بطبلة وطربوش وقنباز… مسحراتي لبنان يواكب الشهر الفضيل
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
"يا نايم وحّد الدايم"، "قوموا ع سحوركم اجا رمضان يزوركم"، "رمضان كريم"... جِمَلٌ لم تعد تتردد بكثرة كالسابق في شهر رمضان بصوت "المسحراتي" مع ضربات طبلته في وقت السحور، فالمنبّهات والهواتف الذكيّة أصبحت في أيّامنا هذه هي "المسحراتي المتطوّر".
في بعض مدننا وزواريبها العتيقة، لا تزال مهنة المسحراتي تُمارس على أصولها في شهر رمضان من كل عام.
وفي مدينة طرابلس ومع قدوم رمضان يسير المسحراتي عدنان الضناوي كما جرت العادة معه من كل عام قبل السحور بين شوارع المدينة الشعبية ويحرص على مناداة كل شخص باسمه. فيطل الأهالي من شرفاتهم ويستقبلونه مهللين ليؤكدوا له بأنهم على الموعد دائمًا. ويقول "عدنان "في حديث لـ"لبنان 24"، أنه "يواظب على هذه المهمة طوال الشهر الفضيل، ليوقظ الناس للسحور وليقرع على الطبلة كي يعيد البهجة الى المدينة وليتمنى لسكانها شهراً كريماً".
وبالنسبة للـ"عيدية" التي يتحدث عنها الضناوي، فهي كناية عن مبلغ مالي يتصدّق به أهالي كل بيت، فيكون بمثابة أجر له على ما يقوم به وتسهم في تحسين وضعه المعيشي. لكن مع الاوضاع الاقتصادية الصعبة باتت فئة قليلة من سكان طرابلس تمنح المسحراتي رمزية العيد.
وفي سؤال له عن مجموع العيديات الذي اكتسبه من الناس في العام السابق، قال: "كنا ثلاثة أشخاص نتجول في الشوارع، ورزقنا بـ 15 مليون ليرة لبنانية وقسمنا المبلغ علينا في اخر الشهر الكريم".
كيف ارتبط "المسحراتي" بشهر رمضان؟ ارتبطت مهنة "المسحراتي" بالصيام في شهر رمضان، منذ أن كان الصحابي الجليل بلال بن رباح، أول مؤذن في الإسلام، وابن أم مكتوم، يقومان بمهمة إيقاظ المسلمين للسحور، فكان بلال يطلق صوته بالآذان، فيبدأ المسلمون في تناول السحور، ومع إقتراب الفجر، يتولّى ابن أم مكتوم النداء مرة أخرى، ليعلم الناس بالإمساك.
ومع تطوّر الدولة الإسلامية وإتساع رقعتها، إستخدم أهل الدول العربية، من العرب والموالي، وسائل متعددة لإيقاظ الناس عند السحور، فكان أهل بلاد اليمن والمغرب العربي، يدقون الأبواب، وفي الشام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون عل العيدان والطنابر، وينشدون أناشيد خاصة برمضان، وفي مصر إستخدموا الطبلة لأول مرة، لإيقاظ الصائمين. وتأثّرت بيروت وتفاعلت خلال الحقبة الماضية وفي عصرنا الحاضر بظاهرة "المسحراتي"، الذي صار مع مرور الزمن يشكّل جزءاً أساسياً من تراث رمضان الشعبي وتقليداً ملازماً له. وان خفت صوت الطبلة في أيامنا هذه، وارتاح المسحراتي قبل أن ينبلج الفجر يبقى حنين كبارنا الى أيام المسحراتي يتردد أناشيدًا في اذهانهم واذهاننا يذكرهم ويذكرنا بزمن الخير والبركة عائدا بهم الى تقاليد ترفض أن ترحل وهي لن تكون في يومنا هذا عادات وتقاليد اندثرت أو مجرد ذكريات. المسحّراتي لم يعُد متواجداً في ليالي رمضان كالسابق، إلّا أنّه سيبقى في ذاكرة كلّ من شهد وجوده وعرف به، وستبقى هذه العادة تُذكر الصائمين "ببركة" رمضان. المصدر: خاص "لبنان24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
موعد السحور وأذان الفجر رابع أيام رمضان.. تعرف عليه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحرص المسلمون في شهر رمضان على معرفة موعد آذان المغرب والفجر يومياً بدقة، حيث يمثل آذان المغرب بداية الإفطار بعد يوم من الصيام، بينما يحدد آذان الفجر بداية الامتناع عن الطعام والشراب خلال ساعات النهار، وتعتبر هذه الأوقات من أهم ما يهتم به المسلمون في رمضان، إذ يساعدونهم على تنظيم عباداتهم وطقوسهم اليومية، بدءاً من السحور وحتى الإفطار، ويعتمد المسلمون في معرفة هذه الأوقات على إمساكية رمضان وحسابات فلكية دقيقة، مما يعكس عناية المسلم بدينه وحرصه على أداء عباداته في مواعيدها الصحيحة.
وبدأ شهر رمضان لعام 1446 هجريا الموافق 2025 ميلاديا، السبت أول مارس 2025، وعدته هذا العام 29 يوما، واخر أيامه 29 مارس 2025.
مدة الصيام في اليوم الرابع من رمضان:(الإثنين 3 مارس): 13 ساعة و21 دقيقة.
السحور: 2:33 صباحاً.
إمساك: 4:33 صباحاً.
أذان الفجر: 4:53 صباحاً.
أذان المغرب: 5:55 مساءً.
ووفقا لـ إمساكية أول أيام شهر رمضان كان أقصر أيام الشهر من حيث عدد ساعات الصيام بمعدل الصوم 13 ساعة و20 دقيقة، واخر أيامه هو الأطول من حيث عدد ساعات الصيام بمعدل 14 ساعة و12 دقيقة.
وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة القمريّة، ويأتي بعد شهر شعبان، ويتبعه شهر شوّال، وقد فضّله الله -تعالى- على باقي أشهر السنة؛ لأنّه أحد أركان الإسلام، كما أنَّ صيامه فَرض على كلّ مسلم، وعنه قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)،
وسخر الله الأرض والسماء لخدمة الإنسان، فزخرت السماء بالأجرام السماوية التى يمكن دراسة الوقت من خلال حركتها، وذلك لثبات واستقرار حركتها مثل النجوم "الشمس والكوكب والأقمار"، ومن خلال متابعة حركة هذا الأجرام وحسابها اتخذ الإنسان منذ القدم هذه الحسابات لتحديد التقويم، والتقويم هى الترجمة العربية لكلمة "calendar" أى أول يوم من الشهر.
ولقد اتخذت شعوب كثيرة تقاويم خاصة بها ومن أمثلتها: "التقويم المصرى الفرعونى "القبطى" - التقويم الميلادى اليوليانى "الجريجورى" – التقويم العبرى – التقويم السريانى – التقويم الرومانى – التقويم الفارسى – التقويم الإغريقى – التقويم البابلى – التقويم الهجرى"
ونظام التقويم الهجرى يعتمد على الشهر القمرى الذى يتمثل بالمدة الزمنية التى يستغرقها القمر فى دورة كاملة حول الأرض والأشهر الهجرية هى " 1 المحرم – 2 صفر – 3 ربيع الأول – 4 ربيع الآخر – 5 جمادى الأول – 6جمادى الآخر – 7 رجب – 8 شعبان – 9 رمضان – 10 شوال – 11 ذو القعدة – 12 ذو الحجة".
والتقويم الهجرى أو القمرى أو الإسلامى هو تقويم يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وتتخذه بعض البلدان العربية مثل السعودية كتقويم رسمى للدولة، وأنشأه الخليفة عمر بن الخطاب وجعل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة فى 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622م) مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجرى.