الهند لاعب رئيسي في إيجاد حلول الطاقة العالمية
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
نيو دلهي : البلاد
تظهر الهند كدولة رائدة في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة فهي لا تستجيب فقط للضغط الدولي فقط ولكنها تعمل بحماس على صياغة مستقبل بتماشى مع التزامها برعاية البيئة فإنها فضلاً من استثمارات ومبادرات الطاقة الشمسية مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية ( ISA )، تظل الهند مصدراً لحلول الطاقة العالمية حيث تظهر تفانيها في مجال الطاقة الخضراء والإستدامة .
وجاء ذلك في تقرير اصدرته الحكومة الهندية مؤخراً ” تتقدم الهند بشكل رائد نحو تحقيق التوازن الدقيق بين النمو الإقتصادي واعتماد الطاقة النظيفة حيث تضع الهند نفسها بشكل استراتيجي كلاعب رئيسي في مجال التقنيات الخضراء مما يرفع من مكانتها كقائد في مجال الإستدامة ” . كما تبين ذلك في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ ( COP28 ) أن الهند تتبع النهج الدقيق مع اولوياتها المحلية مع الضرورات العالمية ضمن اتفاقية باريس حيث تشمل الإنجازات الملحوظة توليد 40% من الكهرباء من مصادر الوقود غير الأحفوري وهو ما يتجاوز هدف عام 2030م بتسع سنوات ملفتة للإنتباه .
بالنسبة دور الهند خارج الحدود ، تمتد قيادة الهند من خلال التحالفات الدولية مما يظهر التزامها بالمساعي التعاونية مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية والتحالف من اجل البنية التحتية القادرة على مواجهة الكوارث، LeadIT في مجال التكنولوجيا ، والبنية التحتية للدول الجزرية القادرة على الصمود والتحالف الكبير للحيوانات الكبيرة في حين أن الهند باعتبارها صوتاً للجنوب العالمي، وهي تجسد الإستدامة تتوافق بسلاسة مع المصالح الوطنية واحتياجات المواطنين . وفي هذا السياق ، أن الدور المحوري الذي تلعبه الهند في انشاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية يمثل نقطة تحول في النضال العالمي ضد تغير المناخ حيث تم تأسيس التحالف الدولي للطاقة الشمسية في نوفمبر من عام 2016م والذي حصل على دعم من أكثر من 20 دولة من خلال اتفاقيتها الإطارية .
كما يمتلك التحالف الدولي للطاقة الشمسية استراتيجية طموحة تحت عنوان ” نحو 1000″ حيث تهدف هذه الإستراتيجية إلى جذب استثمارات بقيمة تريليون دولار أمريكي في مجال الطاقة الشمسية بحلول عام 2030م. بالإضافة إلى ذلك وهي تسعى جاهدة الى توفير الطاقة النظيفة لمليار شخص وتركيب 1000 جيجاوات من الطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم والتي ستساعد على تقليل انبعاثات الكربون العالمية بشكل كبير . ويعتبر التحالف الدولي للطاقة الشمسية مقره الرئيسي في الهند وهو أول منظمة حكومية دولية من نوعها قائمة على المعاهدات مما يبرز قيادة الهند في التصدي لتغير المناخ .
علماً أن الهند بدأت مسارها نحو الطاقة الشمسية في عام 2009م من خلال المهمة الوطنية للطاقة الشمسية حيث تلقى هذا المسار على دفعة أخرى عندما وضع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هدفاً طموحاً جديداً يتمثل في انتاج 100 جيجاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2022م وبالفعل ، وقد حققت قصة الطاقة الشمسية في الهند نجاحاً كبيراً حيث وصلت القدرة الشمسية إلى اكثر من 29 جيجاواط ومن خلالها اجتذبت 42 مليار دولار أمريكي من الإستثمارات بين عامي 2015 و 2019م . وعلى الرغم من أنه يمثل فقط 2% من اجمالي توليد الكهرباء في الهند ، فقد تجاوزت الطاقات المتجددة بأكملها بحلول يناير 2024م نسبة 31.4% مع 17.3% من الطاقة الشمسية حتى أنها تجاوزت الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي دولة أكثر ثراءً في العالم .
وقد استهدف التحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA) الذي اقترحته الهند في عام 2015م، البلدان الواقعة في المناطق الأستوائية التي تتلقى وفرة من أشعة الشمس وهي من المتوقع أن تشهد نمواً كبيراً في الطلب على الطاقة في السنوات المقبلة . لذا، يهدف التحالف إلى تشجيع تلك البلدان على اعتماد الطاقة الشمسية كمصدر أساسي للطاقة من خلال خفض التكاليف حيث يستخدم التحالف الدولي للطاقة الشمسية استراتيجياً بما في ذلك ثلاثة تدابير رئيسية من اجل تقليل تكاليف الطاقة الشمسية على مستوى العالم .
ومن خلال استضافة الهند الأمانة العامة للتحالف الدولي للطاقة الشمسية والمساهمة مالياً في عملياته، تضع الهند نفسها في طليعة الجهود الدولية للدفاع عن الطاقة النظيفة والجدير بالذكر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي سارعا إلى الدخول في شراكة مع التحالف الدولي للطاقة الشمسية مما يظهر تأثير التحالف على المستوى العالمي علماً أنه في عام 2021م ، انضمت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري الى التحالف الدولي للطاقة بإعتبارها العضو رقم الـ 101 .
وفي الجمعية السنوية السادسة في نيودلهي التي انعقدت في شهر نوفمبر من عام 2023م، حيث أعلنت التحالف الدولي للطاقة الشمسية عن زيادة التمويل لمشاريع الطاقة الشمسية في البلدان النامية علماً أن البرنامج العالمي لتيسير الطاقة الشمسية ( GSF) الذي يعالج القضايا الحاسمة في أفريقيا وهي دولة لها وصول منخفض للكهرباء مع الإستثمار المحدود في مجال الطاقة الشمسية على الرغم من الحقيقة أنها تمتلك 60% من موارد الطاقة الشمسية الرئيسية في العالم في حين انها تساهم بنسبة 1.3% فقط من الطاقة الشمسية العالمية مما يترك الملايين بدون كهرباء . ويهدف البرنامج العالمي لتيسير الطاقة الشمسية بقيادة الهند وهي أيضاً رئيس التحالف الدولي للطاقة الشمسية، إلى جمع مبلغ قدره 100 مليون دولار أمريكي ليكون بمثابة حافز لجذب 10 مليارات دولار اضافية في استثمارات خاصة .
ومن المتوقع أن يوفر هذا الدعم المالي إمكانية الوصول إلى الطاقة النظيفة تجاه 35 إلى 40 مليون أسرة أفريقية مما يؤثر على نحو 200 مليون فرد بينما يلتزم أكثر من 110 دولة بمضاعفة قدراتها العالمية في مجال الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030م، فإن الهند بقيادة رئيس الوزراء مودي، تقف كقوة دافعة في تنفيذ هذه الأجندة العالمية التحويلية ويلاحظ أن الإتفاق الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ يعكس التفاني الجماعي في تقييد ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتمثل رئاسة الهند لمجموعة العشرين علامة بارزة في هذه الرحلة .
وفي الختام ، يمكن القول فإن التأثير العميق للهند من خلال التحالف الدولي للطاقة الشمسية ليس مجرد انجاز وطني، بل هو منارة للأمل والتعاون تجاه العالم علماً أن التحالف الدولي للطاقة الشمسية بجانب النهج الديناميكي للهند في مجال الطاقة المتجددة ، يعمل بمثابة نموذج قوي للدول الأخرى مؤكدأ أن الإستدامة يمكن أن تكون حجر الزوايا للنمو الإقتصادي والتقدم البيئي العالمي .
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الهند
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء يغادر إلى الإمارات للمشاركة في اجتماع وكالة الطاقة المتجددة
غادر الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الى دولة الإمارات للمشاركة في فعاليات الدورة الخامسة عشر للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "IRENA" وأعمال اجتماعات قمة أبوظبي للاستدامة
وذلك لمناقشة الموضوعات المشتركة في فعاليات الدورة الخامسة عشر للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "IRENA" وأعمال اجتماعات قمة أبوظبي للاستدامة، وذلك لمناقشة الموضوعات المشتركة ودفع سبل التعاون وتفعيل الشراكة بين الدول الأعضاء ونقل الخبرات فى مجالات الطاقات الجديدة والمتجددة وأنظمة تخزين الطاقة الخاصة بها، وطرح رؤية مصر واستراتيجيتها للتنمية المستدامة والاعتماد على الطاقة النظيفة وخفض استهلاك الوقود التقليدي والحد من الانبعاثات الكربونية بالتعاون والشراكة مع القطاع الخاص، وغيرها من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
من المقرر أن يشارك الدكتور محمود عصمت فى اجتماعات الموائد الوزارية المستديرة الخاصة بتسريع تحول الطاقة في افريقيا والتي تهدف لصياغة أجندة التصنيع الأخضر وزيادة التمويل لدعم التحول في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وعقد عدد من الاجتماعات الثنائية مع فرانشيسكو لاكاميرا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الجديدة والمتجددة، ومدير البنية التحتية بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار ، وكذلك يلتقي بعدد من رؤساء الشركات العاملة فى مجال الطاقة المتجددة، ويقوم بزيارة إلى مدينة مصدر ومحطة الظفرة للطاقة الشمسية، بالإضافة إلى عقد العديد من اللقاءات على هامش فعاليات الجمعية واجتماعات القمة.
جدير بالذكر أن مصر دولة مؤسسة للوكالة، و تبنت على مدار السنوات الماضية استراتيجية لاستغلال إمكاناتها المتنوعة من مصادر الطاقة المتجددة من الشمس والرياح ومواجهة تحديات أمن الطاقة واستدامتها وتحقيق التوازن مع التحديات البيئية والاقتصادية، وكان إنشاء الوكالة وتحديد دورها العالمي أمراً محوريًا في دفع عجلة تحول نظم الطاقة على مستوى العالم، وتهدف إلى تسريع الانتقال العالمي نحو الطاقة المتجددة وتوفير منصة للتعاون الدولي، وتبادل المعرفة والخبرات، ودعم السياسات والبرامج التي تشجع على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحيوية، وتشارك مصر في أنشطة الوكالة التخصصية برئاسة عدد من لجانها الفنية والاستراتيجية والمالية والإدارية التي تساهم فى وضع خارطة جديدة لوجه العالم المتجدد.