10 نصائح لاغتنام فضائل شهر رمضان الفضيل
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
جمعها: د. يوسف الحزيمري
إن لله في أيام دهره نفحات يضاعف فيها الأجر والثواب، والعمل فيها بالطاعات والقربات غير العمل في غيرها، فعلى المسلم أن يعرف أوقات هذه النفحات ليغتنمها ويسد النقص والخلل الواقع في أعماله التي يتقرب بها إلى الله، ومن هذه الأيام شهر رمضان المبارك.
وإليك أخي المسلم عشرة نصائح على سبيل التذكير لا الحصر لاغتنام الأجر والثواب في شهر رمضان الفضيل وهي كالتالي:
1- تب إلى الله عز وجل:
يأمر الله عز وجل عباده جميعا بالتوبة إليهﵟوَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَﵞ [النور: 31]، وبابه عز وجل مفتوح على الدوام ويقبل التوبة عن عباده ويغفر ذنوبهم ويردهم إليه ردا جميلا فهو الغفور الرحيم،ﵟوَهُوَ ٱلَّذِي يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَﵞ [الشورى: 25]، وبذلك يستقبل العبد شهر رمضان بصفحة بيضاء يملؤها بالحسنات والله يضاعف لمن يشاء، ويجد العبد بذلك حلاوة الإيمان في قلبه، وهو ما يستشعره المؤمنون في هذا الشهر الكريم.
2- صل صلاتك في وقتها ومع الجماعة واحرص على النوافل:
إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗاﵞ [النساء: 103]، وعليه فعلى المسلم أن يحرص على أداء صلاته المفروضة في وقتها وفي جماعة، لأن صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة والله يضاعف لمن يشاء، وعليك بصلاة النافلة لأنها إنما جعلت إلا لسد الخلل والنقص في المفروضات، فاضبط أخي المسلم ساعتك البيولوجية، ونم في الوقت لتصحى في الوقت وتؤدي طاعتك كما ينبغي، واستعن بالساعة الالكترونية للتذكير بأوقات الصلوات والله الموفق إلى الطاعات.
3- أنفق في سبيل الله ولا تخش شيئا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه، (انْفِقْ يَا بِلالُ! وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي العَرْشِ إقْلالاً)، وعن عن عمر قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ما عندى شىء، ولكن استقرض حتى يأتينا شىء فنعطيك، فقال عمر: يا رسول الله هذا أعطيته ما عندك فما كلفك ما لا تقدر عليه، فكره النبى صلى الله عليه وسلم قول عمر حتى عرف فى وجهه، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق ولا تخف من ذى العرش إقلالا، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف البشر فى وجهه بقول الأنصارى، ثم قال: بهذا أمرت) (الترمذى فى الشمائل، والبزار، والضياء) [كنز العمال 18637]» وقال صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر (أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك). فأنفق أخي المسلم مما رزقك الله ولا تخش الفقر أو الإقلال فتلك من حبائل الشيطان يخوف بها عباد الله ويعدهم الفقر والله يعدكم مغفرة منه وفضلا، فثق في وعد الله وأنفق من القليل والكثير، وسبل الإنفاق معلومة وميسرة بإذن الله.
4- اجعل لك وردا من كتاب الله:
إن القرآن الكريم هو حبل الله الممدود من السماء فتشبتوا به عباد الله، فهو كتاب عقيدة وأحكام وتذكير، ما فرط الله فيه من شيء، فأقبلوا عليه بقلوب واعية، واجعلوا له أوقاتكم بالتلاوة والحفظ والتدبر، فلقد يسره الله للذكر فهل من مذكر، والتقنية اليوم وفرت على المؤمن المصحف الشريف فهو معه على كل أحواله، وارتفع عنه العذر أو التعلل، وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم إذا أقبل رمضان أو قفوا مجالس العلم وأقبلوا على كتاب الله، واعلم أخي أن بكل حرف تتلوه حسنة، فلا تفرط فيها واملأ صحيفتك بالحسنات والله يزيد لك فيها ﵟإِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ ٣٠ ﵞ [فاطر: 29-30]
5- حسِّن أخلاقك في رمضان:
يقول صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وإن من مقاصد الصوم تحقيق التقوى وهي فعل المأمورات واجتناب المنهيات، وقد أمرنا الله عز وجل بأن نعبده كأننا نراه فإن لم نكن نراه فهو يرانا، وهو مقام الإحسان وهو استشعار مراقبة الله عز وجل، وهو يشمل شعب الإيمان الكثيرة قال صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) والصوم أيها الأفاضل مدرسة تربية على الأخلاق الفاضلة كالصبر والحلم وتحمل الأذى من الآخرين، فحاول أن تحصل على شهادة أخلاقية في هذا الشهر الكريم.
6- صِلْ رحمك وعُد المرضى منهم ينسأ لك في عمرك ويبسط لك في رزقك:
حاول أخي الكريم أن تصل رحمك في هذا الشهر الكريم، فصلة الرحم لها أجر عظيم عند الله ووصف الواصلين بأولي الأباب ﵟإِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٩ ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ٱلۡمِيثَٰقَ ٢٠ وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِﵞ [الرعد: 19-21]، وقاطعها توعده الله عز وجل وذمه في كتابه وحكم عليه بالخسران واللعنة ﵟوَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﵞ [البقرة: 27] ﵟوَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِﵞ [الرعد: 25].وعن أبي هريرة، مرفوعاً: (من سره أن ينسأَ له في أَثَره، وُيبْسَطَ له في رِزْقِه، فَلْيَصِلْ رَحِمه)، فإذا أردت أن يبارك الله لك في عمرك ويبسط لك في رزقك وينميه فصل رحمك حتى الذين يقاطعونك منهم.
7- احرص على حضور مجالس الوعظ والإرشاد وتجنب مجالس اللهو واللعب:
أمرنا الله عز وجل أن نحرص أنفسنا مع الذين يذْكرون ويذَكِّرون به، قال تعالى: ﵟوَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗاﵞ [الكهف: 28] أي احبسها معهم على أداء الصلوات بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ. ولا تصرف بصرك إِلى غيرهم من ذوي الغنى والشرف، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورجل يقرأ سورة الحجر، أو سورة الكهف، فسكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم»، فإذا استطعت أخي الفاضل أن تصبر نفسك في بيوت الله والاستماع إلى دروس الوعظ والإرشاد فافعل، يحي بذلك قلبك ويزداد إيمانك ويتجدد ماء الحياة فيه فإنها يهيدهم الله بإيمانهم.
8- اذكر الله عز وجل على كل أحوالك، واشكره على نعمه بكثرة الدعاء: قال تعالى:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ ﵞ [البقرة: 186]، إن من علامات الرشد في المؤمنين الإقبال على الله عز وجل بالذكر والدعاء، وقد مدح الله عز وجل الذاكرين الله والذاكرات ﵟٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِﵞ [آل عمران: 191]، وذم المنافقين الذين لا يذكرون الله إلا قليلا ﵟإِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗاﵞ [النساء: 142] وتوعد المستكبرين عن ذلك بالنار ﵟوَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﵞ [غافر: 60]، فلا تغفل أخي المسلم عن الذكر والدعاء أينما كنت ماشيا أو قاعدا أو مستلقيا ففضل الذكر والدعاء عظيم وأجره عميم.
9- حافظ على صيامك من كل شيء يخدشه:
إذا زرعت نبتة فأنت ترعاه بالسقيا والتشذيب حتى تؤتي أكلها، فكذلك صومك أيها الأخ الكريم هو نبتة عليك رعايتها بالسقيا وهي العمل بالطاعات والقربات واغتنام الأوقات المباركات والأماكن التي تضاعف فيها الحسنات، وبالتشذيب وهو اجتناب المنهيات والابتعاد عن المنكرات وأماكنها والأماكن التي تحضر فيها الشياطين، فاحرص على أن لا ترى عينك إلا خيرا، ولا تسمع أذنك إلا حسنا، ولا تمش قدمك إلا إلى أطهر البقاع، ولا يدخل فمك إلا حلالا طيبا والله الموفق لكل ذلك، ولا تكن كالتي ﵟنَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗاﵞ [النحل: 92].
10- اسأل الله الإعانة والتوفيق وقبول الأعمال:
ترك لنا أبونا إبراهيم دعاء خلده الله في كتابه ﵟرَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ١٢٧ﵞ [البقرة: 127] ﵟوَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُﵞ [البقرة: 128]، فالله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ماكان خالصا لوجهه الكريم بعيدا عن الرياء والسمعة التي تدخل الأعمال، لذلك أمرنا الله عز وجل بهذا الدعاء ليتقبل منا أعمالنا ويحصيها علينا في سجل الحسنات، واعلم أن الهداية والتوفيق للعمل الصالح من الله عز وجل ﵟوَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖﵞ [الأعراف: 43]. فاحرص على هذا الدعاء عقب كل عمل صالح.
ربنا ارحم عبادك المؤمنين من أهل السموات والأرض، واختم لنا بخير، وافتح لنا بخير، وبارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وآخر دَعْوانَا أن الحَمدُ لله ربِّ العَالَمين، وصلّى الله على النبي الكرِيم، وعَلى آلِهِ وصَحبهِ أجْمَعين.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: رسول الله صلى الله علیه صلى الله علیه وسلم الله عز وجل شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
من جامع زوجته في نهار رمضان.. لا كفارة عليه في هذه الحالة
لاشك أن من جامع زوجته في نهار رمضان ينبغي أن يتساءل عن مصيره، حيث إن العقوبة وخيمة توجب الانتباه والحذر جيدًا من هذا الفعل، كما ينبغي الوقوف على حكم وكفارة من جامع زوجته في نهار رمضان حتى لا يصل الحال إلى أصعب مآل.
قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن هناك حالة واحدة لا يفسد فيها صيام من جامع زوجته في نهار رمضان ، ولا تجب عليه الكفارة ولا القضاء.
وأوضحت «البحوث الإسلامية» في إجابتها عن سؤال: «ما حُكم صيام من جامع زوجته ناسيًا في نهار رمضان؟»، أن مجامعة الزوجة في نهار رمضان بواقعة السؤال حيث يوجد حالة النسيان، فإنه لا يُفطر، ولا قضاء عليه ولا كفارة على قول الجمهور.
وأضافت أن ذلك قياسًا على الأكل والشرب ناسيًا، مستشهدة بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ».
وتابعت: فمن جامع زوجته في نهار رمضان ناسيًا صومه فصومه صحيح على الصحيح من قولي العلماء قياسا على الأكل والشرب حال الصوم نسيانا وقد عفى الشارع عن ذلك واعتبره عذرا لا إثم فيه ولا كفارة، كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه، والجماع في معنى ذلك.
حكم جماع الصائم لزوجته في نهار رمضانوقالت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إجابتها عن سؤال: « ما حكم الشرع في جماع الصائم لزوجته في نهار رمضان؟»، إنه إذا قام المسلم الصائم بمعاشرة زوجته معاشرة جنسية متعمدًا في نهار رمضان بطل صومه ووجب عليه القضاء والكفارة.
واستشهدت بما ورد أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «وَمَا أَهْلَكَكَ؟» قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ بِهِ رَقَبَةً؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قَالَ: لَا، ثُمَّ جَلَسَ الرَّجُلُ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِكْيَالٌ فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: «تَصَدَّقْ بِهَذَا»، قَالَ: مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا -طَرَفَيْهَا- أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَضَحِكَ النَّبَيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ».
وأضافت أن كثير من الفقهاء يرون أن هذه الكفارة واجبة على الزوج وحده إذا لم يكن ناسيًا، وتكون الكفارة على الترتيب الذي ذكره الحديث السابق: فيلزمه عتق الرقبة إن استطاع إلى ذلك سبيلًا، فإن لم يستطع فعليه صيام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكينًا من أوسط ما يطعم أهله.
كفارة الجماعقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الجماع عمدًا في نهار رمضان من مبطلات الصوم، بإجماع العلماء، مشيرًا إلى أن من يفعل ذلك فعليه القضاء والكفارة في جميع المذاهب.
وأوضح «جمعة» في فتوى له، أن من يتعمد الجماع في نهار رمضان يبطل صيامه، ويتوجب عليه القضاء والكفارة بإجماع المذاهب الفقهية، منوهًا بأن بعض المذاهب ترى أن الكفارة تكون على الزوج والزوجة معًا، وبعضها يرى الكفارة على الزوج، أما الزوجة فعليها القضاء فقط، وإن كان الاثنان شريكين في الإثم والمعصية.
وذكر أن كفارة الجماع في نهار رمضان هي عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أي ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا.
خطأ في كفارة الجماع في رمضانقال الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من جامع زوجته في نهار رمضان يجب عليه صيام شهرين متتابعين، منوهًا بأن البعض يستسهل ويخرج الكفارة إطعام 60 مسيكنًا، مشددًا على أنه يجب الصيام شهرين متتابعين، فإذا لم يستطع الصيام لسبب مرضي، وبأمر طبيب، فلك أن تطعم 60 مسكينًا.
وأضاف «عاشور» خلال إجابته عن سؤال: «جامعت زوجتي في نهار رمضان وسألت شيخا فقال لي أطعم 60 مسكينا ..فهل هذا يكفي؟»، قائلًا: «عليك بصيام شهرين متتابعين أنت وزوجتك ولا يجوز لكما الفطر ولو يوم واحد فإذا حدث عليك بإعادة الصيام من البداية».