باحثون: الدماغ يبني العواطف بغض النظر عن الحواس
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
إيطاليا – كشف باحثون، في دراسة مبتكرة نشرتها مجلة Science Advances عن رؤى جديدة حول العلاقة المعقدة بين العاطفة والإدراك.
ترتبط العاطفة والإدراك ارتباطا وثيقا، حيث تنشأ التجارب العاطفية غالبا من تقييم المعلومات الحسية. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كان الدماغ يشفر الحالات العاطفية باستخدام كود حسي محدد أو بطريقة أكثر تجريدا.
وبقيادة فريق من علماء الأعصاب الإيطاليين من مدرسة IMT للدراسات المتقدمة في لوكا، وبالتعاون مع جامعة تورينو، درس الباحثون ما إذا كان الدماغ يستخدم رموزا حسية محددة أو مجردة لبناء تجارب عاطفية.
وتقول جيادا ليتيري، الباحثة في علم النفس في مدرسة IMT، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “إن العاطفة والإدراك متشابكان بعمق، لكن الآليات الدقيقة التي يمثل بها الدماغ الحالات العاطفية ظلت بعيدة المنال. يتناول بحثنا هذا السؤال الأساسي، ويقدم رؤى نقدية حول كيفية تنظيم الدماغ وتمثيل المعلومات العاطفية عبر طرائق حسية مختلفة ونتيجة للتجربة الحسية السابقة”.
ولإجراء الدراسة، عرض الباحثون فيلم 101 Dalmatians على مجموعة من 50 متطوعا، وتتبعوا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي نشاط الدماغ المرتبط بكشف حبكة الفيلم.
وكان مشاهدو الفيلم في الماسح الضوئي أفرادا يتمتعون بتطور نموذجي ومتطوعين مكفوفين وصمّا خلقيا، وقد تم تقديم تشغيل الصوت والنسخة الصامتة للفيلم، على التوالي.
كما طلب الباحثون من مجموعة مكونة من 124 مشاركا مستقلا التعبير عن مشاعرهم وتقييمها أثناء مشاهدة نفس الفيلم خارج الماسح الضوئي، في محاولة للتنبؤ باستجابة الدماغ للأشخاص الذين يعانون من الحرمان الحسي أثناء تجربة التسلية والخوف والحزن، من بين مشاعر أخرى.
وكشف لوكا تشيكيتي، الباحث في مدرسة IMT، وكبير المؤلفين المشرفين على الدراسة: “تظهر نتائجنا أن فئات العواطف ممثلة في الدماغ بغض النظر عن التجارب والطرائق الحسية. على وجه الخصوص، هناك شبكة موزعة تشمل المناطق الحسية، الجبهية، والزمانية من الدماغ، والتي تشفر بشكل جماعي الحالات العاطفية”.
ويتم ترميز الحالات العاطفية في شبكة واسعة تشمل القشرة الحسية والفص الجبهي والزماني. وضمن هذه الشبكة، تخزن قشرة الفص الجبهي البطني الإنسي (ventromedial prefrontal cortex) تمثيلا مجردا للعواطف بشكل مستقل عن الطريقة والخبرة الحسية السابقة، وتقوم القشرة الصدغية العلوية الخلفية بتخطيط بُعد التكافؤ باستخدام رمز مجرد.
ووفقا للدراسة، فإن وجود ترميز مجرد للعواطف في الدماغ يدل على أنه على الرغم من أننا نميل إلى الاعتقاد بأن عواطفنا تعتمد بشكل مباشر على ما يحدث في العالم المحيط، فإن دماغنا هو الذي يعمل على توليد المعنى العاطفي بغض النظر عما إذا كنا قادرين على رؤية أو سماع ذلك أم لا.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الدكتور علي جمعة: النظر لموضع السجود ليس حقيقة الخشوع
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن مفهوم الخشوع في الصلاة قد شُوّه عند البعض، مشيرًا إلى أن التركيز على بعض الظواهر الشكلية مثل النظر إلى موضع السجود لا يمثل حقيقة الخشوع التي بيّنها علماء الإسلام.
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"،اليوم الخميس: "قضية الخشوع عند البعض أصبحت مسألة مضحكة جدًا، يتصورون أن النظر إلى موضع السجود هو جوهر الخشوع، في حين أن الخشوع كما فهمه العلماء هو استحضار القلب، يُكتب للرجل من صلاته ما عقل منها، والحقيقة أن استحضار القلب لله في الخضوع والسجود هو المعنى الأصيل للخشوع."
وأضاف: "ورد عن السلف أن النظر إلى موضع السجود من الأدوات المعينة على الخشوع، لكن هذه تُعتبر علامات لا حقائق.. المشكلة تكمن في أن البعض جعل العلامة هي نفسها الحقيقة، وهذا خطأ في الفهم."
وأشار إلى توسع بعض الفقهاء في ذكر العلامات المساعدة على الخشوع، موضحًا: "قالوا إذا كنت واقفًا فلتنظر إلى موضع السجود، وإن كنت راكعًا فانظر إلى إبهام قدمك، وإذا كنت ساجدًا فانظر إلى أرنبة الأنف، وأثناء التشهد إلى طرف السبابة، كل هذه تغيرات في الموضع، لكنها تبقى علامات لا أكثر."
وتابع: "شبهتُ هذا بمن يراقب الشمس ويقول: زالت عن كبد السماء، إذن فقد أديت صلاة الظهر، لا، زوال الشمس علامة على دخول الوقت، وليس هو الصلاة نفسها، الصلاة التي فرضها الله تحتاج إلى وضوء وستر للعورة واستقبال للقبلة وأداء فعلي، فكيف ننزّل العلامة منزلة الحقيقة؟ هذا ليس منطقًا عقليًا، بل هو وهم."
وفي سياق متصل، تحدث الدكتور علي جمعة عن مفهوم الحب، منتقدًا بعض الفهم السطحي له، قائلًا: "الحب معروف، وهو ميل القلب، وليس وضع اليدين بهذا الشكل أو ذاك في الصلاة، هذه الأمور لها أجر وثواب، لكن لا تُعبّر عن حقيقة الحب."
وأوضح: "الآية الكريمة التي تقول: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي)، تدل على حب الله، لا حب الرسول صلى الله عليه وسلم، فالاتباع في هذه الآية دليل حب لله، وليس مجرد مشاعر عاطفية تجاه النبي."
وتابع: “العلاقة مع النبي الكريم يجب أن تقوم على حب صادق نابع من القلب، حب يجعله أحب إلينا من أولادنا وآبائنا وأنفسنا.. كما قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: (حتى من نفسك يا عمر).. فالحب الحقيقي هو ما يدفع الإنسان لاتباع النبي في كل شيء، لا الاكتفاء بمظاهر شكلية لا تُعبّر عن جوهر العلاقة.”