الذكاء الاصطناعي أبعد من كونه مجرد أعجوبة تكنولوجية
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
الولايات المتحدة – مما لا شكّ فيه فقد أصبح الذكاء الاصطناعي الشغل الشاغل لغالبية حكومات الدول المتقدّمة؛ لإدراكها أن العالم يقف عند فجر حقبة جديدة، ستغيّر حياة البشرية والطريقة التي تعيش وتعمل بها في عدد كبير من المجالات والقطاعات المختلفة، مع الإقرار في نفس الوقت بأن مخاطر هذه الحقبة لا تزال مجهولة أيضًا.
فلا مبالغة بالقول إن العالم دخل فعليًا مرحلة جديدة عنوانها السباق في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لكن إذا لم يتم وضع قواعد ناظمة لهذا السباق؛ فإنّه قد يخرج عن السيطرة، ويهدد المعمورة كلها؛ لأنه يثير العديد من المخاطر والتهديدات الأمنية والأخلاقية؛ نتيجة الاعتماد المتزايد عليه.
ليس صدفة أن أكبر الاستثمارات فيه التي يقوم بها العملاقان المتنافسان، الولايات المتحدة والصين، هي في هذا المجال
كما أن التطبيقات الضخمة لهذا الذكاء، تعد تمهيدًا لحرب ناعمة بين الآلة والإنسان، ولا يمكن قراءة استقالة “جيفري هينتون” – الذي يطلق عليه “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي” من شركة غوغل أوائل مايو 2023 – إلا في سياق “جرس الإنذار” الذي ينبّه البشرية إلى تلك المخاطر العديدة المتعلّقة بالذكاء الاصطناعي.
التقديرات تشير إلى أن حوالي 800 مليون شخص سيفقدون وظائفهم خلال الأعوام المقبلة؛ بسبب تطوير الشركات التكنولوجية العملاقة جيلًا جديدًا من البشر الرقْميّين الذين سيتفوقون على العُمّال والمُحترفين من البشر، بل يتوقّع بعض العلماء أن يحلّ الذكاء الاصطناعي، مكان البشر في 99% من الوظائف في غضون العقدين المقبِلين.
المعروف أن الذكاء الاصطناعي ليس قضية اقتصادية فقط، ولا هو مجرد الروبوت – وأليكسا وأمازون – الذي يخدمك في منزلك أو يراجع جدول الضرب مع أطفالك، أو تلك التكنولوجيا التي تؤسّس لثورة طبية جديدة، أو التعليم والصناعة، أو المركبات التي تعمل من دون سائق؛ بل إنه أيضًا أداة سيطرة وهمينة وفرض نفوذ من خلال التكنولوجيا العسكرية والدفاعية الصاعدة.
إذ ليس صدفة أن أكبر الاستثمارات فيه التي يقوم بها العملاقان المتنافسان، الولايات المتحدة والصين، هي في هذا المجال. فالعالم بأجمعه يعرف غوغل، ومايكروسوفت، وأمازون، والبعض فقط يعرف علي بابا، وبايدو، وتنسنت الصينية المهمة بالقدر نفسه، هذا دون احتساب مراكز البحث المتخصصة المرتبطة بها.
قبل عقدين من الزمان كان الحديث عن طموحات الذكاء الاصطناعي والروبوتات بديلًا للعقل البشري – أو على الأقل تدريب الآلة لتنفّذ ما يقوم بعمله الإنسان أو العامل أو الموظف في مناحي الحياة – يقابل إما بالاستخفاف والتقليل من الأهمية من غير المتخصصين والمهتمين، بينما كان يرى الجانب الآخر من المتخصصين، أن الأمر لا يزيد على مجرد ضرب من ضروب الخيال العلمي أو الفانتازيا الهوليودية.
اليوم يترقب العالم بحذر تطورات التنافس في هذا المجال “الذكاء الاصطناعي”؛ لأنّ من سيقوده، سيمسك بزمام الثورة الصناعية الخامسة.
في ظل اقترابنا من بداية حقبة جديدة، يظهر مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأفق بإمكانات واسعة وعمق متنوع. في هذا السياق المتسارع التطور، أصبح الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تكنولوجيا مدهشة، بل أصبح ركيزة حاسمة للمستقبل الذي كان يومًا ما خيالًا علميًا.
فمن الخوارزميات المتطورة التي تدعم تفاعلاتنا الرقمية اليومية، إلى العوالم الناشئة للمركبات ذاتية القيادة والروبوتات المتقدمة، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل عالمنا بطرق فريدة. وبدلًا من كونه مجرد سرد للقدرات التكنولوجية، يمثل مستقبل الذكاء الاصطناعي تفاعلًا معقدًا يشمل الابتكار، وتأثيره الواسع في المجتمع، والمسؤولية الأخلاقية.
ووفق هذا المشهد سريع التطور، لا يعد الذكاء الاصطناعي اليوم مجرد أعجوبة تكنولوجية – في ظل معطيات تتحدث عن توقعات بشأن وصول الإنفاق العالمي على أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى حوالي 300 مليار دولار بحلول 2026 – بل أصبح مهندسًا محوريًا للمستقبل الذي كان ذات يوم عالمًا من الخيال العلمي.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك طفرة واسعة في تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ستؤدي إلى تحولات متسارعة في أسواق العمل، وتخلق مزيدًا من المخاوف بشأن المنافسة بين البشر وتلك التطبيقات، وسط تنافس وسباق محموم بين شركات عمالقة التكنولوجيا على تطوير تقنيات متقدمة، يُمكنها مواصلة الثورة التي يصنعها الذكاء الاصطناعي في الأسواق العالمية.
ويبقى السؤال المعلق أين العرب من هذا المشهد؟ صحيح أن المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي من Tortoise Intelligence وضع كلًا من السعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين في المراتب الأولى عربيًا بوصفها دولًا لها بصمة في هذا المجال، لكنّ كثيرًا من الدول العربية ما زالت خجولة في تبنّي الذكاء الاصطناعي، وكأنها منفصلة عن الواقع بمستويات مختلفة.
إنّ الاقتصاد المستقبلي هو اقتصاد معرفي (تقني – رقمي)، وفي حال بقيت دول بعيدة عما يجري في عالم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، فستكون منفصلة عن هذا الواقع، وبعيدة كل البعد عمّا يحصل من تطوّر على مستوى الثورة الصناعية الرابعة.. فهل نحن فاعلون؟
المصدر : الجزيرة نت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی هذا المجال
إقرأ أيضاً:
سعر آبل السوقي قد يصل إلى 4 تريليونات دولار.. مراهنات على الذكاء الاصطناعي لتحقيق ذلك
تقترب شركة أبل من الوصول إلى تقييم تاريخي بقيمة 4 تريليون دولار في سوق الأسهم، وذلك إثر دعم المستثمرين الذين يشجعون القيام بالمزيد من التحسينات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهي خطوة طال انتظارها من أجل تحسين مبيعات آيفون التي وصفت بالبطيئة.
اعلانفقد تقدمت آبل على إنفيديا ومايكروسوفت في السباق نحو هذا الإنجاز الضخم، وذلك بفضل ارتفاع أسهمها بنحو 16% منذ أوائل شهر تشرين الثاني/نوفمبر، ما زاد من قيمتها السوقية بـ 500 مليار دولار.
وقال توم فورت المحلل في مجموعة ماكسيم المتخصصة في الخدمات المالية والإستثمارية إنه الارتفاع الأخير في أسهم آبل يعكس "حماس المستثمرين للذكاء الاصطناعي وتوقعاتهم بأن يؤدي ذلك إلى تحسين مبيعات الآيفون".
وقدرت قيمة شركة أبل بنحو 3.85 تريليون دولار عند الإغلاق الأخير، لتتفوق على إجمالي قيمة سوق الأسهم الرئيسية في ألمانيا (.GDAXI)، وسويسرا (.SSMI).
شعار شركة آبل معروض عند متجر لها في ميامي بيتش بفلوريدا 19 أيلول سبتمبر 2023Marta Lavandier/APعملاق التكنولوجيا كانت أول شركة أمريكية تحقق إنجازات سابقة بقيمة تريليون دولار. وكانت الشركة قد واجهت انتقادات في السنوات الأخيرة، بسبب بطئها في رسم استراتيجية تتعلق بالذكاء الاصطناعي الخاصة بها، في حين سبقتها مايكروسوفت وألفابت وأمازون وميتا بلاتفورمز.
وارتفعت أسهم إنفيديا بأكثر من 800 بالمئة على مدار العامين الماضيين -وهي أكبر مستفيد من الذكاء الاصطناعي-، مقارنة بمضاعفة أسهم آبل تقريبًا خلال نفس الفترة فقط.
Relatedإذا ابتل الآيفون فلا تضعه في الأرز... لماذا؟ هذا ما نصحت به شركة أبلهل "آيفون 16" هو الهاتف الذي كنا ننتظره؟عملاق التكنولوجيا آبل يكشف النقاب عن ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة في آيفون وأجهزة أخرىبدأت أبل في وقت سابق من كانون الأول/ ديسمبر بدمج تشات جي بي تي (ChatGPT) من شركة أوبن إيه آي (OpenAI) في أجهزتها، وذلك بعد الكشف عن خطط في شهر حزيران/ يونيو تتعلق بدمج تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر مجموعة تطبيقاتها.
وتتوقع الشركة أن تزيد الإيرادات الإجمالية "بأرقام منخفضة إلى متوسطة" خلال الربع المالي الأول، وهو توقع متواضع للنمو في موسم التسوق في العطلات. الأمر الذي أثار تساؤلات حول الزخم لسلسلة آيفون 16.
ومع ذلك، أظهرت بيانات مجموعة بورصة لندن (LSEG) أن المحللين يتوقعون انتعاش الإيرادات من أجهزة آيفون في عام 2025 القادم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أمل يتجدد.. سماعات الآذن من آبل.. ما دورها في تغيير حياة ضعاف السمع نحو الأفضل؟ المفوضية الأوروبية تتهم آبل بانتهاك قواعد الأسواق الرقمية للاتحاد الأوروبي عملاق التكنولوجيا آبل يكشف النقاب عن ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة في آيفون وأجهزة أخرى الذكاء الاصطناعيأسهمآبلمايكروسوفتتكنولوجياآيفوناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. إسرائيل تتبنى لأول مرة اغتيال إسماعيل هنية في طهران وتدمير نظام الأسد وتهدد بقطع رؤوس قادة الحوثيين يعرض الآن Next وسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثى يعرض الآن Next ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما والرئيس خوسيه مولينو يرد "كل متر مربع بالقناة هو بنمي خالص" يعرض الآن Next هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ يعرض الآن Next نيسان وهوندا تعلنان عن خطط للاندماج.. هل سنشهد ميلاد شركة هي الثالثة عالميا في صناعة السيارات اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادضحايادونالد ترامبإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني سانتا كلاوسحكومةشرطةكوارث طبيعيةقطاع غزةماغدبورغألمانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024