الكيمياويات الزراعية.
تتميز هذه العملية بفائدة بيئية مزدوجة من خلال السماح بالتخلص من غازات الدفيئة عبر استخدامها لإنتاج مواد ذات أهمية في تصنيع الأدوية، مما يمكّن من تجنب استخدام منتجات ضارة مثل المركبات متعددة الفلور.
وعن تأثير الجائزة على المسار البحثي للدكتور أنس التليلي في المستقبل يقول: إنه سعد كثيرا بالحصول عليها وستكون محفزا مهما لمواصلة أبحاثه، مستدركا أن "الباحث حين يستيقظ صباحا لا يسعى إلى الحصول على الجوائز، بل إلى ترك أثر في المجتمع والمساهمة في تقدم المعرفة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان حريات على البیئة فی تصنیع
إقرأ أيضاً:
وداعاً "سكايب".. إليكَ 5 بدائل أكثر تطوراً وسهولة
في خطوة مُفاجئة، أعلنت "مايكروسوفت" عن توقف "سكايب Skype" بحلول 5 مايو (أيا) المقبل 2025.
على مدار أكثر من عقدين، كانت "سكايب" المنصة الأكثر شهرة للاجتماعات الافتراضية، حتى قبل ظهور "زووم" و"غوغل ميت"، وغيرها، وهو الأمر الذي يعكس أيضاً "موت" المنصات والأدوات القديمة لصالح هيمنة التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
محاولات البقاءوفي محاولة منها لإبقاء المنصة قبل سنوات، أجرت شركة مايكروسوفت عدة تغييرات مثيرة للجدل على واجهة مستخدم سكايب لتحديثها. وفي عام 2017، قدمت سكايب إعادة تصميم رئيسية تضمنت ميزات تشبه ميزات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لم تعجب الكثير من المستخدمين، حيث وجد العديد من المستخدمين أن التغييرات مربكة وغير ضرورية، مما أدى إلى انخفاض المشاركة بالمنصة.
ووفق ما يشير إليه موقع "London daily"، فقد عانى "سكايب" من مشكلات في الأداء بمرور الوقت، بما في ذلك مشكلات الاتصال، ومكالمات الفيديو المتأخرة، واستخدام الذاكرة بشكل كبير، حيث دفعت هذه المشكلات المستخدمين إلى البحث عن بدائل أسرع وأكثر موثوقية.
بدائلمع قرب إغلاق تطبيق "سكايب"، تشجع شركة مايكروسوفت، المستخدمين على الانتقال إلى تطبيق "Microsoft Teams"، حيث أكدت الشركة للمستخدمين أنهم سيتمكنون من نقل جهات الاتصال والدردشات وسجل المكالمات إلى "Teams" دون فقدان البيانات المهمة.
يتوفر "Microsoft Teams"، على أنظمة "ويندوز"، و"macOS"، و"أندرويد"، حيث يمكن تسجيل الدخول باستخدام بيانات اعتماد "سكايب" الخاصة بالشخص، وسيتم نقل جميع البيانات بشكل تلقائي بما في ذلك جهات الاتصال والدردشات، إلى "Teams".
بجانب "مايكروسوفت تيمز"، يتوفر مجموعة من البدائل الأخرى مثل:
- زووم Zoom: وهو الخيار الأفضل لمؤتمرات الفيديو، حيث يتميز بواجهته البسيطة وسهلة الاستخدام، كما يدعم الاجتماعات الكبيرة والندوات عبر الإنترنت.
- واتساب: وهو الأفضل للتواصل الشخصي، يحتوي على خاصية تشفير شامل للمراسلة والمكالمات الآمنة، ويعمل على الهاتف المحمول وسطح المكتب.
- غوغل ميت: وهو الأفضل لمستخدمي غوغل، ويعمل مباشرة في المتصفح، ويتوافق مع "Gmail" وتقويم غوغل.
- فيس تايم: وهو الأفضل لمستخدمي آبل، ويشمل مكالمات فيديو عالية الجودة، حيث يعمل بسلاسة عبر أجهزة آيفون، وأي باد، وماك.