فتح أبواب «نفيسة العلم» لصلاة التراويح لأول مرة بعد التجديد.. «أهلا رمضان»
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
أجواء روحانية عطرّة غلفت ساحة مسجد السيدة نفيسة بمصر القديمة، فبمجرد الانتهاء من إقامة صلاة العشاء تجمع المصلين من كبار وأطفال لإحياء شعيرة صلاة التراويح التي ينتظرها الجميع من العام للعام، للتعبد وذكر الله والدعاء في ليالي رمضان المُباركة، وكان الاختلاف جليًا هذا العام باعتبارها أول صلاة تراويح تُقام في مسجد السيدة نفيسة بعد ترميم وتجديد مقصورة المسجد والضريح، وكذلك زيادة المسطحات الخضراء وترميم كافة المباني المحيطة بالمسجد.
ألفة ومحبة ظهرت بين جموع المُصلين، الذين جاءوا من أماكن مُتفرقة في القاهرة ربما تبتعد مسافات طويلة، لأداء صلاة التراويح في رحاب السيدة نفسية التي يشعرون في حضرتها بروحانيات مختلفة عن أي مسجد آخر خاصة في شهر رمضان، وكان ضمن المصلين، عبد الحميد عفيفي صاحب الـ70 عام، الذي قرر أداء أول صلاة التراويح هذا العام برفقة ابنته وحفيديه: «جينا من صفط اللبن مخصوص علشان نصلي في حضرة حبيبتنا الست نفيسة وجبت أحفادي معايا علشان أعرفهم على المسجد وأحببهم فيه».
وبعد انتهاء عفيفي وأحفاده من أداء صلاة التراويح، أحضر شنطة كبيرة من سيارته ممتلئة بخيرات الله، وفق تعبيره، من فطائر وأرز بلبن وعصائر لتوزيعها على المصلين والمحتاجين: «دي عادة عندي كل سنة وحبيت بنتي وأحفادي يشاركوني فيها السنة دي»، وعبر حفيديه ساجد ومالك ذوي الـ7 والـ10 سنوات عن سعادتهما بأداء صلاة التراويح لأول مرة في حياتهما في مسجد السيدة نفسية، كما عبرا عن انبهارهما بالمقصورة النحاسية التي حرص جدهما على رؤيتهما لها والدعاء أمام المقام.
وفي ركن منزو في المُصلى الخاص بالسيدات، جلست الأربعينية هناء راضي ومن حولها ابنتيها مديحة ونداء، يقرآن القرآن سويًا ويرددان الأذكار والأدعية قبل إقامة صلاة التراويح: «جبت بناتي وجينا من شبرا الخيمة علشان أوريهم المسجد بعد التجديدات ونزور مقام الغالية السيدة نفيسة وندعي»، مؤكدة أن تطوير شكل المقصورة النحاسية أعطى المزيد من الروحانيات للمكان، وزاده رونقًا وجمالًا.
وأبدت الطفلتان فرحتهما بزيارة مقام السيدة نفيسة وحرصهما على أخذ صورة تذكارية مع أمهما أمامه في أول صلاة تراويح، وألتقطت والدتهما طرف الحديث منهما مؤكدة أنهما يخططان لزيارة المسجد ليلة 27 رمضان، باعتبارها من الليالي الرمضانية المُباركة، لأداء صلاة التراويح والدعاء.
أصوات طفولية بريئة، تردد بعض الأيات القرآنية، في مشهد جميل جذب أنظار المصلين، كان هناك 5 أطفال يرددون آيات سورة الإخلاص «قل هو الله أحد» خلال انتظار والدتهم للانتهاء من صلاة التروايح في مسجد السيدة نفيسة بعد تجديده، وقالت «سلمى» صاحبة الـ6 سنوات، أنها جاءت رفقة شقيقتها الكبرى ووالدتها، ورأت مجموعة من الأشخاص يمسكون بالمصاحف، وأحبت أن تنضم إليهم: «مستنية ماما وأختي يخلصوا الصلاة.. احنا دايما بنيجي هنا وفي رمضان نيجي كل يوم».
وبينما كان المُصلين يستعدون لأداء أول ركعة في صلاة التراويح، استندت سيدتان في العقد السابع من عمريهما على عكازين وهما يُشبكان أيديهما ببعض في مشهد حميمي، وتبحثان بأعينهن عن كراسِ خالية في المسجد للجلوس عليها لأداء الصلاة: «احنا من سُكان السيدة نفسية وأصحاب من الطفولة ومتعودين من صغرنا نصلى التراويح في المسجد هنا بنستناها من السنة للسنة»، وعبرتا عن إعجابهما الشديد بالتجديدات التي شملت المسجد وجعلته يظهر بمظهر حضاري يليق بالمقامات الكريمة لآل البيت.
لم يكن باب السيدة نفيسة مفتوحًا فقط لقلوب ومحبة المصريين، بل احتضن الجميع من مختلف جنسيات العالم، والتي كان من أبرزها تايلاند، إذ حضر مجموعة من الفتيات إلى مقام السيدة وصلاة أول تراويح بها بعد التجديد: «احنا دايمًا بنصلي التراويح في المساجد وقت الكلية بنصلي في سيدنا الحسين أو الأزهر ولما بنروح نصلي في أي مسجد قريب من البيت وخاصة مسجد السيدة عائشة» وفق ما روته «نجوى» طالبة تحمل الجنسية التايلاندية.
منذ ما يقرب من 3 سنوات، جاءت نجوى، رفقة صديقتيها «أسماء وسلمى» إلى القاهرة، من أجل الالتحاق بكلية أصول دين جامعة الأزهر، ويعد رمضان هذا العام هو الثالث لهن على الأراضي المصرية، «الصلاة عموما تكون حلوة جماعة وخاصة صلاة الجمعة أو صلاة التراويح.. كنا دايما نصلي في السيدة عائشة والسيدة نفيسة بأجوائها الجميلة»، بحسب ما أوضحته «نجوى».
حديث قصير جمع «نجوى» وأصدقائها عن المشهد الرائع الذي ظهر به مسجد السيدة نفيسة، بعد تجديده وترميمه: «دائما نشعر براحة كبيرة في هذه المساجد.. في البداية لم نكن نعرف أن هذا هو مسجد السيدة نفيسة ولكن أعجبني شكله من الخارج وسألت عليه هنا أدركته»، مشيرة إلى أنها تسكن في إحدى المناطق القريبة من السيدة عائشة، لذلك كانت تحرص دائما على التواجد بمسجدها، وحينما أغلق للتجديد تسير مسافات للصلاة بمسجد السيدة نفيسة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسجد السيدة نفيسة السيدة نفيسة صلاة التراويح ترميم مسجد السیدة نفیسة صلاة التراویح فی الم
إقرأ أيضاً:
حسن الخاتمة.. وفاة شاب أثناء صلاة التراويح بالمنيا تهز السوشيال ميديا
وفاة شاب أثناء الصلاة.. في مشهد مؤثر هزّ مواقع التواصل الاجتماعي، فارق الشاب حسام كمال عبد الحافظ الحياة أثناء أدائه صلاة التراويح في أحد مساجد محافظة المنيا، حيث سقط مغشيًا عليه خلال دعاء الوتر، وسط حالة من الذهول والخشوع بين المصلين.
لحظة الوفاة توثقها كاميرات المسجدورصدت كاميرات المراقبة داخل المسجد لحظة سقوط الشاب أثناء الصلاة، بينما كان باقي المصلين في حالة من الخشوع والتضرع إلى الله، في مشهد اعتبره الكثيرون دليلًا على حسن الخاتمة. وعلى الرغم من محاولات إسعافه، إلا أنه فارق الحياة على الفور.
وانتشر مقطع الفيديو بسرعة على منصات التواصل، حيث تفاعل معه آلاف المستخدمين، معبرين عن حزنهم العميق وتأثرهم بالمشهد.وأشاد الكثيرون بسمعة الفقيد الطيبة بين أهله وأصدقائه، داعين له بالرحمة والمغفرة.
تشييع الجثمان وسط أجواء من الحزنوشيّع الأهالي جثمان الشاب إلى مثواه الأخير وسط مشاعر الحزن والأسى، حيث شارك عدد كبير من محبيه وأهالي المنطقة في مراسم الجنازة، معتبرين وفاته أثناء أداء صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك علامة على حسن الخاتمة.
وتداول العديد من مستخدمي مواقع التواصل عبارات الدعاء للفقيد، مؤكدين أن رحيله بهذه الطريقة يعد نعمة عظيمة يتمناها كل مسلم، حيث تُوفي وهو في لحظة خشوع ودعاء.
اقرأ أيضاًبسبب السرعة الزائدة.. 11 مصاب في حادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا
رئيس مدينة المنيا يحيل 5 موظفين للتحقيق في حملة تفتيشية مفاجئة
استجابة فورية لمشاكل المواطنين في المنيا.. المحافظ يوجه بصرف مساعدات مالية وعينية