الأسبوع:
2025-04-17@08:44:53 GMT

جمال الكون في شهر رمضان

تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT

جمال الكون في شهر رمضان

ما أن يحل شهر رمضان على الكون فان كل الكائنات تشعر بتغيير يطرأ علي مظاهر ومكامن حياتها يتعلق بشعورها فجأة بالراحة والطمأنينة والسكينة لما يحمله هذا الشهر من أسرار ربانية وطاقات ايجابية تسخر بقدرة الله وسائر نعمه لتغمر كل الكائنات، ولما كان الإنسان الذي خلقه الله في الأرض خليفة له من اجل طاعته وعبادته بعد أن ميزه الله وخصه بما لم يخص به غيره وقبوله بتحمل الأمانة التي رفضتها كل الكائنات فكان هو الأجدر بالعبادة والطاعة والقيام بكل ما كلفه به الله في الأرض من أوامره ونواهيه ومنها صيام شهر رمضان الذي يأتي في موعده من كل عام ليحمل له خلال أيامه كل تلك المظاهر الربانية ومن فضائل النعم ومضاعفة الأجر والثواب خلال أيامه ليكون فرصة ومنة عظيمة من الله للمسلم للفوز بجنته وقضاء تلك الأيام في راحة وعبادة واعتمار داخلي لتكون له بمثابة الزاد والزواد خلال باقي شهور العام.

ولهذا كان لشهر رمضان المبارك فضل عظيم ومكانة كبيرة في الإسلام، فصيامه هو فرض عين على كل المسلمين وركن هام من أركان الإسلام ومن مظاهره وفق معظم الأحاديث النبوية المحققة انه تفتح خلاله أبواب السماء وأبواب الجنة، وتغلق أبواب جهنم، وتُسَلسل وتُصَفَّد الشياطين، وفيه ليلةً تُعتبر من أعظم ليالي العام وهي ليلة القدر التي يغفر الله لعباده المسلمين فيها الخطايا، وتُغسل فيها ذنوبهم لأن في صوم وقيام هذه الليلة الكثير من الأجر كما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السلام مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، ومَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، كما أن فيه صلاة لا تُقام إلا خلاله فقط وتسمى صلاة القيام وما لها من فضائل ووظائف نفسية وروحانية تغبط صاحبها بسعادة وإرادة لا توصف ولا تقارن، لما لا وقد خصّ الله تعالى هذا الشهر الكريم بأن أنزل فيه القرآن على نبيّه محمد عليه السّلام، وهو الأمر الذي ورد في الآية الكريمة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، ولكل تلك المظاهر وغيرها فان كل الكائنات تشعر بجمال وأسرار وروحانيات هذا الشهر وبما يحمله من الكثير من مظاهر جمال الكون وروعة وسعادة الحياة خلاله عن سائر أشهر العام حتى تمنت الأمة المحمدية لو كانت السنة كلها رمضان، ولفضله هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدومه ويذكرهم بفضل بركاته وهالاته، ويحثهم علي أن يعدوا له عدته من العبادة والطاعة و الاستقامة على أمر الله تعالى بدافع حرصه وحبه لامته.

إن هذا الشهر من أوله إلى آخره هو شهر النفحات الربانية والمنح الإلهية التي تتنزل على بني أدم ويعم السلام والوئام وتعم السكينة والهدوء لتغمر خلاله الخليقة، حتى إن الكون كله ليتناغم مع طبيعة هذا الشهر من الطمأنينة وراحة البال ليصبح رمضان هو شهر البركات والرحمات والخيرات والنور التي يعجز الحامدون عن أداء شكرها، فبدايته رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران، كما أخبرنا النبي صلوات الله وسلامه عليه، فهو موسم للطاعة، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعجل قدومه ويدعو الله بقوله: اللهم بلِّغنا رمضان لاستعجال الطاعة، لأنه ص لم يحرص على استعجال الزمن حرصه على رمضان، لما للشهر الكريم من فضائل وخصوصية، ولهذا من الواجب علينا نحن أبناء الأمة الإسلامية ألا نخرج منه بعد كل تلك المظاهر الربانية والبركات والروحانيات التي تغمرنا وتحيط بنا إلا وقد وعينا هذا الدرس العظيم بحيث يصبح له مردود علينا في سائر معاملاتنا وتأملاتنا ومظاهر حياتنا ومنها تهذيب النفوس والأخلاق، وتسخير الطاقات نحو الخير ونحو كل ما هو ايجابي وأفضل تجاه كل ما في هذا الكون بعد كل هذا الجود والفضل الرباني الذي اختصنا به الله دون غيرنا من الأمم، فاللهم تقبل منا رمضان، وأعنا على صيام نهاره وقيام ليله على النحو الذي يرضيك عنا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شهر رمضان صيام شهر رمضان جمال الكون الكائنات شهر رمضان هذا الشهر

إقرأ أيضاً:

أسوشيتد برس: سكان الجنوب ينتظرون تعويضات حزب الله التي لا تأتي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أنه في جنوب لبنان، وبعد عام على انتهاء جولة القتال الأخيرة التي خلفت المنازل والبنية التحتية والأراضي الزراعية في حالة خراب، لا يزال آلاف الأسر النازحة ينتظرون التعويضات.

وبينت الوكالة أن هذه الوعود، التي تكررها حزب الله باستمرار، لا تزال غير محققة، وبالنسبة للكثيرين ممن فقدوا كل شيء، أصبح الصمت أعلى من التعهدات خيانة يشعرون بها في كل منزل غير مرمم وكل حقل مهجور.

وبحسب الوكالة، كان من المتوقع أن تقع المسؤولية المالية عن هذه التعويضات على عاتق "قرض الحسن"، الذراع المالي الرئيسي لحزب الله، غير أن هذه المؤسسة، التي كانت تُصوَّر ذات يوم على أنها ركيزة لدعم المجتمع الشيعي اللبناني، تواجه الآن أزمة سيولة حادة، فالعقوبات الغربية والقيود المصرفية المشددة والديون الداخلية المتزايدة قد شلت قدرة "قرض الحسن" على العمل، ولا يزال آلاف طلبات التعويض معلقة، والمدفوعات الموعودة مؤجلة إلى أجل غير مسمى دون تفسير أو مساءلة.
ونقلت الوكالة عن أحد المواطنين، قائلًا: "جاءوا بعد القصف، والتقطوا الصور، وأطلقوا الوعود، وعانقوا أطفالنا ثم اختفوا". وأضاف: "طلبوا منا التحلي بالصبر في الحرب. والآن، بينما نعاني في السلام، لا نجد لهم أثرًا".
ولفتت الوكالة إلى أن هناك تناقضًا بين خطاب حزب الله وأفعاله، وبات ذلك يغضب قطاع عريض من اللبنانيين، موضحة أن الحزب الذي كان يصف نفسه ذات يوم بأنه “حامي الجنوب”، يراه الكثيرون الآن غير قادر بالوفاء بالتزاماته، وهناك تصور متزايد بين المدنيين بأن القيادة أصبحت منفصلة عن احتياجات المجتمعات التي تدعي تمثيلها.

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • أسوشيتد برس: سكان الجنوب ينتظرون تعويضات حزب الله التي لا تأتي
  • هل الدعاء يرد القضاء فعلا؟ اعرف هذه الكلمات التي لا ترد
  • مات قبل قضاء صيام رمضان فهل عليه إثم؟.. الإفتاء تكشف
  • بعد الهجوم عليه.. ماذا قال محمد رمضان عن ظهوره بـ «بدلة رقاصة»؟
  • الحقيقة التي لا نشاهدها
  • من النبي الوحيد الذي يعيش قومه بيننا حتى الآن؟ علي جمعة يكشف عنه
  • نشرة الفن |عقد قران ليلى أحمد زاهر وهشام جمال وفوز عصام عمر بـ جائزة أفضل ممثل لمهرجان هوليوود للفيلم العربي
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • دعاء بعد الركوع تحبه الملائكة وتتسابق عليه أيهم يصعد به إلى السماء