نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا مطولا عن تاريخ العلاقات بين الهند وإسرائيل، انطلاقا مما كشفته آلاف الوثائق الإسرائيلية التي أصبحت متاحة للجمهور.

وتكشف هذه الوثائق كيف أقامت إسرائيل، منذ منتصف الستينيات فصاعدا، علاقات مع الأحزاب القومية الهندوسية في الهند، حيث كان الدبلوماسيون الإسرائيليون يعرفون أنهم يتعاملون مع متطرفين مدفوعين بكراهية المسلمين.

ورأت الصحيفة -في المقال الذي كتبه إيتاي ماك- أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في يوليو/تموز 2017 إلى إسرائيل، أصبحت ترمز إلى التحول في العلاقات بين البلدين، التي كانت حتى التسعينيات باردة ومتوترة، في حين تشمل اليوم تجارة واسعة النطاق، وصفقات أسلحة ضخمة، والتدريب العسكري والشرطي ومكافحة الإرهاب، والتعاون السياحي والدبلوماسي، كما يدعم مودي إسرائيل في المحافل الدولية.

ويمكن تفسير العلاقات الممتازة -وفقا للصحيفة- منذ تولى مودي منصبه في مايو/أيار 2014 في الأساس بالمصالح المشتركة بين البلدين، وحقيقة مفادها أن كلا الزعيمين قوميين يمينيين ذوي ميول استبدادية.

ويرأس مودي حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم، وكان أيضا نشطا سابقا في المجموعة شبه العسكرية التابعة له "راشتريا سوايامسيفاك سانغ"، وتم منعه من دخول الولايات المتحدة لمدة عقد تقريبا بعد اعتباره مسؤولا عن مذبحة ضد المسلمين في ولاية جوغارات عام 2002.

ويقول المراقبون إنه تحت قيادته، تم تقليص المساحة الديمقراطية في الهند بشكل كبير، وتم تجريم الصحفيين ونشطاء المعارضة واعتقالهم وقتلهم في بعض الأحيان، واضطهاد الأقلية المسلمة والتمييز ضدها وتجريدهم من إنسانيتهم.

وتخوض الصحيفة في تاريخ العلاقات بين الهند وإسرائيل، إذ تظهر وثائق وزارة الخارجية التي تم نشرها للجمهور في أرشيف إسرائيل على مدى العامين الماضيين أن علاقة إسرائيل مع اليمين المتطرف في الهند، خاصة حزب بهاراتيا جاناتا (في تجسيداته السابقة)، ليست جديدة ولكنها بدأت في منتصف الستينيات.

ورغم أن الدبلوماسيين الإسرائيليين كانوا يعرفون جيدا أن هذه العناصر متطرفة وترتكز أيديولوجيتها على كراهية المسلمين، فإن هذه العلاقات تضررت في المقام الأول بسبب صعوبة قيام إسرائيل ببناء علاقات طبيعية مع حزب المؤتمر الوطني الهندي، الذي تولى السلطة بشكل شبه مستمر منذ الانتخابات الأولى في البلاد عام 1952 وحتى عام 1989.

الخوف والكراهية

في المراجعة التي أعدتها وزارة الخارجية في ديسمبر/كانون الأول 1985، تم توضيح أنه منذ الخمسينيات، عندما اعترفت الهند بإسرائيل، رفضت الحكومة الهندية إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، ولم تكن إسرائيل ممثلة في الهند إلا على مستوى قنصلية مقرها في بومباي (تم تغيير اسمها إلى مومباي في عام 1995)، ومنذ عام 1969 اقتصر اختصاص القنصلية على ولاية ماهاراشترا (التي شملت بومباي)، في حين ظلت الهند تعرب في الأمم المتحدة وفي غيرها من المنظمات الدولية وبشكل مستمر عن دعمها لمقترحات القرار العربي، وتحدثت بصوت شديد اللهجة ضد إسرائيل، وأحيانا بطريقة أكثر قسوة من الدول العربية.

وابتداء من يونيو/حزيران 1982، حدث تدهور خطير عندما أعلن أن القنصل الإسرائيلي في بومباي يوسف حسين شخص غير مرغوب فيه، وذلك ردا على مقابلته مع إحدى الصحف المحلية التي هاجم فيها الحكومة الهندية بسبب نشاطها الداعم للعرب، وحينها أُجبر على مغادرة البلاد ورفضت الهند الموافقة على وصول قنصل جديد.

بالإضافة إلى ذلك، خلقت الحكومة الهندية عديدا من الصعوبات للسياح الإسرائيليين ورفضت حتى منح تأشيرات دخول للإسرائيليين للمشاركة في المؤتمرات الدولية التي تعقد في البلاد.

وفي المجال الاقتصادي والتجاري، فُرضت قيود كثيرة على الشركات الهندية التي تتاجر مع إسرائيل.

خلفيات موقف المؤتمر الوطني

ووفقا لعشرات البرقيات التي أعدها دبلوماسيون إسرائيليون، يُعتقد أن السياسة السلبية التي ينتهجها حزب المؤتمر الوطني الحاكم تجاه إسرائيل ترجع أساسا إلى "تصوره للصهيونية من حيث الإمبريالية والاحتلال وليس بالضرورة التجديد الوطني". وشملت العوامل الأخرى الاعتماد على النفط والمال من الدول العربية، والخوف من أن تستغل باكستان تعزيز العلاقات مع إسرائيل في دعايتها ضد الهند، وكذلك حاجة حزب المؤتمر الوطني للفوز بالانتخابات في الولايات الرئيسية في الهند حيث تمثل أصوات المسلمين عاملا حاسما.

وقبل ما يقرب من 20 عاما، في برقية مؤرخة في 21 يونيو/حزيران 1965، أوضح القنصل الإسرائيلي آنذاك في بومباي بيرتس جوردون لمدير دائرة آسيا في وزارة الخارجية دانييل ليفين أنه "حتى يومنا هذا وفي المستقبل، الهندوسي يخاف ويكره المسلم بنفس الطريقة". وأوضح جوردون أنه في حزب بهاراتيا جانا سانغ (التجسيد السابق لحزب بهاراتيا جاناتا، والمعروف غالبا باسم جان سانغ) الذي جلس في المعارضة، وحتى في الدوائر اليمينية في المؤتمر الوطني، "يجد هذا تعبيرا بأشكال مختلفة وحتى علانية".

وفي برقية أخرى إلى ليفين بتاريخ 23 يونيو/حزيران 1966، كتب جوردون أن اليمين في الهند يزداد قوة، ويمكن لكل هندي في العالم أن يلاحظ بسهولة حقيقة أن وجود دولة إسرائيل بحد ذاته يشكل إسفينا بين المتطرفين.

وفي برقية بتاريخ 26 أبريل/نيسان 1966، أرسلها مايكل إليتزور، نائب مدير إدارة آسيا، إلى مدير مكتب وزير الخارجية، فصل فيها توصيات وزارته لتعزيز العلاقات مع الهند. وشملت "اتصالات سرية مع عناصر معارضة بغرض تنظيم مظاهرات معادية للحكومة".

وفي ملخص المناقشات التي جرت في وزارة الخارجية بتاريخ 15 أغسطس/آب 1966، لوحظ أن رئيس دائرة التخطيط السياسي والاقتصادي إيلان أرييه اقترح "اتصالات حذرة مع حزب جان سانغ (ربما من خلال الموساد)".

وادعى مدير إدارة آسيا ليفين أن القنصل في بومباي آنذاك روفين دافني كان على اتصال بالفعل بالحزب، "ومن المشكوك فيه إذا ما كان هناك أي مجال لتوثيق العلاقات مع حزب قومي متطرف ليست لديه أي فرصة للوصول إلى السلطة".

في 14 مارس/آذار 1967، أرسل دافني برقية إلى إدارة آسيا مفادها أن جان سانغ أدرج في برنامجه الانتخابي بندا يطالب بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.

وفي برقية مؤرخة في 22 مايو/أيار 1967، أبلغ السفير الإسرائيلي لدى نيبال، موشيه أريل، وزارة آسيا أنه التقى في كتماندو مع عضو البرلمان جان سانغ، مانوهار لال سوندي، الذي زار عام 1964 مقر رئيس الوزراء السابق ديفيد بن غوريون.

واقترح سوندي أن تحل إسرائيل محل وسيطها في الهند، لأنه كان أيضا وسيطا لتايوان، وبالإضافة إلى ذلك، أوضح سوندي أن الحكومة المحلية في منطقة دلهي انتقلت إلى أيدي جان سانغ، الذي كان "مستعدا للتعاون معنا. ومن الممكن الآن وضع الحكومة الهندية أمام اختبارات مختلفة في السياق الإسرائيلي".

أموال إسرائيلية ومتطرفون هندوس

وفي ظل العلاقة التي نشأت مع حزب المهاسابها الهندوسي، بعد شهر، في 31 ديسمبر/كانون الأول 1973، وصل ضيف مفاجئ إلى باب القنصلية الإسرائيلية: جوبال جودسي (شقيق قاتل غاندي) والذي أُدين هو نفسه وحكم عليه بالسجن المؤبد لتورطه في مؤامرة الاغتيال. وقد أطلق سراحه عام 1965.

وفي البرقية التي أرسلها الممثل جدعون بن عامي من القنصلية إلى إدارة آسيا في ذلك اليوم، ذكر أنه لم يكن على علم بزيارة جودسي مسبقا، لكن "بما أن الوقت قد فات بالفعل لإلغائه، فقد استمعت إلى كلماته بأدب.. لقد تحدث بشغف عن كراهيته للمسلمين وكان مهتما بمعرفة إذا ما كانت القنصلية مستعدة لتقديم مساعدتها في طباعة خطاب الدفاع عن زوجته".

وكتب بن عامي أنه رفض الاقتراح بشدة وتجنب الدخول في جدل أيديولوجي مع جودسي. وكان سبب إحراجه هو أن شقيق قاتل غاندي زار القنصلية، وليس بسبب ارتباط القنصلية باليمين المتطرف.

وفي برقية أرسلها بن عامي إلى مدير دائرة الإعلام في 19 ديسمبر/كانون الأول، كتب أن الدعم الأساسي لإسرائيل في الهند يأتي من الدوائر التقليدية مثل "المتطرفين الهندوس". وأشار كذلك إلى أن جان سانغ عقد حوالي 15 إلى 20 اجتماعا في نيودلهي وفي ولايتي البنجاب وأوتار براديش، انتقد فيها رئيس الحزب وزعماء الحزب الآخرون "بشدة موقف الحكومة المؤيد للعرب وإداناتها لنا".

ولأغراض تنظيم اجتماعاتها والتنسيق مع أحزاب اليمين المتطرف، استعانت القنصلية بوسيط محلي "كان يتلقى منا مبالغ كبيرة"، كما ورد في برقية من القنصلية إلى وزارة الخارجية في أكتوبر/تشرين الأول 1985.

"خط أقل عدائية"

في السبعينيات، عقد الدبلوماسيون الإسرائيليون سلسلة من الاجتماعات مع أعضاء البرلمان وقيادة حزب بهاراتيا جانا سانغ (التجسيد السابق لحزب بهاراتيا جاناتا).

وعلى سبيل المثال، وفي برقية أرسلها تريجور إلى شيموني بتاريخ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 1974، كتب أن قادة الحزب أكدوا له ولممثلين إسرائيليين آخرين أن "حزبهم لا يوافق تماما على خط الحكومة، وأن تعاطفهم كامل معنا، سمعت هذا شخصيا من رئيس الحزب إل كيه أدفاني في اجتماعنا في دلهي عام 1973".

وكتب تريجور أنه التقى كذلك رئيس الحزب في ولاية ماهاراشترا، فاسانت كومار بانديت، الذي قال له إن "التعاون مع إسرائيل هو مصلحة هندية وطنية، ويجب تمهيد الأرض للمستقبل عندما يقوم حزب قومي".

بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال الوسيط نفسه، قامت القنصلية بتنسيق الاستفسارات مع المشرعين من جان سانغ بهدف انتقاد وإحراج حكومة نيودلهي بشأن مسألة علاقاتها غير الطبيعية مع إسرائيل.

وخلال الفترة ما بين عامي 1975 و1977 -السنوات التي أعلنت فيها رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي حالة الطوارئ- واجهت إسرائيل صعوبة في الحفاظ على اتصالات مع الأحزاب اليمينية المتطرفة في المعارضة منذ تعرضها للاضطهاد واعتقال العديد من قادتها، ولكن في انتخابات مارس/آذار 1977، كان حزب جان سانغ جزءا من ائتلاف يسمى جاناتا نجح في الإطاحة بالمؤتمر الوطني بعد أن حكم البلاد لعقود.

أعداء مشتركون

وفي مايو/أيار 1980، اندلعت عاصفة سياسية في الهند بعد أن كشف الصحفي أوري دان -في صحيفة معاريف الإسرائيلية اليومية- عن أن وزير الخارجية آنذاك موشيه ديان قام بزيارة سرية إلى نيودلهي والتقى رئيس الوزراء آنذاك ديساي صيف عام 1977.

وقد أثار هذا الكشف صراعا سياسيا بين مختلف الأحزاب في الهند، حيث أصدر حزب بهاراتيا جاناتا الجديد بيانا مفاده أن "إسرائيل هي حقيقة من حقائق الحياة. إنها دولة صغيرة، ولكنها متقدمة وكانت دائما صديقة للهند. ليس سرا أن إسرائيل عرضت الأسلحة على الهند عام 1965 خلال الأزمة الباكستانية وصوتت مع الهند في الأمم المتحدة، وكانت الهند من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل، ومن مصلحة الهند أن تكون هناك علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين. أهنئه على لقائه مع ديان".

وفي التاسع من يوليو/تموز 1981، أخبر القنصل حسين مدير إدارة آسيا نافون أن رام جثمالاني، نائب رئيس حزب بهاراتيا جاناتا، كان "أحد أصدقائنا القلائل والمخلصين في دلهي، ومن وقت لآخر يرفع صوته لصالح إسرائيل في دلهي، في البرلمان وخارجه".

ويوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 1981، كتب حسين في برقية أخرى إلى نافون أن حزب بهاراتيا جاناتا هو "حزب قومي هندوسي يتميز موقفه السياسي بموقف متطرف مناهض للمسلمين. ويأتي معظم أنصار وأصدقاء إسرائيل في الهند من بين أتباعه".

وأضاف أن الحزب أرسل له رسالة تعزية في وفاة موشيه ديان في أكتوبر/تشرين الأول 1981، بالإضافة إلى نص بعض قرارات المؤتمر الأخير للحزب بشأن إسرائيل ومما جاء فيها: "تحتاج الهند إلى تحسين قوتها العسكرية وتعلم التمييز بين أصدقاء وأعداء محتملين. في الوضع الراهن، إسرائيل والهند هدفان مشتركان للعالم الإسلامي. القنبلة الإسلامية مخصصة لهذين البلدين فقط. لذلك، من الأهمية بمكان أن تعزز الهند علاقاتها مع إسرائيل".

كما تم وصف التاريخ المضطرب لعلاقات إسرائيل مع الهند منذ الخمسينيات في تقرير صدر في يونيو/حزيران 1982 وأشرف عليه مدير إدارة آسيا نافون. وتضمن أن من "العوامل التي تعمل لصالحنا وجود الصراع الهندوسي الإسلامي الذي كان صدعا عميقا وحادا، وتشكيل حزب بهاراتيا جاناتا اليميني المناهض للمسلمين".

وفي الشهر نفسه، أُعلن أن حسين شخص غير مرغوب فيه واضطر إلى مغادرة الهند.

وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 1984، اغتيلت رئيسة الوزراء أنديرا غاندي على يد حراسها الشخصيين من السيخ، وفي الانتخابات التي جرت بعد شهرين، فاز حزب بهاراتيا جاناتا بمقعدين فقط بينما حصل المؤتمر الوطني على 404 مقاعد من أصل 514 مقعدا. وبعد 8 سنوات، أي عام 1992، أقامت إسرائيل والهند علاقات دبلوماسية كاملة.

وفي الاضطرابات التي شهدتها انتخابات عام 2014، فاز الائتلاف اليميني واليمين المتطرف بقيادة مودي بـ336 مقعدا، بينما انهار المؤتمر الوطني إلى 44 مقعدا فقط. وفي سبتمبر/أيلول ذلك العام، التقى مودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الأولى في الأمم المتحدة في نيويورك. وقال نتنياهو خلال الاجتماع: "أعتقد أنه إذا عملنا معا، فيمكننا أن نفعل ذلك بما يعود بالنفع على شعبينا".

وخلال زيارة مودي لإسرائيل في يوليو/تموز 2017، أخبره نتنياهو أن "الهند وإسرائيل ديمقراطيتان شقيقتان"، ويزعم البعض أن مودي ونتنياهو نجحا في تحقيق تدهور للتجربة الديمقراطية في بلديهما وحولاها إلى نظامين شقيقين، وإن لم يكونا متطابقين، ويسيطر عليهما اليمين المتطرف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان حريات حزب بهاراتیا جاناتا أکتوبر تشرین الأول الحکومة الهندیة مدیر إدارة آسیا وزارة الخارجیة الیمین المتطرف المؤتمر الوطنی یونیو حزیران رئیس الوزراء مع إسرائیل إسرائیل فی علاقات مع فی الهند فی برقیة مع حزب

إقرأ أيضاً:

أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى

بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية طوفان الأقصى على مستوطنات غلاف غزة، أطلق حزب الله اللبناني بدوره عمليات قصف متواصلة من جنوب لبنان باتجاه الجبهة الشمالية لإسرائيل، في ما أسماه جبهة إسناد لغزة.

وقد شنت إسرائيل غارات في مناسبات عدة على الأراضي اللبنانية بعضها استهدف ما قال الجيش الإسرائيلي إنها أهداف عسكرية تابعة لحزب الله، وبعضها استهدف قياديين في الحزب أغلبهم تم اغتيالهم في قصف للضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي ما يلي أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى، التي تلاها عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر شهورا.

وسام حسن طويل (الحاج جواد)

وسام حسن طويل (الملقب بالحاج جواد) أول قائد اغتالته إسرائيل منذ بداية مواجهة طوفان الأقصى. ولد عام 1970 في مدينة صور اللبنانية، والتحق بحزب الله في ريعان شبابه.

تولى عدة مناصب قيادية في الحزب، إذ أشرف على ملف العمليات الخارجية وملف التصنيع العسكري، وكان عضوا في مجلس الشورى المركزي للحزب.

وقد استهدفت مسيّرات إسرائيلية سيارة وسام طويل في 8 يناير/كانون الثاني 2024 في بلدة خربة سلم جنوبي لبنان، الواقعة على بعد حوالي 11 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل، ما أدى إلى مقتله وإصابة شخص آخر كان برفقته.

سامي طالب عبد الله (الحاج أبو طالب)

ولد سامي طالب عبد الله -الملقب بالحاج أبو طالب- عام 1969 في بلدة عدشيت جنوب لبنان، وهو قائد وحدة النصر المسؤولة على القطاع الشرقي، وأشرف على العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

قتل سامي طالب في يونيو/حزيران 2024 رفقة المقاومين محمد حسين صبرا وعلي سليم صوفان في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة جويا جنوب لبنان.

محمد ناصر

قيادي عسكري في حزب الله اللبناني، يلقب بـ"الحاج أبو نعمة" ولد عام 1965 في بلدة حداثا بجنوب لبنان، وكان أحد أبرز قادة وحدة عزيز (في قوة الرضوان) المسؤولة عن القطاع الغربي.

انضم إلى حزب الله عام 1986 وتدرج في مناصبه، وبدأ مسيرته العسكرية بالمشاركة في العديد من العمليات ضد الجيش الإسرائيلي أثناء فترة احتلاله جنوب لبنان، وأبرزها حرب يوليو/تموز 2006، كما شارك مع مقاتلي حزب الله في مساندة النظام السوري ضد المعارضة المسلحة من 2011 إلى 2016 بعد اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011.

تولى مسؤولية وحدة عزيز عقب مقتل القائد حسن محمد الحاج في سوريا عام 2015، وأشرف على العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل أثناء فترة إسناد طوفان الأقصى وأصيب فيها.

شارك في توجيه العمليات العسكرية التي تستهدف إسرائيل من خلال الطائرات المسيّرة أو الصواريخ أو العمليات المركّبة. وفي يوليو/تموز 2024 أعلن حزب الله مقتله بمسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صور بجنوب لبنان.

فؤاد شكر

ولد فؤاد شكر المعروف أيضا باسم "الحاج محسن"، في بلدة النبي شيت بمنطقة بعلبك شرق لبنان في 25 أبريل/نيسان 1961، وهو قيادي عسكري في حزب الله، ومن الجيل المؤسس له.

شارك فؤاد شكر في معركة خلدة ضد الاحتلال أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وأدار عملية إرسال عسكريين من حزب الله إلى البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995.

كان المسؤول العسكري المركزي الأول لحزب الله بداية تأسيسه في ثمانينات القرن العشرين، وشغل عضوية الشورى المركزية للحزب إضافة إلى عضوية المجلس الجهادي، أعلى هيئة عسكرية.

وكان فؤاد شكر كبير مستشاري الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتقول صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إنه كان "مستشاره لتخطيط وتوجيه العمليات في زمن الحرب". وتضيف أنه هو المشرف الفعلي على مواجهة الحزب مع إسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى.

ساعد فؤاد شكر مقاتلي الحزب وقوات الجيش السوري في الحملة العسكرية ضد قوات المعارضة في سوريا، بعد الثورة التي طالبت بإسقاط الرئيس بشار الأسد عام 2011.

وتتحدث التقارير أيضا عن أن "الحاج محسن" كان هو المسؤول عن برنامج الصواريخ الدقيقة في حزب الله، وكان مطلوبا من الإدارة الأميركية، وصنفته عام 2019 في قائمة المتهمين بالإرهاب.

وقد عرضت واشنطن عام 2017 خمسة ملايين دولار للوصول إليه. ووصفه مايك بنس نائب الرئيس الأميركي آنذاك بأنه "أحد العقول المدبرة لتفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية" في بيروت عام 1983.

ويقصد بنس تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) ببيروت في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1983، والذي أسفر عن مقتل 241 عسكريا أميركيا وإصابة 128 آخرين.

في يوم 30 يوليو/تموز 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال فؤاد شكر في غارة شنتها طائراته على مبنى بحارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأكد الحزب اغتياله وأقام بعد يومين من ذلك حفلا لتبينه.

إبراهيم عقيل

إبراهيم عقيل – المعروف أيضا باسم إبراهيم تحسين- قيادي عسكري في حزب الله، ولد في بلدة بدنايل بقضاء بعلبك يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1962.

التحق بحزب الله منذ ثمانينيات القرن العشرين، وكان ضمن الوحدة المسؤولة عن تفجير السفارة الأميركية في بيروت أبريل/نيسان 1983 وهو التفجير الذي قتل فيه 63 شخصا، بينهم 52 موظفا لبنانيا وأميركيا. كما شارك في الهجوم على ثكنات المارينز في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

كان إبراهيم عقيل عضوا في المجلس الجهادي لحزب الله، وتقول مصادر إعلامية إنه كان له أيضا نشاط عسكري كبير في سوريا بعد دخول حزب الله على خط الصراع المسلح بين النظام السوري والمعارضة.

في 20 سبتمبر/أيلول 2024 أعلنت إسرائيل اغتيال إبراهيم عقيل بصاروخين أطلقتهما طائرة من طراز "إف 35"  على شقة في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت.

أحمد وهبي

ولد أحمد وهبي عام 1964 في بلدة عدلون بجنوب لبنان، التحق بحزب الله منذ تأسيسه، وشارك في عدد من العمليات العسكرية جنوب البلاد، قبل أن يقود تدريب قوة الرضوان.

شارك في عدد من العمليات العسكرية جنوبي لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي أسره عام 1984. وكان من القادة الميدانيين في عملية "كمين أنصارية" الذي استهدف وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلية "شايطيت 13" في بلدة أنصارية عام 1997، وقتل فيها نحو 12 عسكريا إسرائيليا.

تولى خلال مسيرته مع حزب الله عددا من المسؤوليات القيادية في وحدة التدريب المركزي حتى عام 2007، وكان له دور محوري في تطوير القدرات البشرية للمقاومة.

وكلت إليه مسؤولية تدريب قوة الرضوان من 2012 حتى 2024، وعامها قاد العمليات العسكرية للقوة على جبهة الإسناد اللبنانية لمعركة "طوفان الأقصى"، وعقب مقتل وسام طويل تولى مسؤولية وحدة التدريب المركزي حتى اغتياله.

وفي 20 سبتمبر/أيلول 2024 أعلن حزب الله مقتل أحمد وهبي وإبراهيم عقيل و14 مقاتلا آخرين في غارة إسرائيلية على شقة بمنطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية.

إبراهيم قبيسي

ولد إبراهيم قبيسي -الذي يلقب بـ"الحاج أبو موسى"- في بلدة زبدين جنوبي لبنان يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 1962.

انضم إلى حزب الله منذ انطلاقته عام 1982، وتدرج فيه حتى تولى مسؤولية وحدة بدر العسكرية شمالي نهر الليطاني، وقاد عددا من التشكيلات الصاروخية في الحزب.

أشرف قبيسي على عدد من عمليات المقاومة ضد إسرائيل، وخطط لعدد منها، أبرزها كان عند توليه مسؤولية الجناح العسكري "محور الإقليم" بين عامي 1998 و2000.

ومع مطلع القرن الـ21، تولى مسؤولية "وحدة بدر العسكرية" شمالي نهر الليطاني حتى عام 2018، وقال الجيش الإسرائيلي لحظة إعلان اغتياله إنه كان "قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله".

في 24 سبتمبر/أيلول 2024، استهدفت إسرائيل قبيسي بغارة جوية نفذتها على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية. وأكد حزب الله مقتله ونعاه في بيان.

محمد حسين سرور

ولد محمد حسين سرور -الذي كان يحمل لقب الحاج أبو صالح- في الثامن من يوليو/تموز 1973 في بلدة عيتا الشعب بجنوب لبنان، وتخرج في الجامعة اللبنانية بشهادة في تخصص الرياضيات.

انضم إلى حزب الله منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وتلقى عديدا من الدورات التدريبية في العمل العسكري وفي أساليب القيادة العسكرية، وشارك في عديد من عمليات المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل.

قال عنه الجيش الإسرائيلي -في بيان بعد اغتياله- إنه "روج ووجه وقاد تنفيذ المخططات الجوية بالمسيرات وصواريخ كروز وطائرات من دون طيار" التي استهدفت الجبهة الشمالية لإسرائيل.

وأضاف البيان الإسرائيلي أن سرور "يعد أحد رواد مشاريع إنتاج الطائرات المسيرة في لبنان"، وأنه "أنشأ مواقع لإنتاج المسيرات الانقضاضية والمسيرات المكلفة بجمع المعلومات".

من جانبه، قال حزب الله -في نعيه لمحمد حسين سرور- إنه كان من "الضباط الأساسيين" في العمليات العسكرية التي خاضها الحزب في سوريا منذ عام 2011 مع النظام ضد الثورة السورية في مختلف المحافظات.

وأضاف أنه قاد العمليات العسكرية للقوة الجوية لحزب الله على جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة طوفان الأقصى.

ومن جهتها، قالت وسائل إعلام سعودية إن سرور قدم الدعم والتدريب العسكري لجماعة الحوثيين في اليمن، وساهم في بناء قوتها العسكرية، واتهمته بالتورط في الإعداد لبعض الهجمات التي شنتها الجماعة على الأراضي السعودية.

يوم 26 سبتمبر/أيلول 2024، اغتال الجيش الإسرائيلي محمد حسين سرور في غارة نفذتها طائرة من نوع "إف-35" أطلقت 3 صواريخ على مبنى سكني في حي القائم بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وقالت وسائل إعلام لبنانية إن المبنى الذي اغتيل فيه القائد في حزب الله مؤلف من 10 طوابق، ويقع قرب مسجد القائم ومدرسة القديس عند تقاطع حي الرويس.

مقالات مشابهة

  • المبادرة الرئاسية «بداية جديدة» ترسم البهجة علي وجوه أهالي بني سويف
  • تصاعد التوتر.. الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • الطائف.. السيارات الكلاسيكية ترسم لوحات تراثية بمهرجان جادة الإبل
  • ما نوع القنابل التي استخدمتها إسرائيل بـهجوم الضاحية.. إيران تفصح
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • ما الذي ينتظر رئيس سريلانكا الجديد؟
  • الإعلام الجزائري يطالب بطرد سفير الإمارات
  • رحلات نيويورك 9 آلاف دولار.. ارتفاع كبير لأسعار الطيران في إسرائيل
  • 1247 شهيدا وأكثر من 5 آلاف جريح بالغارات الإسرائيلية على لبنان
  • سكان كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية يدلون بأصواتهم في المرحلة الثانية من الانتخابات