الجزيرة:
2024-06-30@01:41:42 GMT

فيلم البعبع.. حينما يصبح الترفيه هدفا سينمائيا

تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT

فيلم البعبع.. حينما يصبح الترفيه هدفا سينمائيا

يمكن وصف فيلم "البعبع" بأنه مزيج من المشاهد الكوميدية مع جرعة كبيرة من مشاهد "الأكشن" (الحركة) مع قليل من الدراما، وهو المزيج الذي أضعف عناصر الفيلم بصورة واضحة.

واحتل "البعبع" المركز الثالث في الموسم السينمائي الحالي، وحقق 33 مليون جنيه مصري (نحو 1.07 مليون دولار أميركي) في أسابيع عرضه الأولى، ليأتي بعد فيلمي "بيت الروبي" و"تاج".

ويعيد الفيلم بطله أمير كرارة مجددا إلى المشهد السينمائي بعد غياب سامر 4 سنوات، حين قدم فيلمه الأخير "كازبلانكا" عام 2019، ومن ثم ركز بعدها على الدراما التلفزيونية التي أصبح واحدا من نجومها خلال السنوات الماضية.

خلطة جماهيرية

ويراهن صناع فيلم "البعبع" على الخلطة الجماهيرية المضمونة، وهي الاعتماد على "الأكشن" إلى جانب الكوميديا، وهي التجربة التي أثبتت نجاحها على مستوى الإيرادات وضمان الشعبية، بدءا من أفلام فريد شوقي وعادل إمام، ومن ثم كانت هي التركيبة الأضمن لبطل الفيلم أمير كرارة لاستعادة شعبيته، خاصة أن مسلسله الأخير "سوق الكانتو" لم يحقق له نجاحا يوازي أعماله السابقة، وهنا يحسب لكرارة الانتقال لمنطقة سينمائية جديدة بعيدة عن كل ما قدمه من قبل، والابتعاد عن المنطقة الآمنة له في عالم السينما والدراما التلفزيونية.

هذه الخلطة تم تنفيذها بأفضل "تكنيك" على مستوى الإخراج لحسين المنباوي، وأيضا الصورة لمدير التصوير إسلام عبد السميع، غير أن العمل افتقد المحتوى الدرامي القوي خلال الأحداث؛ فطوال الفيلم هناك محاولة لإيجاد مبرر من أجل الاستمرار في مشاهد الحركة، وكأن المتفرج ينطلق من مكان لآخر مع البطل في جولة من "الأكشن".

ومن العناصر المميزة أيضا أداء محمد عبد الرحمن توتا ومحمد أنور صديقي البطل، والظهور الشرفي للفنانة إنعام سالوسة الذي أضاف أيضا للعمل.

ولم يوفق أمير كرارة في تقديم انفعالات المجرم قاسي المشاعر الذي لا يهتم لأحد في حياته، وكذلك أيضا لم تكن ياسمين صبري في أفضل حالاتها؛ فجاءت انفعالاتها في أغلب الوقت مبالغة في محاولة لافتعال الكوميديا، وإن كان اختيارها للدور مناسبا كوجه جميل على الشاشة؛ لكن لم يتم توجيهها بالشكل الكافي ليخرج أداؤها من دون مبالغة.

ويحسب للمخرج حسين المنباوي أيضا توظيف الطفل رامز جان الذي لفت الأنظار بأدائه العفوي وموهبته وتقديمه للمشاهد بخفة دم.

هل عوضت "الإفيهات" غياب المضمون؟

النجاح في تقديم كوميديا بـ"إفيهات" طازجة ومشاهد حركة سريعة وفقا لطبيعة الفيلم الذي ينتمي لفئة الأعمال التي تدور أحداثها خلال 24 ساعة، لم يحقق حالة الإشباع الفنية للمتفرج بسبب غياب المضمون الدرامي.

في فيلم "البعبع" يخلع أمير كرارة رداء ضابط الشرطة الذي لازمه في أعماله السابقة، ويظهر في هذا العمل في دور مجرم يدعى "سلطان البعبع"، ويخرج من السجن بعد قضاء عقوبته ويقرر الاعتزال ليعيش بهدوء، لكنه في المشهد نفسه يوافق على عملية عرضها عليه زعيم العصابة "باسم سمرة"، لكنه يقوم بالنصب على الأخير؛ ومن هنا تبدأ المطاردات.

تظهر المطاردات من دون أي مضمون مرافق في السيناريو، وافتقد العمل لحبكة درامية أو ربط في الأحداث؛ فخلال ساعة ونصف الساعة هي مدة الفيلم نشاهد مطاردات ومعارك البطل، سواء مع زعيم العصابة أو آخرين، وكان التركيز على أن يظهر بطل الفيلم كـ"سوبر مجرم" لا ينهزم أبدا، حتى لو بدا المشهد غير منطقي.

ومما يؤخذ على العمل أيضا بعض الأخطاء التي تضمنها السيناريو، فالبطل الذي يفاجئ في بداية الأحداث بأنه أب لطفل وطفلة، يتورط في وجودهما معه بشكل مفاجئ، نجد صديقه الذي يوشي للعصابة بمكانه ليخبرهم بأنه مع أبنائه رغم عدم علمه بوجود الأبناء من الأساس، والأمر تكرر في العديد من المشاهد التي يلجأ فيها المؤلف إيهاب بليبل لتبرير غير منطقي لإنهاء المشهد.

أيضا لم يتم رسم الشخصيات بشكل جيد، فإذا تم حذف أي من الشخصيات لن يؤثر ذلك على سير الأحداث، مثل شخصية البطلة ياسمين صبري التي تقدم دور طبيبة صيدلانية تتورط بشكل ساذج في التواجد مع "سلطان البعبع" في رحلته، وفي الوقت الذي كانت تخطط فيه للدراسة والعمل في الخارج، تقرر فجأة بدورها الاستيلاء على المسروقات.

الخلل في السيناريو وعدم وجود مضمون درامي حقيقي أدى إلى نهاية غير مشبعة، ويمكن اعتبار "البعبع" تجربة سينمائية خالية من المضمون الدرامي إلا أن هدفها هو التسلية والمتعة، واستطاع صنّاعه رسم حالة من البهجة والابتسامة على وجه الجمهور، إلى جانب مشاهدة أطر سينمائية جيدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أمیر کرارة

إقرأ أيضاً:

عام على التمرد.. أين فاغنر من المشهد الروسي بعد رحيل قائدها بريغوجين؟

موسكو- قبل نحو عام واحد، وتحديدا في 24 يونيو/حزيران 2023، حبست روسيا والعالم أنفاسهما وهما يتابعان عملية التمرد التي أعلنها قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين.

ففي ليلة هذا اليوم، دخل طابور من مدرعات ودبابات وناقلات جنود تابعة لهذه الشركة العسكرية الخاصة إلى مدينة روستوف كبرى مدن جنوب غرب روسيا، وذلك بعد أن اتهم بريغوجين وزيرَ الدفاع سيرغي شويغو بحرمان مقاتلي المجموعة -عمدا- من الذخيرة والدعم وبشن قوات الجيش هجوما بالصواريخ ضدها.

وسيطرت فاغنر على المدينة لمدة يوم تقريبا ثم بدأت زحفها نحو فورونيغ التي سيطرت عليها هي الأخرى، مواصلة بعد ذلك التقدم صوب العاصمة موسكو.

نهاية سريعة

بدا أن البلاد كانت على وشك حرب أهلية. ولكن مساء اليوم نفسه، انتهى التمرد بشكل سريع ومفاجئ إثر وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تضمنت توقف "فاغنر" عن التقدم تجاه موسكو مقابل ضمانات أمنية. ونتيجة لذلك، توجه بريغوجين وجزء من قواته إلى بيلاروسيا فيما بدا وكأنه نتيجة -كذلك- للتوصل إلى حل وسط مع السلطات.

وبعد شهرين من هذه الأحداث، وتحديدا في 23 أغسطس/آب 2023، تحطمت طائرة بريغوجين الذي لُقب لوقت طويل بـ"طباخ الرئيس فلاديمير بوتين" رفقة قادة آخرين في فاغنر في منطقة تفير شمال موسكو ولم ينج أي من الركاب.

ومنذ ذلك الحين، وقعت أحداث عديدة غيرت بشكل جذري، ليس فقط من هيكلية المجموعة ومصيرها، بل ومن ميزان القوى في النخبة العسكرية الروسية، إذ تطورت مصائرها في تلك الدراما بشكل مختلف. ففي حين احتفظ البعض بمناصبهم، اختفى آخرون إلى الأبد من المشهد.

ويعتبر كثير من المعلقين العسكريين أن تمرد بريغوجين شكل "شرارة" الإقالات والاستقالات والاعتقالات داخل المؤسسة العسكرية التي شهدتها روسيا بعد إعادة انتخاب بوتين رئيسا للبلاد في مارس/آذار الماضي.

كما لم تعد فاغنر موجودة بالشكل الذي كانت عليه في الأصل. فقد بقي جزء صغير منها تحت جناح وزارة الدفاع، وانضم جزء آخر يقوده بافل (نجل بريغوجين) إلى الحرس الوطني (روسغفارديا). وتشير وصية بريغوجين، المؤرخة عام 2023، إلى أن جميع الممتلكات التي كان يتحكم بها يجب أن تذهب إلى بافل الذي كان مقاتلا بالمجموعة لكنه لم يكن جزءا من دائرة القادة.

مصير غامض

وحتى اليوم، ما زال مصير بقية عناصر المجموعة غير واضح بشكل كامل. فهناك جزء قد توجه، بعد عملية التمرد الفاشلة بأيام، إلى معسكرات في بيلاروسيا، بينما توجه جزء آخر إلى أفريقيا. كما توزعت أجزاء أخرى منها -وبأعداد متباينة- بين قوات "أخمات" (أحمد) و"ريدوت" و"أربات" وغيرها.

وفي الآونة الأخيرة، وبالتوازي مع تجنيد جنود متعاقدين في القوات الروسية للمشاركة بالعملية العسكرية في أوكرانيا، يمكن مصادفة كذلك دعوات للانضمام إلى صفوف ما يسمى فيلق أفريقيا.

وليس سرا أن فاغنر كانت موجودة منذ فترة طويلة في قارة أفريقيا، لكن الأحداث التي أدت إلى "ذوبانها" في تشكيلات أخرى جعلت عملية التجنيد العسكري تتم حصرا من خلال وزارة الدفاع الروسية.

وهذا ما يفسر سرعة البدء بتشكيل الفيلق الأفريقي لحل المهام واسعة النطاق والمعقدة خارج الحدود الروسية، والتي أوضح بيان الوزارة أنها "لمساعدة الدول الأفريقية ذات السيادة في مواجهة النفوذ الاستعماري الجديد للغرب الذي يقوض قاعدة مواردها، وتعزيز التعاون المتساوي بين موسكو وهذه البلدان".

وعلى ضوء التطورات المتعلقة بإعادة فرز عناصر فاغنر ضمن تشكيلات عسكرية أخرى، جاء تشكيل "الفيلق الأفريقي" ليحل مكان هياكل فاغنر العاملة في القارة.

سد الفراغ

ووفق تصريحات صحفية نُشرت نهاية العام الماضي لمصادر مطلعة ومقربة من وزارة الدفاع، فإن عملية نشر هذه القوات قد بدأت في 5 دول هي: بوركينا فاسو، ليبيا، مالي، جمهورية أفريقيا الوسطى، النيجر. ومن المقرر أن تنتهي خلال صيف العام الحالي. وسيكون الفيلق تابعا بشكل مباشر لوزارة الدفاع وسيشرف عليه العقيد يونس بك يفكوروف نائب الوزير.

يُذكر أن أول مرة جرى فيها الحديث عن احتمال وصول وحدات عسكرية روسية إلى بوركينا فاسو كانت منتصف عام 2022. ولكن في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، اتهم رئيس غانا المجاورة نانا أكوفو أدو السلطات الجديدة في واغادوغو بدعوة فاغنر إلى البلاد، على غرار ما حدث في مالي.

وردا على ذلك، استدعت سلطات بوركينا فاسو السفير الغاني للاحتجاج على هذه التصريحات، كما استدعت رئيس بعثتها الدبلوماسية في غانا للتشاور، لكنها لم تؤكد ولم تنف -رسميا- وجود مقاتلين من الشركات العسكرية الخاصة الروسية بالبلاد أو نية استدعائهم.

ومع ذلك، تم الإعلان عن وصول الوحدة الأولى من الفيلق الأفريقي (100 جندي) إلى بوركينا فاسو في 24 يناير/كانون الثاني من العام الحالي عبر قناة تليغرام الرسمية التابعة للفيلق، مع الإشارة إلى أنه سيتم في وقت لاحق انضمام 200 جندي آخر إليهم.

ويأتي ذلك بعدما بعد تخلت جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو عما يمكن وصفه بنظام "الرعاية العسكرية" الفرنسية الذي تم إنشاؤه في عهد القائد العسكري الفرنسي شارل ديغول في جميع أنحاء المستعمرات الفرنسية السابقة.

وأمام احتمال قيام بلدان أخرى غرب أفريقيا بخطوات مشابهة، فمن المرجح أن تصبح موسكو أكثر حماسة لـ"سد الفراغ" من خلال القوات التابعة لها بالقارة، والتي كانت مجموعة فاغنر أول من باشر بها.

مقالات مشابهة

  • “سيتي ووك”.. الوجهة المثلى لعشاق الترفيه.. «قرية الرعب» وليالي القاهرة في موسم جدة
  • إذا أردت أن تعرف مدى حرية مجتمع ..فانظر ماذا يحدث في مسرحه
  • مسلسل اقتراحات وقف إطلاق النار مستمر .. مقترح أمريكي جديد
  • لأول مرة في تاريخ منغوليا رئيس سابق للدولة يصبح عضوا في البرلمان
  • فيلم السبع موجات.. آخر ما وثقته الكاميرا في غزة قبل حرب الإبادة
  • حين يصبح الشرف سلاحاً: مأساة النساء في العراق
  • بايدن: اقتصادنا كان متساقطا حينما خرج ترامب من الرئاسة
  • بحضور عدد كبير من الفنانين.. عرض ناجح بدار الأوبرا المصرية لفيلم جحر الفئران للمخرج محمد السمان
  • لهذه الأسباب احتل أهل الكهف المرتبة الأخيرة بإيرادات أفلام العيد
  • عام على التمرد.. أين فاغنر من المشهد الروسي بعد رحيل قائدها بريغوجين؟