صحيفة البلاد:
2025-01-31@05:52:10 GMT

الذهب والفضة

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

الذهب والفضة

مرت مائة عام على وفاة أدهم باشا القائد التركي وحين أوشك حفل التأبين أن يبدأ ،طرق الشاعر حافظ إبراهيم بيت أحمد شوقي، فصاح أمير الشعراء من شرفة في المنزل: أنقذني يا حافظ بك.

فقال حافظ :وما الأمر؟، فقال شوقي : منذ البارحة وأنا أحاول أن أنظم قصيدة رثاء في أدهم باشا فلم تسعفني القريحة، فقال حافظ :أسرع يا أحمد وقل: مصاب بني الدنيا عظيم بأدهم
فقال شوقي على الفور:
مصاب بني الدنيا عظيم بأدهمِ وأعظم منه حيرة الشعر في دمي
وشوقي معذور عندما غابت عنه القريحة ،فقد سبقه الشاعر الفرزدق حين قال: لقلع ضرس أهون عليّ أحيانا من أن أقول بيتاً واحداً.

(قبل اختراع فن التخدير طبعا), لكن الشعراء لم يكتفوا بالموهبة الربانية ،بل كان مع الموهبة الجهد الجهيد والدأب في التحصيل والحفظ والمثابرة لا بالتواني والكسل والسبهللة.

ويذكر محمود فوزي في كتيب بعنوان :”اعترافات مصطفى أمين” عن الصحفي المصري الكبير قوله: إن مطربات كثيرات سألنني :ماذا نفعل لكي نصبح مثل أم كلثوم؟
وكانت إجابتي لهم : تركبوا “حمارة” وتلفوا كل قرى مصر للغناء في كل قرية ،وبعد ذلك تصبحوا مثل أم كلثوم، يعني 20 سنة كفاح ولكنهم يريدون أن يكونوا مثل أم كلثوم في 20 يوماً، وكانت بداية حياة أم كلثوم في الأناشيد الدينية قبل التفرغ للغناء.
هذا في مجال الفن والطرب ، ناهيك عن المجالات الأخرى. الطب وحده فيه نحو ثلاثين تخصصاً. وقس على ذلك بقية العلوم والفنون.

إن الإتقان لا يتم دون التعب والدأب ومتابعة كل جديد باستمرار.
ومن طريف ما يذكر في هذا الشأن ، قول سفيان بن عيينة: لو رأيتني وأنا ابن عشر سنين، وطولي خمسة أشبار ، ووجهي كالدينار، وأنا شعلة نار، ثيابي صغار ،وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعالي كآذان الفار، اختلف إلى علماء الأمصار، مثل الزهري وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار، فإذا دخلت، قالوا : أوسعوا للشيخ الصغير. ثم تبسم ابن عيينة.
وقال الشافعي: إن العلم شديد اللزام ،بعيد المرام، لا يدرك بالسهام ولا يرى في المنام ولا يورث عن الآباء والأعمام ،إنما هو شجرة لا تسقى إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النفس، ولا تحصل إلا لمن أنفق العينين (الذهب والفضة) ، وجثا على الركبتين ، أي عند العلماء أيام كان الطلب في جوامع مكة والمدينة والبصرة والكوفة وبغداد وقرطبة، ويا حسرتنا عليك يا قرطبة.
وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه حثّ على الكدح وقال :إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.
وقال: إني لأرى الرجل فيعجبني، فإذا علمت أنه لا حرفة له ،سقط من عيني.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

أحد صناع الفخار بقرية جريس: من يوم ما اتولدت وأنا شغال في الفخار

أجرى الإعلامي محمد مصطفى شردي، خلال تقديمه برنامج "الحياة اليوم"، المُذاع عبر فضائية "الحياة"، جولة ميدانية ميدانية داخل قرية جريس بالمنوفية التي وصلت للعالمية في صناعة الفخار.

متحف أخناتون ينظم زيارة وورشة عن الفخار لـ الأيتامصديقة للبيئة.. أفران الغاز تحدث نقلة نوعية في صناعة الفخار بالصعيد

والتقى الإعلامي محمد مصطفى شردي، عبد السلام المهدي، أحد صناع الفخار بقرية جريس بالمنوفية، والذي تحدث عن عمله بالمهنة، قائلا: "من يوم ما اتولدت وأنا شغال في الفخار".

وأضاف عبدالسلام المهدي،: "كل شغلنا يدوي، وبنعمل القلل وبيت الحمام، ومحدش بيشتري الكسر"، لافتا: "بنجيب الطين اللي بنعمل بيه الفخار من الأرض الزراعية".
 

مقالات مشابهة

  • سلطان ناصر يروى موقف جميل مع الفنان وائل كفوري ..فيديو
  • أحد صناع الفخار بقرية جريس: من يوم ما اتولدت وأنا شغال في الفخار
  • سر تقبيل عبدالحليم حافظ يد أم كلثوم بفرح عمر خورشيد.. ناقد يوضح
  • لماذا إستهداف نقابة الصحفيين العراقيين بتسميات توأمة؟
  • إيهاب توفيق يصل الكويت استعدادا لحفل الليلة
  • أحمد شوقي يلتقي جورج أورويل
  • ما هي أنواع الملائكة وحكم الإيمان بهم؟ علي جمعة يكشف
  • رانيا فريد شوقي ضيف شرف “حسبة عٌمري” مع روجينا
  • رانيا فريد شوقي ضيف شرف "حسبة عٌمري " مع روجينا
  • رمــــال الشَّتات نُصَيْبُ بن رَباح العَبْدُ الحُرّ