«التنوّع التكتيكي» سر توهج «الزعيم»
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
كتب الموقع الرسمي الخاص بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن مباراة العين والنصر شهدت إثارة غير عادية، استمرت منذ لحظاتها الأولى حتى نهايتها، وأن «الزعيم» نجح في التفوق على مضيفه، واقتنص بطاقة التأهل إلى نصف نهائي البطولة القارية.
وبالفعل لم تقتصر إثارة المباراة التي حبست الأنفاس على الأهداف والتحولات الدرامية في النتيجة المتقلبة، بل شهدت المواجهة الكثير من التفاصيل الفنية المتعددة التي منحت «الزعيم» الأفضلية واستحقاق مقعده في نصف نهائي «الشامبيونزليج الآسيوي».
وقدّم العين أداءً مبدعاً في الشوط الأول، ليس بسبب الهدفين فقط، بل لأنه قاد الفترة الأولى كيفما أراد على المستوى التكتيكي، حيث بدأ المباراة بالضغط المتوسط، والاعتماد على الكرات الطولية، استغلالاً لتحركات وسرعة سفيان رحيمي، قبل أن يتحوّل إلى الاستحواذ الهادئ على الكرة في مواجهة ضغط عالٍ قوي ومستمر من جانب «العالمي»، وكانت سُرعة التحول، بعد استخلاص وقطع الكرات في وسط الميدان، الوسيلة الناجحة للبطل الإماراتي التي أهدته بالفعل الهدف الأول الجميل، لاسيما أن أفراد خط الوسط كانوا في قمة القوة واليقظة، بنجاحهم في الالتحامات الثنائية وتحملهم الضغط «الخشن» من لاعبي النصر، الذي تسبب في ارتكاب الفريقين 43 خطأ، ثم تحول الهجمة في لمح البصر إلى المناطق الهجومية الخطيرة، واللافت أن العين لم يتراجع بعد تسجيله الهدف الأول، بل عدّل استراتيجيته في اتجاه الضغط العالي على دفاعات النصر، وهو ما مكنه من تسجيل الهدف الثاني، ولولا الخطأ الفردي الذي تسبب فيه ضغط المنافس على الجبهة اليُمنى الدفاعية للعين، لانتهى الشوط الأول بالتقدم بهدفين لمصلحة الزعيم، الذي كانت جبهته اليُسرى الهجومية بمثابة «شعلة نشاط» لم تتوقف طوال أغلب فترات المباراة.
الشوط الثاني من الوقت الأصلي شهد تراجعاً تكتيكياً من جانب «الزعيم»، في محاولة امتصاص الضغط المتقدم «الشامل» الذي كان الحل الوحيد أمام «العالمي»، للحفاظ على آماله في محاولة اقتناص بطاقة الصعود، لكن التراجع الدفاعي، والاكتفاء بالكرات الطولية لم ينجح في تجاوز خطأ جديد في التمركز على الطرف الأيسر هذه المرة، حيث ركّز النصر على جناحه الأيمن بصورة كبيرة جداً، ليُسجل عبره الهدفين في الشوط الثاني، إلا أن «الزعيم» عاد بعدها ليعتمد على فكرة تكتيكية ثالثة، بالاستحواذ الأكبر على الكرة، بعكس ما دار طوال ما يقارب ساعة من اللعب، وهو ما استمر عليه حتى نهاية المباراة وشوطيها الإضافيين، لاسيما أن النقص العددي لـ«العالمي» ساعد في زيادة معدلات امتلاك الكرة من جانب البطل الإماراتي، وبناء الهجمات بنظام وهدوء، وهي الطريقة الثالثة التي منحت «الزعيم» الهدف الثالث، وكلها أمور تشير إلى امتلاك العين الكثير من الأسلحة والأدوات الفنية، التي نجح في استخدامها وإدارتها بطريقة رائعة مثالية، حسب أحداث المباراة، ونجح في تحقيق المراد في النهاية.
وتشير إحصاءات المباراة الفنية إلى أن 43% من هجمات «الزعيم» جاءت عبر الطرف الأيسر، الذي سجّل عبره هدفيه الافتتاحيين، مثلما أسهمت في تحقيق الفوز بمباراة الذهاب، وكان سفيان رحيمي بطلها الأول ونجمها الفذ مثل العادة، حيث حصل على أعلى درجات التقييم الفني من المواقع العالمية المتخصصة، خاصة أنه سدد 3 كرات طوال المباراة، منها كرتان بين القائمين والعارضة، سكنت كلتاهما الشباك، في حين ركّز «العالمي» على الطرفين في هجماته، لكن نجاحه الأبرز أتى عبر الجبهة اليُمنى، التي قدّمت 35.7% من إجمالي هجماته طوال المباراة.
ورغم أن النصر كان الأكثر محاولة على المرمى في مجمل حصاد المباراة، إلا أن أغلب محاولاته طاشت بعيداً عن القائمين والعارضة، حيث حقق نسبة دقة بلغت 30% مقابل 45.5% للعين، بل إن الفاعلية مالت بنسبة أكبر لمصلحة «الزعيم» الذي حوّل 60% من تسديداته إلى أهداف، بينما بلغت نسبتها لدى «العالمي» 44.4%.
نجح العين في استغلال الفرص التهديفية بكفاءة كبيرة جداً، حيث حوّل 75% منها إلى أهداف في المباراة، بينما استغل «العالمي» 50% فقط من الفرص التهديفية التي أتيحت له.
وبالعودة إلى الجدول الزمني للمباراة، أكدت الأرقام حقيقة التنوع التكتيكي الذي امتلكه العين فيها، حيث ترك الكرة في حوزة الشقيق السعودي خلال الشوط الأول بنسبة 56% مقابل 44 لفريقنا، الذي اعتمد على الضغط المتوسط وسرعة التحول والكرات الطولية خلف دفاعات النصر، في حين تحولت نسبة الاستحواذ لمصلحته في الشوط الثاني بـ52% مقابل 48% لصاحب الأرض، وهو ما استمر في الشوطين الإضافيين، بنسبتي 51% و53% على الترتيب لمصلحة «الزعيم»، مقابل 49% و47%.
أخبار ذات صلة رحيمي.. «8.3» «أولى بشائر» تأهل العين.. «مقعدان ونصف مقعد» للإمارات في «نخبة آسيا»
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال آسيا العين النصر السعودي
إقرأ أيضاً:
عُمان والكويت يتوافقان على التعادل فـي افتتاح خليجي 26
خيم التعادل الإيجابي بهدف لمثله على لقاء افتتاح خليجي 26 الذي جمع بين منتخبنا الوطني ومضيفه المنتخب الكويتي مساء أمس على أرضية استاد جابر الدولي بالعاصمة الكويت برسم الجولة الافتتاحية من منافسات المجموعة الأولى.
وكان المنتخب الكويتي البادئ بالتسجيل عن طريق المهاجم يوسف ناصر فـي الدقيقة 34 قبل أن يدرك منتخبنا الوطني التعادل فـي الدقيقة 41 عن طريق مهاجمه عصام الصبحي.
وبهذه النتيجة ارتضى كلا المنتخبين بنقطة فـي مستهل مشوارهما فـي منافسات خليجي 26 المقامة منافساتها حاليا فـي الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر الجاري إلى 3 يناير المقبل.
الشوط الأول
بدأت المباراة بمناوشات هجومية خجولة من هنا وهناك مع أفضلية نسبية طفـيفة للمنتخب الكويتي فـي امتلاك الكرة بيد أن الفاعلية والنجاعة الهجومية كانت غائبة نظرا لتبادل السيطرة الميدانية على منطقة المناورات.
وواصل المنتخب الكويتي استحواذه على الكرة وانتشر فـي مساحات الملعب طولا وعرضا مشكلا خطورة على مرمى منتخبنا الوطني بين الفـينة والأخرى، مكرسا ضغطا هجوميا جيدا لم يكلل بالنجاح خلال فترة جس النبض، وفـي المقابل لعب منتخبنا الوطني بإيقاع بطيء مشوبا بالحذر والانضباط التكتيكي العالي المقرون بتحييد المساحات على أصحاب الأرض والجمهور فـي كافة الخطوط الثلاث.
وعقب انقضاء الربع الساعة الأولى من المباراة انتشر لاعبو منتخبنا الوطني فـي مساحات الملعب وحاصروا المنتخب الكويتي فـي منتصف ملعبه وشنوا حملات وغارات هجومية ولكن على استحياء حيث لم ترقَ فرص الأحمر لدرجة الخطورة المطلوبة ولم تشكل تهديدا حقيقيا على مرمى أصحاب الأرض.
إلى ذلك اتسم أداء منتخبنا الوطني بواقعية الأداء مشفوعا باتزان تكتيكي عالٍ ولكن تباعد الخطوط الثلاث أخل بانسجام وتناغم الفريق داخل المستطيل الأخضر، فـي الوقت الذي انكمش فـيه المنتخب الكويتي المضيف فـي منتصف ملعبه واكتفى بالهجمات المضادة السريعة.
وبعدها عاد اللعب لينحصر فـي منتصف الميدان مع تبادل للسيطرة والاستحواذ على الكرة ولكن دون تحريك للمياه الراكدة، إذ كان الاستحواذ السلبي عنوانا عريضا لأحداث ومجريات الشوط الأول إلى أن تمكن مهاجم المنتخب الكويتي المخضرم يوسف ناصر من كسر جمود وفتور الشوط بهدف أول عانق شباك منتخبنا الوطني بضربة رأس متقنة استقرت على يمين الحارس إبراهيم المخيني فـي الدقيقة 34 واضعا منتخب بلاده فـي المقدمة.
وتجلى الارتباك على أداء لاعبي منتخبنا الوطني فـي أعقاب الهدف حيث بدوا مشتتين ذهنيا فـي بناء الهجمات وخلق الفرص وتشكيل الخطورة فـي الثلث الأخير من مرمى أصحاب الأرض.
وكاد محمد دحام الشمري يضاعف تقدم المنتخب الكويتي فـي الدقيقة 39 عندما قابل كرة عرضية لعبها زميله فهد الهاجري من الجهة اليمني بيد أنه سددها بمحاذاة القائم الأيمن لمرمى الحارس إبراهيم المخيني مهدرا فرصة سهلة بغرابة شديدة.
وعاقب منتخبنا الوطني نظيره المنتخب الكويتي بإحراز هدف التعديل فـي الدقيقة 41 عن طريق المهاجم عصام الصبحي بعدما ترجم عرضية جميل اليحمدي فـي الشباك الكويتية معيدا المباراة إلى نصابها الصحيح فـي أول تهديد فعلي وفرصة حقيقية للأحمر على مرمى أصحاب الأرض.
وتعززت ثقة نجوم الأحمر فـي أنفسهم بعد إمضائهم على هدف تعديل الكفة معيدين المباراة إلى نقطة الصفر، وكاد اللاعب المئوي حارب السعدي أن يضع منتخبنا الوطني فـي المقدمة لأول مرة فـي المباراة بعدما تهيأت له ركلة حرة مباشرة على حافة منطقة الجزاء فـي الوقت المبدد من عمر الشوط الأول، ولكن كرته اعتلت الخشبات الثلاث ببضع سنتيمترات قليلة.
وبعدها تعاطفت العارضة مرتين مع أصحاب الأرض ونابت عن حارس المرمى الكويتي فـي الذود عن عرينه عقب فرصة مزدوجة للأحمر ولكن لسوء الطالع لم يوفق نجومنا فـي زيارة الشباك الكويتية الحصينة التي تمنعت فـي لقطة مثيرة وسيناريو هشكوكي أطبق الصمت على المدرجات الزرقاء وتحسرت لها الجماهير العمانية الوفـية، ليطلق بعدها حكم اللقاء الدولي السعودي خالد الطريس صافرته معلنا نهاية الشوط الأول على وقع التعادل الإيجابي بهدف لمثله بين منتخبنا الوطني وشقيقه الكويتي.
الشوط الثاني
بدأ الشوط الثاني بضغط هجومي مبكر من منتخبنا الوطني مع الزج بورقة عبد الرحمن المشيفري بديلا للجناح الطائر زاهر الأغبري بهدف تنشيط الجبهة الهجومية للأحمر فـي شوط الحسم.
ولم تسنح أي فرصة حقيقية لأي من المنتخبين خلال الربع الساعة الأولى من الشوط الثاني، حيث اكتفى منتخبنا الوطني بالاستحواذ على الكرة ولكن افتقد للفاعلية والنجاعة الهجومية المطلوبة، وكذلك الحال لم تنجح عناصر المنتخب الكويتي فـي تشكيل تهديد حقيقي على مرمى حارس منتخبنا الوطني إبراهيم المخيني.
وشكلت تحركات مهاجم منتخبنا الوطني عصام الصبحي قلقا وإزعاجا دائما لدفاعات المنتخب الكويتي حيث تفنن الصبحي فـي الاختراق والتوغل من العمق تارة ومن رواقي الملعب تارة أخرى ولكن دون طائل فـي نهاية المطاف حيث لم تحمل محاولاته الدؤوبة أي جديد على صعيد النتيجة.
وشهدت الدقيقة 71 فرصة سهلة لمنتخبنا الوطني عندما تهيأت كرة للاعب البديل معتز صالح عبدربه داخل منطقة الجزاء لكزها بسن حذاءه ولكنها مرت بجوار القائم الأيمن لمرمى المنتخب الكويتي مهدرا الكرة بغرابة شديدة ومفوتا فرصة وضع الأحمر فـي المقدمة لأول مرة فـي المباراة بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من هز الشباك خصوصا أن أبواب المرمى كانت مشرعة أمامه.
ومرت العشرين دقيقة الأخيرة بردا وسلاما على مرمى المنتخبين بالرغم من المحاولات الهجومية الجادة لطرق الشباك لاسيما من جانب منتخبنا الوطني الذي مارس ضغطا هجوميا مكثفا ولكن جميع محاولاته الهجومية ذهبت سدى.
واحتسب بعدها حكم اللقاء خالد الطريس سبع دقائق كوقت بدل ضائع لم تثمر عن شيء ليطلق بعدها صافرته نهاية المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.