في لحظة التفاوض الكبير، والذي يشمل في الوقت نفسه قضايا وساحات كثيرة بهدف الوصول الى تسوية وهدنة وحل مستدام للازمات السياسية والعسكرية في المنطقة، يبدو ان جميع القوى السياسية تحاول تحسين شروطها وتعزيز قدراتها لتكون في صلب الحل واحد الاطراف الذين لا يمكن تجاوزهم وتخطي حضورهم البرلماني والسياسي وحتى العسكري.
احدى الحلول السحرية للقوى المسيحية لخوض المفاوضات بقوة استثنائية هي التحالف في ما بينها، على اعتبار ان هكذا تحالف سيجعل هذه القوى تمتلك كتلة نيابية كبيرة جدا لا يمكن تجاوزها دستوريا، كما ان معيار الميثاقية سيكون حاضرا بشكل كبير، اذ ستكون الغالبية العظمى من المسيحيين متماسكة وتؤيد خيارات استراتيجية واحدة تضمن حقوقها داخل السلطة والنظام الدستوري.
لكن هل من الممكن الوصول الى مثل هذا التحالف وتحديدا بين "التيار الوطني الحر" من جهة و"القوات اللبنانية" من جهة اخرى على اعتبار ان التحالف بين القوات و"الكتائب اللبنانية" قائم بالرغم الحساسيات والتوترات الدائمة، كما ان علاقة "التيار" بالصيفي جيدة جدا في الاشهر الاخيرة؟ لا يبدو ان معراب وميرنا الشالوحي في وارد تقديم تنازلات لبعضهما البعض حتى لو كان من اجل مصلحة المسيحيين.
ترى "القوات اللبنانية" ان التقارب مع"التيار" يفيده في الوقت الذي يعاني فيه من شبه عزلة سياسية في الداخل والخارج ولم يعد هناك اي مخارج حقيقية له تمكنه من استعادة حيويته السياسية، وعليه فإن اعطاءه الشرعية المسيحية اليوم سيكون بمثابة عملية انقاذ كاملة له، لا تريد "القوات اللبنانية" القيام بها او اشراك العونيين كطرف رابح في اي تسوية او حل مقبل.
على عكس القوات، يريد "التيار" التحالف مع القوى المسيحية لتعزيز واقعه وموقعه السياسي ولتحسين شروطه التفاوضية مع "حزب الله" اولا على اعتبار انه سيلوح للحزب بالبديل السياسي الذي يمتلكه وهذا ما سيجعل الحزب يقدم الكثير من التنازلات لاعادة ارضاء حليفه السابق، لكن تجربة التقاطع الرئاسية اضرت بالتيار كثيرا وجعلت قوى المعارضة مقتنعة بأن التحالف مع "تكتل لبنان القوي" لا يؤمن اكثرية نيابية كافية للتقدم بإتجاه ايصال رئيس جديد.
تملك "القوات اللبنانية" خيارات عدة، منها تحالفها مع قوى المعارضة او عقد تسوية مع "حزب الله" من موقعها السياسي والاستراتيجي الحالي، وهذا ما يعطيها هامش مناورة و"صبر" كبير، اذ لا غنى عنها نظرا لقوتها النيابية والشعبية، في حين ان "التيار" يعاني من ازمة حقيقية فهو يحتاج الى تقديم تنازلات كبرى سياسية وغير سياسية حتى يتمكن من عقد تحالف واحد على الاقل، وهذا ما يجعل الجمع بين معراب وميرنا الشاروحي امرا في غاية الصعوبة في الظرف الحالي.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوات اللبنانیة
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يؤكد لميقاتي دعم مصر لكافة مؤسسات الدولة اللبنانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وذلك على هامش قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، والتي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء شهد تأكيد الرئيس على وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه، مشيراً إلى حرصنا على تثبيت العمل باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ۱۷۰۱ بشكل كامل، ومؤكداً على ضرورة تقديم الدعم للجيش اللبناني، لتمكينه من أداء مهامه في تعزيز الاستقرار بلبنان الشقيق، وبما يدعم الاستقرار في المنطقة.
وأضاف السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد على دعم مصر كافة مؤسسات الدولة اللبنانية التي تضطلع بمسئوليات دقيقة في ظل ظروف صعبة، وقد شدد الرئيس على استعداد مصر الدائم لتقديم كل الدعم الممكن لإغاثة الشعب اللبناني الشقيق ومساعدة أجهزة ومؤسسات الدولة اللبنانية على القيام بدورها على أكمل وجه.
وقد تناول اللقاء الأوضاع الإقليمية، حيث تم استعراض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة باعتبارها النواة لاستعادة الاستقرار الإقليمي، كما تم التأكيد على حرص البلدين على استقرار سوريا وسلامة وأمن شعبها ووحدة أراضيها.
وحذر الجانبان من توسع دائرة الصراع، مؤكدين ضرورة تحلي كافة الأطراف بالحكمة والمسئولية لاستعادة السلم الإقليمي.