صنعاء تدشّن معركة رمضان: بروفة لآتٍ «أعظم»
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
لم تكن التهيئة لشهر رمضان هذا العام في اليمن نفسية ومعيشية فقط ككل عام، بل تهيئة عسكرية أيضاً في ظل فشل المساعي الدولية لوقف الحرب التي يشنّها الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إذ تسعى حركة «أنصار الله»، في الوقت الحالي، إلى تكثيف عملياتها التصاعدية ضد السفن التجارية الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، واستكمال عمليات الإنهاك التي تخوضها ضد البوارج والمدمّرات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن.
تراجع حدّة التوتر نسبياً في البحر الأحمر، خلال الساعات الماضية، يعود إلى عدم مرور أيّ سفينة محظورة
وفي الوقت الذي تواصل فيه التكتم على نتائج الضربات التي تتعرّض لها، تعيش الولايات المتحدة ارتباكاً في محاولتها التقليل من شأن العمليات اليمنية. فخلال اليومين الماضيين، لجأت القيادة المركزية إلى أكثر من رواية للحديث عن الاشتباك العسكري الذي حدث أول من أمس؛ وبعدما اعترفت في رواية سابقة بتعرّضها لهجوم يمني اعترضت خلاله 15 طائرة مسيّرة، تراجعت وأصدرت بياناً آخر قالت فيه إن عدد الطائرات المسيّرة التي تم اعتراضها من قبل السفن الأميركية وسفن فرنسا وبريطانيا بلغ 28. وجاء ذلك بعد بيان للمتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أكد فيه استخدام البحرية اليمنية في الهجوم الذي طاول بارجتين أميركيتين، 37 طائرة مسيّرة. ومن شأن استخدام هذا العدد من الطائرات المسيّرة تهشيم صورة الردع التي تحاول واشنطن تثبيتها، وتأكيد فشل عملياتها العسكرية التي استهدفت تقليص قدرات اليمن وتحييدها.
وتعليقاً على ذلك، قال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، إن «السؤال المهم كان: كيف يمكن التصدّي لكل ذلك العدد من الأهداف في وقت واحد، فيما السؤال الأهم هو: كيف استطاع اليمن إطلاق هذا العدد في هجومه الواسع؟ علماً أن ما حدث ليس إلا محاكاة لمعركة أوسع قد تحدث عما قريب». ويرى مراقبون أن الهجوم يهدف إلى استنزاف قدرات السفن الحربية، حيث يؤدي استنفاد الصواريخ الدفاعية لدى تلك السفن إلى جعلها أهدافاً سهلة، فيما يصعب عليها القيام بإعادة التزود في وسط البحر. وكانت كثافة العملية الأخيرة قد دفعت البحريتين الأميركية والبريطانية إلى الاستنجاد بكل القطع البحرية الأوروبية، ومنها السفن الفرنسية والألمانية، في إطار محاولاتها تخفيف وطأة الهجوم الذي كان مركّزاً حول القطع الأميركية. وفي هذا الإطار، اعترفت وزارة الدفاع الفرنسية بتعرّض إحدى بوارجها لهجوم يمني في خليج عدن. وذكر بيان صادر عنها أن أربع طائرات مسيّرة انطلقت من اليمن، في اتجاه فرقاطة فرنسية موجودة في خليج عدن، قائلاً إنه «تم إسقاط تلك الطائرات».
جريدة الأخبار
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمیرکیة والبریطانیة فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
بالتفاصيل.. تعرف على تكنولوجيا القنابل الأميركية التي استخدمها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي
يمانيون/ تقارير
يمكن القول إن مصانع الأسلحة الأميركية تصبّ بشكلٍ دوري في ترسانة “جيش” الاحتلال، مع الحرص على تزويده بأعتى الأسلحة والتكنولوجيات وأكثرها فتكاً في العالم، ما يطرح السؤال هل تجري واشنطن تجارب على أسلحتها في فلسطين ولبنان وغيرها من دول المنطقة؟
لا يتورّع الاحتلال عن ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية، واتباع سياسة الأرض المحروقة، وتاريخه عصاباته الإجرامي شاهد على ذلك منذ أوائل القرن الماضي في فلسطين والدول العربية المجاورة.
يستخدم “جيش” الاحتلال الأسلحة المحرّمة دولياً، برضى وغطاء أميركي، وهو الذي يملك رؤوساً نووية، فوفق تقرير أبرزته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في حزيران\يونيو، فإن ترسانة “إسرائيل” تضم 90 رأسا نووياً، ما يضعها في المرتبة الثامنة في مصاف الدول النووية.
وتجدر الإشارة إلى أن “الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية” أكدت في 17 من الشهر نفسه امتلاك “إسرائيل” 90 رأساً نووياً، وأنها رفعت الإنفاق على الأسلحة النووية خلال العام الماضي بنسبة 2,4%، ليصل حجم الإنفاق الإسرائيلي على السلاح النووي سنوياً إلى 1,1 مليار دولار.
وفي السياق نفسه، أشارت منسقة السياسات والأبحاث في المنظمة، أليسيا ساندرز-زاكر، في حديثٍ إلى الميادين، إلى أنه من الصعب جداً التوصّل إلى تقديرات دقيقة للعدد الحقيقي للرؤوس النووية، بسبب الافتقار إلى الشفافية في “إسرائيل”، وعدم وجود تأكيد صريح من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن بامتلاكها السلاح النووي.
ومن النافل قوله،إن الولايات المتحدة هي الرافد لا بل المورد الرئيسي للأسلحة الفتّاكة وتلك المحرّمة دولياً لـ “جيش” الاحتلال .
ولم تكتفِ واشنطن بما فعله “جيش” الاحتلال في غزة بسبب أسلحتهاالفتّاكة التي لا تستخدم بين الأماكن السكنية، خاصة قطاع غزة، فصادقت الولايات المتحدة الاميركية على إرسال شحنة قنابل ذكية ثقيلة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قد أشارت في تموز/يوليو الماضي إلى أنّ حصيلة عمليات تسليم الولايات المتحدة الأميركية الأسلحة والذخائر إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، منذ ـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، بلغت “أكثر من 20 ألف قنبلة غير موجَّهة، ونحو 2600 قنبلة موجّهة، و3000 صاروخ دقيق، فضلاً عن الطائرات والذخيرة والدفاعات الجوية”.
ولعل من اللافت كشف شركة “تروي” التكنولوجية الدفاعية التركية، أن علامات وصول الذخيرة إلى المستشفى الأهلي المعمداني في غزة من جرّاء قصفه فضلاً عن صوت الانفجار وقوته، “تشير إلى أنها قد تكون تابعة لقنبلة (MK-84)”.
وفي الشهر المنصرم، صادقت الولايات المتحدة الاميركية على إرسال شحنة قنابل لسلاح الجو “الإسرائيلي من طراز “Mark 83” التي يبلغ وزنها نصف طن، معلنةً أن قرار المصادقة على إرسال قنابل “Mark 83” اتخذ حتى قبل التصعيد الحالي.
وأمس الجمعة، كشفت تحليلات صور ومقاطع فيديو التقطت بعد الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت عن استخدام قنابل تزن 2000 رطل، وفقاً لتصريحات خبير سابق في التخلص من الذخائر المتفجرة في الجيش الأميركي.
وصُمّمت هذه القنابل لتكون ذات سقوط حرّ وغير موجّه، وتعدّ أكبر نسخة من سلسلة قنابل “مارك 80″، وقبلها تمّ تصنيع أنواع أخرى مثل “مارك” 83 و 82 وغيرها.
اختراق للمعادن والمخابئ تحت الأرضوتزن “مارك 84” نحو 925 كيلوغراماً، منها 429 كيلوغراماً مادة متفجرة، وهي قنبلة موجّهة لها رأس حربي متفجّر.
يطلق على قنبلة “مارك 84” اسم “المطرقة” بسبب الضرر الشديد الذي تلحقه في إثر انفجارها. وتتمكّن كذلك من اختراق المعدن بعمق 38 سنتيمتراً تقريباً.
كما تستطيع هذه القنبلة أن تتسبّب في حفرة عمقها 11 متراً. ويمكنها استهداف وقتل الكائنات الحية في نطاق يزيد على 300 متر من نقطة سقوطها.
بالتوازي، وبعد استخدام هذه الأسلحة في لبنان، ذكر الخبير تريفور بول في تصريحات لشبكة “سي أن أن” أنه من الصعب تحديد النوع الدقيق للذخائر المستخدمة، ولكن يبدو أن الأضرار الناتجة تشير إلى احتمالية استخدام قنابل متعددة تزن 2000 رطل.
وأضاف أن هذه القنابل قد تكون من طراز Mk 84، أو MPR-2000، أو BLU-109 “المخترقة للمخابئ”، أو مزيج من هذه الأنواع.
إضافة إلى ما تقدّم، تحدث هذه القنابل، تلوّثاً بيئياً واسعاً بسبب المواد الكيميائية الموجودة في المتفجرات.
قنابل BLU-109هي نوعٌ خاصٌ من القنابل شديدة الانفجار زنة 900 كلغ، صُمّمت خصيصاً لاختراق الأهداف المدفونة تحت الأرض، مثل الأنفاق والملاجئ المحصّنة. تُعرف هذه القنابل أيضاً باسم قنابل خارقة للتحصينات.
وتمتاز هذه الأسلحة بقوة هائلة تمكّنها من اختراق طبقات سميكة من الخرسانة والتربة والصخور للوصول إلى الأهداف المدفونة بعمق.
كذلك تتميّز بدقة عاليةلضرب الأهداف المحددة، ما يقلل من الأضرار الجانبية.
ويبقى أن قنابل MPR-2000 الذكية تتميّز عن نظيراتها بدقة التوجيه عبر نظام GPS.