«القيادة الرئاسي»: سيادة اليمن وأمنه واستقراره مبدأ ثابت لا يمكن التهاون فيه
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد القيادة الرئاسي أن سيادة اليمن وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه مبدأ ثابت لا يمكن التهاون فيه، مشيراً إلى أن انتهاكات الحوثي في البحر الأحمر، انعكست بصورة كارثية على الشعب اليمني، وخطوط إمداده بالسلع المنقذة للحياة.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، في خطاب له بمناسبة شهر رمضان، ألقاه بالنيابة عنه وزير الأوقاف والإرشاد محمد شبيبة، إن معركة استعادة مؤسسات الدولة وسلطتها على كامل التراب الوطني هي جزء أصيل من هذا المبدأ.
وأوضح العليمي أن «جماعة الحوثي تريد عبثاً من تصعيدها في البحر الأحمر كسر عزلتها الدولية ومحاولة فرض أمر واقع للحديث باسم اليمنيين الذين قاوموا ببسالة مشروعها العنصري على مدى عقد كامل، وسيستمرون في ذلك حتى النهاية».
وبين أن تباكي جماعة الحوثي على السيادة لتبرير عملياتها الإرهابية في البحر الأحمر لم يكن مستغرباً؛ لأن ذلك هو نهجها المتوقع الذي اعتادت عليه للهروب من أي التزامات داخلية، ومواصلة عبثها بمصالح الشعب اليمني.
وأشار العليمي إلى أن النتائج والآثار المترتبة على هذه الأعمال العدائية انعكست بصورة كارثية على الشعب اليمني وخطوط إمداده بالسلع المنقذة للحياة، مع تضاعف تكاليف الشحن والتأمين وأسعار الواردات الأساسية. ولفت إلى احتمالات مواجهة المجاعة الواسعة التي كافحت الحكومة اليمنية مع الأشقاء والأصدقاء لتفاديها على مدى السنوات الماضية، فضلاً عن الآثار البيئية والاقتصادية المستدامة على الأمن الغذائي والقومي.
وأكد العليمي بذل الحكومة الشرعية كل الجهود والتنازلات كافة من أجل استئناف دفع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثي التي «تأبى إلا أن تستمر معاناة اليمنيين».
وأكد حرص الحكومة على الإفراج الشامل عن المحتجزين والمختطفين والمعتقلين والأسرى وفقاً لقاعدة «الكل مقابل الكل» لإنهاء معاناة آلاف اليمنيين ولم شملهم بذويهم.
إلى ذلك، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، التزام المجلس والحكومة بنهج السلام الشامل والعادل القائم على المرجعيات المتفق عليها محلياً، وإقليمياً، ودولياً، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، واعتبار السلام أولوية، ومصلحة قصوى للشعب اليمني.
جاء ذلك خلال استقبال العليمي، أمس، القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن شاو تشنغ.
وجدد العليمي في هذا السياق، التأكيد على أن دعم الحكومة اليمنية لاستعادة مؤسسات الدولة، وموانئها الحيوية، وتعزيز قدراتها لفرض الأمن والاستقرار على كامل ترابها الوطني، هو الطريق الأمثل لتأمين المياه الإقليمية، وخطوط الملاحة الدولية، ودفع الحوثي على التعاطي الجاد مع جهود السلام.
وتطرق اللقاء، إلى مستجدات الأوضاع اليمنية، ومسار الجهود الإقليمية والدولية لإحياء العملية السياسية، فضلاً عن تهديدات جماعة الحوثي للشحن البحري وحرية التجارة العالمية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مجلس القيادة الرئاسي اليمني اليمن الأزمة اليمنية الأزمة في اليمن انتهاكات الحوثيين البحر الأحمر القیادة الرئاسی
إقرأ أيضاً:
موقف اليمن الاستثنائي تجاه غزة جسد حكمة القيادة وقوة المشروع القرآني
يمانيون/ تقارير في خضم العواصف السياسية والعسكرية التي تعصف بالمنطقة، وفي ظل تواطؤ أنظمة التطبيع والخضوع أمام الهيمنة الأمريكية الصهيونية، برز اليمن بمشهد تاريخي وموقف استثنائي تجاه قضية الأمة فلسطين، جسد قوة المشروع القرآني الذي تبناه الشعب اليمني وقيادته الحكيمة الواعية.
لم يكن دعم اليمن لغزة مجرد موقف عابر أو دعاية سياسية، بل كان تجسيدا عمليا للمبادئ والقيم التي يؤمن بها، وانعكاسا طبيعيا لعقيدة إيمانية راسخة ترى في المقاومة فريضة وفي مناصرة المظلومين واجبا لا يقبل المساومة.
أنعم الله على اليمن بقيادة واعية وشجاعة، تتخذ من القرآن منهاجا ومن القيم الإسلامية نهجا ثابتا لا يتغير، قيادة صلبة، يقف على رأسها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي جسد من خلال مواقفه صورة القائد الحقيقي الذي لا يخشى في الله لومة لائم، ولا تثنيه التحديات عن درب العزة والكرامة.
فمنذ بدء العدوان على غزة، كان الصوت اليمني هو الأوضح، والموقف الأجرأ والأكثر تأثيرا، فبينما ارتمت بعض الأنظمة العربية في أحضان الكيان الصهيوني، كان اليمن يؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شعار، بل قضية جوهرية في عقيدته، وهذا التميز لم يأت من فراغ، بل من نعمة المشروع القرآني الذي أرسى أسس العزة والكرامة والاستقلال في مواجهة المشاريع الغربية والصهيونية.
وفي زمن طغى فيه التخاذل والخنوع شكلت خطابات قائد الثورة خارطة طريق لكل الأحرار في المنطقة، فهي لم تكن مجرد كلمات، بل رؤى عميقة، وقراءة استراتيجية للواقع، فمنذ اليوم الأول للعدوان على غزة، أكد السيد القائد أن الشعب اليمني لن يكون محايدا ولن يكتفي بالشجب والاستنكار كما تفعل الأنظمة المهترئة.
وفي أحد خطاباته التاريخية، وصف ما يجري في غزة بأنه اختبار حقيقي لصدق الأمة الإسلامية، وبيّن كيف أن دعم العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال هو خيانة للأمة وخذلان للقيم.
وبتوجيهاته الحكيمة، انطلقت العمليات العسكرية اليمنية، لترسم معادلة جديدة في الصراع مع العدو وتؤكد أن دعم فلسطين لا يكون إلا بالسلاح والقوة، وليس بالكلام والتصريحات الجوفاء.
ومنذ انطلاق المعركة في غزة، لم يكتف اليمن بإطلاق التهديدات، بل ترجمها إلى أفعال هزت الكيان الصهيوني وأربكت حساباته العسكرية، بعمليات عسكرية كبرى، استهدفت مواقع حساسة في إيلات (أم الرشراش)، وضربت السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وأدت هذه العمليات إلى تعطيل ميناء إيلات، وإرباك خطوط الشحن إلى الموانئ المحتلة، وكبدت العدو خسائر بمليارات الدولارات.
هذه العمليات لم تكن مجرد استعراض للقوة، بل رسالة واضحة مفادها أن اليمن قادر على إيذاء العدو وإجباره على دفع ثمن عدوانه، وهو ما لم تستطع كثير من الدول العربية فعله رغم امتلاكها ترسانة عسكرية ضخمة.
لم يكن العدو الصهيوني يتوقع أن تمتد يد اليمن إلى عمقه، لكنه فوجئ بعجز منظوماته الدفاعية عن التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، بما فيها “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، التي طالما تباهى بها العدو، وأثبتت فشلها الذريع أمام التقنية اليمنية المتطورة.
الضربات الدقيقة على إيلات، وتوقف عمل الموانئ، ودوي صافرات الإنذار في المستوطنات، كل ذلك جعل العدو الصهيوني يدرك أن منظومته الأمنية لم تعد فعالة، وأن التهديد اليمني حقيقي ولا يمكن تجاهله.
مرت العمليات العسكرية اليمنية بخمس مراحل تصعيدية، كانت كل مرحلة تمثل تطورا جديدا في الأساليب ونوعية الأسلحة المستخدمة، ففي المرحلة الأولى تم استهداف السفن الإسرائيلية بشكل محدود، واستهدفت الثانية الموانئ الإسرائيلية بصواريخ بعيدة المدى، وفي المرحلة الثالثة تم استخدام الطائرات المسيرة المتطورة لضرب العمق الصهيوني، في حين مثلت المرحلة الرابعة تهديدا قويا ضد المصالح الأمريكية والمواجهة المباشرة مع حاملات الطائرات، وتبعتها المرحلة الخامسة بعمليات نوعية أكثر دقة وتأثيرا على العدو.
كل مرحلة كانت تمثل قفزة نوعية في الحرب، وكل ضربة كانت تحمل معها رسالة بأن اليمن يمتلك مفاتيح التصعيد، وأنه كلما زاد العدوان على غزة، زادت الهجمات اليمنية.
ومع كل عملية كان الذعر يسيطر بشكل أكبر على المستوطنين في إيلات والمناطق الجنوبية المحتلة، وترافقه موجة هروب واسعة من المناطق المستهدفة، فكان لهذا الرعب النفسي الذي أحدثته الضربات اليمنية تأثير يفوق التأثير العسكري المباشر، وجعل العدو يشعر بأن أمنه الداخلي لم يعد مضمونا.
لم تكن الضربات اليمنية موجهة للكيان الصهيوني فقط، بل امتدت لتشمل القوات الأمريكية في البحر الأحمر، رغم كل ما تمتلكه واشنطن من حاملات طائرات ومدمرات، إلا أنها وجدت نفسها عاجزة أمام الضربات اليمنية، مما اضطرها إلى تغيير مسارها وإعادة حساباتها العسكرية.
هروب حاملات الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر، وانسحاب البوارج العسكرية من المنطقة، شكل فضيحة مدوية للإدارة الأمريكية، وأثبت أن القوة العسكرية لا تكمن في حجم الترسانة، بل في الإرادة والتوكل على الله.
ورغم الحصار الاقتصادي والمعاناة التي يعيشها الشعب اليمني بسبب تداعيات العدوان، إلا أن ذلك لم يمنعه من الوقوف في صف فلسطين بكل ما يملك، إذ خرج اليمنيون في مسيرات مليونية شعبية في مختلف المحافظات، ليؤكدوا أن دعم غزة ليس خيارا سياسيا بل واجبا دينيا وأخلاقيا.
هذا الالتزام الشعبي تجاه القضية الفلسطينية، رغم الظروف الصعبة، أظهر الفرق الشاسع بين من يبيعون قضيتهم تحت ضغط اقتصادي، وبين شعب لا يساوم على مبادئه حتى وهو يعيش تبعات الحصار والأزمة.
لم يكن اليمن مجرد داعم لغزة، بل كان رأس الحربة في معادلة جديدة جعلت العدو يعيد حساباته، فبينما يهرول البعض نحو التطبيع، كان اليمن يرسم معالم مستقبل جديد للأمة، تكون فيه الكلمة للأحرار والمقاومين وليس للخانعين والمطبعين، إنها قصة الصمود، قصة اليمن الذي أثبت أن الشرف لا يشترى، وأن العزة لا تمنح بل تنتزع.