سامي عبدالرؤوف ( دبي)
أكد مختصون، أن شهر رمضان يمثل فرصة ممتازة لإلهام الأفراد بتبني عادات وأنماط حياة أكثر صحة، حيث تعد أيام الشهر فترة تحويلية مهمة للتكيف مع السلوكيات الصحية والوصول إلى آثار صحية إيجابية على العقل والجسد.
وقالوا في تصريحات لـ “الاتحاد”، إن “شهر رمضان فرصة لبدء نظام حياة صحي جديد وفرصة لأفراد المجتمع لاتخاذ خطوات لتعزيز أنماط الحياة الصحية من خلال تناول الغذاء الصحي المتوازن”، مشيرين في الوقت نفسه إلى أهمية تصحيح بعض العادات والمفاهيم المتعلقة بالغذاء خلال شهر رمضان.
ولفتوا إلى أن الشهر الفضيل وقت مثالي لتغيير عاداتنا الغذائية بطريقة صحية فضلاً عن المساعدة في إعادة تنظيم وظائف الجسم بشكل سليم، مؤكدين وجود 7 فوائد صحية للصيام و 6 وسائل للتغلب على العطش، بالإضافة إلى وجود أسباب أخرى غير قلة تناول الطعام تقف وراء الجوع، وهي أسباب يجب معرفتها لتجنب الإصابة بالجوع.
أسباب العطش
قالت لطيفة راشد مدير إدارة الدعم الصحي بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية واستشاري التغذية العلاجية: «إن من أهم الأمور التي يجب معرفتها في شهر رمضان، وسائل التغلب على العطش، وهي: الابتعاد عن الأطعمة العالية المحتوي من الملح».
وأضافت: «تزيد كميات الملح في الأطعمة المعلبة والجاهزة والشوربة الجاهزة ومكعبات المرق والمكسرات المملحة واللحوم المحفوظة بالتمليح والأسماك المملحة والوجبات الخفيفة المملحة كالشيبس والزيتون والمخللات والأجبان المملحة وصلصة الصويا».
ونبهت إلى أن الأطعمة الغنية بالتوابل تعطي الشعور بالعطش، لذلك يجب الابتعاد عنها خاصة خلال فترة السحور، ويجب الابتعاد عن المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة والشوكولاتة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، لأنها تعتبر مدرة للبول.
ونصحت بشرب كميات كافية من الماء والسوائل من فترة الإفطار وحتى الإمساك وتناول كميات كافية من الفواكه والخضراوات خاصة في السحور، لأنها تتميز بارتفاع محتواها من الماء والألياف والبوتاسيوم، فتمكث في المعدة مدة أطول فتقينا من الشعور بالعطش.
ونبهت إلى ضرورة عدم شرب الماء المثلج خاصة عند بداية الإفطار، لأنه لا يروي العطش، بل يؤدي لانقباض في الشعيرات الدموية وبالتالي ضعف الهضم، ويجب أن تكون درجة البرودة معتدلة وشربها على جرعات.
الشعور بالجوع
ثم تحدثت عن إشكالية الشعور بالجوع خلال شهر الصيام، حتى إن معظم الناس يعتقدون أن المعدة الفارغة هي السبب في ذلك الشعور، ولكن هذا ليس صحيحاً؛ فالشعور بالجوع يحدث عندما يستنزف المواد الغذائية (الجلوكوز) من الدم فيتم إرسال رسالة إلى الدماغ من خلال الأعصاب.
وأوضحت أن الشعور بالجوع يختلف من شخص لآخر، فيكون نتيجة استنزاف الطاقة من الجسم، فمثلاً الشخص الذي يعمل عملاً روتينياً لا يشعر بالجوع بصورة سريعة، أما الشخص الذي يتطلب عمله مجهوداً بدنياً يستنزف كمية عالية من الطاقة وبالتالي الشعور بالجوع يكون بصورة سريعة وشديدة. ولفتت إلى أنه في بعض الحالات خاصة خلال شهر رمضان يكون السبب وراء الجوع، قلة النوم، فعندما لا نحصل على القدر الكافي من النوم نفقد الكثير من الطاقة ورد الفعل الرئيس هو الحصول على قدر أكبر من الطاقة، وهذا لا تأتي إلا بتناول الطعام ولذلك نشعر بالجوع في كثير من الأحيان. وقالت: «قد تكثر هذه المشكلة لدى البدناء فنتيجة زيادة الوزن يتوقف التنفس أثناء النوم وبالتالي عدم أخذ القدر الكافي من النوم مما يؤدي للشعور بالجوع المفرط وهكذا دواليك مما يسبب الدخول في دوامة السمنة».
وأكدت أن أفضل طريقة لوقف الشعور بالجوع هو تناول وجبة السحور وتأخيرها لآخر وقت وأخذ القدر الكافي من الطعام للأشخاص الذين يبذلون مجهوداً بدنياً ويجب اختيار الأطعمة البطيئة الهضم والعالية المحتوى من الألياف حتى تبطئ امتصاص السكر في مجرى الدم وبالتالي لا يرتفع نسبة الأنسولين في الدم.
وأوضحت أن من أهم الأطعمة الغنية بالألياف، الحبوب الكاملة والبقول والخضراوات والفواكه، محذرة من اختيار السكريات البسيطة كالحلويات والسكاكر؛ لأنها تعطي الشعور بالشبع لمدة 2-3 ساعات فقط.
فوائد
أشارت الدكتورة هند العوضي رئيس قسم التعزيز والتثقيف الصحي بهيئة الصحة بدبي، إلى وجود 7 فوائد صحية للصيام تتمثل في تنقية الجسم وتخليصه من السموم، و تعزيز الصحة العامة والرفاهية وتقوية جهاز المناعة، وتعزيز الانضباط الذاتي وضبط النفس، وكذلك تعزيز المرونة والصبر، والمساعدة على فقدان الوزن مما يؤدي إلى السيطرة بشكل أفضل على مرض السكري وضغط الدم، بالإضافة إلى رفع مستوى التركيز والانتباه والصحة النفسية.
وأضافت: «من أجل الحفاظ على صحة جسدية جيدة خلال شهر رمضان، من المهم تعديل حصص الوجبات وتوقيتها وتغيير العديد من العادات وحتى البدء في عادات معينة من أجل الحفاظ على مستويات الطاقة طوال اليوم في شهر رمضان الكريم».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصيام رمضان الشعور بالجوع شهر رمضان خلال شهر
إقرأ أيضاً:
نصائح لوجبة إفطار صحية في رمضان
تناول الطعام بحكمة استراتيجية رئيسية للحفاظ على صحة الجسم خلال شهر رمضان، وفي الوقت نفسه ضمان عدم إزعاج المعدة، وحركة الهضم.
ويعتبر التخطيط الجيد لوجبتي الإفطار والسحور الرئيسيتين ضرورياً، لضمان تزويد الجسم بما يحتاجه، وعدم الإثقال على المعدة.
ولا شك أن البدء بالتمر والماء، أو الحليب، لاستعادة مستوى السكر في الدم خطوة أولى رئيسية في وجبة الإفطار، والذهاب لصلاة المغرب لإرواء البعد الروحي خلال الشهر الكريم.
كذلك، يسمح هذا التمهيد بالتمر والسوائل المغذية للمعدة بالاستعداد للوجبة الرئيسية وعدم الإرباك.
يلي ذلك تناول الحساء (الشوربة)، لترطيب الجسم، وإمداده بعناصر غذائية أساسية.
ولتأكيد تلبية احتياجات الجسم من الألياف، يُنصح بتناول السلطة أو حصة من الخضروات بعد الحساء.
ويمكن استكمال الوجبة الرئيسية بعد الحساء، او تأجيلها لبعد صلاة العشاء، فوقتها ستكون المعدة فارغة، ويمكن تناول الوجبة الرئيسية.
وينصح خبراء التغذية بتجنب الأطعمة المقلية، لأنها ثقيلة على المعدة من حيث الهضم، كما أنها غنية بالسعرات.
ولضمان توازن الوجبة الرئيسية، ينبغي أن تحتوي على البروتين، والكربوهيدرات لا سيما المعقدة، والدهون الصحية.
وخلال المساء اشرب الكثير من الماء لمنع الجفاف، وتجنب المشروبات السكرية مثل العصائر والصودا والجلاب.
ويمكنك زيادة ترطيب الجسم وإمداده بالسكريات والمعادن والفيتامينات من خلال الفواكه، وإذا كنت ترغب في تناول الحلويات فاحرص على أن تكون الكمية قليلة، وأن تكون غير مقلية.