قصة صناعة فانوس رمضان وتاريخ من الحكايات والفرحة
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
مع بداية شهر رمضان المبارك تتميز شوارع مصر بالزينة وإضاءة الفوانيس كاحد اهم الطقوس للاحتفال بالشهر الكريم لا يمكن لأحد أن يتغاضى عنها ، يعتبر فانوس رمضان من أشهر هذه رموز الفرحة التى تعبر عن سعادة المصريين بقدوم الشهر المبارك فمنذ زمن بعيد يحرص المسلمون على اقتنائه لتزيين المنازل والشوارع والمتاجر والشرفات، كما أنه يمنح الأطفال بهجة خاصة للشهر الكريم ويزيد من ارتباطهم به.
أعمال الرسول فى رمضان نصائح مهمة يجب اتباعها في نهار رمضان قصة صناعة فانوس رمضان
فكرة الفانوس ترجع إلى عصر الدولة الفاطمية في مصر، وانتقلت بعد ذلك وانتشرت في جميع الدول العربية، ثم إلى جميع دول العالم، فبدأت قصة الفانوس في عصر الدولة الفاطمية منذ ما يزيد قليلا على ألف عام، فتعددت روايات ظهوره إلى أكثر من واحدة، فالرواية الأولى تحكي أنه حين دخل المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة ليلاً قادمًا من المغرب في الخامس من رمضان عام 358 هجرية، خرج المصريون في موكب كبير تشارك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء ترحيبًا به، يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة لإضاءة الطريق إليه، وهكذا بقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان، لتصبح عادة يُلتزم بها كل سنة.
والرواية الثانية تروي أنه حين أراد أحد الخلفاء الفاطميين أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس ووضع شموع بداخلها، وشيئًا فشيئًا ظل الفانوس طقسا من طقوس الشهر الكريم رغم زوال الفاطميين، فما زال له سحر بشعور مختلف عن أي شيءٍ ارتبط وجوده برمضان.
رواية آخرى تقول إن الفانوس ظهر في رمضان، في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي حفيد المعز، الشهر الذي سمح فيه للنساء بالخروج من بيوتهن دوناً عن باقي أشهر السنة، فيتقدم السيدة فتي صغير يحمل فى يده فانوسا مضيئا، لينبه من في الطريق من رجال بأن هناك سيدة تمر فيفسحوا لها الطريق.
على الرغم من أن الفانوس يظهر في موسم رمضان فقط، بعدما توارت وظيفته الأصلية في الإضاءة وأصبح طقسًا رمضانيًا خالصًا في عصرنا الحديث، إلا أن العمل في الفانوس يبقى مستمرا طوال العام، حيث يفكر المبتكرون والمصممون في أفكار جديدة وعصرية للفانوس، خاصة بعد أن انتشرت صناعته ووصلت إلى الصين، لكن تبقى القاهرة هي موطن الفانوس الأصلي، وما زالت تواصل دورها المحوري في صناعته.
وتعتبر منطقة "تحت الربع" التي تقع بالقرب من الأزهر الشريف وبركة الفيل بحي السيدة زينب وهي المكان الأشهر والأكبر في صناعة الفانوس التقليدي التاريخي، كما يوجد بها أكبر ورش صناعة الفوانيس.
بدأت صناعة الفوانيس قديمًا باستخدام الصفيح الرخيص، ثم تطور الأمر وأصبحت صناعته فنًا حرفيًا، يبدع فيه القائمين على صناعته بالنقوش والزخارف اليدوية، والبحث عن مواد مختلفة لتضفي عليه لمسة جمالية فوقع الاختيار على النحاس والزجاج الملون مع قاعدة خشبية توضع فيها الشمعة للإنارة، وتغيرت بعد ذلك أحجام الفوانيس، وأصبحت تضاء بالفتيل والزيت بدلًا من الشموع ومن وقتها وحتى الآن شهدت صناعة الفوانيس تطورًا كبيرًا واستخدم لصناعته مواد عديدة تختلف كل الاختلاف عن بعضها فمنها صنع من خشب الأرابيسك والمعدن والنحاس والبلاستيك وحتى القماش المعروف بالخيامية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مع بداية شهر رمضان المبارك سعادة المصريين الشهر المبارك
إقرأ أيضاً:
«المالح».. إرث أصيل ومذاق فريد
خولة علي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةيحرص الطفل علي أحمد عمر الظهوري، ابن مدينة دبا الحصن، ذو الأربعة عشر ربيعاً، على المشاركة في تحمل مسؤولية الحفاظ على الموروث الإماراتي، حيث نشأ في مدينة تحمل عبق الماضي العريق، وترعرع في بيت يصون الحرف اليدوية والمهن التقليدية على مر الأجيال، ومن بين هذه المهن العريقة تبرز صناعة «المالح»، تلك المهنة التي تجمع بين التراث والنكهة المميزة.
سمك المالح ليس مجرد طعام، بل هو رمز ثقافي وتراثي عريق يعكس مدى ما قام به الأهالي قديماً من دور في توفير الغذاء، وحفظه لفترات طويلة باستخدام وسائل وتقنيات عدة ومنها المالح، وهذه الوجبة تمتاز بنكهتها الفريدة وارتباطها الوثيق بظروف الحياة السائدة قديماً، لتصبح جزءاً من التراث والثقافة المحلية.
دقة وإتقان
يقول علي أحمد الظهوري: صناعة المالح مهنة متوارثة، اكتسبتها من أجدادي الذين كانوا يمارسونها بدقة وإتقان، وقد بدأت رحلتي في تعلم هذه الحرفة من خلال متابعة جدي، خطوة بخطوة، حتى أصبحت ملماً بكل تفاصيلها، وهي تتطلب أدوات بسيطة لكنها أساسية، مثل الملح الخشن أو ملح البحر، الذي يُعد العنصر الأهم في عملية التخزين، بالإضافة إلى حاويات التخزين كالأواني الفخارية أو الزجاجية، أما الأسماك المستخدمة، فيفضل أن تكون من الأنواع المناسبة والشهية لحفظها كالكنعد، القباب، والصد.
ورغم بساطة الأدوات، تواجه المهنة تحديات عديدة، حيث يقول الظهوري: اختيار نوع السمك المناسب، وتحديد الكمية الصحيحة من الملح، والوقت اللازم للتخزين، كلها تحديات تتطلب خبرة ودقة، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون عملية التخزين في مكان جاف مع تغطية الأواني ليلاً لحمايتها من التلف والرطوبة.
تحديات
يرى الظهوري أن مستقبل صناعة المالح يمكن أن يكون مشرقاً إذا تمت مواكبة العصر الحديث، من خلال أدوات تسويق مبتكرة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لهذا المنتج التراثي، ويضيف أن الابتكار في الأساليب مع الحفاظ على الطرق التقليدية يمكن أن يجذب الجيل الجديد ويشجعهم على ممارسة هذه المهنة والحفاظ عليها.
إحياء التراث
ولم يقتصر شغف الظهوري على صناعة المالح وتعلمها فقط، بل سعى أيضاً للمشاركة في المهرجانات المحلية لإحياء التراث، وتعريف الجمهور بهذه المهنة، قائلاً: تُعد مدينة دبا الحصن من أبرز المناطق التي تشتهر بصناعة المالح، ولهذا تقام سنوياً فعاليات ومهرجانات مثل مهرجانات المالح البحرية والقرية التراثية، حيث أشارك أنا وجدي في تقديم شروحات حول طرق صناعة المالح وتخزينه.
خطوات أساسية
يلخّص علي الظهوري رؤيته للحفاظ على هذه المهنة في ثلاث خطوات أساسية، وهي إقامة ورش عمل لتعليم الجيل الجديد أسرار صناعة المالح، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للحرفيين لضمان استمراريتهم، بالإضافة إلى نشر التوعية بأهمية المهنة باعتبارها جزءاً من التراث الثقافي الإماراتي، الأمر الذي يشجع الأجيال على الشغف والإبداع، لتستمر قصة عشق تراث الأجداد والرغبة العميقة في الحفاظ على هويتنا.
مصدر اقتصادي
تعلّم فنون الحرف التراثية أكسب الظهوري فهماً وقيماً عميقة، كأهمية الحفاظ على التراث، مع إمكانية تحويله إلى مصدر اقتصادي مربح، مؤكداً أن المالح يمكن أن يكون عنصراً رئيساً في الاقتصاد مستقبلاً إذا تم تطويره وتسويقه عالمياً.