مناورات يمنية تحاكي اقتحام مواقع صهيونية.. بوصلة اليمن باتجاه عدو الأمة
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تلقي المناورات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية وتحاكي اقتحام مواقع العدو الصهيوني الضوء على مدى التخطيط والجهوزية العالية لهذه القوات في مواجهة أعداء اليمن.
وفي آخر هذه المناورات نفذت وحدات رمزية من قوات الاحتياط تتبع المنطقة العسكرية السادسة اليمنية الأحد 10 مارس 2024 مناورة عسكرية تحت شعار “للقدس مسرانا”، وكان اللافت فيها أنها حاكت مهاجمة واقتحام مواقع العدو الصهيوني في صحراء النقب والسيطرة على مستوطنات “ديمونا” ومعسكرات ومراكز قيادات العدو.
وشارك في المناورة مختلف الوحدات والأقسام العسكرية بقوات احتياط المنطقة العسكرية السادسة، بما فيها سلاح الجو المسير والسلاح الثقيل والمتوسط، في المناورة العسكرية ضمن الجهوزية لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
وعكست المناورة، المهارات والقدرات القتالية لوحدات قوات احتياط المنطقة العسكرية السادسة في تنفيذ المهام النوعية باتجاه العدو الافتراضي، والتصدي للإمداد الأمريكي – البريطاني للعدو الصهيوني من خلال نصب كمائن مختلفة لاستهداف التعزيزات الأمريكية والبريطانية في صحراء النقب.
وفي هذا الصدد يقول الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي العميد الركن عزيز راشد إن مناورة المنطقة العسكرية السادسة دليل على أهداف القيادة الثورية والسياسية والعسكرية اليمنية، وآمال وطموحات شعبنا اليمني التواق للجهاد في سبيل الله، ومشاركة إخوانهم المجاهدين المرابطين في فلسطين، وكل حركات المقاومة الفلسطينية، الصامدة في وجه كيان العدو الإسرائيلي في قطاع غزة.
ويضيف العميد راشد في تصريح خاص ” للمسيرة” أن المناورة جاءت ترجمة لتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية المشير الركن مهدي المشاط، بتصنيف كيان العدو الصهيوني، وأمريكا وبريطانيا في قائمة العداء للشعب اليمني، وتعميق التعبئة العامة ضدهم”.
ويرى أن من دلالات المناورة أنها تعكس حالة الجهوزية والاستعداد للشعب اليمني وقيادته وجيشه، لخوض معركة التحرير للأراضي المقدسة من دنس الاحتلال الصهيوني، وتطهير المنطقة من الهيمنة الأمريكية، والغربية المساندة للعدو، منذ 75 عاماً على احتلاله للأراضي الفلسطينية، ومصادرة حق شعبها، وقتلهم وتهجيرهم وتشريدهم”.
وعن قراءة العدو الصهيوني لهذه المناورة يقول راشد إنها تزيد حالة الخوف والرعب في صفوف كيان العدو الصهيوني وقياداته، وتؤكد له بأن الشعب اليمني وجيشه جاهزون لخوض المواجهة، وتحقيق الحتميات الثلاث لزواله من جسد الأمة، مهما بلغ تواطئ الأنظمة العربية العميلة، ومهما تخاذلت الشعوب، ومهما بلغت جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، فان اليمن له بالمرصاد، ويعد العدة للمواجهة، ويعتبر عقبة كبرى أمام العدو وحالة الضعف العربي والإسلامي تؤكد بأنه كائن غريب مصيره الزوال والهزيمة الحتمية”.
ويؤكد الخبير الاستراتيجي راشد أن المناورات العسكرية اليمنية المحاكية للمواجهة مع العدو الصهيوني دليل وعي وبصيرة ترسخ لدى كل أبناء الأمة الثقة بالقيادة اليمنية، وصوابية المشروع القرآني الذي تنطلق منه، وتوحي لأبناء الشعب الفلسطيني أن اليمن بشعبه وجيشه وقيادته معهم وإلى جانبهم، وتقوي عزائمهم في التصدي والصمود أمام العدوان على غزة.
وعلى المستوى الداخلي تعبر المناورة بكل تفاصيلها عن رفع كفاءة المنتسبين للمنطقة العسكرية السادسة، وما وصلت إليه من الإعداد الجيد والمتقدم، منذ بدأ العدوان الإسرائيلي الأمريكي على غزة، والعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
مرحلة النهاية
من جهته يقول الخبير العسكري العميد مجيب شمسان إن هذه المناورة التي حاكت من خلالها اقتحام مواقع للكيان الصهيوني في صحراء النقب جاءت لتعبر أولاً عن حالة الجهوزية التي عليها القوات المسلحة اليمنية، وعقيدتها القتالية التي جعلت من العدو الصهيوني وثلاثي الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، بشكل عام عنصراً أساسياً نحدد من خلاله العدو.
ويضيف العميد شمسان في تصريح خاص “للمسيرة” أن هذه المناورة هي تعبير عن مستوى حمل القضية الفلسطينية، على المستوى الرسمي لدى القوات المسلحة اليمنية بشكل عام، وعلى المستوى الشعبي من خلال عدد الدفع المتخرجة من منتسبي كتائب طوفان الأقصى على مستوى المديريات والمحافظات اليمينة الحرة، وحصولها على التدريب والتأهيل واستمراراها في عملية الرفد لمختلف الجبهات.
وعلى مستوى التعبئة العامة فهذه المناورة -كما يقول شمسان- تعكس بأن البوصلة اليمنية مضبوطة باتجاه العدو الحقيقي للأمة وقبلته فلسطين، ومركزية القضية الفلسطينية، لدى القوات المسلحة اليمنية، وتعبر بدلالاتها ما تقوم به القوات اليمنية في منع الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، وأن أطماع الكيان الصهيوني فشلت دون رجعة”.
ويضيف أن ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية هو تعبير عن هم الشعب اليمني، وجهوزيته للمواجهة ضد العدو الصهيوني ، واستشعاره للمسؤولية تجاه شعوب الأمة ومقدساتها، وتبعث رسائل أيدلوجية إلى الكيان وأعوانه أشد قسوة ، مفادها أن الشعب اليمني والجيش والقيادة يتحركون في تناغم وانسجام تام وفق السنن الإلهية، والقيم والمبادئ الدينية، في مختلف الساحات والميادين لمساندة القضية الفلسطينية ، وحشر العدو في زاوية المواجهة مع الشعب اليمني ، الذي خرج منتصراً على تحالف العدوان الأمريكي السعودي المكون من أكثر من 17 دولة ، وأن المرحلة القادمة ستكون مرحلة النهاية لهذا الكيان، وأن القضية الفلسطينية التي حاول العدو طمسها من وجدان الشارع العربي تعود بقوة وبأكثر دراية واستشعاراً للمسؤولية وبتحرك وفاعلية أكثر تأثيراً على الواقع الميداني”.
– المسيرة نت: منصور البكالي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المنطقة العسکریة السادسة القوات المسلحة الیمنیة القضیة الفلسطینیة العدو الصهیونی الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
المهلة تنتهي والبحر لن يقبل السفن “الإسرائيلية”
مع انتهاء مهلة الأيام الأربعة التي منحها السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله للوسطاء للضغط على الكيان “الإسرائيلي” من أجل رفع الحصار عن غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، أن سريان الحظر على السفن “الإسرائيلية” يدخل حيز التنفيذ ساعة إعلان البيان، ليشمل منع ملاحة العدو في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب.
وبهذا الإعلان تعود القوات المسلحة اليمنية إلى المراحل الأولى لإسناد غزة، حيث منعت الملاحة “الإسرائيلية” عندما اقتادت السفينة “جلاكسي ليدر” إلى المياه اليمنية، وما تلاها من عمليات بحرية أسفرت عن تعطيل ميناء إيلات (أم الرشراش)، وخفض عدد السفن التجارية إلى بقية الموانئ لا سيما تلك القادمة من الشرق، والتي اضطرت للالتفاف حول إفريقيا من طريق الرجاء الصالح، الأمر الذي كبّد كيان العدو “الإسرائيلي” خسائر كبيرة نتيجة ارتفاع تكاليف النقل والتأمين، بالإضافة إلى الوقت المطلوب لوصول البضائع.
يبدو أن كيان العدو “الإسرائيلي” الذي يسمع لأول مرة عن تحذيرات عربية جدية، سيعتاد من الآن وصاعدًا على هذا النوع من التحذيرات، وبين عمليات إسناد غزة، وعودتها، جهوزية عالية للقوات المسلحة اليمنية، حسب حديث وزير الدفاع اللواء العاطفي الذي أكد أنها ستكون عند مستوى المسؤولية المنوطة بها.
في عمليات الإسناد التي سبقت وقف النار في غزة، كانت القوات المسلحة اليمنية، قد وصلت إلى مستويات متقدمة من التطور التكتيكي والتسليحي، ويعتقد هذه المرة أن كل تلك التجربة ستكون أكثر فعالية وفتكًا وتطورًا، وتوقعات بدخول أسلحة جديدة، محسنة، سواء من حيث المدى والدقة، وربما النوعية أيضًا، بحيث تدخل منظومات مسيرة وصاروخية جديدة، وبالتأكيد تكون القوات المسلحة اليمنية قد استفادت من مرحلة الهدوء لما يقارب الشهرين منذ وقف النار في غزة لتحديث الترسانة العسكرية كمًا ونوعًا.
رغم أن التحذير اليمني كان واضحًا، ومحددًا، باستئناف العمليات البحرية، فإن كيان العدو رفع سقف الاستعداد، وذهب للحديث عن عمليات تستهدف وسط الكيان، واتخذ مجموعة من الإجراءات من ضمنها تعطيل الـ”جي بي إس”، تحسبًا للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، وكذلك بدوريات جوية لسلاح الجو لرصد وترقب هذه الصواريخ.
نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن مصادر “إسرائيلية” وجود تنسيق وثيق مع القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) لمواجهة هذا السيناريو، وأشارت إلى أن الكيان “الإسرائيلي” يعتمد على رد فعل أمريكي “أشد قسوة” ضد من أسمتهم بالحوثيين مقارنة بردود الأفعال في عهد الرئيس بايدن. وذكَرت الصحيفة بأن إدارة ترامب صنفت الحوثيين كمنظمة إرهابية وفرضت عقوبات على كبار قادتهم في أول شهر من ولايته.
وهنا يجب استحضار الفشل الأمريكي والبريطاني في وقف العمليات البحرية اليمنية، سواء ضد السفن التجارية “الإسرائيلية” أو حتى في مواجهة البحرية الأمريكية والبريطانية التي بدلت حاملات الطائرات تحت ضغط الضربات الصاروخية اليمنية، خشية إصابتها.
المرحلة الجديدة لإسناد غزة، مختلفة من عدة نواحٍ، على الأقل من حيث الهدف، فهي تمنح الوسطاء ورقة ضغط على كيان العدو من أجل الدخول بجدية في مفاوضات المرحلة الثانية، والالتزام بمقتضيات المرحلة الأولى ولا سيما البروتوكول الإنساني، وتزعم “يديعوت أحرنوت” أن العمليات اليمنية تأتي بطلب من حماس، ووضعتها الصحيفة في إطار توحيد الجبهات ضد الكيان الصهيوني.