صلاة الوتر: فضلها وأهميتها في حياة المسلم
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
صلاة الوتر: فضلها وأهميتها في حياة المسلم، صلاة الوتر هي إحدى الصلوات النافلة التي يؤديها المسلم في الليل بعد صلاة العشاء، وتعد من العبادات المستحبة التي يُحبها الله ويرضاها. وتعتبر صلاة الوتر من السنن المؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أكد على أهميتها وفضلها في العديد من الأحاديث النبوية.
1. **طاعة لله**: صلاة الوتر تعد فرصة للمسلم للتقرب إلى الله وطاعته، فهي عبادة يحبها الله ويرضاها، وتعبر عن انتساب المؤمن إلى دينه والالتزام بتعاليمه.
2. **تقريب للقلوب**: صلاة الوتر تساهم في تقريب العبد إلى الله وتعزيز الاتصال الروحي بينه وبين خالقه، حيث يُظهر المسلم فيها حاجته واعترافه بتوحيده واستعانته به.
3. **تطهير النفس**: صلاة الوتر تعمل على تطهير النفس وتحسين الأخلاق، إذ تمنح المسلم الهدوء النفسي والسكينة الداخلية التي تعزز الصفاء والنقاء الروحي.
4. **حصول على الأجر**: يوعد الله المسلمين بأجر عظيم عن صلاة الوتر، فهي تُعد فرصة للحصول على الثواب ورضا الله والاقتراب من الجنة.
5. **تحصين من الشرور**: يُعتبر أداء صلاة الوتر واقيًا قويًا من الشرور والمكائد، حيث تُمنع بها المسلم من الانجراف إلى الذنوب والمعاصي.
باختصار، فإن صلاة الوتر تمثل فرصة للمسلم للتقرب إلى الله وزيادة التواصل الروحي، وتعتبر من أعظم العبادات التي يمكن أداؤها في الليل. من الضروري على كل مسلم أن يولي اهتمامًا خاصًا لهذه الصلاة وأن يحافظ على أدائها بانتظام، لأن لها فوائد عظيمة تعود على الفرد والمجتمع بالنمو الروحي والخلقي.
"حديث النبي صلى الله عليه وسلم: 'إن الله وتر يحب الوتر' وأثره في الحياة الإسلامية" عَنْ عليٍّ قالَ: الوتِرُ لَيْس بِحَتْمٍ كَصَلاةِ المكْتُوبَةِ، ولكِنْ سَنَّ رسولُ اللَّهِ ﷺ قالَ: إنَّ اللَّه وِترٌ يُحِبُّ الْوتْرَ، فأَوْتِرُوا، يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ.
رواه أَبُو داود والترمذي وقَالَ: حديثٌ حسنٌ.
2/1133- وَعَنْ عَائِشَةَ رضِيَ اللَّه عنْهَا، قَالَتْ: مِنْ كُلِّ الليْلِ قَدْ أَوْتَر رسولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ومَن أَوْسَطِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ. وَانْتَهى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
3/1134- وعنِ ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهمَا، عَنِ النَّبيِّ ﷺ قَالَ: اجْعلوا آخِرَ صلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا متفقٌ عَلَيهِ
4/1135- وَعَنْ أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ ، أَنَّ النَّبيَّ ﷺ قالَ: أَوْتِرُوا قبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا رواه مسلم.
1. **تأكيد على فضل الوتر**: يُظهر هذا الحديث فضل صلاة الوتر وأهميتها في الإسلام، ويُشجع المسلمين على أداء هذه الصلاة النافلة والاستمرار فيها بانتظام.
2. **تعزيز الاتصال بالله**: صلاة الوتر تعتبر فرصة للمسلم لتقربه من الله وزيادة التواصل الروحي معه، ويظهر الحديث تفضيل الله لأداء هذه الصلاة واستمرارية تقديمها.
3. **تحفيز للخير والطاعة**: يُشجع المسلمون على أداء الوتر بانتظام بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك للتقرب إلى الله وللحفاظ على الاتصال الروحي معه.
4. **تعزيز الروحانية والسكينة النفسية**: صلاة الوتر تمنح المسلم السكينة النفسية والروحانية، وتعمل على تعزيز الهدوء الداخلي والاطمئنان بقلبه.
5. **التذكير بأهمية العبادة النافلة**: يُذكر حديث "إن الله وتر يحب الوتر" المسلمين بأهمية العبادات النافلة والأعمال الصالحة في الدين الإسلامي، ويُشجع على الاهتمام بها وتقديمها بانتظام.
صلاة التراويح.. عدد ركعاتها وكيفية أدائها بشكل صحيح دعاء قيام الليل في رمضان.. اللَّهُمَّ إنّا نسألك الهدى والتقىباختصار، حديث "إن الله وتر يحب الوتر" يعكس فضل وأهمية صلاة الوتر في الإسلام، ويُشجع المسلمين على الاستمرار في أدائها والاهتمام بها في حياتهم اليومية كما هو موضح في التوجيهات النبوية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: صلاة الوتر الوتر العبادات المستحبة أهميتها وفضلها صلاة الوتر إلى الله الوتر ت إن الل
إقرأ أيضاً:
هَل أنتَ معـي ؟ إلى صديقي د. متوكل ابراهيم
أقرب إلى القلب:
السفير جمال محمد ابراهيم
أسمعني صديقي المتوكل تسجيلا نادرا لأغنية من أجمل ما غنى أبو داؤود من كلمات الشاعر محمد علي أحمد، المصري البلد والهوى . حكت قصيدته عن عاشقٍ يسائل ماضيه دون جدوى ، وتضنيه الحسرة على محبوبة لم ترَ صدق مشاعره ، وأبكته تلك التي لم تحفل بعشقه وتودده.
لمّا استولتْ القصيدة التي حملت ذلك الأسى، على مشاعر الموسيقار الفذ الرّاحل برعي محمد دفع الله، أتبعها من أوتار عوده، لحنـاً ســحرياً مُسكراً ، فهـزّ مشــاعر المتلقي بإبداعٍ العزف وبرعي أميره وأصــابعه تغنّي . جعـل الموســيقار البريـع كحروف إسمه - فلا يدرك من استعمره اللحن ، هل سـبق اللحـنُ الكلمات، أم انّ الكلمات هي التي استدعت اللحن فتنزّل سحرا . . أم أن الأغـنية ولـدتْ توأماً مــع القصيدة، فجاءت الكلمة رفق النغمة، والوتر أنطقه لسان الشاعر ، فاستوفى أبو داؤود وأكمل الإطراب ، بصوت الارعاد الرقيق وصخب اللحن الهامس
أجل.. تجري أنامل الموسيقار بين أوتار عوده، جرياً خببا ليلاحق ما يتوهّمهُ عشقاً يتخفى عنه، يعلو ويهبط معه صوت المغني، فترى العاشق بعد أن عـبّ من خـمــر المحبّـة والعشــق كؤؤساً مُترعة تركته لا يملك من وعيه ما يعينه لإدراك ما حلّ بقلـبه وبعـقـله، فمن ترى ســقاه ، أم هـو نفـسه السّــاقي الــذي أضرمت الخـمـر ناروجده بنداءات لحبيبٍ غائب. . ؟ ثمّ أينَ المعشوقة وقد غابتْ فكأنها هي من ذابت ومافي الكأس إلا المعشوقة . . ؟
سَــكِرَ السُّــمارُ في حان الغــرام. . عادني الوجدُ ، ثمَّ يئـن الوتر الطافح بالأسى
ثمّ جاءت هاجسات وخيالات الأماني تتداعى من أصابع الموسيقار الحاذقة أصابعه، في اقتفاء أثر الأحلام، من ماضيه الملتبس غلا تصل لمراميها. .
هي همساتٌ ترفرف في المضجع، والوجد أعمى القلـب، لا يرى ولا يعــي ، فيستغرق الوتر، نفـورا واجتـذاباً ، ينازع أصابع الموسيقار البريع ، مُنازعة الريشة لألوان الزيت بيد رسام تتخلق لوحته بممازجة بين الرؤية والرؤيا ، فيتخلق الواقــع مختزلاً في لوحة. .
ثمّ يأتيك استهلال العود بأوتارٍ راقصة ضوضائيـة ، لكأنّ الشــاعر والمُغـني يتهامسان، فيصغي الوترُ لنبرات الصوت هــدوءا صاخباً . ذلك وترٌ يهمـس بين ظنونه وكيانه لا يعي. .
بينَ الماضي الذي انطوى بجراحاته ، كان ما كان وبقي التنائي بديلا ، والحاضر المحتشد بالأسى يسأل عن طبيب يداوي، فيكون السؤال نغماً ترسمه أصابع البرعي البريع. .
عادني الوجدُ والوترُ يعود من علوّه ليهبط مستكيناً ، ولكن لهيب الشوق لا يكفّ عن السؤال : أينَ أنت أيها الغائب ، هل أنت معي. .؟ ، سؤال يردّده الوترُ، مرافقا لهفة مُغنّي ينتظر الغائب أن يستجيب.
ذلك اطراب جاءني من صديقي د. المتوكل، فطـاب صباحي، إذ أسمعني "أنت معي.."فغاب الهمُّ والغم ..
عادت بيَ الذاكرة إلى ما حكـى المبدع الرّاحـل علـي الـمـك في كـتـابٍ لهُ عن أبي داؤود، أن صديقهما المشترك الفنان التشكيلي المبدع حسين شريف ، حفيد الإمـام المهدي وهو الذي درسَ الرسم في كلية "سليد" اللندنية. كتـب المك أنّ كل مرّة يرقد حسين معلولاً فإنهُ يطلـب "أبا داؤود" ليرافقهُ ليعودا حسينَ معاً ، فإذا هو يشفى وينهض من رقدته نشــطاً، من محض أغنية "داؤودية".
لـو عاصــر المتنـبي "أباداؤود" في زمانه ، لما احتاج لمطارف أو حشايا تشـفيه من حُمّـاه. .
رحم الله جميع من أبدعوا لهذا الوطن ، هو وطن أكبر من كل صغير استهدف عزّته ووجوده. .
القاهرة - 21/2/2025