محللون: ما تفعله إسرائيل في الأقصى خلال رمضان يؤكد أنها لا تتعلم من التاريخ
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
قال محللون إن القيود الأمنية التي فرضتها قوات الاحتلال على البلدة القديمة والمسجد الأقصى يؤكد أنها لم تتعلم من التاريخ، وأشاروا إلى أن العديد من المواجهات بين المقاومة وجيش الاحتلال وقعت بسبب هذه الممارسات بما في ذلك معركة طوفان الأقصى.
وتمكن آلاف المسلمين من أداء صلاة تراويح أول أيام شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى وذلك رغم القيود الشديدة التي فرضتها قوات الاحتلال على المسجد والبلدة القديمة.
وأعادت شرطة الاحتلال انتشارها في محيط المسجد ووضعت أسلاكا شائكة بمحاذاة المسجد من جهة باب الأسباط، وشددت القيود على مدينة القدس المحتلة وفق ما أكده عمدة المدينة عدنان غيث.
وقال مراسل الجزيرة حسان مسعود -خلال نافذة الجزيرة من مدينة القدس- إن المصلين من أنحاء الداخل الفلسطيني توافدوا بشكل كبير إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، مشيرا إلى أن نحو 35 ألفا منهم تمكنوا من الوصول إلى المسجد.
تشديد القيودوأكد مسعود أن قوات الاحتلال عززت الحواجز خصوصا عند بوابة الأسباط، ومنعت فئات عمرية كثيرة من دخول المسجد ما حدا بكثيرين للصلاة في الخارج.
ورغم القيود الأمنية، تجمع مئات المصلين من القدس والداخل عند منطقة باب العامود، وفق ما نقلته مراسلة الجزيرة فاطمة خمايسي التي أكدت منع المصلين من الضفة الغربية من دخول المسجد.
وقالت خمايسي إن حركة البيع والاحتفال في المنطقة تراجعت بشكل كبير عما كانت عليه في سنوات سابقة، وكذلك عدد المصلين.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي فضل طهبوب إن المسجد الأقصى لا يزال رمزا للصراع بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال بسبب قدسيته.
أما المحلل السياسي إياد القرا، فقال إن دولة الاحتلال لم تتعلم من دروس التاريخ المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى، حيث وقعت مواجهات كثيرة بينها وبين المقاومة بسبب الاعتداءات على المسجد الأقصى والقدس، بما في ذلك عملية "طوفان الأقصى".
وقال القرا إن إسرائيل لم تحسن تقدير التهديدات الفلسطينية بالرد على هذه الاعتداءات واعتقدت أنها ستشغل غزة في نفسها من خلال تقديم بعض التسهيلات لتفكيك ما يعرف بـ"وحدة الساحات"، التي كانت أكثر ما أزعجها خلال السنوات الماضية.
بدوره، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في كلمة بمناسبة شهر رمضان أن إسرائيل تحترم كافة المقدسات في مدينة القدس لكنه حذر من يحاولون تجريب إسرائيل من أنها جاهزة للرد، حسب قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان حريات المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
مخططات صهيونية لتطهير عرقي في القدس وجعل الفلسطينيين أقلية وخنق الأقصى
تقرير/ عبدالعزيز الحزي
منذ قيام كيان العدو الصهيوني باحتلال مدينة القدس عام 1967م، وهو يعمل جاهداً على السيطرة على المدينة المقدسة وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي الفلسطيني فيها.
ويشكل الفلسطينيون الأغلبية في مدينة القدس المحتلة، رغم أن هذا ليس ما خطّط له العدو الصهيوني وعمل عليه وما زال يعمل، ألا وهو “تهويد القدس”.
وتهويد القدس “هو المحاولات المستمرّة من قبل سلطات الاحتلال الصهيونية من أجل نزع الهوية الإسلامية والمسيحية التاريخية من المدينة وفرض طابع مستحدث جديد.
وبالفعل، باتت القدس ورشة بناء صهيونية لا تتوقف، حيث للجرافات فيها أيديولوجيا واضحة، وهي الإبقاء على الفلسطينيين أقلية داخل وطنهم.
واستخدم الكيان الغاصب لأجل ذلك الكثير من الوسائل وقام بالعديد من الإجراءات ضد المدينة وسكانها، حيث كان الاستيطان في المدينة وفي الأراضي التابعة لها أحد أهم الوسائل لتحقيق هدف اليهود الأساسي تجاه مدينة القدس.
وسعى العدو الصهيوني خلال العقود الماضية إلى استكمال مخططه الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، حيث عمل على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقا وشمالا، وذلك بضم مستوطنة معاليه أدوميم التي يقطنها حوالي 20 ألف نسمة، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل “عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، كفعات بنيامين” من الجهة الشرقية، “وكخاف يعقوب، كفعات زئييف، كفعات حدشا، كفعات هاردار” من الشمال، ما أدى إلى مضاعفة عدد المستوطنين الصهاينة وفي نفس الوقت قللت نسبة السكان العرب الفلسطينيين الذين يشكلون ثلث سكان القدس أي حوالي 220 ألف نسمة بما فيها الجزء المضموم 380 ألف نسمة، مع العلم أن عدد المستوطنين في القدس الشرقية يساوي عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة (180 ألف مستوطن).
ويبلغ عدد المستوطنات في القدس المحتلة حسب إحصائيات مركز أبحاث الأراضي، 29 مستوطنة، 14 منها في الجزء المضموم من القدس أي ما يسمى حدود القدس الشرقية، وتنتشر هذه المستوطنات في لواء القدس على شكل تجمعات استيطانية مكثفة تتخذ الشكل الدائري حول المدينة وضواحيها ممثلة بمراكز استيطانية كبيرة المساحة.
ويشار أيضاً إلى أن حدود البلدية (القدس الغربية) تم بشكل رسمي توسيعها ولكنه عملياً تم الاستيلاء على 72 كم مربعا بقرارات مختلفة وبتقييد التمدد العمراني في القدس وتحويل المناطق إلى مستوطنات يهودية كما حدث مع جبل أبو غنيم.
وتهويد القدس هو مصطلح يصف المحاولات المستمرة من الكيان الصهيوني لنزع الهوية الإسلامية والمسيحية التاريخية من مدينة القدس وفرض طابع مستحدث جديد وهو الطابع اليهودي.
وسائل تهويد القدس:
ليست اقتحامات جماعات الهيكل والمتطرفين الصهاينة وحدها الأداة لتهويد القدس؛ بل إنّ الكيان الصهيوني بات يسعى لخنقه من خلال “عملية تطهير عرقي لأحياء كاملة في المدينة المقدسة”.
وكان لحي البستان الذي بات يتهدد سكانه خطر التهجير القسري حصة الأسد من جرائم الهدم، باعتبارها خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، فيما نُفذت بقوة العدو الصهيوني 37 عملية هدم بمحافظة القدس خلال الشهر الماضي بينها عشر عمليات هدم ذاتي قسري، وفي بلدة سلوان وحدها هُدمت 14 منشأة.
وفي هذا السياق، حذر عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، من مخطط صهيوني لهدم حي البستان وطرد سكانه منه، بهدف استكمال المشروع التوسعي الاستيطاني، وصولًا لخنق المسجد الأقصى المبارك.
وأكد أن العدو الصهيوني عازم على تنفيذ تطهير عرقي لأحياء كاملة في المدينة المقدسة، بهدف حسم قضيتها بأقصى سرعة.
وقال: “إذا تمكن العدو الصهيوني من هدم حي البستان، فإن ذلك سيؤدي إلى إزالة أحياء مقدسية كاملة”.. مشيراً إلى أن هناك محاولات صهيونية حثيثة لهدم عشرات المنازل وتهجير أهالي البستان، خاصة بعدما نفذت بلدية العدو الصهيوني خلال الأيام الماضية عمليات هدم بالحي، وسلمت أوامر أخرى لنحو خمس عائلات مقدسية.
وشدد على أن مؤسسات العدو الصهيوني وأذرعها التهويدية بدعم من الجمعيات الاستيطانية تريد حسم قضية القدس وتقليل تركيبتها السكانية لصالح المستوطنين.
وأوضح أن محيط المسجد الأقصى يقع في بؤرة الاستهداف الصهيوني، لأن بلدة سلوان تعتبر خط الدفاع الأول عن المسجد المبارك، وهي الدرع الواقي له.
وأضاف: إن العدو الصهيوني لذلك يستهدف جنوب الأقصى بعدة وسائل، وهي هدم المنازل بذريعة عدم الترخيص، علمًا أن هذه المنازل مبنية من قبل وجود الاحتلال، وأيضًا، تهجير المقدسيين، وإقامة الحدائق والمسارات التلمودية والمتاحف التوراتية.
وأوضح أن حي البستان لا يبعد سوى 300 متر عن المسجد الأقصى، والكيان الصهيوني يسعى لإقامة ما يسمى بـ”الحديقة التوراتية” في الحي، واستثمار الأرض لأغراض استيطانية تهويدية مستقبلًا.
واعتبر أبو دياب أن هدم وتهويد حي البستان يُمهد للانتقال لأحياء أخرى في سلوان، لذلك ازدادت وتيرة الهدم بشكل كبير.
وحذّر من أن العدو الصهيوني يريد الانتقام من المقدسيين والفلسطينيين، من خلال تنفيذ سياساته الممنهجة سواءً بالهدم أو الاستيطان أو التهجير والتهويد، وغيرها.
بدوره، حذر عبد الكريم أبو اسنينة، عضو لجنة حي البستان، من انتقال الهجمة الشرسة ضد حي البستان لأحياء مقدسية أخرى.. داعياً في تصريحات صحفية إلى وقفة حازمة وجازمة تدفع المقدسيين للتوحد في وجه التغول الصهيوني.