عقد الجامع الأزهر أولى حلقات ملتقى الأزهر والذي يعالج ويناقش بعض القضايا الإسلامية، وحاضر فيه الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور عبدالمنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور حسن الصغير رئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، وذلك بحضور الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، وعدد من قيادات الأزهر الشريف.

عبدالمنعم فؤاد: الأزهر الشريف كان له الريادة في معالجة القضايا الاجتماعية والإسلامية

وقال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، إن الأزهر الشريف كان له الريادة في معالجة كل القضايا الاجتماعية والإسلامية، لاسيما القضايا التي تهم الشباب مثل قضايا التكفير وقضايا أمن واستقرار المجتمع، والإلحاد وأسباب انتشاره وقضايا الإنتحار وعقوق الوالدين وغيرها من القضايا التي ستكون محل نقاش تحت مظلة الجامع الأزهر طوال شهر رمضان المبارك، مؤكدا أنه تم اختيار عدد كبير من علماء الأزهر الشريف المتخصصون في الرد على تلك القضايا، وفتح الباب للمناقشة والرد على الاستفسارات والأسئلة التي تدور في أذهان الجمهور والحضور، ولهذا عقد الجامع الأزهر اللقاء الأول حول " الحديث عن قداسة الشعائر الدينية ومقاصدها".

إبراهيم الهدهد: شعيرة الصيام تؤثر في القلوب فتبني فيها التقوى

من جهته، قال الدكتور إبراهيم الهدهد، إن الشعائر الدينية هي معالم كل دين ويقدسها أتباع هذا الدين، وتعظيمها يكون من تقوى القلوب، قال تعالى{ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، ففي ديننا الحنيف ينبغي على المسلم أن يعظم شعائر الله طوال العام وخاصة في الشهر  الفضيل،  فشعيرة الصيام تؤثر في القلوب فتبني فيها التقوى، قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أنه من هنا خرجت قاعدة في التربية والتقويم، وهي "لذة النداء تخفف مشقة الطاعة" بقوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، كما أن التكاليف إذا عمّت هانت، قال تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}، موضحا أن الحق تبارك وتعالى لا يكلف شخصا إلا بعد أن يقتنع بهذا التكليف؛ فجمع القرآن في هذه الآية بين الإقناع والإمتاع.

وتابع الهدهد: ولذا ساق خبر الصيام في الأمم السابقة، ثم بين الغرض والهدف من الصيام وهو غرس التقوى التي تصلح القلوب بقوله تعالى {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ثم هوّن الحق سبحانه بعد ذلك التنفيذ بأن أيام الصيام قليلة بقوله {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}، ثم يسّر بعد ذلك أحكام الصيام بقوله تعالى {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون}.

حسن الصغير: رمضان مدرسة تربوية ينصلح بها حال المؤمن في الدنيا والآخرة

بدوره، بيّن الدكتور حسن الصغير، الحديث عن أثر المقاصد الشرعية المقترنة بوظائف رمضان، فالآية الكريمة السابقة توضح أن المقاصد الإسلامية لا تؤثر في النفوس فقط، بل في الأعمال والتصرفات، فتجد النفس المكلفة بالصيام تتسارع إلى أعمال الخير والبر من الإطعام والإكثار من الصدقات وصلة الأرحام وتفقد أحوال الجيران وغيرها في هذا الشهر الكريم، وهذه الأعمال هي التي تحقق الهدف من قوله تعالى{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

ولفت الصغير، إلى أن الشخص الذي يقوم بالتصدق يجب عليه أن يتحرى مصدر المال الذي يتصدق به ليتحقق بهذا سبيل القبول من الله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المُرسلين؛ فقال تعالى{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، وقال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له؟! رواه مسلم، فالمقاصد الشرعية من هذه الشعائر الشهر الكريم ضرورية جدا، فينبغي على كل مسلم أن ينظر إلى حاله ويقدم على الله تعالى بالقُربات وأعمال البر والخير، فشهر رمضان مدرسة تربوية ينصلح بها حال المؤمن في الدنيا والآخرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى الأزهر القضايا الإسلامية إبراهيم الهدهد جامعة الأزهر عبد المنعم فؤاد حسن الصغير أكاديمية الأزهر قيادات الأزهر الضويني الأزهر الأزهر الشریف قال تعالى

إقرأ أيضاً:

ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش «الهجرة بالدين بين الألم والأمل»

عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم الأربعاء اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية تحت عنوان "الهجرة بالدين بين الألم والأمل"، بمشاركة نخبة من العلماء والأساتذة. 

تضمنت الفعالية حضور الدكتور صلاح عاشور، العميد السابق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، والدكتور خالد عبد النبي عبد الرازق، أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين، وأدار الحوار الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية بالجامع الأزهر.

افتتح الدكتور صلاح عاشور الملتقى بالحديث عن أهمية الهجرة إلى الحبشة باعتبارها مرحلة فارقة في تاريخ الدعوة الإسلامية، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ وجّه أصحابه للهجرة لحمايتهم من بطش كفار مكة.

 وأوضح أن هذه الهجرة كانت بمثابة أول خطوة جماعية للمسلمين خارج الجزيرة العربية، حيث توجه 12 رجلًا وامرأتان، منهم سيدنا عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقية بنت رسول الله ﷺ، إلى الحبشة طلبًا للأمان في ظل حكم النجاشي، الذي وصفه النبي ﷺ بأنه "ملك لا يُظلم عنده أحد".

وفي كلمته، أكد الدكتور خالد عبد النبي عبد الرازق أن هجرة النبي ﷺ إلى المدينة المنورة كانت تحولًا جوهريًا في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث استطاع المسلمون لأول مرة تأسيس كيان قادر على حماية نفسه والدفاع عن دينه. 

وأشار إلى أن الهجرة جاءت بعد سنوات من المعاناة التي واجهها النبي ﷺ وأصحابه في مكة، ما جعلها اختبارًا لإيمان الصحابة وثباتهم على المبادئ الإسلامية.

من جانبه، قال الشيخ إبراهيم حلس إن رفض المشركين للدعوة الإسلامية كان بسبب خوفهم على مصالحهم التجارية والشخصية، متجاهلين أن الإسلام جاء لترسيخ قيم الأمن والعدل والاستقرار. 

وأضاف أن الصحابة هاجروا حفاظًا على دينهم، مقدمين نموذجًا للتضحية والإيمان الكامل.

يُذكر أن ملتقى السيرة النبوية يُعقد كل أربعاء في رحاب الجامع الأزهر الشريف، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ويهدف إلى استلهام القيم والمعاني السامية من السيرة النبوية لنشر قيم السلام والتعايش.

مقالات مشابهة

  • زايد يشيد بمعرض الكتاب الدولي وأهمية جناح الأزهر الشريف
  • طفل يسأل: هل ستعود فلسطين لأهلها؟ شيخ الأزهر: قطعًا ستعود تنفيذًا للوعد الإلهي والنبوي
  • رمضان .. كيف تدرب نفسك على الصيام عن الشهوات
  • بالرقم القومي.. نتيجة قرعة الحج 2025 بالأزهر الشريف
  • دولة إسلامية تحظر النقاب وتحد من إقامة الشعائر الدينية في بعض الأماكن
  • هل يرى المؤمنون الله يوم القيامة؟.. دار الإفتاء توضح معنى الحديث الشريف
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش «الهجرة بالدين بين الألم والأمل»
  • قيرغزستان تحظر النقاب وإقامة الشعائر الدينية في المؤسسات
  • ملتقى الجامع الأزهر يفند شبهات المشككين حول الإسراء والمعراج
  • الفرق بين الغبطة والحسد في الشرع الشريف