نيو دلهي : البلاد

 تظهر الهند كدولة رائدة في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة فهي لا تستجيب فقط للضغط الدولي فقط ولكنها تعمل بحماس على صياغة مستقبل بتماشى مع التزامها برعاية البيئة فإنها فضلاً من استثمارات ومبادرات الطاقة الشمسية مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية ( ISA )، تظل الهند مصدراً لحلول الطاقة العالمية حيث تظهر تفانيها في مجال الطاقة الخضراء والإستدامة .

وجاء ذلك في تقرير اصدرته الحكومة الهندية مؤخراً ” تتقدم الهند بشكل رائد نحو تحقيق التوازن الدقيق بين النمو الإقتصادي واعتماد الطاقة النظيفة حيث تضع الهند نفسها بشكل استراتيجي كلاعب رئيسي في مجال التقنيات الخضراء مما يرفع من مكانتها كقائد في مجال الإستدامة ” . كما تبين ذلك في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ ( COP28 ) أن الهند تتبع النهج الدقيق مع اولوياتها المحلية مع الضرورات العالمية ضمن اتفاقية باريس حيث تشمل الإنجازات الملحوظة توليد 40% من الكهرباء من مصادر الوقود غير الأحفوري وهو ما يتجاوز هدف عام 2030م بتسع سنوات ملفتة للإنتباه .

بالنسبة دور الهند خارج الحدود ، تمتد قيادة الهند من خلال التحالفات الدولية مما يظهر التزامها بالمساعي التعاونية مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية  والتحالف من اجل البنية التحتية القادرة على مواجهة الكوارث، LeadIT في مجال التكنولوجيا ، والبنية التحتية للدول الجزرية القادرة على الصمود والتحالف الكبير للحيوانات الكبيرة في حين أن الهند باعتبارها صوتاً للجنوب العالمي، وهي تجسد الإستدامة تتوافق بسلاسة مع المصالح الوطنية واحتياجات المواطنين . وفي هذا السياق ، أن الدور المحوري الذي تلعبه الهند في انشاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية يمثل نقطة تحول في النضال العالمي ضد تغير المناخ حيث تم تأسيس التحالف الدولي للطاقة الشمسية في نوفمبر من عام 2016م والذي حصل على دعم من أكثر من 20 دولة من خلال اتفاقيتها الإطارية .

كما يمتلك التحالف الدولي للطاقة الشمسية استراتيجية طموحة تحت عنوان ” نحو 1000″ حيث تهدف هذه الإستراتيجية إلى جذب استثمارات بقيمة تريليون دولار أمريكي في مجال الطاقة الشمسية بحلول عام 2030م. بالإضافة إلى ذلك وهي تسعى جاهدة الى توفير الطاقة النظيفة لمليار شخص وتركيب 1000 جيجاوات من الطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم والتي ستساعد على تقليل انبعاثات الكربون العالمية بشكل كبير . ويعتبر التحالف الدولي للطاقة الشمسية مقره الرئيسي في الهند وهو أول منظمة حكومية دولية من نوعها قائمة على المعاهدات مما يبرز قيادة الهند في التصدي لتغير المناخ .

علماً أن الهند بدأت مسارها نحو الطاقة الشمسية في عام 2009م من خلال المهمة الوطنية للطاقة الشمسية حيث تلقى هذا المسار على دفعة أخرى عندما وضع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هدفاً طموحاً جديداً يتمثل في انتاج 100 جيجاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2022م وبالفعل ، وقد حققت قصة الطاقة الشمسية في الهند نجاحاً كبيراً حيث وصلت القدرة الشمسية إلى اكثر من 29 جيجاواط ومن خلالها اجتذبت 42 مليار دولار أمريكي من الإستثمارات بين عامي 2015 و 2019م . وعلى الرغم من أنه يمثل فقط 2% من اجمالي توليد الكهرباء في الهند ، فقد تجاوزت الطاقات المتجددة بأكملها بحلول يناير 2024م نسبة 31.4% مع 17.3% من الطاقة الشمسية حتى أنها تجاوزت الولايات المتحدة الأمريكية ، وهي دولة أكثر ثراءً في العالم .

وقد استهدف التحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA) الذي اقترحته الهند في عام 2015م، البلدان الواقعة في المناطق الأستوائية التي تتلقى وفرة من أشعة الشمس وهي من المتوقع أن تشهد نمواً كبيراً في الطلب على الطاقة في السنوات المقبلة . لذا، يهدف التحالف إلى تشجيع تلك البلدان على اعتماد الطاقة الشمسية كمصدر أساسي للطاقة من خلال خفض التكاليف حيث يستخدم التحالف الدولي للطاقة الشمسية استراتيجياً بما في ذلك ثلاثة تدابير رئيسية من اجل تقليل تكاليف الطاقة الشمسية على مستوى العالم .

ومن خلال استضافة الهند الأمانة العامة للتحالف الدولي للطاقة الشمسية والمساهمة مالياً في عملياته، تضع الهند نفسها في طليعة الجهود الدولية للدفاع عن الطاقة النظيفة والجدير بالذكر أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي سارعا إلى الدخول في شراكة مع التحالف الدولي للطاقة الشمسية مما يظهر تأثير التحالف على المستوى العالمي علماً أنه في عام 2021م ، انضمت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال المبعوث الرئاسي الخاص للمناخ جون كيري الى التحالف الدولي للطاقة  بإعتبارها العضو رقم الـ 101  .

وفي الجمعية السنوية السادسة في نيودلهي التي انعقدت في شهر نوفمبر من عام 2023م، حيث أعلنت التحالف الدولي للطاقة الشمسية عن زيادة التمويل لمشاريع الطاقة الشمسية في البلدان النامية علماً أن البرنامج العالمي لتيسير الطاقة الشمسية ( GSF) الذي يعالج القضايا الحاسمة في أفريقيا وهي دولة لها وصول منخفض للكهرباء مع الإستثمار المحدود في مجال الطاقة الشمسية على الرغم من الحقيقة أنها تمتلك 60% من موارد الطاقة الشمسية الرئيسية في العالم في حين انها تساهم بنسبة 1.3% فقط من الطاقة الشمسية العالمية مما يترك الملايين بدون كهرباء . ويهدف البرنامج العالمي لتيسير الطاقة الشمسية بقيادة الهند وهي أيضاً رئيس التحالف الدولي للطاقة الشمسية،  إلى جمع مبلغ قدره 100 مليون دولار أمريكي ليكون بمثابة حافز لجذب 10 مليارات دولار اضافية في استثمارات خاصة .

ومن المتوقع أن يوفر هذا الدعم المالي إمكانية الوصول إلى الطاقة النظيفة تجاه 35 إلى 40 مليون أسرة أفريقية مما يؤثر على نحو 200 مليون فرد بينما يلتزم أكثر من 110 دولة بمضاعفة قدراتها العالمية في مجال الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030م، فإن الهند بقيادة رئيس الوزراء مودي، تقف كقوة دافعة في تنفيذ هذه الأجندة العالمية التحويلية ويلاحظ أن الإتفاق الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ يعكس التفاني الجماعي في تقييد ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتمثل رئاسة الهند لمجموعة العشرين علامة بارزة في هذه الرحلة .

وفي الختام ، يمكن القول فإن التأثير العميق للهند من خلال التحالف الدولي للطاقة الشمسية ليس مجرد انجاز وطني، بل هو منارة للأمل والتعاون تجاه العالم علماً أن التحالف الدولي للطاقة الشمسية بجانب النهج الديناميكي للهند في مجال الطاقة المتجددة ، يعمل بمثابة نموذج قوي للدول الأخرى مؤكدأ أن الإستدامة يمكن أن تكون حجر الزوايا للنمو الإقتصادي والتقدم البيئي العالمي .

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الهند

إقرأ أيضاً:

توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مصنعَين لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مصنعَين، أحدهما لتصنيع خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، والآخر لإنتاج الألواح الشمسية بقدرة 2 جيجاوات؛ ، وذلك بين وزارة الصناعة المصرية، مُمَثلة في مركز تحديث الصناعة، وشركتي: "جلوبال ساوث يوتيليتيز الإماراتية" (Global South Utilities)، و"جيه إيه سولار الصينية"، وذلك بحضور الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، ومعالي الدكتور/ سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، و/ محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار بدولة الإمارات العربية المتحدة، و/ مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة.

ووقع مُذكرة التفاهم كل من:/ دعاء سليمة، المُدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة، و/ علي الشمري، الرئيس التنفيذي لشركة "جلوبال ساوث يوتيليتيز الإماراتية"، و/ لو شو ويه، الرئيس التنفيذي المُشارك في شركة "جيه إيه سولار الصينية".

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية تمنح ملف الصناعة أولوية متقدمة على أجندة العمل، انطلاقا من أن نمو هذا القطاع يعتبر ضمانة مهمة لتحقيق مستهدفات خطة التنمية المستدامة، وتوفير احتياجات السوق المحلية، وتعزيز الصادرات الوطنية، ودعم الاقتصاد القومي، لافتا إلى أن الحكومة تواصل السعي لتوفير مختلف المقومات الداعمة لنمو القطاع الصناعي، تنفيذاً لتكليفات  الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للنهوض بالصناعة الوطنية، وتذليل مختلف أشكال المعوقات؛ بهدف تحقيق الاستفادة المُثلى من إمكانات مصر في هذا القطاع.

وأضاف أن  مذكرة التفاهم تُسهم في تعزيز تنفيذ استراتيجية مصر للطاقة المستدامة 2035؛ لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحسين الكفاءة والتحول نحو الطاقة المتجددة وتعزيز أمن الطاقة، بالإضافة إلى الإسهام في تطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة، كما تسعى إلى توفير حلول فعّالة لتخزين الطاقة تلبي احتياجات السوقين؛ المحلية والإقليمية، مما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية.

وعلى هامش التوقيع قال الفريق/ مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، إن دور مركز تحديث الصناعة في مذكرة التفاهم يتمثل في تقديم الدعم في توفير البيانات والمعلومات المتعلقة بإنشاء مصنعَين، أحدهما لتصنيع خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، والآخر لإنتاج الألواح الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، بما في ذلك الحوافز الاستثمارية، والضرائب، والمرافق، وتوفير سلاسل التوريد المحلية، وتقديم الدعم في الترتيبات والمناقشات مع الشركاء والموردين المحليين المحتملين، وكذا تقديم الدعم في المناقشات مع الجهات ذات الصلة بشأن الحوافز المطلوبة.

وأكد الوزير حرص الحكومة على تعزيز جهود كفاءة استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة لتلبية احتياجات الدولة وفي اطار خطة وزارة الصناعة لتشجيع الصناعات الخضراء لتمثل نسبة ٥٪؜ في الناتج المحلي بحلول ٢٠٣٠ وتعميق التصنيع المحلي لمستلزمات إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة لا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.  

وأشار إلى أنه بموجب مذكرة التفاهم تلتزم شركة جلوبال ساوث يوتيليتيز الإماراتية بتقديم مختلف سبل الدعم اللازم لشركة "جيه إيه سولار" الصينية لاستكمال دراسة الجدوى، وكذا التنسيق بين مركز تحديث الصناعة والشركة الصينية بشأن جميع الحوافز الحكومية المطلوبة لإقامة المنشأتين الصناعيتين المُشار إليهما. 

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية أنه بموجب مذكرة التفاهم ستعمل الشركة الصينية المتخصصة في الطاقة المتجددة على الانتهاء من دراسة إنشاء مصنعين لإنتاج الخلايا الشمسية، الأول بطاقة إنتاجية تصل إلي 2 جيجاوات بغرض التصدير بإجمالي استثمارات متوقعة تصل إلى 138 مليون دولار، والثاني بطاقة إنتاجية تصل إلي 2 جيجاوات لتوفير احتياجات السوق المحلية (على أن يتم البدء بتجميع ألواح الطاقة الشمسية ومن ثم زيادة المكون المحلي من الزجاج والألومنيوم) بإجمالي استثمارات تصل إلى 75 مليون دولار.

بدوره، نقل الدكتور سلطان أحمد الجابر تحيات قيادة وحكومة وشعب دولة الإمارات إلى الدولة المصرية الشقيقة، مشيراً إلى أن توجيهات القيادة في دولة الإمارات تدعم استكشاف فرص التعاون والاستثمار المشترك في مجالات حيوية من ضمنها الصناعات المتقدمة والمستدامة، والبنية التحتية، والطاقة المتجددة،  بما يعود على البلدين الشقيقين بالنمو والازدهار، ويدعم استدامة ومرونة سلاسل الإمداد، ويُعزز الاكتفاء الذاتي.

مقالات مشابهة

  • عصمت: القطاع الخاص شريك رئيسي في تنفيذ استراتيجية قطاع الكهرباء
  • رشوة بقيمة 265 مليون دولار.. كيف يكشف الاتهام الأمريكي خبايا إمبراطورية أداني؟
  • وزير الكهرباء: محطة أبيدوس للطاقة الشمسية ومزرعة رياح أمونت نموذج يحتذى به على كافة المستويات
  • مؤسسة مجدي يعقوب.. 15 عاما من التأثير والأمل
  • إنشاء مصنعَين لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية والألواح بقدرة 4 جيجاوات
  • توقيع اتفاقيتين لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 1200 ميجاوات
  • توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مصنعَين لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات
  • توقيع اتفاقيتين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 1200 ميجاوات
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقيتين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية
  • الحكومة: تشغيل تجريبي لمشروع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في 2025