حرصت أن أطلع عليك مستبقا طلوع الهلال، حرصت أن أشهدني كي أشهدك، أردته لقاءا فارقا يشهد على متانة الصلة، وعمق الوله.
أردته لقاءاً حارا ًينجز فيه الشوق المشتعل تعابيره المشبوبة، لقاءً تجد فيه الروح الشريدة موطنها المضيع.
رمضان، عانقت مقدَمك لحظة ً لحظة، احتضنت أنفاسك الهابّة عبقاً ملء القلب، للدقائق اختلاج حبيب، كما لو أنها نبضك ووجيبك.
حرصت على أن ألقى نفسي كي ألقاك، أن أنفتح بكلي عليك كي تنفتح علي بعض نفائسك الخبيئة.
هذا أنا بين يديك، محارب يباب، امتد الجفاف إلى روحه قبل أن يأوي إلى خصب مؤمل، استولى عليه اليباس، انحسر داخله الظل واستحوذ عليه الحرورحتى لكأنه واحد من جنود الجدب، ناشر قيض ونافث لهب.
هذا أنا رمضان أنشد فيك إحياءما ذبل وذوى من أزاهير الروح، هافٍ إلى سقيا أنوارك، كلي نشيدٌ ضامئ، متلهف للارتواء من فيوضك الثرة،”ساقي ياساقي اسقيني، من نور الباقي، اسقيني واشعل أعماقي”.
هل لي من سناك ما يغسل عني أدران العتمة كي أبعث من جديد.
أشتقت إليك كما اشتقت إلي، اشتقت إلى روحي ، ما عدت أذكر آخر الخلوات ، آخر الأوبات ، آخر الجلسات.
لا يعرف الشوق من لا يشتاق إلى روحه، لا يشتاق الله أو الناس من يجفوها، أو يسلاها، من يقطعها، أو يهملها، لا ود لمن لا يود روحه ، ولا حب لمن لا “يحب نفسه”.
يا ألله إلى روحي أعود في رمضان تصفر داخلي ريح الوحشة، أؤوب إليك أيتها الروح محتضنا ً إياك ملتمساً منك الصفح والغفران، مؤكداً أني بك قمين وعليك أمين.
يا روحي العظيمة، كم أسلمتك للمهانات، كم خذلتك وخنتك، كم نصرت عليك، وكم خنقت لطفك بالكثيف من الأهواء والرغاب الجسد، هاأنذا أفرٌ مما يمسكني عنك أحاول إفراغ مايحول بيني وبينك كي ألقاك خاليا مستعدا ً للامتلاء الحق.
ها أنذا أيتها الروح أمسح ما تراكم من غبار الجفاء، أحرق ما تكدس من نفاية أنظف الزوايا والخبايا بالندم والاستغفار، أعيد ترتيب الوضع ، ترتيب الصلة، ترتيب الألفة، أطوي شهور الخصام.
هاأنذا أصلح ما تخرب، أشيد جسور الوئام أؤدي بعض حقك، أخدمك كي أكون بك سيد الأحرار.
كم أنا جلف وبارد إذ لا أحس بك تتألمين وتضجين داخل هذا الجسد الرخو المترهل، ما أظلمني إذ أضحي بك في سبيل لا يعود علي بسوى الضياع ، ما أتعسني إذ أطلب السعادة بإشقائك وإتعاسك.
أيتها الروح آوي إليك وقد استوحشت من المأوى وممن أهوى، لا معروف ما أنكرتك ولا معارف ما لم أتعرف عليك ولا صلات ما انقطع الوصل بيني وبينك.
ماذا تخبئين لهذا الضال احتفاء بتحرقه إليك أو تمنحينه بمقدار اللهفة سلاما وبرد يقين.
المحجوب عن روحه محجوب عن الله محجوب عن سواه، ورمضان موسم سماوي العطاء تلامس فيه الروح أفراح الأبد، ولا يعرف رمضان أو يشعر به من لم يعرف الحب والشغف، هو فرصة رحبة لاستعادة الإنسان فيك، فرصة للحياة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق رمضان شهر كريم وإصلاح 5 مارس، 2024 الأخبار الرئيسيةWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
للمرة الأولى.. توافق مطلع رمضان 2025 في هذه الدول
كشف الدكتور محمد غريب، رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن شهر رمضان 2025، سيشهد مفاجأة وتوافقا في بداية أول أيامه فلكيًا في عدد من الدول.
وأوضح «غريب» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن رمضان سيكون 1 مارس الموافق السبت في دول مصر والإمارات والسعودية والكويت وقطر والأردن وليبيا وتونس البحرين، ودول شرق جنوب آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا وباكستان، بالإضافة إلى دولتي المغرب وعمان.
وتابع أنه بالنسبة لمصر وغيرها من الدول فإن ما تم الكشف عنه وفقا للحسابات الفلكية، ولكن الرأي النهائي لدار الافتاء والجهات الشرعية في كل دولة بعد استطلاع الهلال.
وأشار إلى أن الجدل يثار سنويًا حول عدد من الدول كعمان والمغرب وهما يأخذان بالرؤية، رغم أن الحسابات الفلكية أشارت إلى أن 1 مارس سيكون أول أيام الشهر الكريم، وهو بسبب بقاء هلال يوم الاستطلاع فوق الأفق فترة طويلة، ولكن القرار يكون وفقا لرؤيتهم.
وتابع أن الدراسات الفلكية أشارت إلى أن شهر رمضان سيكون 29 يومًا.