كيف يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم والسمنة إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، هذا التساؤل، دائما ما يشغل بال من يعاني من كلا المرضين، والخوف من أن يكونا سببا في إصابتهم بمرض السرطان المميت، والأكثر بحثا عن إجابة، هم أصحاب السمنة في جسدهم، والذين في الأغلب يعانون من الضغط والسكر، وسعيا للإجابة عن هذا التساؤل، فقد أجابت دراسة علمية حديثة الإجابة عن تلك التساؤلات.

 

وبحسب تقرير نشرته صحيفة NPR الأمريكية، فقد توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، والتي يمكن أن تشمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع نسبة السكر في الدم والعديد من الحالات الأخرى، هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

 

 

ثلث الأمريكيين يعانون من التمثيل الغذائي

 

 

وفقا للصحيفة الأمريكية، فإنه حوالي ثلث الأمريكيين يعاني من متلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات التي يمكن أن تشمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم ومحيط الخصر الكبير، وتزيد معًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني، ويؤكد البحث الجديد على نتيجة محتملة أخرى بدخول السرطان، كمرض محتمل لديهم، فالعلاقة بين السرطان وزيادة الدهون في الجسم راسخة .

ولكن هذه الدراسة الأخيرة، التي نشرت في مجلة السرطان، تلقي نظرة أوسع على هذه العلاقة، مع التركيز على كيفية زيادة متلازمة التمثيل الغذائي بشكل عام من خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من السرطانات، ويقول جيرالد دينيس، عالم الأورام الجزيئية في جامعة بوسطن: "هناك الكثير من القلق من أن هذا الأمر قد أصبح تحت الرادار، على الأقل في مجال الصحة العامة الأمريكية، لأننا لا ندرك المخاطر بشكل كامل".

 

 

فريق بحث صيني ومشاركة 40 ألف شخص .. وتلك النتائج

 

 

وقد قام فريق البحث، ومقره الصين، بدراسة أكثر من 40 ألف شخص يعانون من بعض أو كل العوامل الخمسة لمتلازمة التمثيل الغذائي: ارتفاع ضغط الدم؛ انخفاض مستويات HDL، أي "الكوليسترول الجيد"، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وخط الخصر الكبير، ويتم تعريف المتلازمة الأيضية على أنها تحتوي على ثلاثة على الأقل من هذه الحالات، وبعد قياس صحتهم الأيضية على مدى أربع سنوات، قام الباحثون بتتبع الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان على مدى حوالي عقد من الزمن، وكان المشاركون في المتوسط ​​يبلغون من العمر حوالي 50 عامًا.

وأظهرت الدراسة أن أولئك الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي لديهم خطر متزايد بنسبة 30% للإصابة بأي سرطان في السنوات اللاحقة، كما قام الباحثون بتتبع بروتين سي التفاعلي، والذي يستخدم لقياس الالتهاب المزمن، وخلص الباحثون إلى أن متلازمة التمثيل الغذائي والمستويات الأعلى من هذا البروتين ارتبطت بشكل كبير بسرطان الثدي وبطانة الرحم والقولون والمستقيم والكبد.

 

 

نتائج الدراسة أمر مقنع 

 

 

ويقول دينيس، الذي لم يشارك في الدراسة: "إنه أمر مقنع للغاية، إنهم يرون أنه كلما جمعت هذه العوامل، ترتفع المخاطر وهو أمر منطقي تمامًا بالنسبة لي"،، ويوضح أن هذا يرتبط بقاعدة الأدلة الأوسع التي تشير إلى الالتهاب المزمن المشتعل، كعامل رئيسي مرتبط بهذه السرطانات، وتعكس النتائج الإجمالية ما يراه الآخرون في هذا المجال عندما يتعمقون في العلاقة بين السرطان ومتلازمة التمثيل الغذائي.

فيما يقول ماسي وين طالب دكتوراه في الطب في معهد هانتسمان للسرطان بجامعة يوتا، والذي أكمل مؤخرًا مراجعة للأدلة الموجودة، والتي لم يتم نشرها بعد: "لقد لاحظنا زيادة مماثلة جدًا في المخاطر بنسبة 30٪"، بينما تقول شيتال هارديكار، الباحث في معهد هانتسمان للسرطان الذي لم يشارك في البحث، إن العدد الكبير من الأشخاص المسجلين، والتصميم المحتمل والتقييم القوي للمعلمات الأيضية، كلها نقاط قوة في الدراسة الجديدة، ولكنها تقول إنه من المهم فصل جميع عوامل الخطر الأيضية.

 

 

الدراسة و السمنة المركزية

 

 

واستخدمت الدراسة تعريفا لمتلازمة التمثيل الغذائي التي تتطلب أن يكون لدى الشخص محيط خصر كبير - وهو ما أسماه الباحثون "السمنة المركزية" - بالإضافة إلى شرطين آخرين. لذلك، لا يمكن الإجابة على مدى ارتباط خطر الإصابة بالسرطان بالحالات الأخرى التي تشكل جزءًا من متلازمة التمثيل الغذائي، بغض النظر عن السمنة، ويدرس مختبر هارديكار هذا الموضوع، وتقول: "في بحثنا، وجدنا أن هذا غير صحي من الناحية الأيضية، ولكن المرضى ذوي الوزن الطبيعي لديهم أيضًا خطر متزايد للإصابة بالسرطان".

وتقول إن هناك أدلة على أن هذه المجموعة لديها بالفعل خطر الإصابة بالسرطان أعلى من أولئك الذين يعتبرون يعانون من السمنة، ولكن لديهم صحة أيضية جيدة بناءً على اختبارات الدم الخاصة بهم، وتضيف: "هنا لا تكون الآليات مفهومة جيدًا، فلا يتعلق الأمر بمؤشر كتلة الجسم فحسب، بل أين يتم توزيع الدهون لديك ومدى نشاطها الأيضي".

 

 

ما المنتظر من الأبحاث المستقبلية؟

 

 

وعن المنتظر من الأبحاث المستقبلية، يقول وين إن الأمل هو تحديد أكثر دقة للظروف التي تزيد من خطر إصابة شخص ما، وبأي مدى، عندما يكون لديه مجموعة من المشاكل الأيضية، وتقول: "نحن نعلم أن هناك ما لا يقل عن 13 نوعًا من السرطان مرتبطة بالسمنة، ولكن هناك أشياء أخرى مثل ارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم التي قد تساهم أيضًا"، فيما يوضح دينيس أن الباحثين ابتعدوا عن الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم لأنه مقياس "رهيب" للمخاطر، ويشير إلى أن السكان الصينيين في هذه الدراسة يميلون إلى أن يكون لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل بشكل عام مما تراه بين المرضى في الولايات المتحدة.

 

وتابع: "هؤلاء أشخاص نحيفون إلى حد ما، ومؤشر كتلة الجسم لديهم ليس مرتفعًا إلى هذا الحد، لكنهم يعانون من اضطراب التمثيل الغذائي للغاية ومخاطر الإصابة بالسرطان لديهم في الواقع أعلى"، وهذا يثير المخاوف بشأن "السرطانات الناجمة عن عملية التمثيل الغذائي في آسيا وجنوب آسيا، حيث ينتشر مرض السكري بشكل كبير، ولكن ليس بالضرورة بالتزامن مع السمنة المرضية"، وربما تم إجراء البحث في الصين، لكن هارديكار يقول إنه يحتوي على دروس واضحة للولايات المتحدة، حيث يحتاج الأطباء إلى الاهتمام بجميع عوامل الخطر بشكل كلي، والنظر إليها جنبًا إلى جنب وليس بمعزل عن غيرها.

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

قصور الثقافة تصدر ديوان "قبضة ضغط الدم والعصافير اللي هناك" للشاعر محمد على عزب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ديوان جديد بعنوان "قبضة ضغط الدم والعصافير اللي هناك" للشاعر والناقد محمد على عزب، وذلك ضمن سلسلة أصوات أدبية.

يتضمن الديوان 21 قصيدة، تتسم بالرؤيا الشمولية للتراجيديا الاٍنسانية، تتابع القصائد في تسلسل درامي فهي مواقف متنوعة تعيشها ذات اٍنسانية واحدة، ذات متعبة لكنها مشاكسة لا تستسلم، قبضة ضغط الدم هي قبضة المرض العضوي ومكابدات الواقع المعيش، والعصافير اللي هناك هي صوت الحلم الذي ينادي الذات الشاعرة التي تبحث عن وتعلي من قيمة كل ما هو اٍنساني في مواجهة القبح والمسخ والزيف، واٍن كان الديوان ينظلق من بؤرة الذات فاٍن الشاعر يقوم بتذويت الهم العام أي جعله جزءا من الهم الذاتي، يدمج الشاعر في قصائده بين تفاصيل اليومي والمعيش وبين الحلمي والمتخيل.

يدمج الشاعر في لغة قصائده العامية بعض مصطلحات ومفاهيم  العلوم التطبيقية جنبا اٍلى مع مجازات الشارع في سبيكة لغوية واحدة، والبنية الدرامية في هذا الديوان تعتمد على السرد الشعري الحكائي.


ومن أجواء ديوان "قبضة ضغط الدم والعصافير اللي هناك" 
أنا أصلا من يومي اتنين 
واحد أرضي .. والثاني  سماوي 
الأرضي 
ممكن تشوفوه 
هيكل عظمي 
هربان من معمل تشريح 
بيدوَّر 
ع اللي سرق لحمه وجلده 
بسم الأرض 
ومصمم اٍنه يجيبه 
ماشي يدوَّر 
ويقول للِّي يقابله 
خد بالك 
فيه عربيه بتجري ورانا 
بيسوقها
تاجر روبابيكيا 
متنكَّر 
في ملابس حارس ليلِي 
يسرق ذاكرة الناس 
ويورَّدها 
لِوِرَش تصنيع مكياج عصافير الزينه
الخرسا
وقرود السيرك 
خد بالك 
كل التحاليل 
اللي بتطلع من معملهم 
مضروبه 
الحمض النووي بتاع أرنب 
ورسم القلب بتاع دبدوب م القطن 
خد بالك 
دا الاٍنسان 
مش مجرَّد ساكن 
الاٍنسان  جزء أصيل 
من تضاريس الأوطان 
أما قريني الموجود في السموات 
نجم قديم متفجَّر 
من كام ألف سنه 
والنور الي بيوصلكم منه
ذكراه
اللي اتحفرت
في جبين السموات 
ذكراه الحيه 
اللي قرينًه الأرضي
بيراهن على قدرتها 
على قص أثر أقدام القاتل 
كشف المستور 
تحرير العمر الجاي 
والأحلام الحيّه 
المدفونه فْ قبر جماعي

وهذا الديوان هو الديوان السابع للشاعر والناقد محمد علي عزب حيث صدر له قبل ذلك ستة دواوين هي: "أوراق خريف العشق" و"بعلم الوصول" و"تشخيص على مسرح مكشوف"  و"ملامح بتكره البراويز" و"عمرك حلم مش للصيد" و"لعب أجد من الجد".

وفي النقد صدر له ثلاثة كتب هي: "أمل دنقل أيقونة الرفض والمفارقة" و"عن تحولات الشعر العامي بين التراث والمعاصرة" و"الشعر العامي العربي .. وقضايا الشكل والمصطلح والتدوين".

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي على صحة الدماغ
  • الرمان والليمون الأبرز.. أفضل مشروبات تدعم صحة قلبك وتنظم السكر في الدم
  • دراسة تحذر: الأساور الذكية تهدد صحة المستخدمين بالسرطان
  • قصور الثقافة تصدر ديوان "قبضة ضغط الدم والعصافير اللي هناك" للشاعر محمد على عزب
  • دراسة تكشف: ما يقرب من نصف الأفارقة يفكرون في الهجرة
  • دراسة تكشف تأثيرات مختلفة لالتهاب الدماغ على السلوك حسب الجنس
  • سحب دراسة ديدييه راوول حول استخدام الكلوروكين في علاج كوفيد 19
  • دراسة تحدد توقيت الولادة الأمثل لمريضات الضغط
  • دراسة.. 3 أكواب قهوة يوميا تحميك من السكري والجلطات الدماغية
  • دراسة جديدة: الأطعمة النباتية المعالجة قد تؤثر سلباً على الصحة العقلية