د.صابر حارص يكتب: من الأخطاء التي يجب تركها في رمضان (1) الولع بالجدل
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
تروي عائشة أم المؤمنين عن أشرف الخلق أجمعين: إنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللَّهِ الألَدُّ الخَصِمُ"، والألد الخصم هو الانسان المولع بالجدل أو إطالة النزاع والصراع، فكلما ظهر موضع للجدال ظهرت فيه مهاراته وقدراته وهواياته، وهو لا يدري أنه أبغَضَ الناس إلى اللهِ تعالَى، أي: يَكرَهُه اللهُ عزَّ وجلَّ كَراهيةً شَديدةً، لما يلحقه من أذى وضرر وتعطيل للآخرين مستخدما مهارات وقدرات الجدل التي وهبها له الله ليستخدمها في نصرة الحق والدفاع عن المظلومين.
وقد رغب الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا في ترك الجدال فضمن لمن فعل ذلك منزلا في أدنى الجنة، فقال: “أَنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لمن ترَكَ المراءَ وإن كانَ محقًّا، وببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ لمن ترَكَ الكذبَ، وإن كانَ مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّةِ لمن حسَّنَ خلقَهُ”.
ولذلك فإن من أكبر الأخطاء التي يجب أن ننتهز فرصة رمضان ونتوقف عنها في حياتنا: الجدال في العلم والعمل، كالجدال في السيمنارات العلمية لتسجيل مشروعات الماجستير والدكتوراة، أو الجدال في مجالس الأقسام والكليات على توزيع المقررات وتحديد التخصصات وأعداد الطلاب، أو الجدال في الصحافة والإعلام، أو جدال الرجل مع زوجته، أو جدال الأصدقاء على المقاهي في السياسة والدين، وغيرها من صور الجدال.
حيث يروح كل طرف بالإمعان في إثبات رأيه، والإصرار على إلحاق زميله بالهزيمة، وتحقيق النصر للهوى والنفس الأمارة بالسوء، والأقبح من ذلك حينما يكون الجدال على غير علم أو على غير حق، تحركه نوازع الكره والحقد والحسد فيتظاهر المجادل بالسعي إلى الأفضل والأدق والأهم.
وربما يكون المجادل على حق..، لكنه حق يراد به باطل فلا يوفقه الله، بل يخرج منه وهو متألم نفسيا من فشله في إلحاق الضرر بخصمه أو الطرف الآخر الذي يجادله، إذ أن النية في الإسلام شرط لقبول العمل وتحقيقه، كما أن المكر السيء لا يحيك إلا بأهله، وقدْ كشف القرآن الكريم عن هؤلاء بقوله :" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ".
وفي الحديثُ أيضا تَحذيرٌ ونهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَن يجادل أو يُخاصِمُ بحقٍّ، لكنَّه لا يَقتصِرُ في جداله على موضوع الجدل، ولا يقتصر في خصومته على موضوع الخصومة، بل يختزن بداخله الكره والبغضاء لزميله أو قريبه أو حتى زوجته في كل أمر يستجد، فيظهر تعنته وجداله ومكره في كل الأمور حتى يصبح الأمر ممنهجا يجعل صاحبه ألد خصم ينطبق عليه حديث رسول الله.
وربما تطول هذه المشاعر السلبية الخصومات أو اللدادة في الجدال حتى الموت والفراق، ويندم المجادل أشد الندم حينما يستمع أو يطالع حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللَّهِ الألَدُّ الخَصِمُ.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن تفجيرات البيجر التي هزت حزب الله
ديسمبر 23, 2024آخر تحديث: ديسمبر 23, 2024
المستقلة/-“تحت عنوان كيف خدع الموساد الإسرائيلي حزب الله لشراء أجهزة استدعاء متفجرة”، نشرت شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، مساء الأحد، تقريرا سلطت فيه الضوء على عملية استخبارية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي.
التقرير، الذي استند إلى شهادات عميلين سابقين، كشف عن تفاصيل جديدة حول استخدام أجهزة البيجر كأداة لاستهداف حزب الله، وهي عملية هزت لبنان وسوريا بعد أن استهدفت عناصر الحزب خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التفاصيل التي كشف عنها العميلان خلال ظهور مقنع وبصوت معدل ضمن برنامج “60 دقيقة” على الشبكة الأمريكية، أوضح أحدهما أن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة “ووكي توكي” تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك “حزب الله” أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته.
وعلى الرغم من مرور السنوات، ظلت هذه الأجهزة خامدة حتى تم تفجيرها بشكل متزامن في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة “البيجر”.
أما المرحلة الثانية من الخطة، وفقًا لما كشفه العميل الثاني، فقد بدأت في عام 2022، عندما حصل جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات تفيد بأن حزب الله يعتزم شراء أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وأوضح العميل أنه “لتنفيذ الخطة بدقة، كان من الضروري تعديل أجهزة البيجر لتصبح أكبر من حيث الحجم ولتتمكن من استيعاب كمية المتفجرات المخفية بداخلها”.
وأضاف أن “الموساد أجرى اختبارات دقيقة على دمى لمحاكاة تأثير الانفجار، لضمان تحديد كمية المتفجرات التي تستهدف المقاتل فقط، دون إلحاق أي أذى بالأشخاص القريبين”.
هذا وأشار التقرير أيضًا إلى أن “الموساد أجرى اختبارات متعددة على نغمات الرنين، بهدف اختيار نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لدفع الشخص المستهدف إلى إخراج جهاز البيجر من جيبه على الفور”.
وذكر العميل الثاني، الذي أُطلق عليه اسم غابرييل، أن إقناع حزب الله بالانتقال إلى أجهزة البيجر الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين.
وأضاف أن العملية تضمنت استخدام إعلانات مزيفة نُشرت على يوتيوب، تروّج لهذه الأجهزة باعتبارها مقاومة للغبار والماء، وتتميز بعمر بطارية طويل.
وتحدث غابرييل عن استخدام شركات وهمية، من بينها شركة مقرها المجر، كجزء من الخطة لخداع شركة غولد أبولو التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها بحقيقة الأمر.
وأشار العميل إلى أن حزب الله لم يكن على علم بأن الشركة الوهمية التي تعامل معها كانت تعمل بالتنسيق مع إسرائيل”.
وأسفرت تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر الماضي عن مقتل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله والمدنيين والعاملين في مؤسسات مختلفة في لبنان وسوريا.
وكان موقع “أكسيوس” قد ذكر بعد أيام من تنفيذ الضربة، أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربات التي وقعت قبل أيام من اغتياله، وصف نصر الله الهجوم بأنه “عدوان كبير وغير مسبوق”. وأضاف: “العدو قد تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين، ولم يكترث لأي شيء من الناحيتين الأخلاقية والقانونية”.
وأوضح أن “التفجيرات وقعت في أماكن مدنية مثل المستشفيات، الصيدليات، الأسواق، المنازل، السيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد العديد من المدنيين، النساء، والأطفال”.