عربي21:
2024-12-28@09:46:32 GMT

رمضان غزة مع صوم عربي عن نجدتها

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

مع حلول شهر رمضان المبارك، يكون العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة قد أكمل أسبوعه الأول من الشهر السادس.. قيل كلام كثير عن جهود وقف إطلاق النار قبل حلول الشهر الفضيل، وعن تكثيف الجهود لإيصال المساعدات أو إسقاطها جوّا، حتى تكلل الأمر ببدعة الرئيس الأمريكي بايدن لإنشاء ميناء عائم في غزة لتسهيل إيصال المساعدات بغضون شهرين.

ويبدو من خطوة بايدن أنها تترك ارتياحا عند بعض النظام الرسمي العربي المتخبط في عجزه من تقديم يد العون للغزيين الذين فتكت بهم حرب الإبادة الصهيونية مع حرب التجويع ضدهم، فالأمور تسير بانتظام سياسي عربي مدروس بتجاهل ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة، بعيدا عن البيانات وحماسة وصف العدوان وشجبه.

فقرار القمة العربية الاسلامية بكسر الحصار عن غزة، مع قرارات محكمة العدل الدولية بالسماح لوصول المساعدات، لم تعنِ شيئا للجانب العربي المنفذ المفترض لقراراته بعد خمسة أشهر من المذابح والجرائم الإسرائيلية، وبعدما أكدت إدارة بايدن انحيازها السياسي والعسكري والأمني بدعم جرائم الإبادة والدفاع عن إسرائيل، يتأكد في المقابل أن هناك تواطؤا عربيا بقيادة القاهرة لتشديد الحصار وإذلال سكان غزة؛ بممارسة التهديد الأمني المبطن للغزيين وفرض الابتزاز المالي على كل من يحاول الخروج من غزة لتلقي العلاج أو السفر،رمضان غزة وفلسطين مختلف هذا العام، كما تقول الغزية الفلسطينية نعمة حسن: "العالم (الإسلامي) يتجهز لاستقبال شهر رمضان إحنا بنتجهز لاجتياح رفح دمتم سالمين" والتذرع برفع أسمائهم للجانب الأمني الإسرائيلي للموافقة كونه المعني بالسيطرة، كما تلوح السلطات المصرية بأن هناك جملة من القيود والاتفاقات الأمنية مع الاحتلال تلتزم بها القاهرة دون أن تسأل نفسها عن عدم التزام الاحتلال بالقانون الدولي وتملصه من كل التزام تجاه الحقوق الفلسطينية.

رمضان غزة وفلسطين مختلف هذا العام، كما تقول الغزية الفلسطينية نعمة حسن: "العالم (الإسلامي) يتجهز لاستقبال شهر رمضان إحنا بنتجهز لاجتياح رفح دمتم سالمين".

شهر الصيام لا يطهّر التقية الدينية والسياسية لبعض الزعامات العربية والإسلامية، بتناول الحديث عن غزة مع حلول الشهر الفضيل، وبرسم علامات التجهم على الوجه كما فعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام أثناء الحديث عن إنزالات جوية للمساعدات تقوم بها مصر فقال: "مش قلت لكم إن معبر (رفح) مفتوح 24 ساعة وأي حجم من المساعدات تدخل بأي حجم طالما المعابر مفتوحة، رغم تشكيك البعض بأن المعبر يُغلق، وأنا قلت لكم إن المعبر رفح لا يغلق". وهنا تكذيب صريح للضحايا والمحاصرين في غزة وتكذيب للواقع ولكل الشهادات والتقارير؛ حتى الإسرائيلية التي تقول بأن هناك تعاونا قويا وفعالا من الجانب المصري في تشديد قبضته على معبر رفح.

وهنا أيضا نعود للدور العربي المحاور لزواره الغربيين والأمريكيين والوسيط الذي يحمل رسائل الاحتلال للجانب الفلسطيني ونسأل بعض الأسئلة: هل فعلا لدى السياسة العربية أجندة تتعلق بموضوع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين؟ وهل هناك رغبة حقيقية في رؤية غزة بدون حصار وفق شروط المصلحة الوطنية الفلسطينية لا الإسرائيلية؟

وهل يشعر الاحتلال بأنه في مأزق حقيقي ومستقبلي أمام النظام الرسمي العربي وبأن مصالحه فعلا أصبحت في خطر؟

لا نظن ذلك، فالاحتلال لم يتألم من سياسات عربية عبر عن غضبه من مواقف جنوب أفريقيا وكولومبيا وتشيلي واسكتلندا والأمين العام للأمم المتحدة ومن الأونروا، وبتألم من المقاومة الفلسطينية، إذا الاحتلال مرتاح لبيئة عربية حاضنة لجرائمه بالإفطار والصيام والحج.

إذا، المواقف العربية الرسمية لا تمارس ضغوطا تدعم المطالب الفلسطينية أو تساند قائمة مطالب المقاومة في صفقة التبادل ووقف العدوان، بدليل أن النظام المصري يعتبر غزة بعد "القضاء" على المقاومة فيها؛ مشروعا استثماريا عند حديثه عن تكلفة إعادة إعمار غزة بأنها تعادل 90 مليار دولار، وكما هي لجان التربح من ابتزاز الغزيين الراغبين بالسفر والعلاج والعمل، ينظر السيسي لحصته من مليارات إعادة إعمار غزة.

المواقف العربية الرسمية لا تمارس ضغوطا تدعم المطالب الفلسطينية أو تساند قائمة مطالب المقاومة في صفقة التبادل ووقف العدوان، بدليل أن النظام المصري يعتبر غزة بعد "القضاء" على المقاومة فيها؛ مشروعا استثماريا عند حديثه عن تكلفة إعادة إعمار غزة بأنها تعادل 90 مليار دولار، وكما هي لجان التربح من ابتزاز الغزيين الراغبين بالسفر والعلاج والعمل، ينظر السيسي لحصته من مليارات إعادة إعمار غزة
وعليه، يكون اليقين أن على السياسة العربية الرسمية وقف التمني على الاحتلال وقف العدوان والحديث عن الجانب "الإنساني" ونزع الجوانب السياسية والأخلاقية والقانونية في موضوع غزة والمقاومة والعدوان والحصار والجرائم وغيرها، فهذا من باب محاكاة مواقف الإدارة الأمريكية وبعض السياسات الغربية من العدوان الإسرائيلي.

الأمر نفسه ينسحب على معظم السياسة العربية التي تربطها علاقة بواشنطن وتل أبيب، أو تلك التي تنتظر تحسين علاقتها معهما بعد إنجاز الاستبداد العربي لمهامه، فحديث ساسة الأنظمة مع نظرائهم في إدارة بايدن وعواصم غربية يخلو من أي اشارة لموضوع آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، رغم سماعهم من زوارهم وفي عواصم عربي وعبر الخطوط الهاتفية تأكيدا وإصرارا أمريكيا على رؤية "الرهائن" الإسرائيليين "أحرارا".

لا نعرف بالمفهوم العربي السائد طبيعة القلق الذي تعبر عنه السياسة العربية من سياسات صهيونية فاشية تطبق رغبات بن غفير وسموتريتش في القدس وفي بقية المدن الفلسطينية؛ التي أضيف لها عدوان جديد من الاستيطان والنهب مؤخرا بتشجيع من هذا الائتلاف العنصري ومطالبه بتهجير وطرد الفلسطينيين من أرضهم. القلق والشجب العربي الرسمي سقط في غزة مع ادعاءات شجاعة جيوش وبسالة السياسة ومفخرة العزة بالتاريخ ووهج النفاق للطاغية العربي.

مواقف "رفع عتب" كما يقول المثل وكما تدل شواهد عربية تراقب مدى الانهيار السياسي العربي وما يبعثه في نفسية مواطنيها.. الأرض تُنهب وتُستوطن وتُهوّد، ويقتل أصحابها ويتعرضون لجرائم إبادة جماعية، أُبيدت أحياؤهم في غزة ودُمرت مساجدهم ومدارسهم وجُرف تاريخهم تحت جنازير الدبابات، ومع كل ذلك ما زالت طائرات عربية تخرج من مطار عربي متجهة لتل أبيب تحمل سياحا وطعاما لقتلة الشعب الفلسطيني، وما زال الطريق العربي البري مفتوحا نحو تل أبيب، وسفراء الجريمة الصهيونية يقيمون في عواصم عربية تتجهز للاحتفاء بالشهر الفضيل وتمارس طقس الصوم عن الأخلاق بفعلٍ غير رشيد بالإفطار وبالصيام.

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غزة جرائم إسرائيل غزة جرائم العالم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسة العربیة إعادة إعمار غزة المقاومة فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

إدانة عربية لـ جريمة إسرائيل بحرق مستشفى كمال عدوان

دانت كل من الإمارات والأردن وقطر بأشد عبارات الاستنكار قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بحرق مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وإجبار المرضى والطاقم الطبي على إخلائه.

اقرأ ايضاًآخر قلاع الصمود.."إسرائيل" تحرق مستشفى كمال عدوان شمال غزة

وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن "رفض الإمارات القاطع لهذا العمل الشنيع الذي ينتهك القانون الإنساني الدولي، والتدمير الممنهج والمستنكر للمنظومة الصحية المتبقية في القطاع".

من جانبها، دانت وزارة الخارجية الأردنية، بأشد العبارات إجراءات قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وأعدت ذلك خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة حرب نكراء تضاف لجرائم إسرائيل المتواصلة في القطاع، محملة إسرائيل مسؤولية سلامة المدنيين والطواقم الطبية العاملة في المستشفى.

وزارة الخارجية القطرية بدورها، طالبت في بيانها المجتمع الدولي التصدي بحزم للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأعيان المدنية بما فيها المستشفيات، والعمل عاجلاً على توفير الحماية لمئات المرضى والجرحى والكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان، فضلاً عن إلزام سلطات الاحتلال بوقف مخططها الهادف لإخلائه بالقوة، كما أكدت على رفض دولة قطر القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق من قطاع غزة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر الطواقم الطبية والمرضى في مستشفى كمال عدوان (شمال قطاع غزة) على خلع ملابسهم في البرد الشديد، ثم اقتادهم إلى جهة مجهولة بعد أن اقتحمه في وقت سابق وأحرق مرافق المستشفى

وادعى الجيش الإسرائيلي أن هذا المستشفى يعتبر بمثابة مركز لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شمال القطاع، وعمل منه مسلحون طوال فترة الحرب.

من جانبها، قالت حماس إن "اقتحام جيش الاحتلال المجرم مستشفى كمال عدوان والمجازر الوحشية في محيطه جرائم حرب صهيونية"، محملة قوات الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم الطبية بالمستشفى، وطالبت، حماس، المجتمع الدولي وكل الدول والأطراف الفاعلة بالتحرك، وكسر حلقة الصمت والعجز أمام هذه الإبادة.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المبنى بعد ساعات من حصاره، وطلبت من إدارة المستشفى إخراج الطاقم الطبي والمرضى والمرافقين، بالتزامن مع إطلاق نار وقصف من الدبابات بمحيطه.

يُذكر أن نحو 350 شخصا موجودون داخل المستشفى، بينهم 75 مصابا ومريضا، بالإضافة إلى مرافقيهم، و180 شخصا من الكادر الطبي والعاملين في أقسام المستشفى المختلفة.

اقرأ ايضاًمجازر جديدة في قطاع غزة.. 20 شهيدا وعشرات الجرحى

وكانت وزارة الصحة في غزة قالت إن نحو 50 شخصا، بينهم 5 من الكادر الطبي في المستشفى، استشهدوا نتيجة قصف قوات الاحتلال مبنى مجاورا.
 

 

المصدر: الجزيرة + وكالات


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند 7 طرق منزلية للتخلص من الرشح ونزلات البرد أدعية للفقراء من البرد الشديد  إدانة عربية لـ" جريمة إسرائيل" بحرق مستشفى كمال عدوان عدد ركعات صلاة الاستسقاء كيف أصلي صلاة الاستسقاء؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفلسطينية: مستشفى كمال العدوان يقدم خدماته لـ400 ألف إنسان.. وإحراقه جريمة
  • الرئاسة الفلسطينية: مستشفى كمال العدوان يقدم خدماته لـ400 ألف نسمة..وإحراقه جريمة
  • إدانة عربية لـ جريمة إسرائيل بحرق مستشفى كمال عدوان
  • الرئاسة الفلسطينية: مستشفى كمال العدوان يقدم خدماته لـ400 ألف نسمة
  • وزارة الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45,436 شهيد
  • لجان المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • حركة المجاهدين الفلسطينية: العدوان الصهيوني على المنشآت المدنية في اليمن يعكس فشلاً عميقاً
  • المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • إدانات عربية واسعة بعد اقتحام «بن غفير» للمسجد الأقصى
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 45361 شهيدًا