إيلون ماسك يوجّه ضربة لـ ChatGPT.. تفاصيل
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
قال رجل الأعمال إيلون ماسك، إن شركة xAI الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي ستفتح المصدر الخاص بروبوت الدردشة الخاص بها Grok، حيث يعد الروبوت منافسًا بشكل قوي لـ ChatGPT.
ويأتي قرار إيلون ماسك، بعد أيام قليلة من رفعه دعوى قضائية ضد شركة OpenAI المالكة لـChatGPT بزعم أن الشركة قد انحرفت عن مهمتها الأصلية.
وأطلقت شركة xAI برنامج Grok العام الماضي، وزودته بميزات تشمل الوصول إلى المعلومات والآراء "في الوقت الفعلي" دون أن تردعها معايير “ الصوابية السياسية”، كما أن الخدمة متاحة للعملاء الذين يدفعون مقابل اشتراك X الشهري البالغ 16 دولارًا.
وقد ساعد ماسك، في تأسيس شركة OpenAI منذ ما يقرب من عقد من الزمن كثقل موازن لهيمنة جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي.
لكن OpenAI، التي كانت مطالبة أيضًا بجعل تقنيتها "متاحة مجانًا" للجمهور، أصبحت مغلقة المصدر وحوّلت التركيز إلى تعظيم أرباح مايكروسوفت ، كما زعم ماسك في الدعوى المرفوعة أواخر الشهر الماضي.
وأثارت الدعوى جدلاً بين العديد من التقنيين والمستثمرين حول مزايا الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر.
ووصف فينود خوسلا، الذي تعد شركته من أوائل الداعمين لـ OpenAI، الإجراء القانوني الذي اتخذه ماسك بأنه "صرف هائل عن أهداف الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام وفوائده".
وسيساعد وعد إيلون ماسك بفتح Grok مفتوح المصدر شركة XAI على الانضمام إلى قائمة عدد من الشركات النامية، بما في ذلك ميتا وMistral، التي نشرت رموز برامج الدردشة الخاصة بها للجمهور.
ولطالما كان " ماسك " من دعاة المصادر المفتوحة، وقد قامت شركة تسلا، وهي شركة أخرى يقودها، بفتح مصادر العديد من براءات الاختراع الخاصة بها.
وقال ماسك في عام 2014 "لن ترفع شركة تسلا دعاوى قضائية بشأن براءات الاختراع ضد أي شخص يريد، بحسن نية، استخدام تقنيتنا". كما قامت شركة X، المعروفة سابقًا باسم تويتر، بفتح مصادر بعض خوارزمياتها في العام الماضي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی إیلون ماسک
إقرأ أيضاً:
مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.
وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.
هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.
ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!
ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.
وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.
ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.
حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.
وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.
ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.