كتاب اسمحوا لي بالتلصص.. عين القارئ تنبش وتسأل
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
عشر مفردات وعدد لا نهائي من الأسئلة يطرحها الكاتب المصري محمد زاهر في كتابه "اسمحوا لي بالتلصص" الذي يقدم رؤية خاصة ومتفردة للأدب والتاريخ يسميها المؤلف التلصص.
يقول المؤلف في المقدمة "في هذا الكتاب تلصصت على 10 مفردات، التلصص، الانتظار، الذاكرة، الثوب، الانتقام، الخريطة، اللعب، الطيران، البطء، والنوم.
ويعد الكتاب الصادر عن دار صفصافة للنشر في 315 صفحة عملا ذاتيا من بؤرة العين التي يقول المؤلف إنها، في التلصص، "تشم وتسمع وتلمس وتسع كل الحواس".
ويقول الكاتب إن "كل روائي هو متلصص كبير. والتلصص في مداره الأوسع أداة الأديب التي يستبطن من خلالها أحوال البشر والأمكنة من حوله".
ويطرح سؤالا ماذا لو تلصصنا على الأدب؟ وهو ما يفعله في جانب كبير من كتابه، وهو الثاني لمؤلفه بعد كتابه "أزمة الوعي العربي بين الحملة الفرنسية والحملة الأميركية" عام 2004.
التلصص والتحديقفي القراءة الأولى أو الفصل الأول، يقدم الكتاب فلسفته في التلصص فيقول "كل تلصص هو نظرة مختلسة إلى الذات قبل الآخر والعالم، وكل تلصص ينحو إلى الداخل لا إلى الخارج كما يبدو للوهلة الأولى. كل تلصص رغبة صامتة في التفاعل مع البشر يعجز عن تحقيقها بطل متوحد لا يستطيع التعامل بأريحية مع المحيطين به".
وبدءا بالمقدمة، يطرح المؤلف أسئلته قائلا "هل يسعى المتلصص عن عمد وراء هتك كل مستور ومخبوء؟ هل يقتصر التلصص على الأماكن المغلقة أم يمكننا أن نتلصص في الشارع والزحام؟" وهكذا يسترسل في وابل من الأسئلة يترك القارئ ليفكر فيها.
ويفرق في المقدمة أيضا بين التلصص والمحدق فيقول "التحديق فعل جارح، فالعين هنا لا تتسلل، بل تقتحم. وذلك بخلاف المتلصص حيث النظرة المنزوية والمخطط لها والتي يحاول صاحبها حجبها وإحاطتها بالكتمان شغوفا بأسرار يكتشفها على مهل وتؤدة. المتلصص متوحد، أما المحدق فشخص اجتماعي جريء".
ويصف التلصص بأنه اللااكتمال وليس حالة إبداعية فقط لكنه تطلع في الكون بأكمله وهو فعل طفولي، وصفات أخرى كثيرة يلحقها الكاتب بالمتلصص المتوحد الذي يفرد له اهتماما خاصا بالكتاب.
كل روائي متلصصفي المفردات الـ9، بخلاف فلسفته عن التلصص، يطرح الكاتب مفرداته التي اختارها محورا لتلصصه ويتناولها بالقراءة من خلال تعريفه للتلصص. وينتقل الكاتب بالفكرة، ومعه القارئ، في نصوص مختلفة من الأدب والتاريخ إلى النصوص الدينية، ومن الكلاسيكيات القديمة إلى نصوص معاصرة، عبر عدسة واسعة وشهية نهمة لقارئ استثنائي يعيد قراءة النصوص من خلال تصور ينبش في النصوص ليستخرج، عبر تلصصه، معاني جديدة ينسجها مع نصوص أخرى من ثقافات وأزمنة مختلفة.
ولنأخذ مثال فصل مفردة "اللعب.. الحياة في قبضة الدمى" الذي يستهله بالآية القرآنية الكريمة "وما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب". وبعد سطور قليلة، يؤرقنا الكاتب بوابل من الأسئلة: "هل يمكن المماهاة بين الحياة واللعبة؟" ويسترسل في طرح الأسئلة على مساحة تزيد على نصف صفحة. وهنا أيضا ترشده الأسئلة في القراءة التي يقدمها للقارئ في السطور التالية.
ومثل باقي فصول الكتاب يقدم لنا في هذا الفصل نصا أدبيا وهو قصة "مغامرات بنوكيو" لكارلو كولودي، ثم قصص "الإخوان جريم". ويطرح أسئلته حول معاني الكتب التي يقدمها لنا في تصوره عن التلصص على الحياة والأدب.
ولا يلبث بعد ذلك أن يحيلنا إلى كتاب جوناثان جوتشل "الحيوان الحكاء" ثم كتاب أحمد تيمور باشا "لعب العرب" وكتاب ألبرتو مانغويل "شخصيات مذهلة من عالم الأدب" بل ينقلنا إلى مسلسل "لوسيفر" على شبكة نتفليكس، وقصة "الشهيد" لتوفيق الحكيم.
ويمضي الكاتب متلصصا على مفرداته الخاصة ويتعقبها ويتجول باحثا عنها في صفحات الأدب والدراما والتاريخ والعلوم الاجتماعية وعلوم الطبيعة وواقع الحياة المعاصرة.
نقد وأسئلةوتذكرنا الأسئلة التي يطاردنا بها المؤلف دون إجابة غالبا بمقولة الشاعر السوري أدونيس "لماذا لا تتوقف الأسئلة عن التهام رأسي؟"
ويطرح الكاتب أسئلة لا ليجيب عنها بل لحمل القارئ في رحلة شيقة. وفي أحيان كثيرة يعذبنا بما اكتشفه من مرارات التاريخ وعذابات الفرد المتوحد لكن تظل رحلة المشقة ممتعة.
ويعد كل فصل في الكتاب بطرافة الرؤية التي تبقي القارئ في تشوق، خاصة إذا كان ممن قرؤوا النصوص التي يتلصص عليها الكاتب، فكل نص يتناوله الكاتب بالتلصص يجعل القارئ متحفزا ليعرف، كيف سيستخرج الكاتب، بتلصصه، هذه المفردة من النصوص التي يتناولها بالنقد وإعادة القراءة؟
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الكاتب التركي علي أيتشيل في معرض الكتاب: القاهرة وأنقرة توأمان ثقافيان على ضفتي المتوسط
كتب- أحمد الجندي
تصوير- محمود بكار
استضافت القاعة الدولية في معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان "الثقافة والحداثة والأدب على ضفتي البحر الأبيض المتوسط"، بمشاركة الكاتب التركي علي أيتشيل (Ali Aycil) وإدارة الإعلامية نهى توفيق. تناولت الندوة الروابط الثقافية والأدبية بين شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، في إطار فعاليات الدورة الـ56 من المعرض.
افتتحت الإعلامية نهى توفيق الندوة بالتأكيد على الروابط العميقة بين شعوب المتوسط، قائلة: "رغم اختلاف الحدود، نحن شعوب تجمعنا حضارة واحدة، تاريخ مشترك، وملامح متشابهة. اليوم، ننطلق في رحلة عبر البحر الأبيض المتوسط مع الكاتب علي أيتشيل لاستكشاف التقاطعات الثقافية والأدبية بين مصر وتركيا."
بدأ الكاتب التركي علي أيتشيل حديثه بالتعبير عن شكره لإدارة المعرض، معربًا عن سعادته بزيارة مصر لأول مرة. وقال: "رغم أنني زرت العديد من الدول، شعوري في مصر مختلف. هنا أشعر وكأنني في وطني الثاني. تركيا نشأت على حب مصر، والروابط بين البلدين تتجاوز التاريخ إلى الأدب والثقافة."
وتحدث "أيتشيل" عن التقارب الأدبي بين مصر وتركيا، مشيرًا إلى أن حركة التحديث في البلدين منذ القرن الثامن عشر كانت موازية، وشهدت محاولات للتوفيق بين الحداثة والتقاليد. وأكد أن كلا الشعبين واجه تحديات الحداثة الأدبية، التي أحيانًا اصطدمت بالخوف من فقدان الهوية الثقافية.
وأشار الكاتب التركي إلى أن المصادر الأدبية في الماضي كانت متشابهة، مثل "ألف ليلة وليلة"، "كليلة ودمنة"، و*"طوق الحمامة"*. أما في الحاضر، فقد استشهد برموز أدبية بارزة مثل نجيب محفوظ من مصر وأورخان باموق من تركيا، اللذين جسدا في أعمالهما روح الشرق مع استلهام الحداثة الغربية، وحصلا على جائزة نوبل تقديرًا لإبداعهما.
الأدب في مواجهة العصر الرقمي
اختتم أيتشيل كلمته بالتحدث عن التحديات التي تواجه الأدب والفنون في العصر الرقمي، قائلاً: "العالم اليوم أصبح أكثر انغماسًا في الشبكات الرقمية على حساب الأدب. نحن بحاجة إلى التمسك بالفنون والآداب، ليس فقط لمواجهة هذه الفجوة، ولكن للحفاظ على الهوية الثقافية التي توحد شعوبنا."
اقرأ أيضًا:
محمد صلاح نموذج مشرّف.. مفتي الجمهورية يكشف علاقته بكرة القدم| خاص
القوات المسلحة تنجح في إنقاذ سياح تعطل بهم بالون طائر -صور
صادرات وسياحة وعقارات.. ماذا قال مدبولي في لقائه مع أعضاء اللجان الاستشارية؟
بالأسماء.. أنواع الأشجار المستهدف زراعتها ضمن مبادرة 100 مليون شجرة - مستند
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
معرض القاهرة الدولي للكتاب القاهرة أنقرة نهى توفيق علي أيتشيلتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة مفتي الجمهورية من معرض الكتاب: التعامل مع الفتوى الرقمية أصبح ضرورة أخبار عروض فنية وأغاني على المسارح المكشوفة بمعرض الكتاب تُبهر الجمهور أخبار بالصور.. دوللي شاهين في معرض الكتاب قبل حفل توقيع كتابها "هودو" أخبار "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد".. ندوة تكشف أسرار كوكب الشرق بمعرض الكتاب أخبارإعلان
إعلان
أخبارالكاتب التركي علي أيتشيل في معرض الكتاب: القاهرة وأنقرة توأمان ثقافيان على ضفتي المتوسط
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك ظهرت الآن.. نتائج الصفين الأول والثاني الإعدادي إلكترونيًا بالجيزة (رابط رسمي) 21القاهرة - مصر
21 13 الرطوبة: 33% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك