الثورة نت:
2025-04-23@23:23:50 GMT

رمضان.. وطوفان الأقصى

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

 

 

لشهر رمضان مكانة عظيمة في نفوس المؤمنين، فهو شهر الله المعظّم، وعلى قدر ما هو شهر الله فهو شهر الناس كما هو المسجد الحرام والمساجد بيوت لله وبيوت للناس في قوامهم وروحهم وريحانهم، فشهر الله الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، وقد تحققت في واقع المسلمين كل هذه المعاني، ليظلّ أيةً للناس تدلّهم على الله، وترشدهم إلى صلاح معاشهم ومعادهم، ومن علامات الفرقان في رمضان أنّه الشهر الذي أعزّ الله فيه الإسلام وأهله، وهدم فيه أركان الشرك وأهله، في بدر والفتح، وما لا يُحصى من انتصارات لهذه الأمة يوم أن جعلت من هذا الشهر محطة للتّقوى، ورافعة للعمل الصالح.


في هذا العام يجيء رمضان، والشعب الفلسطيني ومعه أحرار الأمّة في مواجهة محتدمة مع قوى الشر وأولياء الشيطان، فها نحن في الشهر السادس من حرب الإبادة المفروضة على الأهل في غزة، وقد برح الخفاء وانكشف الغطاء، وتغربل الناس، وزال الالتباس، واتّضح الطريق، وبان العدو من الصديق، ويوسف عاد من جديد، والكيد عاد هو الكيد، وغزّة كما قال القائل:
قد أوسعتنا عتاباً وهي صامتةٌ
بلاغة الجرح أغنتها عن الخُطبِ
رمضان الطوفان يهلّ هلاله في سماء فلسطين هذا العام صاعداً بعد مولده من تراب غزّة المجبول بالدم الطّهور، وقد نسج من أنواره أكفان الشهداء، وها هو يعلو شاهداً على أمّة وقفت عاجزةً تتفرّج على جيادها تُنحر، وتنهشها كلاب (العصر الأمريكي)، وهي في لهوها ومجونها غارقة، ومنها ما هو سعيد بمشاهد القتل الذريع، والتدمير الفظيع، ويستعجل الوقت الذي تلفظ فيه الضحية أنفاسها الأخيرة ليقرأ (بيان اليوم التالي) حسبما خطّه وتوهمه مشغّلوه الأمريكان الصهاينة، وبئس ما قدّمت لهم أنفسهم.
رمضان الطوفان ملوّن صيامه بالدّم الجاري من أوردة الأطفال، وساعاته تنبض على دقّات الصمت لقلوب الأجساد المحشورة تحت ركام منازل كانت بالأمس تجلجل بالضحك وبالصلوات.
رمضان الطوفان يلملم أشلاء الشعب المزروع المتجذّر حتى الأرض السابعة في وطن ليس له غيره، وليس لأول مرّة ينهض هذا الشعب وقد ظنّ الأعداء بأنّهم قد دفنوه مراراً، لكنه يباغتهم بمجيئه كاليوم الموعود، حاملاً يقينه، وقد لقّنه الله حجّته وهو على درب الأقصى ماضٍ.
في رمضان الطوفان، رمضان القرآن، لا أدري كيف سيحتمل المسلمون كل هذا الوجع الفلسطيني، وكل هذا الظلم والخذلان؟
كيف سيصومون، وعن أي صيام يتحدّثون، وغزّة صائمة ستة أشهر تفطر قذائف وغباراً؟
وفي صلواتهم ماذا يقرأون، وقد نبذوا القرآن الذي يأمرهم أن ينصروا غزة المسلمة؟
وبأي دعاء لله يدعون، وغزّة تدعوهم فلا يسمعون، ودعاء غزة هو دعاء المستضعفين الذي هو دعاء الله.
في رمضان الطوفان، سرجت غزة قناديلها التي أشعلتها بدمائها، كي توقظ أمة أدمنت النوم والتيه، وصاحت في أمتها مثل ديك الصباح، حيّ على الجهاد، حيّ على الفلاح، حيّ على القدس، فانتضى القوم خناجرهم ليذبحوا هذا الديك الذي أراد بعثهم من مرقدهم..
رمضان الطوفان يجيء وقد رسمت الأيدي المتطهّرة مشهد نهاية الاحتلال وزوال مشروعه، بعد أن انكشف على حقيقته أمام كل العالم، وسقط القناع الذي كان يتخفّى وراءه، أعني قناع الضحيّة المتسلّحة باضطهاد الآخرين لها، والمحرقة، والمعاداة لمخترع (السامية)، وسرديّة الحق التاريخي والبكاء على الحيطان، وواحة الديمقراطية، والجيش الذي لا يُقهر، وإمكانية التعايش، والديانة (الإبراهيمية)،… الخ.
كل هذا سقط تحت إرادة المجاهدين، وعرفت كل شعوب الأرض أنّ الذي يستحق الحياة في فلسطين، هو شعبها الذي تعجنه الدبابات وتشظّيه الصواريخ وهو صابر مصابر مرابط لا يتزحزح عن حقّه، ولا يتراجع عن جهاده ومقاومته، راضٍ بقدره ومقامه في الخندق الأول مدافعاً عن أرضه ومقدّساته وأمّته التي آن لها أن تستفيق.
في رمضان الطوفان.. سلامٌ على غزّة.. سلامٌ على الضفة.. سلامٌ على فلسطين.. سلامٌ على المجاهدين في جبهات الجهاد والمقاومة في اليمن ولبنان وسورية والعراق وإيران.. وسلامٌ على الشهداء.
رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ترامب يؤكد قرب التوصل لاتفاق سلام في أوكرانيا

عواصم (الاتحاد، وكالات) 

أخبار ذات صلة «النقد الدولي» يعين أول رئيس بعثة إلى سوريا منذ 14 عاماً ولايات أميركية تتحد ضد رسوم ترامب

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إن التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا صار «قريباً»، لكنه وجه انتقادات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرفضه التنازل رسمياً عن شبه جزيرة القرم لروسيا.
جاءت تصريحات ترامب في وقت حذر فيه نائب الرئيس جاي دي فانس من أن الولايات المتحدة ستتخلى عن مساعيها ما لم تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق سلام، في الوقت الذي اجتمع فيه مبعوثون من واشنطن وكييف ودول أوروبية لإجراء محادثات في بريطانيا.
وأفادت وسائل إعلام أميركية أن ترامب مستعد لقبول الاعتراف بالأراضي التي ضمتها روسيا في شبه جزيرة القرم بصفتها أراضي روسية، لكن زيلينسكي صرّح للصحافيين هذا الأسبوع أنها أراضٍ أوكرانية، وأن الاعتراف بها كأرض روسية «يتعارض مع دستورنا».
وقال دونالد ترامب أمس: «نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق».
في وقت سابق، قال نائبه جاي دي فانس في الهند للصحافيين «قدمنا مقترحاً واضحاً جداً للروس والأوكرانيين وحان الوقت للطرفين ليقولا (نعم)، وإلا فإن الولايات المتحدة ستنسحب من هذه العملية».
وأضاف «يعني ذلك أن الأوكرانيين والروس على حد سواء سيتعيّن عليهم التخلي عن بعض الأراضي التي يملكونها حالياً».
وذكرت التقارير الإعلامية أن المقترح طُرح في البداية أثناء اجتماع مع البلدان الأوروبية في باريس الأسبوع الماضي.
لكن الرئاسة الفرنسية أكدت أمس، أنّ احترام وحدة أراضي أوكرانيا وتطلع أوكرانيا نحو أوروبا، مطلبان مهمّان جداً بالنسبة إلى الأوروبيين.
وتأتي آخر جولة من التحركات الدبلوماسية في ظل موجة قصف جوي روسي جديدة بعد هدنة قصيرة لمناسبة عيد الفصح. وأسفرت ضربة روسية شنّتها مسيّرة على حافلة تنقل عمالاً في مدينة مارغانيتس في جنوب شرق البلاد عن مقتل 9 وإصابة العشرات بجروح، وفق ما أفاد حاكم دنيبروبيتروفسك أمس.
وأفادت السلطات الأوكرانية عن ضربات في مناطق كييف وخاركيف وبولتافا وأوديسا.
وفي روسيا، أفادت تقارير عن إصابة شخص بجروح جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود.

مقالات مشابهة

  • ترامب يؤكد قرب التوصل لاتفاق سلام في أوكرانيا
  • ما التناجي الذي نهى عنه الرسول ومتى يجوز؟.. الإفتاء تجيب
  • أذكار الصباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء»
  • التحية للدكتور الصادق الرزيقي القوي الذي وقف وقفة مشرفة
  • أمير تبوك يستقبل المواطن ناصر العسيري الذي تنازل عن قاتل شقيقه لوجه الله تعالى
  • بوتين يُعلن عن استعداده لخوض محادثات سلام مباشرة مع أوكرانيا
  • البابا فرانسيس.. أيقونة سلام وقُدّيس على الجدار
  • رمضان عبد المعز: القرآن أمرنا برعاية مشاعر اليتيم قبل دعمه ماليا
  • ترامب: ارقد في سلام أيها البابا فرانسيس
  • سيبوا الحاجة في اللي هي فيه.. فريدة سيف النصر تدافع عن شمس البارودي