سلط تقرير لشبكة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية، الاثنين، الضوء مجددا على "الخط البري" الذي يربط موانئ الإمارات وإسرائيل، بالقول إن أبوظبي هددت بوقف تشغيل الخط إذا لم تسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور حيات، في اتصال مع موقع "الحرة"، إنه لا يستطيع تأكيد تلك المعلومات أو التعليق على التقرير.

في حين لم ترد وزارة الخارجية الإماراتية على استفسار  بشأن تقرير الشبكة، أرسله موقعنا إلى الوزارة عبر بريدها الإلكتروني.

ما هي قصة الخط البري؟

في ديسمبر، كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن شركة Trucknet، وهي شركة نقل إسرائيلية، أبرمت اتفاقيات لتسهيل طريق تجاري بري جديد، هدفه نقل البضائع من الخليج العربي عبر السعودية والأردن إلى إسرائيل، متجاوزا الممر المائي للبحر الأحمر.

ولم تعلن حكومة أي من الدول المذكورة، بشكل رسمي، أنها تشارك في هذا الممر، بينما نفى الأردن "وجود جسر بري (...) عبر موانئ دبي مرورا بالسعودية والأردن"، وفقا لوكالة "بترا".

في المقابل، قال الرئيس التنفيذي لشركة مينتفيلد، عمر إزهاري، لـ"تايمز أوف إسرائيل" إن "السفن القادمة من الصين والهند تقوم بتفريغ الحاويات في موانئ البحرين ودبي، ومن ثم تُحمل الشحنات على شاحنات أردنية وتنقل برا إلى إسرائيل عبر معبر الملك الحسين الحدودي مع الأردن، حيث تنتظر الشاحنات الإسرائيلية البضائع".

وأضاف أن "عشرات الشاحنات يوميا، وليس فقط من جانبنا، تسهل هذا الطريق لتقصير أوقات الشحن للبضائع من المنسوجات إلى الإلكترونيات والمواد الخام للصناعة والأنابيب المعدنية والألومنيوم".

Israel logistics startup forges overland trade route to bypass Houthi Red Sea crisis - Times of Israel pic.twitter.com/U9iIFkuoSs

— Energy Headline News (@OilHeadlineNews) December 29, 2023

وفي حين أن الأردن أبرم اتفاق سلام مع إسرائيل منذ عام 1994، ووقعت الإمارات والبحرين على اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، إلا أن السعودية ليس لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل – على الرغم من إحراز بعض التقدم في هذا الاتجاه تحت رعاية الولايات المتحدة.

ظروف محيطة  

تم الترويج لفكرة إنشاء جسر بري تجاري، يربط الأردن وإسرائيل والسعودية والإمارات من الخليج العربي إلى الموانئ البحرية الإسرائيلية، في السنوات الأخيرة لتسهيل حركة البضائع.

ووفق إذاعة "فويس أوف أميركا"، يُنظر إلى هذا المشروع، الذي يشهد بالفعل وصول عشرات الشاحنات يوميا إلى ميناء حيفا الإسرائيلي، على أنه الفائدة المبكرة لاتفاقيات أبراهام لعام 2020 لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.

وجاء في تقرير للإذاعة بالخصوص "هذا يبشر بالخير للتعاون المستقبلي بين إسرائيل والسعودية، حيث تسعى الولايات المتحدة للتوسط بينهما في صفقة من شأنها أن تشهد تطبيع العلاقات بين هذين البلدين مقابل إقامة دولة فلسطينية".

وقالت شركة شحن الحاويات الألمانية "هاباج لويد" أيضا إنها أدخلت طرق عبور بري عبر المملكة السعودية لتوفير اتصالات من جبل علي، في دبي وموانئ الدمام والجبيل بالسعودية على الساحل الشرقي مع جدة، كما أنها توفر طريقًا بريًا يربط جبل علي بالأردن.

The company that would enable the planned land bridge that will offer an alternative to the Suez Canal

Hanan Fridman, CEO of Trucknet Enterprise Ltd explains the problems and opportunities pic.twitter.com/E4s8fjvnij

— i24NEWS English (@i24NEWS_EN) December 26, 2023

ولم تعلق السعودية علنا على ما جاء في وسائل الإعلام حول دورها في هذا الممر البري المفترض، "حيث لا يتم تحديد البضائع المنقولة عبر المملكة على أنها متجهة فعلا إلى إسرائيل" وفق الإذاعة الأميركية.

ويثير الجسر البري جدلا بالفعل في المنطقة، ما أثار احتجاجات في الأردن بين المتظاهرين الغاضبين من سلوك إسرائيل في حربها في غزة.

وسار مئات الأفراد في عمان ومدن أخرى، مطالبين –من بين أمور أخرى– بأن تقوم الحكومة بمنع أي شاحنات قادمة من دول الخليج  إلى إسرائيل.

الوضع قيد التشغيل

بدأت الجهود الفعلية لإنشاء هذا الطريق البري منذ منتصف عام 2023 على الأقل، لكنها اكتسبت زخما منذ أن بدأ الحوثيون المدعومون من إيران موجة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على الشحن في البحر الأحمر. 

وتقوم العديد من شركات الشحن الآن بتغيير مسار سفنها حول القارة الأفريقية، مما يزيد بشكل كبير من الوقت والتكاليف، ويجعل الطريق البري جذابا من الناحية المالية.

وكانت شركة الخدمات اللوجستية الإسرائيلية Trucknet رائدة في هذا المسار جزئيا، والتي حصلت على اتفاقيات مع DP WORLD، وهي مؤسسة موانئ مقرها دبي في الإمارات، وشركة Cox Logistics في البحرين، وشركة WWCS في مصر، وفقا لـ"فويس أو أميركا".

وتعمل شركة الشحن Mentfield Logistics ومقرها إسرائيل على طريق مماثل، تؤكد "فويس أوف أميركا".

يذكر أن هذا الطريق التجاري البري، ثنائي الاتجاه، لنقل البضائع من الخليج العربي عبر السعودية والأردن إلى إسرائيل، وبإمكانه تجاوزً الممر المائي للبحر الأحمر. 

طريقة العمل 

يسمح اتفاق تسهيل هذا الطريق، للسفن التي تحمل بضائع من الشرق الأقصى تفريغ حمولتها على شاحنات أردنية في دبي أو البحرين. 

ويتم نقل الشحنات عبر السعودية والأردن ثم نقلها إلى شاحنات إسرائيلية للمرحلة الأخيرة من الحدود الأردنية إلى ميناء حيفا الإسرائيلي على البحر الأبيض المتوسط. 

ويمكن للبضائع المتجهة إلى مصر أن تسافر برا أو بالسفن إلى ذلك البلد.

والغرض من هذا المسار ليس استبدال استخدام قناة السويس، بل إنشاء طريق مكمل، يتم استخدامه كطريق التفافي لتهديد الحوثيين في البحر الأحمر في أوقات الطوارئ.

ومدة عبور البضائع على متن سفن الحاويات القادمة من موانئ دبي أو أبوظبي إلى ميناء حيفا تبلغ نحو أسبوعين، بينما يستغرق تفريغ الحمولة ووضعها على الشاحنات عبر الطريق البري أربعة أيام.

https://www.bloomberg.com/news/articles/2024-02-02/land-routes-via-uae-saudi-arabia-tested-to-bypass-houthi-menaced-red-...

Posted by Trucknet Enterprise on Monday, February 5, 2024

وقال عمر إزهاري "هذا الطريق البري يوفر حوالي 20 يومًا، لذا بدلاً من 50 إلى 60 يومًا، تصل البضائع في غضون 20 إلى 25 يومًا من الصين إلى إسرائيل".

وتقدم Trucknet خدماتها للمستخدمين العاملين على طريق الجسر البري، بما في ذلك النقل الآلي للبضائع، والتتبع الفوري للشاحنات وحالات الشحن، والحسابات الدقيقة للانبعاثات لكل شحنة.

واكتسبت فكرة هذا المشروع زخمًا مع بدء انفتاح العلاقات التجارية في الشرق الأوسط إثر توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020، وهي الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.

وفي أعقاب بدء القصف والغزو الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة، شن المتمردون الحوثيون في اليمن العديد من الهجمات على السفن التي قال إنها كانت في طريقها إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، واستولوا عليها وأثروا بشكل كبير على التجارة العالمية التي تمر عبر خطوط الشحن الحيوية تلك، ما عجل بتنفيذ المشروع.

وكان الوضع في البحر الأحمر، أجبر السفن على استخدام طريق بديل يمر عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا وحول القارة وعبر البحر الأبيض المتوسط، لكن تلك الطريق، أكثر تكلفة وأكثر استهلاكا للوقت.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السعودیة والأردن الطریق البری البحر الأحمر إلى إسرائیل هذا الطریق فی البحر فی هذا طریق ا

إقرأ أيضاً:

مؤسسة البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها

الثورة نت/..
حذرت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، من خطورة تصعيد العدوان الاسرائيلي للجرائم غير المبررة التي يواصل ارتكابها بحق موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومعاودة تدمير بناها التحتية والمعدات التشغيلية، واستهداف العاملين فيها.

وحمل بيان صادر عن المؤسسة، المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة تجاه ما تتعرض له الموانئ التابعة لها من أضرار كبيرة جراء الجرائم الارهابية المتواصلة التي يشنها العدو الاسرائيلي وتحويل هذه المنشآت التي تقدم خدماتها لملايين الشعب اليمني إلى أهداف عسكرية على مرأى ومسمع دول العالم.

واعتبر البيان، تعمد كيان العدو الصهيوني في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق هذه الموانئ الحيوية، واخرها استهداف مينائي رأس عيسى والحديدة، وما نجم عنها من أضرار بالغة وسقوط ضحايا، بعد أقل من أسبوع من استهداف موانئ الحديدة، جرائم حرب ضد الإنسانية هدفها تعطيل النشاط التجاري والملاحي ومضاعفة معاناة اليمنيين.

كما حذر البيان من تبعات استمرار الدعم والتواطؤ الأمريكي وتماهيه مع الإرهاب الصهيوني، الذي يشجع هذا الكيان المتغطرس على الإمعان في هذه الجرائم التي تطال الموانئ المدنية وتدمير مقدرات ومصالح الشعب اليمني، والإصرار على تحدي القانون الدولي الانساني والمواثيق الدولية التي تجرم الانتهاكات والاستهداف للمنشآت الخدمية والموانئ.

واعتبرت مؤسسة الموانئ، ما تتعرض له موانئ البحر الأحمر من تداعيات وانعكاسات وأضرار بالغة جراء هذه الهجمات، في ظل تواجد فريق بعثة الأمم المتحدة واستمرار أعماله الرقابية على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، دليلا واضحا على الشراكة والدور الأمريكي الذي يتحكم بالقرار الدولي لممارسة الإرهاب العالمي وتدمير مصالح ومقدرات الشعوب.

وجددت، استنكارها الشديد، لتنصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدعي حماية حقوق الانسان وكل المنظمات المعنية، عن المسؤولية وعدم اتخاذ أي موقف لإدانة مثل هذه الجرائم الصهيونية الممنهجة بحق موانئ الشعب اليمني لإعاقة عملها بهدف تجويع اليمنيين.

ونبه البيان إلى عواقب استهداف منظومة البنى التحتية والمعدات والمرافق الحيوية لموانئ البحر الأحمر في الحديدة، وما يترتب عليها من تبعات إنسانية، وحرمان الشعب اليمني من الحصول على الغذاء والدواء والوقود، فضلا عن الاستهتار بأرواح العاملين والموظفين، في الموانئ.

وجدد مؤسسة موانئ البحر الأحمر، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بالخروج عن صمتها والاضطلاع بمسؤولياتها، تجاه هذا الصلف الصهيوني الذي يواصل الإضرار بمصالح الشعب اليمني ومعاودة استهداف الموانئ، والقيام بدورها وفق ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية، التي تجرّم استهداف الموانئ والأعيان المدنية وتشدد على حمايتها والحفاظ عليها.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها
  • موانئ البحر الأحمر تحمل المجتمع الدولي مسؤولية استهداف الكيان الصهيوني لموانئها
  • وزير الخارجية: الطريق البري بين مصر وتشاد يُحدث نقلة في التبادل التجاري
  • إغلاق ميناء نويبع البحرى لسوء الأحوال الجوية
  • إغلاق ميناء نويبع البحري لسوء الأحوال الجوية
  • تداول 15 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • تربط المملكة بموانئ الهند والإمارات ومصر والأردن.. إضافة خدمة الشحن “MRX” إلى ميناء جدة الإسلامي
  • غرق سفينة الشحن الروسية «أورسا ميجور» في البحر المتوسط
  • غرق سفينة شحن روسية في البحر الأبيض المتوسط
  • تداول 16 ألف طن بضائع بموانئ البحر الأحمر