عربي21:
2025-03-07@03:25:09 GMT

رمضان غزة مع صوم عربي عن نجدتها

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

مع حلول شهر رمضان المبارك، يكون العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة قد أكمل أسبوعه الأول من الشهر السادس.. قيل كلام كثير عن جهود وقف إطلاق النار قبل حلول الشهر الفضيل، وعن تكثيف الجهود لإيصال المساعدات أو إسقاطها جوّا، حتى تكلل الأمر ببدعة الرئيس الأمريكي بايدن لإنشاء ميناء عائم في غزة لتسهيل إيصال المساعدات بغضون شهرين.

ويبدو من خطوة بايدن أنها تترك ارتياحا عند بعض النظام الرسمي العربي المتخبط في عجزه من تقديم يد العون للغزيين الذين فتكت بهم حرب الإبادة الصهيونية مع حرب التجويع ضدهم، فالأمور تسير بانتظام سياسي عربي مدروس بتجاهل ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة، بعيدا عن البيانات وحماسة وصف العدوان وشجبه.

فقرار القمة العربية الاسلامية بكسر الحصار عن غزة، مع قرارات محكمة العدل الدولية بالسماح لوصول المساعدات، لم تعنِ شيئا للجانب العربي المنفذ المفترض لقراراته بعد خمسة أشهر من المذابح والجرائم الإسرائيلية، وبعدما أكدت إدارة بايدن انحيازها السياسي والعسكري والأمني بدعم جرائم الإبادة والدفاع عن إسرائيل، يتأكد في المقابل أن هناك تواطؤا عربيا بقيادة القاهرة لتشديد الحصار وإذلال سكان غزة؛ بممارسة التهديد الأمني المبطن للغزيين وفرض الابتزاز المالي على كل من يحاول الخروج من غزة لتلقي العلاج أو السفر،رمضان غزة وفلسطين مختلف هذا العام، كما تقول الغزية الفلسطينية نعمة حسن: "العالم (الإسلامي) يتجهز لاستقبال شهر رمضان إحنا بنتجهز لاجتياح رفح دمتم سالمين" والتذرع برفع أسمائهم للجانب الأمني الإسرائيلي للموافقة كونه المعني بالسيطرة، كما تلوح السلطات المصرية بأن هناك جملة من القيود والاتفاقات الأمنية مع الاحتلال تلتزم بها القاهرة دون أن تسأل نفسها عن عدم التزام الاحتلال بالقانون الدولي وتملصه من كل التزام تجاه الحقوق الفلسطينية.

رمضان غزة وفلسطين مختلف هذا العام، كما تقول الغزية الفلسطينية نعمة حسن: "العالم (الإسلامي) يتجهز لاستقبال شهر رمضان إحنا بنتجهز لاجتياح رفح دمتم سالمين".

شهر الصيام لا يطهّر التقية الدينية والسياسية لبعض الزعامات العربية والإسلامية، بتناول الحديث عن غزة مع حلول الشهر الفضيل، وبرسم علامات التجهم على الوجه كما فعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام أثناء الحديث عن إنزالات جوية للمساعدات تقوم بها مصر فقال: "مش قلت لكم إن معبر (رفح) مفتوح 24 ساعة وأي حجم من المساعدات تدخل بأي حجم طالما المعابر مفتوحة، رغم تشكيك البعض بأن المعبر يُغلق، وأنا قلت لكم إن المعبر رفح لا يغلق". وهنا تكذيب صريح للضحايا والمحاصرين في غزة وتكذيب للواقع ولكل الشهادات والتقارير؛ حتى الإسرائيلية التي تقول بأن هناك تعاونا قويا وفعالا من الجانب المصري في تشديد قبضته على معبر رفح.

وهنا أيضا نعود للدور العربي المحاور لزواره الغربيين والأمريكيين والوسيط الذي يحمل رسائل الاحتلال للجانب الفلسطيني ونسأل بعض الأسئلة: هل فعلا لدى السياسة العربية أجندة تتعلق بموضوع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين؟ وهل هناك رغبة حقيقية في رؤية غزة بدون حصار وفق شروط المصلحة الوطنية الفلسطينية لا الإسرائيلية؟

وهل يشعر الاحتلال بأنه في مأزق حقيقي ومستقبلي أمام النظام الرسمي العربي وبأن مصالحه فعلا أصبحت في خطر؟

لا نظن ذلك، فالاحتلال لم يتألم من سياسات عربية عبر عن غضبه من مواقف جنوب أفريقيا وكولومبيا وتشيلي واسكتلندا والأمين العام للأمم المتحدة ومن الأونروا، وبتألم من المقاومة الفلسطينية، إذا الاحتلال مرتاح لبيئة عربية حاضنة لجرائمه بالإفطار والصيام والحج.

إذا، المواقف العربية الرسمية لا تمارس ضغوطا تدعم المطالب الفلسطينية أو تساند قائمة مطالب المقاومة في صفقة التبادل ووقف العدوان، بدليل أن النظام المصري يعتبر غزة بعد "القضاء" على المقاومة فيها؛ مشروعا استثماريا عند حديثه عن تكلفة إعادة إعمار غزة بأنها تعادل 90 مليار دولار، وكما هي لجان التربح من ابتزاز الغزيين الراغبين بالسفر والعلاج والعمل، ينظر السيسي لحصته من مليارات إعادة إعمار غزة.

المواقف العربية الرسمية لا تمارس ضغوطا تدعم المطالب الفلسطينية أو تساند قائمة مطالب المقاومة في صفقة التبادل ووقف العدوان، بدليل أن النظام المصري يعتبر غزة بعد "القضاء" على المقاومة فيها؛ مشروعا استثماريا عند حديثه عن تكلفة إعادة إعمار غزة بأنها تعادل 90 مليار دولار، وكما هي لجان التربح من ابتزاز الغزيين الراغبين بالسفر والعلاج والعمل، ينظر السيسي لحصته من مليارات إعادة إعمار غزة
وعليه، يكون اليقين أن على السياسة العربية الرسمية وقف التمني على الاحتلال وقف العدوان والحديث عن الجانب "الإنساني" ونزع الجوانب السياسية والأخلاقية والقانونية في موضوع غزة والمقاومة والعدوان والحصار والجرائم وغيرها، فهذا من باب محاكاة مواقف الإدارة الأمريكية وبعض السياسات الغربية من العدوان الإسرائيلي.

الأمر نفسه ينسحب على معظم السياسة العربية التي تربطها علاقة بواشنطن وتل أبيب، أو تلك التي تنتظر تحسين علاقتها معهما بعد إنجاز الاستبداد العربي لمهامه، فحديث ساسة الأنظمة مع نظرائهم في إدارة بايدن وعواصم غربية يخلو من أي اشارة لموضوع آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، رغم سماعهم من زوارهم وفي عواصم عربي وعبر الخطوط الهاتفية تأكيدا وإصرارا أمريكيا على رؤية "الرهائن" الإسرائيليين "أحرارا".

لا نعرف بالمفهوم العربي السائد طبيعة القلق الذي تعبر عنه السياسة العربية من سياسات صهيونية فاشية تطبق رغبات بن غفير وسموتريتش في القدس وفي بقية المدن الفلسطينية؛ التي أضيف لها عدوان جديد من الاستيطان والنهب مؤخرا بتشجيع من هذا الائتلاف العنصري ومطالبه بتهجير وطرد الفلسطينيين من أرضهم. القلق والشجب العربي الرسمي سقط في غزة مع ادعاءات شجاعة جيوش وبسالة السياسة ومفخرة العزة بالتاريخ ووهج النفاق للطاغية العربي.

مواقف "رفع عتب" كما يقول المثل وكما تدل شواهد عربية تراقب مدى الانهيار السياسي العربي وما يبعثه في نفسية مواطنيها.. الأرض تُنهب وتُستوطن وتُهوّد، ويقتل أصحابها ويتعرضون لجرائم إبادة جماعية، أُبيدت أحياؤهم في غزة ودُمرت مساجدهم ومدارسهم وجُرف تاريخهم تحت جنازير الدبابات، ومع كل ذلك ما زالت طائرات عربية تخرج من مطار عربي متجهة لتل أبيب تحمل سياحا وطعاما لقتلة الشعب الفلسطيني، وما زال الطريق العربي البري مفتوحا نحو تل أبيب، وسفراء الجريمة الصهيونية يقيمون في عواصم عربية تتجهز للاحتفاء بالشهر الفضيل وتمارس طقس الصوم عن الأخلاق بفعلٍ غير رشيد بالإفطار وبالصيام.

twitter.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غزة جرائم إسرائيل غزة جرائم العالم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسة العربیة إعادة إعمار غزة المقاومة فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

طارق فهمي: قمة القاهرة ترسّخ ملامح مناخ عربي جديد داعم للقضية الفلسطينية

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الدولة المصرية وقفت بوجه الاحتلال الذي كان يرغب في تنفيذ مخططه الخاص بتهجير الشعب الفلسطيني.

طارق فهمي: يجب تحصين اتفاق غزة في مرحلته الثانية عند التطبيقطارق فهمي: الإعلام الإسرائيلي "غير منضبط " والدولة المصرية تقطع عليه سبل الهجومطارق فهمي: مصر تجهز لتقديم رؤية شاملة لإعادة إعمار غزة بعد القمة العربيةطارق فهمي: نتنياهو سيشتري الوقت وينتقل للمرحلة الثانية من الاتفاق

وأكد الدكتور طارق فهمي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “هذا الصباح” المذاع عبر فضائية “إكسترا نيوز”، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس في القمة العربية كانت واضحة، وأكد خلالها رفضه التام لفكرة التهجير القسري للشعب الفلسطيني الباسل، وطالب المجتمع الدولي بالمساهمة في إعادة إعمار غزة.

وأضاف في حديثه، أن القمة العربية نجحت في نقل الرسائل المختلفة للأطراف الدولية والمعنية بالشأن الفلسطيني.

واستطرد: القمة نقلت رسالة مهمة من أكبر دولة عربية للكيان الصهيوني وكافة الدولة التي تؤيد الجرائم الصهيونية.

وجه وزير خارجية سوريا  الشكر لمصر بعد أول زيارة للمشاركة في القمة العربية الطارئة حول غزة.

وذكر الوزير أسعد شيباني :" أغادر مصر بعد مشاركتي في القمة غير العادية بشأن فلسطين، أجرينا إلى جانب الرئيس أحمد الشرع محادثات هامة حول المنطقة العربية ومستقبلها، نشكر جمهورية مصر العربية ووزير خارجيتها الأخ العزيز بدر عبد العاطي على حسن الاستقبال والضيافة".

كما  أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الأربعاء مشاركته في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي، في خطوة تأتي بعد ثلاثة أشهر من رحيل الرئيس السابق بشار الأسد.

وقال الشيباني في منشور على منصة اكس "أشارك اليوم ولأول مرة في تاريخ سوريا في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي" مضيفا "يمثل هذا الاجتماع التزام سوريا بالأمن الدولي ووفاء لمن فقدوا أرواحهم اختناقا على يد نظام الأسد".

وتأتي هذه المشاركة بعد نحو شهر من زيارة أجراها المدير العام للمنظمة فرناندو أرياس الى دمشق، قال إنها تشكل فرصة "لانطلاقة جديدة"، معتبرا أنه "بعد 11 عاما من العراقيل التي وضعتها السلطات السابقة، لدى السلطات السورية الانتقالية فرصة لطي الصفحة".

ووافقت سوريا بضغط روسي وأمريكي في العام 2013، على الانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقرا والكشف عن مخزونها وتسليمه لتجنب شن الولايات المتحدة وحلفائها ضربات جوية، بعد اتهام القوات الحكومية حينها بشن هجوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص.

ونفت السلطات السورية في حينه أن تكون استخدمت هذه الأسلحة.

وفي حين أكدت الحكومة السورية خلال عهد الأسد أنها سلمت كامل مخزونها المعلن من الأسلحة الكيميائية بغرض تدميره، أعربت المنظمة عن مخاوف من أن ما صرّحت عنه دمشق لم يكن المخزون الكامل، وأنها أخفت أسلحة أخرى.

مقالات مشابهة

  • خبير علاقات دولية: القمة العربية أظهرت موقفًا عربيًا موحدًا لدعم القضية الفلسطينية|فيديو
  • طارق فهمي: قمة القاهرة ترسّخ ملامح مناخ عربي جديد داعم للقضية الفلسطينية
  • المفتي يثمن المبادرة المصرية في القمة العربية: موقف تاريخي يعزز وحدة الصف العربي
  • أحزاب: خطاب الرئيس السيسي بالقمة العربية يؤكد على أهمية مصر والدور العربي للقضية الفلسطينية
  • سفيرة البحرين لدى مصر تشيد بمخرجات القمة العربية الطارئة ووحدة الصف العربي تجاه القضية الفلسطينية
  • عطوان: الأولوية في القمة العربية يجب أن تكون مقاومة العدوان وليس إعادة الإعمار
  • “العليمي” في القمة العربية: لا بديل عن حل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال
  • البيان الختامي: القمة العربية اعتمدت خطة عربية لإعادة إعمار غزة وفق مراحل
  • مصر القومي: خطاب الرئيس بالقمة العربية يؤكد على أهمية الدور العربي للقضية الفلسطينية
  • برلماني: قمة القاهرة الفرصة الأخيرة لعمل عربي مشترك دعمًا للقضية الفلسطينية