الشارقة (وام)
تستقبل هيئة الشارقة للمتاحف، زوار متحف الشارقة للحضارة الإسلامية مجاناً، خلال شهر رمضان الفضيل، على فترتين، الأولى تمتد من التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، والثانية من التاسعة مساءً، حتى الحادية عشرة.
وسيرحب المتحف بزواره خلال جميع أيام الأسبوع باستثناء الجمعة، فيما سيغلق أبوابه في الفترة المسائية خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل، نظراً لانشغال المسلمين في هذا الوقت بالتراويح وقيام الليل، بصورة أكثر استغراقاً، كما يتوقف العمل بالفترتين، يومي 29 و30 رمضان، استعداداً لعيد الفطر المبارك.


ويعد متحف الشارقة للحضارة الإسلامية أحد أبرز المعالم في الشارقة ومنطقة الخليج لاستخدامه الطراز العربي الإسلامي التقليدي في عمارته الأثرية، وقد كان سوقاً تقليدياً تم افتتاحه عام 1987، واستوحيت الأعمال الحجرية لمبناه من متحف التاريخ الطبيعي في لندن واستخدم الحجر ذاته.
ويتميز المتحف الذي تبلغ مساحته عشرة آلاف متر مربع، بالقبة المركزية، وهي مزينة من الداخل والخارج وتوجد على القبة من الداخل لوحات فسيفسائية دقيقة تصور سماء الليل بالأبراج الفلكية التي وضعها فنان من ويلز.
وتعرض صالة أبوبكر للعقيدة الإسلامية أركان الإسلام الخمسة والمبادئ الأساسية للدين الإسلامي، وقطعاً رائعة من المخطوطات الإسلامية ونسخاً من المصحف الشريف لأشهر الخطاطين في العالم الإسلامي، من بينها نسخة طبق الأصل من المصحف الشريف المنسوب إلى ثالث الخلفاء الراشدين، عثمان بن عفان، رضي الله عنه، الذي يحتفظ قصر طوب قابي في إسطنبول بنسخته الأصلية، بالإضافة إلى نماذج معمارية جميلة للمساجد في الإسلام ومجسم يحتوي على خطوات أداء شعائر الحج والعمرة.
وتحتوي أيضاً على سلسلة مثيرة للاهتمام من الصور التاريخية في مناطق مختلفة من مكة المكرمة ولرحلات الحج إلى مكة المكرمة وتعد ستارة باب الكعبة وقطع كسوة الكعبة المشرفة المعروضة من أروع القطع الثمينة، ويستمتع زوار الصالة بمبادرة «الجولات اللمسية»، التي تسمح للزوار عموماً وذوي الإعاقة البصرية على وجه خاص، بلمس المقتنيات المعروضة، بما يساعدهم على استكشاف القطع الأثرية بطريقة تفاعلية، في تجربة تعليمية تثقيفية فريدة.
وسيتعرف رواد صالة ابن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا على أهم إنجازات واختراعات العلماء من شتى أقطار العالم الإسلامي وبمساهماتهم الرائدة في مجالات متنوعة كعلوم الفلك والطب والجغرافيا والعلوم الطبيعية والهندسة المعمارية وغيرها الكثير.
كما يضم المتحف خزانات لعرض المسكوكات الإسلامية على طول أحد ممراته، ليتعرف الزائر على تاريخ العملة الإسلامية ونشأتها ويخوض تجربة الاقتراب من العملات، والتعرف على عراقة التاريخ الإسلامي واتساع رقعته وتعرض العملات التي ترجع إلى الفترات الأولى من الإسلام، مع التركيز على العملات التي تم سكها في العهدين الأموي والعباسي.
وخصص الدور الأول لصالات الفنون الإسلامية الأربعة، وتم ترتيب المقتنيات بتسلسل زمني معين، من الأقدم إلى الأحدث لعرض الأعمال الفنية والمشغولات المصنوعة من الخزف والمعادن والزجاج وغيرها من الفنون التي تم إنتاجها في العالم الإسلامي بين القرنين الأول - السابع الهجري/ السابع - الثالث عشر الميلادي.
وتولي هيئة الشارقة للمتاحف اهتماماً كبيراً بأن يحظى الأطفال بزيارة قيمة ومفيدة ثقافياً وفكرياً، حيث وضعت برنامجاً متميزاً للفعاليات والأنشطة، وتتضمن ورشة عمل حول صناعة المسابح، والفوانيس الرمضانية، وزينة رمضان، وفن التغليف بإشراف مرشدين من المتحف، ويشمل أيضاً فعالية «لمّة الرمضانية» العائلية التي ستُقام في الفترة من 23 إلى 25 مارس، التي تركز على تقديم العادات التراثية في مختلف البلدان الإسلامية، والاحتفاء بالتنوع الثقافي للمسلمين، في إطار الإيمان بالعقيدة السمحة.
وتتيح زيارة المتحف تجربة مميزة للتجول في معرض «زينة البلاط الملكي الهندي» المنظم من قبل هيئة الشارقة للمتاحف بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية بدولة الكويت، الذي يستمر حتى 14 أبريل المقبل، ويرصد ملامح التأثر المتبادل بين الحضارة الإسلامية والعربية والهندية، مما يعزز مبدأ التمازج الحضاري على أرض الدولة. ويضم المعرض مجموعة من مقتنيات المرحوم الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، والشيخة حصة صباح السالم الصباح من دولة الكويت.
وأكدت «الهيئة» أن إتاحة الزيارات المجانية، تأتي لتعريف المواطنين والمقيمين، بالثقافة الإسلامية الأصيلة، وما لها من أثر إيجابي على الحضارة الإنسانية، فضلاً عن تأكيد روح التسامح التي تتسم بها دولة الإمارات.

أخبار ذات صلة حاكم عجمان وولي عهده يستقبلان المهنئين بحلول شهر رمضان رئيس الدولة يتبادل التهاني بحلول رمضان مع قادة دول شقيقة وصديقة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: متحف الشارقة للحضارة الإسلامية رمضان شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

العنصرية والآثار.. معرض عن الاستعمار الألماني يواجه بغضب اليمين المتطرف

ربما لم يعد مصطلح الاستعمار يذكر إلا في كتب التاريخ، بعد أن تحررت منذ زمن طويل دول العالم الثالث من القوى الاستعمارية التي نهبت ثرواتها، مع ذلك فما زالت عواقب تلك الفترة تلقي بظلالها من آن لآخر على حاضر هذه الدول وأيضا على الدول الاستعمارية.

وتحكي مكنسة معروضة في المتحف الصناعي بمدينة دورتموند الألمانية قصة محزنة عن التأثير المتواصل الحافل بالمعاناة للتاريخ الاستعماري الألماني، ولا تزال مكنسة الشارع القوية هذه متاحة حتى اليوم، وهي منسوجة من ألياف من نخيل البياسافا الذي ينمو في الغالب شرقي البرازيل.

الاستغلال الاقتصادي للمستعمرات

وتشرح باربارا فراي المشرفة على المتحف وهي تتحدث عن منتج موطنها البرازيل، أن "أصحاب مصنع ألياف البياسافا في بلدة هيرفورد الألمانية، أصبحوا من أصحاب الملايين بفضل هذا المنتج.

وهذه المكنسة التي تستخدم أيضا في تنظيف المنازل، وتعود إلى الحقبة الاستعمارية، والتي ترمز إلى الاستغلال الاقتصادي للمستعمرات، هي مجرد واحدة من بين 250 من القطع المعروضة، في معرض شامل نظمته المنظمة الإقليمية الاقتصادية "لاندشفستفرباند فستفاليا ليبي" المعروفة باسمها المختصر (إل دبليو إل).

وهذه القطعة -وهي واحدة من المعروضات التي لا تثير البغضاء أو العداوة- تعرض كجزء من معرض "هذا استعماري"، الذي تم افتتاحه ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، ويهدف المعرض الذي نظمته منظمة (إل دبليو إل)، إلى جعل إرث التاريخ الاستعماري الألماني في ولاية فستفاليا مرئيا بدرجة أكبر.

أثناء الحرب العالمية سرق النازيون قطعا فنية من أنحاء أوروبا (الجزيرة) العنصرية والاستعمار

وتقول زولا ويجاند مبيمبلي التي ساهمت في تدوين كتيب عن المعرض مصاحب للأطفال، وهي امرأة سوداء البشرة ترشد الزوار داخل المعرض: "عندما نتحدث عن الاستعمار، يجب علينا أن نتحدث أيضا عن العنصرية، لأن الاثنين مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا".

وفيما يتعلق بإخفاء بعض المعروضات، توضح ويجاند مبيمبلي أن مشاهدة الصور النمطية لأفريقيا، أو الأشياء المرتبطة بتاريخ عائلات الملونين يمكن أن تسبب لهم الألم.

وعلى سبيل المثال يوجد بالمعرض صندوق تبرع تابع للكنيسة، على شكل صبي أسود راكع ويومئ برأسه بامتنان بعد وضع عملة معدنية.

وتوجد بالمعرض صور عما يعرف باسم معارض "فولكرشاوين"، التي كانت شائعة في ألمانيا وبعض الدول الأوروبية، نتيجة الاستكشافات الجغرافية حيث كانت تعرض عينات من النباتات وأشكال غريبة من البشر تختلف عما يعهده الأوروبيون، وعلى سبيل المثال كان الأشخاص أصحاب البشرة السوداء يعرضون فيها مثلما تعرض الحيوانات في حدائق الحيوان، كما يحتوي المعرض على كتب الأطفال التي كانت كلمة زنجي تستخدم في الطبعات الأكثر قدما.

ألعاب بمعرض "هذا استعماري" تحاول أن تقدم إرث التاريخ الاستعماري الألماني لولاية فستفاليا (الألمانية)

ويتطرق المعرض أيضا إلى موضوعات مثل نهب القطع الفنية، من البلاد الخاضعة للاستعمار وجهود استعادتها، وكذلك مقاومة مجموعات السكان الأصليين للحكم الأجنبي، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الحروب والإبادة الجماعية.

ويؤكد منظمو المعرض أن هذه المعروضات، تسلط الضوء على كيفية استمرار الهياكل الاستعمارية عميقة الجذور، في التأثير على المجتمعات حتى اليوم.

ويوضح مدير المنظمة التي تشرف على المعرض جورج ليونمان قائلا: "هدفنا المشترك هو إظهار آثار الاستعمار وعواقبه على مجتمعنا في المنطقة اليوم، وتسليط الضوء من وجهات نظر متنوعة، على هذا الموضوع الذي تم تجاهله مسبقا".

وبخلاف الحملات العسكرية فقد جُمع العديد من القطع الأثرية الغالية من أفريقيا والشرق الأوسط بواسطة المغامرين والموظفين الاستعماريين والتجار والمستوطنين الذين لا يشغل بالهم التفكير في شرعية تملك هذه القطع. وحتى لو تم شراؤها من مالكيها المحليين، فغالبا ما كان ذلك مقابل أجر زهيد لا يناسب أهمية القطع، خاصة مع انعدام قوانين وضوابط للحد من تهريبها، فجرى جمعها ونقلها ببساطة، واستمرت هذه الأنشطة أيضا في القرن الـ20.

غضب يميني

وتلقى المتحف سيلا من التعليقات كانت ذات طبيعة عنصرية ومسيئة وفقا لبيان للمتحف، الذي ذكر أيضا أنه تم تعليق شعارات يمينية على بوابة المتحف، وأنه تم الاتصال بالشرطة التي قامت بالتحقيق في وقت لاحق، في عدة حالات للاشتباه في التحريض على الكراهية.

وأعرب سياسيون محليون من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، عن غضبهم من أن معروضات المتحف تعد مثالا "للعنصرية ضد البيض" الممولة من الأموال العامة، ومع ذلك فإن مطالبهم بإقالة إدارة المتحف وفرض عقوبات أخرى لم تلق آذانا صاغية.

ويرى آخرون أن حزب البديل من أجل ألمانيا ينظم حملة لخنق الحرية الفنية، وتحدث أولاف زيمرمان المدير الإداري للمجلس الثقافي الألماني، عن شن السياسيين من حزب البديل من أجل ألمانيا "حملة عدوانية"، ردا على موجة الانتقادات الموجهة إليهم.

وأضاف: "إن القوى اليمينية تريد أن تقيد حريتنا الفنية، ولا يجب أن نسمح بذلك".

وقالت مديرة المتحف آن كوجلر مولهوفر أثناء تقديمها شرح للمعرض، إنه تم تطوير شكل "المساحات الأكثر أمانا" بدرجة أكبر بعد الخبرة المكتسبة، وإنه سيكون هناك أيضا برامج خاصة بالمجموعات بالمعرض.

بينما أضافت ويجاند مبيمبلي أن "المتحف قام بعمل رائد مع منهاج "مساحة أكثر أمانا"، خاصة في عالم المتاحف الذي لا تزال فيه وجهة النظر الأوروبية مهيمنة، لذلك ترغب هي وآخرون في فريق الإشراف على المتحف، في رؤية المزيد من المساحات المحمية، التي يمكن للأشخاص غير البيض التفاعل فيها مع مثل هذا الموضوعات.

مقالات مشابهة

  • فعالية تراثية لكوكب الشرق «أم كلثوم» في متحف الحضارة المصرية السبت المقبل
  • حان الوقت ليراجع العالم الإسلامي نفسه
  • العنصرية والآثار.. معرض عن الاستعمار الألماني يواجه بغضب اليمين المتطرف
  • متحف الحضارة يستقبل نائب رئيس المفوضية الأوروبية والمُفوض الأوروبي للتجارة
  • متحف الحضارة يستقبل نائب رئيس المفوضية الأوروبية
  • نائب رئيس المفوضية الأوروبية يزور متحف الحضارة في الفسطاط
  • نائب رئيس المفوضية الأوروبية يزور المتحف القومي للحضارة
  • المتحف القومي للحضارة يستقبل نائب رئيس المفوضية الأوروبية للتجارة
  • نائب رئيس المفوضية الأوروبية يزور متحف الحضارة.. ويشيد بالكنوز الأثرية
  • وزير الثقافة: إنه لبنان أيها القتلة الأغبياء