– النَّمطُ الاجتماعيُّ في شهرِ رمضانَ في البيئةِ المدنيَّةِ الحديثةِ، مُؤثِّر بصورةٍ سلبيَّةٍ على نظامِ النَّومِ والاستيقاظِ، فالتعرُّض للأضواءِ والصَّخَب في ساعاتِ المساءِ والليلِ، وثقافة التغييرِ الحادِّ والجذريِّ، في جميعِ ما ينتسبُ لهذَا الشَّهرِ من عاداتٍ، وتقاليدَ، وعباداتٍ، ومواعيدَ عملٍ ودراسةٍ، وأنواعِ أطعمةٍ ومشروباتٍ، ونمطِ نومٍ واستيقاظٍ، وإعلامٍ ومُسلسلاتٍ وبرامجَ، كلُّها مُرتبطةٌ باضطرابِ إفرازِ هرمونِ «ميلاتونين» المنظِّمِ للسَّاعةِ الحيويَّةِ للجِسمِ وغيرهِ من الهُرموناتِ الحيويَّةِ، وبهذَا يرتبطُ بشكلٍ وثيقٍ باضطراباتِ النَّومِ الموسميَّةِ وتعكِّر المِزاجَ.
– فمثلًا، ما يحدثُ خلالَ شهرِ رمضانَ مِن الإفراطِ في تناولِ أطعمةٍ ومشروباتٍ غنيَّةٍ بالسُّكَّرياتِ، ومشبَّعةٍ بالدُّهونِ، والكافيينِ، في أوقاتٍ مُحدودةٍ غيرِ تقليديَّةٍ من المساءِ وآخِر الليلِ، يتسبَّبُ عادةً في تُخمةٍ مُضاعفةٍ، واضطراباتِ هضمٍ مُزعجةٍ، وإعياءٍ وخمولٍ واختلالٍ في إفرازِ الهُرموناتِ، وعمليَّةِ التمثيلِ الغذائيِّ (الأيْض)، وبالتَّالي، زيادةِ أوزانِ كثيرٍ من النَّاسِ.
– رمضانُ فرصةٌ جيّدةٌ للنَّظرِ في تقليصِ ساعاتِ الدَّوامِ الرَّسميِّ إلى (6) ساعاتٍ يوميًّا فقطْ، واختصارِ أيَّام العملِ الأُسبوعي إلى (4) أيامٍ أسبوعيًّا فقط، من دونِ المَساسِ بالرَّاتبِ الكامِل أو البدَلاتِ، لذلكَ، أقترحُ -على سبيلِ الدِّراسةِ المبدئيَّةِ- استمرارَ الدَّوامِ الرَّسمي لمدَّة (6) ساعاتٍ يوميًّا فقط لعدَّة أشهرٍ بعدَ رمضانَ، ومتابعةَ النتائجِ الاجتماعيَّةِ والنَّفسيَّةِ والاقتصاديَّةِ بما يضمنُ جوْدةَ العملِ والأداءِ.- لطالما تفكَّرتُ في الحساسيَّةِ المُفرطةِ لبعضِ المُسلمِينَ في شهرِ رمضانَ ضدَّ مَظاهِر تناولِ الطَّعامِ والشَّرابِ خلالَ النَّهارِ، لِغيرِِ المُسلمِينَ العاملينَ معَهُم والسَّاكنينَ بينهُم في بعضِ المُجتمعاتِ العربيَّةِ المُسلمةِ، فلم أجدْ تبريرًا مُعتَبرًا مُقنِعًا. تخيَّلُوا أنَّ بعضَ النَّاسِ يشعرُونَ بأنَّ صِيامَهم للهِ قد جُرِحَ، وأنَّ مَشاعرَهم قد خُدِشتْ، وأنَّ حفيظتَهُم قد استُثيرتء، لمُجرَّد رؤيتهِم شخصًا يأكلُ أو يشربُ أمامَهم في نهارِ رمضانَ!.
– «لا أُتابعُ التلفزيونَ في رمضانَ أبدًا، كنوعٍ مِن الاحتجاجِ الصَّامتِ على سيْلِ المُسلسلاتِ المُتدفِّق الرَّهيبِ. لكنِّي أُرغَمُ في ساعةِ الإفطارِ على مُشاهدةِ رامز جلال في برنامجِهِ؛ لأنَّ الأولاد -مع كلِّ مِصر- يُشاهدونه». مِن مقالٍ مُتميِّز عن البرنامَجِ المذكورِ للكاتبِ الطَّبيب «أحمد خالد توفيق» رحمهُ الله تعالى، ينتقدُ فيه الابتذالَ والسُّخفَ والتناقضَ والبَذَخَ في بعضِ البَرامجِ والمُسلسَلاتِ.. في رمضانَ!.. في رمضانَ!.
د. أيمن بدر كريم – صحيفة المدينة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی رمضان
إقرأ أيضاً:
قبل ساعات من انطلاق "الفيتور".. 7% زيادة في الحجوزات إلى إسبانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنطلق في العاصمة الإسبانية مدريد، فعاليات معرض الفيتور السياحي الدولي "fitur"، في الفترة من 22 وحتى 26 يناير الجاري، وعلى هامش المعرض الذي يستعد له قطاع السياحة الدولي، كشف المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، عن دراسة أجراها بالتعاون مع Forward Keys الشريك الاستراتيجي المتخصص في بيانات وتحليلات السفر، عن أن حجوزات الرحلات الجوية الدولية إلى مدريد نمت بنسبة 7٪ في الربع الأول من عام 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
وقال المجلس العالمي في بيان له اليوم، إن هذا الازدهار على مدريد كوجهة رئيسية يؤكد على انتعاش السياحة الوطنية، حيث تتألق وجهات مثل لانزاروت (+19%) وإشبيلية (+6%) وتينيريفي (+6%) بنمو مستدام، فيما تحافظ برشلونة وملقا ولاس بالماس وأليكانتي على تدفق ثابت للمسافرين الدوليين، مع مستويات وصول مماثلة لعام 2024.
ومن المتوقع، في الربع الأول من العام، أن تكون أسواق التصدير للسياحة إلى إسبانيا التي شهدت أكبر نمو مقارنة بالعام السابق هي أيرلندا (+26%)، واليونان (+20%)، والبرازيل (+19%)، وإسبانيا داخليا (+19%)، والولايات المتحدة الأمريكية (+12%) والنمسا (+10%)، مع الأخذ في الاعتبار فقط الأسواق التي تمثل أكثر من 1.5% من إجمالي الأوراق النقدية الصادرة.
وتابع المجلس: "إن توقعات السياحة الخارجية الإسبانية جديرة بالملاحظة أيضًا، ومن المتوقع نمو كبير في الرحلات الجوية إلى اليابان، بزيادة قدرها 60% خلال الربع الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ومن الوجهات الأخرى التي تشهد ارتفاعًا في عدد السياح الإسبان تايلاند (+36%) والأرجنتين (+13%) وسويسرا (+12%).
وقالت جوليا سيمبسون، الرئيس والمدير التنفيذي لـ WTTC: "تعكس هذه النتائج ريادة إسبانيا في السياحة العالمية.. إن أحداثًا مثل معرض FITUR تعزز مكانتها كمعيار دولي، وتعزز التعاون والمبادرات التي لا تعزز الصناعة فحسب، بل أيضًا الاقتصادات والمجتمعات التي تعتمد عليها".
وعلق أوليفييه بونتي، مدير التقصي والتسويق في شركة Forward Keys قائلاً: "تمثل الزيادة في السياحة الدولية إلى إسبانيا فرصة للمهنيين في قطاع السياحة، ولكنها تؤكد الحاجة الماسة للنمو المستدام.. إن تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية والحفاظ على الثقافة المحلية ونوعية حياة السكان أمر ضروري لضمان نجاح صناعة السياحة الإسبانية على المدى الطويل".
وفي عام 2024، شهد عدد المسافرين الدوليين الذين يصلون إلى إسبانيا جواً نمواً بنسبة 11%، مقارنة بعام 2023، وكان هذا النمو مدفوعًا بشكل أساسي بالأسواق الرئيسية مثل بولندا (+36%) والولايات المتحدة (+23%) وإيطاليا (+18%)، حيث عززت نفسها باعتبارها المصادر الرئيسية للسياح إلى البلاد.
ووضعت هذه البيانات نفسها برشلونة ومدريد وملقة وبالما دي مايوركا باعتبارها الوجهات الأكثر تفضيلاً للمسافرين الدوليين، ومن ناحية أخرى، عزز المسافرون الإسبان إيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة كوجهاتهم المفضلة في عام 2024.
ومن المثير للدهشة أن الوجهات الناشئة مثل المجر (+41%) والمغرب (+27%) وسويسرا (+24%) استحوذت على الاهتمام أيضًا، مما يعكس الاتجاهات الديناميكية في السياحة الخارجية.
ويصبح FITUR، باعتباره أحد المنتديات الدولية الرئيسية، المكان المثالي لتعزيز هذه الاتجاهات وتعزيز الفرص الجديدة للتعاون الذي يفيد الوجهات والاقتصادات والمجتمعات، وتتوقع هذه الديناميكية، المدعومة ببيانات مقنعة، أن يكون عام 2025 مليئًا بالإنجازات لقطاع السياحة الإسباني وتأثيره على المستوى العالمي.