الاستخبارات الأمريكية تشكك في بقاء نتنياهو وقدرته على تدمير حماس
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعده وارن بي ستروبل، أشار فيه إلى التقييم السنوي للمخاطر الأمنية العالمية الذي شكك في قدرة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على مواصلة الحكم، ولفت إلى أن "إسرائيل في خطر" وأنها "ستفشل في تحقيق هدفها وهو القضاء على حماس".
وذكر التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنه في الوقت الذي تمت فيه مناقشة استمرار نتنياهو في الحكم وبشكل واسع بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل، فمن غير المعتاد أن تقدم وكالة استخبارات أمريكية رأيها بمصير حليف ومنظور بقائه السياسي وفي وثيقة سرية.
وأضاف التقرير أن "عدم الثقة بقدرة نتنياهو على الحكم قد تعمقت وتوسعت في الرأي العام وعلى أعلى المستويات قبل الحرب ونتوقع تظاهرات كبيرة تطالب باستقالته وانتخابات جديدة. وهناك احتمال ببروز حكومة حكومة مختلفة ومعتدلة".
وقال التقرير إن الرئيس الأمريكي جو بايدن دخل مع نتنياهو في حرب كلامية حول العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث حذر بايدن من قيام إسرائيل بعملية عسكرية جديدة في مدينة رفح جنوبي القطاع. ولم يهتم نتنياهو على ما يبدو بهذه التحذيرات في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" يوم الأحد. وحذر بايدن إسرائيل ضد أي خطوة باتجاه رفح بدون أن تتخذ الخطوات اللازمة لحماية المدنيين واصفا أي عملية تعتبر "خطا أحمر" وترك الباب مفتوحا أمام إمكانية تعليق المساعدات العسكرية لو مضت إسرائيل في العملية.
وأضاف التقرير أن نتنياهو البالغ من العمر، 74 عاما، أصبح أطول رئيس للوزراء في تاريخ إسرائيل وركز على موضوع الأمن، لكن ثاني أكبر فشل أمني حدث في عهده عندما قامت حماس بمهاجمة إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي. وتحول الرأي العام ضده في إسرائيل ونظمت تظاهرات حاشدة تطالبه بالإستقالة، حيث يعتمد مصيره السياسي على تجنب انتخابات سريعة والحفاظ على تحالف ضيق مع الأحزاب المتطرفة. وتعهد بالبقاء في السلطة حتى "النصر الكامل" على حماس.
وبحسب الخبراء، يعول نتنياهو على البقاء في السلطة من خلال قتل زعيم حركة حماس في غزة وبالتالي عودة شعبيته. ويتعرض لضغوط من داخل حكومة الحرب التي يشترك فيها زعيم حزب الوحدة بيني غانتس ووزير الدفاع يواف غالانت. ولو عقدت الانتخابات اليوم، فسيهزم غانتس بسهولة نتنياهو، ولم يستبعد غانتس العمل مع السلطة الوطنية في غزة والتفاوض بشأن دولة فلسطينية. ويعارض نتنياهو فكرة الدولة وهو متناقض مع موقف الإدارة الأمريكية الداعي لدور السلطة الوطنية في غزة ومناقشة دولة فلسطينية مستقلة.
ووجد التقرير الأمني الأمريكي، أن إسرائيل ستجد صعوبة في التخلص من حماس. ويطلق على التقرير "التقييم السنوي للتهديدات العالمية في 2024"، ويحتوي على مواقف كل وكالات التجسس الأمريكية.
وجاء فيه: "تركز إسرائيل على تدمير حماس والتي تحظى بدعم واسع من السكان" و "أكثر من هذا، فمن المحتمل مواجهة إسرائيل مقاومة متربصة من حماس ولسنوات قادمة وسيكافح الجيش من أجل تدمير بنية حماس تحت الأرض والتي تسمح للمتمردين للتخفي واستعادة القوة ومفاجأة القوات الإسرائيلية". ويترافق مع إصدار التقرير جلسات استماع ليومين في الكونغرس، حيث قدم قادة الوكالات الأمنية، مدير سي آي إيه، ويليام بيرنز وأفريل هينز، مديرة الاستخبارات المدنية شهادات حول التقرير يوم الإثنين أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
وذكر التقرير أن أعضاء المجلس لم يطرحوا أسئلة حول القسم الذي يغطي مستقبل نتنياهو السياسي، وتعطلت المساءلة أكثر من مرة من قبل المحتجين الذين شجبوا دعم الولايات المتحدة لإسرائيل. وقال بيرنز إنه يواصل التفاوض مع الإسرائيليين والمصريين والقطريين على خطة دبلوماسية من ثلاثة أجزاء تؤدي إلى إفراج حماس عن الأسرى الإسرائيليين وعودة السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيليين ووقف إطلاق نار لمدة ستة أسابيع وتوفير المساعدات الإنسانية.
وأضاف بيرنز "سنواصل العمل بجد على هذا" و "لا أعتقد أن أحدا يستطيع ضمان النجاح"، مشيرا إلى أنه يريد التركيز على الجزء الأول وهو وقف إطلاق النار، وفقا للتقرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو غزة امريكا غزة نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نتنیاهو على فی غزة
إقرأ أيضاً:
العماليق أسطورة نتنياهو وسموتريتش.. من الذي يغذيها؟
دائما ما يستدعي قادة الاحتلال الإسرائيلي ذكر "العماليق" في خطاباتهم السياسية التي تدعوا للإبادة الجماعية في قطاع غزة٬ ففي وقت سابق دعا وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إلى تدمير مدن رفح، ودير البلح، والنصيرات في قطاع غزة بشكل كامل، وذلك خلال لقاء مع مستوطنين.
حيث صرّح قائلًا: "علينا تدمير هذه المناطق تمامًا ومسح ذكرها كما جاء في النصوص الدينية. لا مجال لأنصاف الحلول".
وفي خطاب له، استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نصًا دينيًا من الكتاب المقدس، قائلاً: "يجب أن تتذكروا ما فعله عماليق بكم، كما يقول لنا كتابنا المقدس".
وأضاف: "نحن نتذكر ذلك بالفعل، ونحن نقاتل بجنودنا الشجعان وفرقنا التي تخوض المعارك الآن في غزة وحولها، وفي جميع المناطق الأخرى في إسرائيل".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وتأتي تصريحات نتنياهو وسموتريتش في ظل استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وسط انتقادات دولية بشأن تصاعد استهداف المدنيين وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى.
جذور العقل الاستئصالي
ويستخدم الخطاب الصهيوني التوراة وأسفارها لتبرير ممارساته في فلسطين، رغم التناقض الواضح بين الصهيونية كحركة علمانية والتوراة كنص ديني. استغلت الصهيونية الشريعة اليهودية لتحقيق أهدافها الاستعمارية في فلسطين.
وتُذكر كلمة "عماليق" في العهد القديم بصيغ مختلفة مثل "عماليقي"، وهي تشير إلى قوم من البدو الرحل الذين سكنوا شبه جزيرة سيناء وجنوب أرض كنعان (المعروفة اليوم بفلسطين). يبدو أن هؤلاء القوم كانوا في حالة حرب مع بني إسرائيل، كما يظهر في بعض فقرات العهد القديم.
ووفق دراسة يؤكد الأستاذ بجامعة حيفا، بيت هلحمي، أن إسرائيل تتعامل مع كتابها المقدس كمرجع تاريخي يجب تكرار أحداثه. وفقًا لهذه الرواية، فإن نبي الله إبراهيم كان أول من عهد إليه "يهوه" بأرض فلسطين التاريخية، واختص بهذا العهد ذريته إسحاق، ثم يعقوب، لتكون هذه الأرض ملكًا لبني إسرائيل بحق إلهي مقدس.
جابوتنسكي.. والجدار الحديدي
ودائما ما يكرر نتنياهو في خطاباته ذكر زئيف فلاديمير جابوتنسكي، ويقدمه على أنه ملهمه ومرشده الروحي، مشيرًا إلى أنه يحتفظ بسيفه ويقرأ أعماله بشكل دائم.
ففي عام 1923، كتب جابوتنسكي أن "الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يوافق بها العرب على دولة يهودية في فلسطين هي القوة التي تسحقهم وتذعنهم".
وأكد أن "الوسيلة الوحيدة للوصول إلى اتفاق مع الأعداء العرب في المستقبل هي التخلي عن كل فكرة تسعى إلى الوصول إلى اتفاق معهم في الوقت الحالي"، مما يتماشى تمامًا مع مواقف نتنياهو الحالية.
كما يرى جابوتنسكي ضرورة امتداد الدولة اليهودية إلى حدودها التوراتية، وهو الذي قال: "لنهر الأردن ضفتان، هذه لنا، وتلك أيضًا".
دروكمان.. أبو الصهيونية الدينية
كما يعد الحاخام حاييم دروكمان كبير حاخامات الصهيونية الدينية٬ والمرشد السياسي والروحي لبتسلئيل سموتريتش، اليميني المتطرف.
فهو الذي أصدر فتوى تبيح قتل الأطفال الفلسطينيين الرضع في الحرب بحجة أن هذا حكم الرب، ودعا عام 2020 نتنياهو إلى رفض أي شروط في خطة ترامب للسلامة تسمح بإنشاء دولة فلسطينية.
وقد نعاه سموتريتش قائلاً: "لقد فقد الشعب اليهودي أحد العمالقة الروحيين في جيله، رجلاً عادلاً ومعلمًا كرس حياته للتوراة والشعب اليهودي وأرض إسرائيل."٬ كما أعرب نتانياهو عن تعازيه لأسرة دروكمان، قائلاً إن إسرائيل "فقدت زعيماً روحياً عظيماً". وأضاف: "لقد فقدت صديقاً شخصياً كنت أقدّره كثيراً".
وتتلمذ دروكمان على يد الحاخام تسفي يهودا كوك، الذي أسس حركة "غوش إيمونيم" التي أنشأت المستوطنات بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية في حرب عام 1967.
في عام 2012، حصل الحاخام دروكمان على "جائزة إسرائيل"، وهي أعلى جائزة تُقدمها حكومة الاحتلال الإسرائيلي.