RT Arabic:
2025-02-05@10:12:05 GMT

القادة الأوروبيون منقسمون ويتبادلون الاتهامات

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

القادة الأوروبيون منقسمون ويتبادلون الاتهامات

انقسامات حادة وتبادل للاتهامات بين زعماء الاتحاد الأوروبي في أحلك الظروف، وماكرون يتهمهم بالجبن. لي هوكشتادر – واشنطن بوست

تناوب المسؤولون الألمان والفرنسيون والبريطانيون على انتقاد بعضهم بعضا بسبب تعليقات غير مدروسة. والمشكلة هي أن الاتهامات المتبادلة، من خلال الخوض في الزلات البسيطة، أغفلت حل المشاكل الاستراتيجية الأكثر عمقا التي تواجهها أوروبا، بما في ذلك القوات المقاتلة الضعيفة والإنتاج العسكري الهزيل، في حين تواجه أوروبا التهديد الأكثر خطورة منذ الحرب الباردة.

ويدفع هذا القلق من روسيا إلى زيادات حادة في الإنفاق الدفاعي وإعادة التفكير في اعتماد القارة على الولايات المتحدة وغيرها من موردي الأسلحة البعيدين. ولكن حتى في الوقت الذي يتدافع فيه الأعضاء الأوروبيون في حلف شمال الأطلسي لتحقيق هدف إنفاق الحلف المتمثل في 2% من إجمالي النشاط الاقتصادي على الدفاع، فقد خصص الرئيس بوتين أكثر من 7% من الناتج المحلي الإجمالي الروسي للإنفاق العسكري هذا العام. ويعتقد المحللون الرصينون في جميع أنحاء القارة أن المواجهة المباشرة مع القوات الروسية قد تحدث قبل نهاية هذا العقد.

وينبغي لهذا السيناريو المخيف، إلى جانب انشغال واشنطن المتزايد بالصين، أن يوفر لحظة تحفيز للوحدة الأوروبية. وبدلا من ذلك، يبدو أن هذا يثير مشاحنات، وربما نظرة مسبقة لما يمكن توقعه إذا قلصت الولايات المتحدة دورها الرئيسي في حلف شمال الأطلسي بعد سبعة عقود من كونها زعيمة الكتلة بلا منازع.

بدأت الزلات التي تتصدر العناوين الرئيسية في أواخر الشهر الماضي عندما دافع المستشار الألماني أولاف شولتس عن رفضه الغامض إرسال أقوى صواريخ بلاده بعيدة المدى إلى أوكرانيا. ومن خلال القيام بذلك، ألمح إلى أن البريطانيين والفرنسيين، الذين شحنوا صواريخهم الخاصة، أرسلوا أيضًا أفرادًا عسكريين لمساعدة كييف على استهداف القوات الروسية على وجه التحديد؛ وهي خطوة قال إنها غير واردة بالنسبة لألمانيا.

كان رد الفعل على تصريحات شولتس غاضبا في لندن، وصامتا في باريس، ومبهجا في موسكو. وفي اليوم نفسه، أثار ماكرون غضب شركائه الأوروبيين من خلال حثهم على نشر قوات في أوكرانيا للمساعدة في صد التقدم الروسي في غياب إمدادات الأسلحة الأمريكية المستمرة. وكانت الضجة التي تلت ذلك بشأن ما اعتبره معظم الحلفاء من المحرمات، ما دفعه للقول: من الواضح أن أوروبا تواجه لحظة حيث سيكون من الضروري ألا نكون جبناء.

الرئيس الفرنسي على حق، ليس لأن على أوروبا أن تنشر قوات على الأرض في أوكرانيا؛ حيث لا ينبغي لها ذلك، ولكن لأنها لم تتوافق بشأن التهديد الذي تمثله موسكو.

وفي الدول الأكثر قوة عسكرياً في أوروبا، فإن الفجوات هائلة بين الخطر الذي تدركه هذه الدول والاستعدادات التي تقوم بها. ففي بروكسل، اقترح زعماء الاتحاد الأوروبي دعم التحول الكبير نحو المشتريات المشتركة للأسلحة التي من شأنها أن تعطي الأولوية للمشتريات من صانعي الأسلحة المحليين. والهدف هو إنفاق نصف ميزانية الدفاع في الاتحاد الأوروبي بحلول 2030، و60% بحلول 2035.  

لكن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه الدفاع عن أوروبا بمفرده. وكما أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الشهر الماضي، فإن 80% من النفقات العسكرية للحلف تأتي من حلفاء الاتحاد الأوروبي، أي الولايات المتحدة ودول الأخرى.

إن نقطة الضعف الرئيسية هي ألمانيا، حيث استجاب شولتز للعملية الروسية العسكرية من خلال إنشاء صندوق خاص بقيمة 108 مليارات دولار لإعادة بناء القوات المسلحة الألمانية المستنزفة، إلى جانب شحنات الأسلحة الكبيرة إلى كييف. لكن لا يوجد أفق واقعي للحفاظ على الإنفاق الجديد بمجرد نفاده في عام 2028.

أما ماكرن فقد أصر على أن تعمل أوروبا على تعزيز صناعاتها الدفاعية المحلية، وخاصة الصناعات الدفاعية الفرنسية، وهو هدف معقول بالنظر إلى المد المتصاعد من الانعزالية بين الجمهوريين الأميركيين. ومع ذلك، وتحت شعار ما أسماه "الاستقلال الاستراتيجي" لأوروبا، فقد رفض خطة بقيادة التشيك تقضي بأن تشتري أوروبا 800 ألف قذيفة مدفعية لكييف من مصادر خارج الاتحاد الأوروبي، حتى مع نفاد الذخيرة في أوكرانيا.

إن تبادل الاتهامات واشتداد المشاحنات بين الزعماء الأوروبيين يحجب التحدي الأكبر الذي يواجهونه ببطء شديد. ومن المؤكد أن تلحظ روسيا هذا الانقسام الحاد في الاتحاد الأوروبي.

المصدر: واشنطن بوست

 

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون الحزب الديمقراطي أسلحة ومعدات عسكرية أولاف شولتس الاتحاد الأوروبي الحزب الجمهوري العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الاتحاد الأوروبی من خلال

إقرأ أيضاً:

هل بدأت الحرب التجارية بين أوروبا وواشنطن؟

4 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: الغرب يتوعد الرئيس الأمريكي بالرد على تهديداته المتعلقة بفرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية، مما قد يًحدث حربا تجارية بين أكبر شريكين في العالم.

المفوضية الأوروبية ترى أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى اضطرابات اقتصادية غير ضرورية وتزيد من التضخم.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أكدت أن الاتحاد الأوروبي سيرد على الولايات المتحدة في حال فرضت إدارة ترامب رسوما جمركية إضافية، وفي الوقت نفسه ذكرت أن الاتحاد مستعد للحوار مع واشنطن.

ويأمل الأوروبيون في أن تتخذ إدارة ترامب نفس التوجه الذي قرره بتعليق القرار الخاص بالرسوم على السلع المستوردة من كندا والمكسيك.

وقال الباحث في الاقتصاد السياسي، مصطفى يوسف، إن ترامب يحاول الوصول إلى تحقيق استفادة من خلال تحمل دول بعينها جزء مما تجنيه من مكاسب التعامل التجاري مع الولايات المتحدة ويظهر أمام داعميه بأنه حقق وعده الانتخابي.

وفي نفس الوقت لم يعتبر يوسف ما يقوم به ترامب “حربا تجارية”، لكنه يرغب في زيادة سقف المطالب حتى يصل إلى ما يريده من خلال التفاوض مع الدول التي يستهدفها.

من جهته، وصف الخبير الاقتصادي، محمد حيدر، سياسة ترامب مع شركاء أمريكا بأنها “عدائية ومزعجة” على المستوى الاستراتيجي والغذائي والتجاري.

وأوضح أن ترامب يعتبر الاتحاد الأوروبي كتلة ضعيفة، ولا تحبذ الولايات المتحدة وجود تكتل مثله، لأن اليورو يستحوذ على ربع التجارة الدولية وهذا ليس في صالح أمريكا، الأمر الذي يجعل الأوروبيين يتحركون في اجتماعات طارئة ووضع عدد من النقاط الرئيسية لمواجهة “عقوبات ترامب”، بحسب قوله.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، إلياس مصبونجي، أن قرار ترامب سيكون له تأثير كبير ومنعطف في العلاقات التقليدية بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر أن هناك مؤسسات واتفاقيات عسكرية واقتصادية وسياسية، وكل هذه الاتفاقيات تعرضت إلى هزة تنعكس سلبا على الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين، مما يشكل حجة أخرى لمنتقدي العلاقة مع أمريكا، ويمهد الطريق للشراكة مع دول أخرى.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • 160 منظمة دولية تدعو أوروبا لحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • كيف يصمد الأوروبيون أمام عاصفة ترامب؟
  • هل بدأت الحرب التجارية بين أوروبا وواشنطن؟
  • اجتماع سري لقادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة الاستقلال الدفاعي عن الولايات المتحدة
  • هكذا تستعد أوروبا لمواجهة حرب ترامب التجارية
  • ماكرون: على الاتحاد الأوروبي فرض احترامه في حال تعرضه لهجوم تجاري
  • الاتحاد الأوروبي يُعقّب على حظر إسرائيل أنشطة "الأونروا"
  • أوكرانيا وروسيا تتبادلان الاتهامات بشأن قصف مدنيين
  • أوكرانيا وروسيا تتبادلان الاتهامات بالهجوم على مدرسة في كورسك