أحداث واعتداءات البحر الأحمر.. سِحر العام 2018 ينقلب على الساحر عام 2023
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
سلطت جريدة النهار العربي اللبنانية في عددها، الاثنين، الضوء على إنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، من الانهيار أواخر العام 2018، وكيف انقلب هذا السحر على الساحر الآن بالهجمات التي تشنها المليشيات على هاتين الدولتين في البحر الأحمر.
التقرير الذي أعده الزميل عبدالرحمن أنيس، تحدث عن الوضع العسكري في ديسمبر 2018م عندما كانت القوات المشتركة على عتبة ميناء الحديدة، وحينها تكثفت الضغوط الأميركية والبريطانية على التحالف العربي والحكومة اليمنية لإيقاف عملية تحرير الحديدة وإنقاذ مليشيا الحوثي من الحصار الخانق المفروض عليها.
توّجت تلك الضغوط الأميركية والبريطانية تحديداً، بتوقيع الحكومة المعترف بها دولياً ومليشيا الحوثي على اتفاق استوكهولم الشهير في كانون الأول (ديسمبر) 2018، والذي أفضى في خلاصته إلى إبقاء الوضع الميداني في الحديدة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية.
اليوم انقلب السحر على الساحر، وبات الأميركيون والبريطانيون في مواجهة مباشرة مع الحوثي جراء استهدافه خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بعدما تطورت قدرات الميليشيا الصاروخية خلال ست سنوات، استقبلت خلالها الأسلحة والذخائر والخبراء الإيرانيين عبر الميناء الذي ساهمت الضغوط الأميركية والبريطانية في إبقائه تحت سيطرة الحوثيين.
ونقلت الجريدة عن وكيل وزارة الإعلام عبد الباسط القاعدي تأكيده أن اتفاق استوكهولم كان طوق نجاة لميليشيا الحوثي بعد ضغط دولي هائل على حكومة الشرعية، وتحديداً من الأميركيين والبريطانيين، لإتمام صفقة اتفاق استوكهولم والحيلولة دون تحرير ميناء الحديدة الذي كان قاب قوسين أو أدنى.
ويؤكد أن مليشيا الحوثي هي أكثر من استفاد من اتفاق استوكهولم، وخصوصاً في استيراد السلاح عبر ميناء الحديدة. ويشدد على أن كل الأسلحة التي تستخدمها ميليشيا الحوثي هي أسلحة إيرانية 100% ووصلت إلى الحوثيين عبر ميناء الحديدة.
ويوضح القاعدي أن الضغوط الأميركية والبريطانية كانت "تحت مبرر الأسباب والظروف الإنسانية، فيما الحقيقة هي تعاظم سوء الوضع الإنساني لليمنيين بسبب بقاء الحديدة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، فتحرير الحديدة كان سينعكس على الاقتصاد والتنمية وعلى صرف مرتبات الموظفين، لكننا نلمس الآن الأثر السلبي على الاقتصاد اليمني نتيجة استهداف الحوثي طرق الملاحة الدولية".
أما الناشط السياسي محمود العتمي، تحدث عن اللحظات التي عاشها في الحديدة في تلك الفترة. ويقول: "قبل توقيع اتفاق استوكهولم بساعات غادر الحديدة قادة الصف الأول والثاني في ميليشيا الحوثي باتجاه صنعاء وصعدة وحجة مع عائلاتهم، وأخذوا معهم مئات المعتقلين من أبناء تهامة، كانت الحديدة مُهيأة تماماً للتحرير، وكانت القوات المشتركة -المشكلة من ألوية العمالقة والقوات التهامية والمقاومة الوطنية- تتوغل من جنوب الحديدة".
ويشير إلى أن الميليشيا في ذلك الوقت كانت على استعداد للقبول بأي شيء مقابل وقف الزحف نحو معاقلها وإيقاف المعركة في الحديدة.
ومنذ توقيع الاتفاق وحتى إعلان القوات المشتركة انسحابها من الحديدة في نوفمبر عام 2021 ظلت التحركات الحوثية في مدينة الحديدة ومحيطها محدودة وفي مرمى استهداف القوات الموالية للحكومة اليمنية.
ويكشف العتمي، أن ميليشيا الحوثي استفادت خلال هذه الفترة من توقف معركة الحديدة، وعملت على مهاجمة شبوة ومأرب ومناطق أخرى، وخلال هذه الفترة أيضاً قامت التحركات الحوثية على تجهيز قوات بحرية بإشراف إيراني في مناطق شمال الحديدة، وتحديداً في الصليف ورأس عيسى واللحية والزهرة والمنيرة وجزيرة كمران. وفي هذه المناطق استحدث الحوثي مئات المواقع التدريبية ومخازن التسليح وورش التصنيع، وكذا تلغيم بعض السواحل، ولعل ما يحدث في البحر الأحمر اليوم نتيجة حتمية لهذه الاستعدادات، يشرح العتمي.
ويواصل العتمي شهادته قائلاً: "بعد أشهر من توقيع الاتفاق كنا نقول إن منطقة جنوب البحر الأحمر ستصبح خلال عشر سنوات منصة تهديد إيرانية للملاحة الدولية، لكن ما حدث أن المنطقة تحولت إلى ذلك خلال خمس سنوات فقط، لهذا نقول يجب أن تحرر الحديدة وتنتزع كل سواحل البلاد من ذراع إيران حتى يقبل الحوثي بنقاش سلام حقيقي يلتزم له".
أما مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة أصيل السقلدي، قال "أعلن الاتفاق برعاية دولية في الوقت الذي كانت ميليشيات الحوثي في وضع انكسار وانهيار وهزيمة، وفي ذلك الوقت كانت قيادة الحوثي ومعها خبراء الحرس الثوري الإيراني قد تركوا مدينة الحديدة وهربوا من آخر طريق بقي تحت سيطرتها، وهو طريق الحديدة - حجة الذي كانت القوات على وشك السيطرة عليه وتطويق المدينة من كل الاتجاهات".
وأضاف "مليشيا الحوثي كانت في موقف لا تُحسد عليه وتعيش الهزيمة، وما كان أمام قواتنا سوى تطهير الطرق والمباني السكنية المفخخة بالألغام والعبوات الناسفة وبعض القناصة الذين تركتهم ميليشيا الحوثي يعتلون بعض المباني المرتفعة".
وأوضح السقلدي "أنه بعد إعلان الهدنة وإيقاف العمليات العسكرية، استعاد الحوثي نشاطه واستخدم ميناء الحديدة وشريط الساحل الغربي في إدخال الأسلحة وخبراء الحرس الثوري الإيراني، كما استغل توقف العمليات العسكرية والغطاء الجوي الذي كان ينفذه التحالف العربي في استعادة الحشد والتجنيد والتعبئة البشرية لميليشياته التي كانت قد انهارت في الحديدة قبل إعلان الاتفاق".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: میلیشیا الحوثی میناء الحدیدة البحر الأحمر فی الحدیدة الذی کان
إقرأ أيضاً:
نهاية مأساوية لـ سلوان موميكا العراقي الذي أشعل غضب المسلمين بحرق المصحف.. فيديو
كُتبت كلمة النهاية في قصة سلوان موميكا العراقي الذي أثار أشعل العالم الإسلامي، بحرق القرآن الكريم، منتصف العام قبل الماضي 2023 في السويد، وتسببت أفعاله في أزمة دبلوماسية بين السويد والعراق، أدت في النهاية إلى طرد سفير ستوكهولم من بغداد.
سلوان موميكاوقُتل سلوان موميكا برصاص مسلح داخل شقة في سودرتاليا بالسويد.
في شهر يونيو 2023 أشعل سلوان موميكا، غضب المسلمين حول العالم، حينما لطخ القرآن الكريم بلحم الخنزير قبل إشعال النار في بضع صفحات منه، ثم أغلقه بقوة وركله مثل كرة القدم.
وأقدم سلوان موميكا على هذه الأفعال خلال فعاليات أمام سفارة العراق في ستوكهولم، وأمام أكبر مسجد في العاصمة السويدية في اليوم الأول من عيد الأضحى، على الرغم من أنه امتنع عن حرقه في تلك المناسبة، ولم تمنعه السلطات السويدية من الإقدام على هذه الأفعال المشينة.
وكان للعراق ردود أفعال غاضبة ضد هذه الأمور منها طرد السفير السويدي وإلغاء ترخيص شركة الاتصالات إريكسون العاملة في البلاد.
وبينما كان يحمل القرآن، أعلن موميكا أنه يريد تنبيه المجتمع السويدي إلى "خطر هذا الكتاب" في احتجاجه في يونيو 2023.
قبل انتقاله إلى السويد في عام 2018، كانت حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي تحكي قصة عن مسيرة سياسية غير منتظمة في العراق.
كان موميكا يخطط في الأصل لتنظيم احتجاجات في ستوكهولم في فبراير 2023، لكن الشرطة السويدية رفضت منحه تصريحًا مستشهدة بمخاوف أمنية، تم إلغاء هذا الحكم في المحكمة، مما مهد الطريق لمظاهرته.
وفي حديثه لصحيفة أفتونبلاديت في أبريل 2023، أكد موميكا أن نيته لم تكن التسبب في أي مشاكل للسويد، موضحا "لا أريد أن أضر بهذا البلد الذي استقبلني وحافظ على كرامتي".
وأثار احتجاجه في يونيو إدانات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من تركيا - التي كانت في ذلك الوقت تمنع عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
اقتحم المتظاهرون العراقيون السفارة السويدية في بغداد مرتين في يوليو 2023، وأشعلوا حرائق داخل المجمع في المرة الثانية.
سلوان موميكاوأدانت الحكومة السويدية التدنيس مع الإشارة إلى قوانين حرية التعبير والتجمع المحمية دستوريًا في البلاد.
في أغسطس 2024، اتُهم موميكا بارتكاب "تحريض ضد مجموعة عرقية" في أربع مناسبات في صيف عام 2023.
وكان من المقرر أن تصدر محكمة مقاطعة ستوكهولم حكمها في القضية في صباح اليوم التالي لمقتل موميكا.
وفي وقت لاحق من نفس اليوم، أسقط المدعون التهم.
وقال موميكا إنه تلقى سلسلة من التهديدات بالقتل بسبب احتجاجاته، والتي تم بثها مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به.
وبينما كان موميكا يتمتع بحماية الشرطة أثناء احتجاجاته وعند حضوره المحكمة، قالت محاميته آنا روث لوكالة الأنباء تي تي إنه على حد علمها لم يكن محميًا أثناء وجوده في المنزل.
في مارس 2024، غادر موميكا السويد لطلب اللجوء في النرويج، وقال لوكالة فرانس برس إن حرية التعبير وحماية حقوق الإنسان في السويد كانت "كذبة كبيرة"، وبعد أسابيع فقط، رحلته النرويج إلى السويد.