المفتي يكشف عن شخص يؤجر على الفطر في رمضان ويأثم على الصيام
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن الشريعة الإسلامية مبنية على اليسر والتيسير، وفقا لقوله تعالى: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بِكم العسر»، لافتا إلى أن هذه الآية جاءت في سياق آيات الصيام ما يدل على أن تحقيق التيسير يتطلب مراعاة حالة الإنسان الصائم.
وأضاف أن الفيصل في مسألة صيام مرضى السكري هو التقرير الطبي، مؤكدا أن الطبيب هو من يحدد قدرة المريض على الصيام من عدمه.
وذكر أنه في حال أكد الطبيب أن الصيام لن يؤثر على مريض السكر لا سيما إذا كان المرض في مراحله الأولى، فلا حرج على المريض في الصيام؛ بل هو واجب عليه.
وأوضح علام، خلال مقابلة تلفزيونية لبرنامج «اسأل المفتي» المذاع عبر شاشة «صدى البلد» ، ردا على التساؤلات المثارة حول قضية صيام مريض السكر في رمضان، لا سيما في ظل تردد البعض في اتباع تحذيرات الأطباء بمنعهم من الصيام لخطورته على حياتهم.
هل تقبيل الزوجة بشهوة ولمسها يبطل الصوم؟.. بما علق العلماء دعاء ختم القرآن الكريم في رمضان.. ردده يستجاب لكوقال إنه إذا ما أوصى الطبيب بإفطار المريض خوفًا من تأثر حالته الصحية سلبًا؛ فإن عليه الامتثال لرأي الطبيب والفطر في هذه الحالة، مؤكدا أن الصيام يصبح حرامًا إذا ارتقت خطورته على صحة المريض إلى حدود التهديد بالموت أو الغيبوبة.
وأوضح أن المريض في هذه الحالة «يؤجر على الفطر ويؤثم على الصيام»، وذلك لأن التكليف بالصيام يشترط فيه أن يكون الإنسان في وضعه الطبيعي، مستشهدا بقول الله تعالى: «لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما».
الأعذار التي تبيح الفطر في رمضان
كشف الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الأعذار الشرعية التي تبيح الفطر في شهر رمضان المبارك.
وقال أمين الفتوى ، في فيديو لدار الإفتاء ، إن الأصل أن الصوم واجب ولا يترك الإنسان المسلم الصوم إلا لعذر شرعي.
وأضاف أن من الأعذار الشرعية التي تبيح الفطر في رمضان، هو عدم القدرة على الصيام وعدم القدرة قد يكون لمرض مزمن غير مرجو شفاؤه، أو لكبر سن للرجل أو المرأة العجوز، ففي هذه الحالة يجوز الفطر مع إخراج فدية إطعام مسكين عن كل يوم.
وأشار إلى أنه يجوز للمريض مرضا غير مزمن ، الإفطار في رمضان، ولكن يجب عليه قضاء اليوم الذي أفطره وليس عليه فدية.
وذكر أنه كذلك من الأعذار الشرعية التي تبيح الفطر في رمضان السفر شرط أن يكون سفرا مباحا وطويلا يتجاوز الـ 85 كيلو مترا، وحينئذ يفطر ويقضي ما أفطره.
وأوضح أنه كذلك من الأعذار المبيحة للفطر، هو الحمل والرضاعة وعند زوال العذر تقضي المرأة ما أفطرته في رمضان.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
مذاهب العلماء في أركان الصيام.. الإفتاء توضح
قالت دار الإفتاء المصرية إن الفقهاء أتفقوا على أنَّ الإمساك عن المفطرات ركن من أركان الصوم، وزاد المالكية والشافعية والحنابلة وجود النية، وزاد الشافعية ركنًا ثالثًا وهو الصائم، فمتى تحققت هذه الأركان صَّح الصوم حتى وإن ارتكب الصائم شيئًا من المحظورات؛ كالغِيْبة والكذب، فينقص أجره لكن لا يبطل صومه بها.
وأوضحت الإفتاء أن متى فُقدت هذه الأركان بطل الصوم حتى وإن أتى بشيء من الطاعات، فيأخذ أجرها لكن يظل صومه باطلًا.
الفرق بين الركن والشرطوالمقصود بأركان الصَّوْم هو ما لا يقوم الصَّوْم ولا يتحقَّق إلَّا بوجودها.
مذاهب الفقهاء في أركان الصيام
اختلف الفقهاء في عَدِّ هذه الأركان، وجملتها: الإمساكُ عن المفطرات، والنيةُ، والصائمُ.
أمَّا الإمساك عن المفطرات: فقد اتفق فقهاء الحنفية، والمالكيةُ، والشافعيةُ، والحنابلةُ على أنَّه ركن من أركان الصوم، ونصَّ الحنفية على أَنَّ ركن الصوم واحدٌ وهو: الإمساكُ عن المفطرات خاصة. وأما النَّية: فهي ركن من أركان الصوم عند المالكيةُ، والشافعيةُ، والحنابلةُ في أحد القولين، وانفرد الشافعية في عَدِّ الصائم ركنًا مِن أركان الصوم.
قال العلَّامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (2/ 90، ط. دار الكتب العلمية) في كلامه عن الصيام: [وأَمَّا ركنه: فالإمساك عن الأكل، والشرب، والجماع] اهـ.
وقال العلَّامة أبو البركات الدَّرْدير المالكي في "الشرح الصغير" (1/ 695، ط. دار المعارف): [(وركنُه) أي: الصوم أمران: أولهما: (النية): اعلم أنَّهم عرَّفوا الصوم بأنه: الكف عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر لغروب الشمس بنيةٍ؛ فالنية ركنٌ، والإمساكُ عَمَّا ذُكِر رُكنٌ ثانٍ] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (2/ 146، ط. دار الكتب العلمية) عند عَدِّ أركان الصوم: [نيةٌ، وإمساكٌ عن المفطرات، وصائمٌ] اهـ.
أمَّا الركن الأول، وهو النية، فمُدْرك رُكْنيته قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتفق عليه: "إنَّما الأعمال بالنيات".
وقد قَرَّر جمهور الفقهاء أنَّه يلزم تعيين النية في الصوم الواجب قبل الشروع فيه؛ أي: قبل طلوع الفجر، ويكون وقتها في أيِّ جزءٍ مِن الليل؛ مِن غروب الشمس إلى طلوع الفجر، كما في "الشرح الكبير" لأبي البركات الدَّرْدير (1/ 520، ط. دار الفكر)، و"أسنى المطالب" لزين الدِّين زكريا الأنصاري (1/ 411، ط. دار الكتاب الإسلامي)، و"المغني" لموفَّق الدِّين دابن قُدامة (3/ 109).
ودليل هذا التعيين السابق لحديث أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ؛ فَلَا صِيَامَ لَهُ» أخرجه النسائي في "السنن".
وخالفهم في ذلك الحنفيَّة فقالوا بأن تبييت النية مستحب، ويصح أن تكون نهارًا؛ لأن وقتها يمتد إلى الضحوة الكبرى، كما في "تبيين الحقائق" للعلامة الزَّيْلَعِي (1/ 315، ط. الأميرية).
وأمَّا الركن الثاني: وهو الإمساك عن المفطرات، أي: الإمساك عن الأكل، والشرب، والجماع والإنزال مع العلم بالتحريم وذِكْر الصوم.
وضابط الـمُفْطِر عند فقهاء المذاهب الأربعة في الجملة كلُّ عينٍ وصلت من الظاهر إِلى الباطن في منفذٍ مفتوحٍ عن قصد سواء كان للتَّغذِّي أَو للتَّداوي، أَو من الأَشياء التي تُؤكل أَو لا تُؤكل، المائعة أَو الجامدة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
قال الله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187].
فقد أباح الله لنا الأكل، والشرب، والجماع في ليالي رمضان، حتى يتبين ضوء النهار من ظلمة الليل من الفجر، ثمَّ أمر سبحانه وتعالى بالإمساك عن هذه الأشياء في النهار بقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: 187].
وأمَّا الركن الثالث الذي اختص الشافعية بالنَّصِّ عليه، وهو الصائم، فإنما عَدُّوه ركنًا في باب الصوم، ولم يعدوه في الصلاة كذلك؛ لأنَّ الصوم أمر عدمي لا وجود لماهيته في الخارج، بخلاف الصلاة.
والمراد بعَدِّ الصائم من أركان الصيام، أي: الشروط التي تشترط في الصائم لكي يقوم بهذه العبادة من الإسلام، والبلوغ، والعقل، ونقاء المرأة من الحيض والنفاس. ينظر: "شرح منهج الطلاب" لزين الدِّين زكريا الأنصاري (2/ 323، ط. دار الفكر).