الثورة نت:
2024-07-03@20:09:14 GMT

ماذا يعني انتصار المقاومة الفلسطينية؟

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

 

ذهبت غالبية الأنظمة العربية والإسلامي فيما يخص الإجرام الصهيوني الأمريكي على الأشقاء في ارض غزة وفلسطين، إلى تأييد حرب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وإدانة المقاومة الفلسطينية وأبرزها حركة حماس، وهي ذاتها المواقف -لو لم تكن حماس- لأن المهم أن لا تنتصر القضية الفلسطينية، بل أن يستمر الاحتلال ويسيطر ويقضي على كل شيء، والسبب في كل ذلك راجع إلى أن هذه الأنظمة بمختلف مسمياتها يعتمد وجودها مع المنظومة الاستعمارية الجديدية بقيادة أمريكا والمتحالفين معها، والتي يمثل الكيان الصهيوني أحد مكوناتها على الإطلاق.


فالتخادم الواضح بين أدوات السيطرة الممثلة بالأنظمة العميلة، والتحالف الصليبي الصهيوني، هو الذي صنع الأسطورة الصهيونية، ودمر الجيوش في كل مواجهة، وضمن لها التفوق والانتصار حتى قبل بدء المواجهة، في المجال العسكري، وهو الذي دمر الاقتصاد والتكامل والتوحد وزرع بذور الخلاف والشقاق بين الكيانات القطرية بعضها ضد بعض، وهي خطة يتم تنفيذها بعناية، أعدها “كامبل بترمان” 1905م وتمت مناقشتها حتى إقرارها عام 1907م، ومن أهم بنودها زرع الكيان الصهيوني على ارض فلسطين، والاستئثار بثروات الوطن العربي والإسلامي وجعل الكيانات القطرية هي الأساس.
لقد كشفت الأحداث على مدى الأيام الماضية أن غالبية الأنظمة العربية تدعم الإجرام الصهيوني الأمريكي، سراً وعلانية، وقبل ذلك دول الاستعمار القديم والحديث، وأن غزة لا يدعمها سوى القليل سراً أو جهراً، لكن اليمن تدعمها وتقف معها سراً وجهراً في السراء والضراء.
الإجرام بكل أشكاله وصوره يتصاعد، والشهداء يتزايد أعدادهم كل يوم، غالبيتهم أطفال ونساء وشيوخ وعجائز، وكلما انتهت مذبحة جاءت أعظم منها، يشاهد العالم ويتحرك الأحرار ويصمت العملاء والخونة، وكلما اتجهت الإرادة الأممية لإصدار قرار بوقف الإجرام يكون الفيتو الأمريكي بالمرصاد، ويؤيد ويدعم بالأسلحة، ويسكت الأنظمة العميلة، ويدعوها لمزيد من البذل لصالح المشروع الإجرامي ضد الأبرياء والمستضعفين في ارض الرباط.
لم يترك المجرمون الصهاينة جريمة من جرائم الإبادة، والجرائم ضد الإنسانية، التي تضمنتها كل الوثائق والمعاهدات الدولية، إلا وارتكبوها وأضافوا إلى ذلك المسؤولية الفردية، والجماعية من أصغر جندي في الميدان إلى رئيس الوزراء، وكل المسؤولين فرادى وجماعات، وهي ذاتها توجهات السياسة الأمريكية، في فلسطين والعراض وأفغانستان وكل بلدان العالمين العربي والإسلامي.
إن أهم شيء يمكن الحديث عنه في معركة طوفان الأقصى هو أنها عرَّت معظم الأنظمة وكشفت حقيقتها أمام الرأي العام المحلي والعالمي، بعد أن كانت تدَّعي أنها مع دعم نضال الشعب الفلسطيني حتى تحريره من الاحتلال الصهيوني، ليتضح جلياً أن غزة تملك قرارها وأن تلك الأنظمة لا تملك أي شيء، بل إنها خاضعة وذليلة لمن أوجدها، ومن أوصلها إلى مراكز القيادة والسيطرة في بلدانها لخدمة أهدافه وتوجهاته.
ولذلك فإن حصار الأشقاء في ارض غزة ومنع وصول الأدوية والأغذية وكل مقومات العيش والصمود، هو من أجل تحطيم الإرادة لدى المقاومة والمساندة والمساعدة على تحقيق أهداف الحلف الصهيوني الصليبي الجديد، الذي يسعى لإبادة الأشقاء في أرض غزة أو تهجيرهم، حتى يتسنى له توطين قطعان المستوطنين الذين يتم استقدامهم من الدول الأخرى.
الكيان الصهيوني يمارس اليوم إجرامه ولا يخشى الأنظمة أو الشعوب، لأن من يقودون تلك الأنظمة هم يدينون بالولاء له، أما الشعوب فقد تم تدجينها بواسطتهم، وتقييد تحركاتها وتوجيهها إلى أهداف وغايات أخرى، تتناسب مع توجهات الحلف السابق.
إذا انتصرت المقاومة على أرض فلسطين، فإن الشعوب ستتحرك لإسقاط تلك الأنظمة العميلة والخائنة التي تعمل جاهدة على دعم اليهود بكل ما تملك، ولا استغرب أبدا إجابة المفكر العربي الراحل عبدالوهاب المسيري -رحمة الله- حينما سُئل عن النتائج التي تترتب على انتصار المقاومة على الكيان الصهيوني؟ حيث قال: إن الشعوب العربية والإسلامية ستتجه إلى محاكمة كل الأنظمة العميلة والخائنة.. وهذه هي الحقيقة التي أكدت عليها معركة طوفان الأقصى.
خلال السنوات السابقة من عمر الاحتلال وجدنا الهالة التي صنعها العملاء والخونة والحلف الصهيوني الصليبي، سواء لأمريكا أو لإسرائيل أو غيرهما من الدول، حيث عم تحطيم الجيوش العربية في النكسة والنكبة وتدمير المفاعل النووي العراقي، وشن الغارات على أقطار عدة واغتيال الكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية وغيرها، وتدمير البلدان العربية والإسلامية، وقبل ذلك تحطيم الإرادة والمقاومة لدى الشعوب والأنظمة، ما جعلها فريسة سهلة، بينما التاريخ يقول إن الشعوب لا تهزم إذا امتلكت إرادتها وحريتها، فقد استطاع الفيتناميون هزيمة أمريكا واستطاع الأفغان هزيمة الاتحاد السوفيتي وهكذا تصنع الإرادات النهايات العظيمة.
وحتى يفهم البعض حقيقة ما يراد من الحرب على غزة بتلك البشاعة والإجرام، يكفي أن نورد ما صرحت به السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون بأن عودة اليهود من الشتات ومن كافة بلدان العالم إلى الأرض الموعودة من النيل إلى الفرات، صارت وشيكة، وليس ذلك فحسب، بل إنها تحمّل المعتدى عليهم المسؤولية في ما يحدث لهم من إبادة، لأن هذه الحرب ستكون “هرماجدون” ستشارك فيها أمريكا وبريطانيا وحلف الناتو وكافة الدول المحبة للسلام لأجل إعادة الحقوق لأصحابها.
ولن تقف السفيرة بوقاحتها عند ذلك الحد، بل تتهم العرب والمسلمين بأن (طبيعتهم عنيفة ويميلون إلى الهمجية والإرهاب ويغارون من اليهود لأنهم أكثر تحضرا وتقدما وثراءً منهم والصراع سيكون من أجل البقاء والبقاء سيكون للأقوى)، إن هذه الأكاذيب التي تسوق لتبرير إجرام اليهود ضد الإنسانية بشكل عام وضد الأشقاء في أرض فلسطين، لم تعد تلقى رواجا، لأن هناك من أصبح يعي ويفهم المشكلة الفلسطينية بحقائقها لا بالأكاذيب حتى أن ما بين ثمانين إلى تسعين في المائة من الجيل الأمريكي الجديد، يرون أن الحل يكمن في استعادة دولة فلسطين وزوال الكيان الصهيوني المحتل.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هوامش مهمة على الديانة الإبراهيمية.. قاموس المقاومة (32)

أشرنا في مقال سابق إلى تأليفات مهمة في كشف الضلالات عن الفكرة الإبراهيمية وعدم الوقوع في شرَك الشبهات التي تحيط بمسألة وحدة الأديان؛ والدور المشبوه التي قامت به وعليه هيئات تبدو في الظاهر كمؤسسات دينية بريئة تعمل في حقل حوار الثقافات والحضارات ثم انتقلت بليل الى حوار الأديان. وبدا الأمر وفي توقيتات معينة أن ذلك هو مدافعة لفكرة "صدام الحضارات" التي اخترعها "صمويل هنتنجتون"، كما بدا لهؤلاء أن يستغلوا هذا الزخم الذي أحدثته تلك الفكرة التي ذاعت وانتشرت ورُوج لها في مؤسسات وإقامة مؤتمرات وندوات؛ ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لتمرير أفكار خطيرة ومداخل خبيثة. وقد بررت فعلها آنذاك بمعزوفة عن الاستقرار الدولي والأمن العالمي؛ ووضعوا سؤالا مغرضا: هل يمكن تحويل الأديان من أداة صراعية؛ إلى أداة تنشر السلام والاستقرار والتعايش؟

وتسللت تلك الأفكار جميعا تحت جُنح الظلام وتسربت بين ثنايا الأديان وأهلها؛ ولا بأس أن يجمع هؤلاء بين مثقفين وعلماء ورجال دين يمثلون رموزا لمؤسسات دينية للأديان الثلاث. بدا ذلك بريئا في البدايات وانتهى إلى حالة من الدس والبث لحاخامات يهود يُحسبون بصلاتهم على الكيان الصهيوني.

تسللت تلك الأفكار جميعا تحت جُنح الظلام وتسربت بين ثنايا الأديان وأهلها؛ ولا بأس أن يجمع هؤلاء بين مثقفين وعلماء ورجال دين يمثلون رموزا لمؤسسات دينية للأديان الثلاث. بدا ذلك بريئا في البدايات وانتهى إلى حالة من الدس والبث لحاخامات يهود يُحسبون بصلاتهم على الكيان الصهيوني
دُعيت في مرة لمؤتمر حول حقوق الإنسان من هيئة دينية مسيحية وأسندوا لي عنوانا حول حقوق الإنسان في الإسلام، إلا أن تلك الهيئة لم تتعامل بالشفافية الكافية واللازمة مع من دُعوا للمؤتمر؛ فلم يوزعوا جدول المؤتمر إلا في الجلسة الافتتاحية؛ وقد احتوى على موضوعات وأسماء ومؤسسات لم تخطر لي على بال؛ بل لو أن لديّ علم مسبق بذلك ما تورطت بالاشتراك ولا عزمت على الحضور ولكان الاعتذار هو الموقف الصواب والأولى في هذا المقام. وببحث بسيط وأنا جالس على جوجل عن حاخام يهودي آت من نيويورك كما ورد اسمه في البرنامج المفخخ، عرفت أنه حاخام في خدمة الكيان الصهيوني؛ واكتشفت أنه كان في زيارة للكيان الصهيوني قبيل أن يأتي لمصر. وقد عُنون بحثه بالرؤية اليهودية لحقوق الإنسان؛ الأمر أوقعني في حرج شديد وفي تنازعات حول ما هو الموقف الصواب في ذلك الحال! واستقر في نفسي أنني استُدرجت الى أمر خطير وشرَك محكم من تواطؤ الهيئة الداعية؛ ومن موقف أُحيك بدقة ودُبّر بليل؛ وقد كان لديّ موقف مبدئي لا يتزحزح في هذا المقام.

وبدا لي أن الموقف ليس بالاحتجاج الانسحابي الذي قد لا يُعطى لي فرصة لفضح الأمر برمته؛ وهنا دُعيت أنا ومن سيشارك في الجلسة الأولى ومن بينهم الحاخام اليهوديّ الصهيوني مرتديا لباسه الديني المتعارف عليه، بل إنهم وضعوني تحت عنوان التنظيم أن أكون بجواره ضمن حالة ظاهرية من التطبيع اللئيم؛ فاعتذرت عن الصعود للمنصة وجلست مكاني في القاعة بين الحضور وقررت أن ألقي كلمتي من مكاني الجالس فيه. واشترطت وكانوا قد وضعوا كلمتي قبله؛ ألا أتحدث الا بعده، واصفا إياه بالحاخام اليهودي الصهيوني، وهنا ترقب الجميع معركة حامية الوطيس سواء من الجهة المنظمة أو من الحضور. تحدث في البداية الممثل للمسيحية ثم تحدث الحاخام؛ مزورا كل الحقائق ومصورا اليهود أنهم دعاة سلام وأمن واستقرار وأنهم الحَمل الوديع، ولم ينس أن يذكر الكيان الصهيوني؛ المستهدف من بيئة عربية وإسلامية تحيط به وتهدف الى قتل مواطنيه. وصادف أنه قبل أسبوع قام أحد أبناء فلسطين بعملية كبير؛ هذه العملية كما هي العادة أدانها القاصي والداني من بلاد الغرب الداعمة للكيان.

وهنا كنت في سباق مع الزمن؛ أسمع التزوير بأذني وأبحث عن تفنيد الأغاليط الحاخامية؛ وفق حجج دامغة وأرقام فاضحة وحالات فاضحة؛ كلها تشير إلى الكيان الصهيوني الاستيطاني الغاصب والمحتل الذي احترف القتل والعدوان.

قلت حينها في افتتاح الكلمة؛ إنني كنت قد أعددت بيانا مهما عن حقوق الإنسان في الإسلام؛ أوضّح فيه تميز هذه الرؤية عما عاداها من رؤى، والورقة بين أيديكم بنصها وفصها، ولذلك فإنني أعدت بناء كلمتي على نحو يتناسب مع المقام. ووجهت حينها ثلاث رسائل فاصلة واضحة كاشفة فارقة؛ الأولى للجهة المسيحية المنظمة والتي فضحت فيها سلوك تلك الجهة الذي اتخذ حال التلبيس والتعتيم لبلوغ هدف لئيم، سواء في توقيت إعلامنا بجدول الندوة والمشاركين فيها أو توقيت إعلامنا بالجدول الخبيث، والثانية كانت للحضور إذ عرضت عليهم هذا التصرف المُدان بكل معيار، وأكدت مع هذا الوضع الحق في عرض شفهي أرسله بعد ذلك مكتوبا لإدارة الندوة لتضمينه كتاب الندوة إن نُشرت، والثالثة قمت بعمل بيان عن الكيان الصهيوني ونقده تأسيسا كدولة احتلال تقوم على اغتصاب الأرض وهضم الحقوق؛ وحق الفلسطينيين في المطالبة بحق تقرير المصير والتحرير وسلوك كل سبل المقاومة بما فيها المقاومة المسلحة. ووجهت خطابي أخيرا للحاخام الصهيوني المتخفي بأنه نيويوركي وهو صهيوني حتى النخاع: يا هذا عد لإخوانك وأبلغهم ألا سلام معهم وأن الصراع بيننا صراع مصيري وجودي؛ لا ولن ينتهي إلا بزوال احتلالهم الاستيطاني. ثم لملمت أوراقي وخرجت على الفور لأنه لا يجوز وجودي في مكان احتله ذلك الحاخام وبفعل تنظيم خبيث ومريب.

كان المقصود من استعراض هذه الحادثة إثبات حال التخفي والتسلل والتزييف والتزوير؛ كمسالك تطبيعية مريبة ومتخفية ومسيسة من مثل الفكرة الإبراهيمية، وبغض النظر عن هذه الحقيقة فإن الديانة الإبراهيمية كما عبر عنها القرآن الكريم بـ"ملة إبراهيم" وارتباطها بالحنيفية الممثلة للفطرة الإيمانية والإسلام الناظم والخاتم للأديان السماوية؛ هذا التعريف القرآني نفى وبشكل قاطع أي مداخل للتلبيس والتسييس والتزييف والتزوير الذي يقطن كل المحاولات الهادفة إلى التمويه على الإبراهيمية الحنيفية المسلمة؛ والدس عليها وتسكينها ضمن ضلالة القرن الإبراهيمية القابعة في جوف استراتيجية صفقة القرن.
إثبات حال التخفي والتسلل والتزييف والتزوير؛ كمسالك تطبيعية مريبة ومتخفية ومسيسة من مثل الفكرة الإبراهيمية، وبغض النظر عن هذه الحقيقة فإن الديانة الإبراهيمية كما عبر عنها القرآن الكريم بـ"ملة إبراهيم" وارتباطها بالحنيفية الممثلة للفطرة الإيمانية والإسلام الناظم والخاتم للأديان السماوية؛ هذا التعريف القرآني نفى وبشكل قاطع أي مداخل للتلبيس والتسييس والتزييف والتزوير

والخلاصة التي بينتها الآيات الكريمة في سورة البقرة: "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين" (آل عمران: 67)؛ أن الطوائف الدينية السابقة تتنازع في إبراهيم -عليه السلام- وتدّعي كل واحدة أن إبراهيم كان منها وعلى دينها.

فإبراهيم وأبناؤه (الأنبياء) لم يكونوا يهودا، ولم يكونوا نصارى، ولم يكونوا مشركين، وإنما كانوا مسلمين حنفاء. وكذلك جاءت آيات كريمة في سورة آل عمران في جدال ومحاجة اليهود والنصارى، الذين زعموا أنهم على طريق إبراهيم عليه السلام ودينه وأبطلت الآيات هذا الزعم وبينت من هم أولى الناس بإبراهيم، قال تعالى: "يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون (65) ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (66) ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين (67) إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (68)" (آل عمران: 65-68).

ولا يخفى أن اختيار الغربيين للمصطلحات التي تكون عنوانا لدعواتهم المشبوهةِ يكون مدروسا بعنايةٍ كبيرة، ومنها مصطلح "الإبراهيمية" الذي يتّسِم بالبريق، والإغراءِ الكامن في استغلال الاسمِ النبويِّ الكريم، ورمزيةِ ومكانةِ أبي الأنبياء إبراهيمَ عليه السلام، والخداعِ المتَستّرِ بالحديث عن المشترَك الإبراهيميّ، الذي يُوارِي حقيقةَ المشروعات والتوجّهات الخطيرةِ الماحقة، فغدا عنوانا ظاهِرُه يلمع بالرحمة، وباطِنُه يطفح بالهلاك؛ وتقف وراء "الديانة الإبراهيمية الجديدة أدوات متنوعة ومراكز بحثية ضخمة وغامضة، انتشرت مؤخرا في ربوع العالم، وأطلقت على نفسها اسم "مراكز الدبلوماسية الروحية"، ويعمل على تمويل تلك المراكز أكبرُ وأهمُّ الجهاتِ العالمية، مثل: الاتحاد الأوروبيّ، وصندوق النقد الدوليّ، والبنك الدوليّ، والولايات المتحدة الأمريكية"، كما يؤكد الدكتور إسماعيل علي في بحث.

ومن أهم أهداف الترويج للديانة الإبراهيمية الجديدة تصفية القضية الفلسطينية: تبرئة جرائم الاحتلال الإسرائيلي؛ تجريم مقاومة الاحتلال؛ إﺗﻤام مشروع اتفاق إبراهام وإعادة تشكيل الشرق الأوسط؛ إخفاء معاﻟﻢ العروبة والإسلام لصالح الرؤية التوراتية الصهيونية؛ قبول دور "إسرائيل" الحالي في المنطقة؛ التهيئة للتنازل المستقبلي عن أراضٍ واسعة من بلادنا تحقيقا للأهداف الصهيونية التوسعية والعدوانية.

تؤكد الورقة السياسية "الإبراهيمية الجديدة خديعة أمريكية صهيونية"؛ صناعة حالة من السذاجة والسطحية الثقافية لدى شعوب المنطقة، وتزييف التاريخ وتشويه وعي الأجيال القادمة.. وللهوامش البيانية في المسألة الإبراهيمية بقية.

x.com/Saif_abdelfatah

مقالات مشابهة

  • أصوات فلسطينية: البيت الفلسطيني يحتاج قيادة جديدة تحمي الأرض والشعب
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تبارك عملية كرمئيل وتعتبرها رد طبيعي على جرائم العدو
  • الحربُ وقواعدُها.. والجريمةُ وبواعثُها
  • هوامش مهمة على الديانة الإبراهيمية.. قاموس المقاومة (32)
  • "الكرملين" يعلّق على انتصار لوبان في الانتخابات الفرنسية.. ماذا قال؟
  • إيران تؤكد دعمها للمقاومة الفلسطينية وتلميحات بعملية “الوعد الصادق 2” ضد “إسرائيل”
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • فخاخ العسل.. استراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني
  • المقاومة الفلسطينية تواصل التصدي لقوات العدو الصهيوني بغزة
  • الحرب على غزة وصمود المقاومة