صحيفة روسية: استراتيجية الحوثيين في حرب المعلومات تُربك التحالف الأمريكي – البريطاني
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
الجديد برس:
أكدت صحيفة “إزفيستيا” الروسية أن الأمريكيين والبريطانيين يفتقرون إلى المعلومات الاستخباراتية في حملتهم ضد جماعة أنصار الله الحوثيين في البحر الأحمر، وذكرت أن الخبراء العسكريين الأمريكيين لم يكن لديهم أصلا علم بكل قدرات الحوثيين.
وقالت الكاتبة كسينيا لوجينوفا إن “المصادر الأمريكية نفسها أعلنت لوسائل إعلام دولية أن سعي الولايات المتحدة لوقف الهجمات من اليمن على الملاحة في البحر الأحمر تعرقله قلة المعلومات الاستخباراتية عن ترسانة الحوثيين وكامل قدراتهم العسكرية”.
وأضافت لوجينوفا أن “البنتاغون يجهل حجم الضرر الذي ألحقه بالحوثيين عبر تلك الضربات التي نفذها في اليمن، إذ لم يكن لديه في السابق معلومات تفصيلية عن حجم الترسانة لدى الحوثيين”.
وتابعت بأنه “من المحتمل أن يكون الحوثيون يخفون أسلحتهم بحرص شديد باستخدام مخابئ وأنفاق بنيت في الجبال. وذلك بالإضافة إلى حرص الجماعة على اتخاذ كل الإجراءات لحماية المعلومات الداخلية من أي تسريب”.
ونقل التقرير عن تيد سينغر، المسؤول الكبير السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قوله إن “الحصول على المعلومات بخصوص اليمن بات مهمة صعبة منذ أن قامت واشنطن بإخلاء سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء عام 2015، إثر سيطرة الحوثيين على العاصمة”.
وأضاف التقرير أن الأمريكيين يقولون إنهم دمروا أو ألحقوا أضرارا بـ150 هدفا منذ 12 يناير الماضي. وتشمل هذه الأهداف صواريخ مضادة للسفن وأنظمة مضادة للطائرات، وأنظمة اتصالات واستطلاع جوي، وطائرات مسيّرة، ومستودعات أسلحة ومراكز قيادة.
لكن من الواضح أن ذلك لم يكن حاسماً، حيث يستمر الحوثيون في مهاجمة أهداف في البحر الأحمر، وبينها سفن تابعة للبحرية الأمريكية، وسفن تجارية ترفع العلم الأمريكي.
ونقلت الصحيفة الروسية عن إيلينا بانينا -مديرة معهد روسسترات للإستراتيجيات السياسية والاقتصادية الدولية- تأكيدها أن الضربات التي يشنها الحوثيون بدأت في الآونة الأخيرة تتحول إلى ضربات ممنهجة، وتصيب معظم الأهداف.
وأشارت بانينا إلى أن هذا الأمر يشكل خسارة كبيرة على الصعيد المالي بالنسبة للأمريكيين والبريطانيين، وكذلك على سمعتهم.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
أزمة في البنتاجون وغضب بين الطيارين الأمريكيين بسبب تسريبات سيجنال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثار الكشف عن محادثات عبر تطبيق "سيجنال" بين كبار المسؤولين الأمريكيين حول الضربات الجوية في اليمن جدلًا واسعًا، خاصة داخل صفوف الجيش الأمريكي.
ووفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فقد شملت التسريبات تفاصيل حساسة عن توقيت الهجمات المخطط لها ضد الحوثيين، مما أدى إلى حالة من الذعر بين الطيارين العسكريين الذين رأوا في ذلك تهديدًا مباشرًا لأمنهم العملياتي.
وكشفت الرسائل المسربة عن نقاشات بين مسؤولين كبار في الأمن القومي، حيث قام وزير الدفاع بيت هيجسيث بمشاركة معلومات حساسة حول توقيت الضربات في 15 مارس، قبل ساعات فقط من تنفيذ الهجوم. واعتبر طيارون حاليون وسابقون في الجيش الأمريكي أن هذه التسريبات صادمة، إلا أن ما فاقم الأزمة هو رفض هيجسيث الاعتراف بخطئه أو تحمل المسؤولية عن الكشف غير المصرح به لهذه المعلومات.
الصدمة لم تقتصر على مضمون التسريبات، بل زادت حدتها بسبب إضافة رئيس تحرير مجلة ذي أتلانتيك إلى المحادثة الجماعية عن طريق الخطأ، ما أثار تساؤلات حول مستوى السرية في دوائر صنع القرار. وأعرب الطيارون عن استيائهم، مشيرين إلى أن هذه الحادثة تقوّض عقودًا من العقيدة العسكرية الأمريكية القائمة على حماية المعلومات العملياتية.
وأوضحت الصحيفة أن تداعيات الحادثة امتدت إلى القواعد الجوية الأمريكية وغرف الاستعداد على حاملات الطائرات، حيث ساد شعور بعدم الأمان بين الطيارين، الذين أصبحوا يشكون في مدى اهتمام وزارة الدفاع بحماية أرواحهم أثناء العمليات العسكرية.
وأكد الطيار السابق في البحرية الأمريكية، باركر كولداو، أن "التسريبات ورد فعل وزير الدفاع عليها مستفز للغاية"، معبرًا عن استغرابه من أن مسؤولًا بهذا المستوى قد يرتكب مثل هذا الخطأ. فيما حذر الطيار السابق في سلاح الجو، أنتوني بورك، من أن كشف مثل هذه المعلومات قد يؤدي إلى خسائر في الأرواح، مشددًا على أن الأمن العملياتي ليس أمرًا يمكن الاستخفاف به.
ووفقًا لتقرير نيويورك تايمز، فإن التفاصيل المتعلقة بالعمليات العسكرية تُحفظ بسرية تامة، حتى عن الأفراد المشاركين فيها، حيث يتم تدمير التعليمات فور استخدامها. ونقل التقرير عن مسؤول عسكري سابق في البنتاجون أن المعلومات التي كشفها هيجسيث تضمنت تفاصيل عن أوقات الإطلاق ونوع الطائرات المستخدمة، مما شكل خطرًا مباشرًا على الطيارين الأمريكيين.
وتتزايد المخاوف من قدرة الحوثيين على استهداف الطائرات الأمريكية، حيث ذكر مسؤول عسكري أن الحوثيين أطلقوا صواريخ أرض-جو على طائرة F-16 في 19 فبراير الماضي، لكنها لم تصب هدفها، في حين تمكنوا من إسقاط عدة طائرات مسيّرة أمريكية.
في مواجهة هذا الجدل، أصدر الناطق باسم البنتاجون، شون بارنيل، بيانًا قال فيه إن المحادثة عبر "سيجنال" لم تكن منتدى رسميًا للتخطيط العسكري، بل كانت مجرد مناقشات سياسية، مشيرًا إلى أن القيادة العسكرية لم تكن جزءًا من هذه المحادثات.