بوابة الوفد:
2025-02-10@15:12:28 GMT

نفحات

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

 

 

 

فى معركة الحياة التى نعيشها نجد التناقض والتضارب، وتتحقق السنة الربانية من وجود الثنائيات المتضادة: الحياة والموت، والصحة والمرض، والأمل والألم العدل والظلم، الغنى والفقر... إلخ، وفى خضم هذه المعادلات المختلفة تظهر قوة الإنسان وضعفه، ويظهر مدى إيمانه ويقينه ومدى ضعف هذا اليقين، ولا ينجح فى هذه المعارك الطاحنة إلا أصحاب النفوس القوية، المتصالحة مع ربها وذاتها ومع من حولها.

إن السلام النفسى هو الطريق الأمثل لاكتشاف عيوب الذات ومعرفة طرق علاجها وهو الطريق لاكتشاف مواهب النفس والوقوف على قدراتها، وهو البداية لتحقيق السلام فى العلاقات مع الآخرين، لإن السلام مع النفس يصل صاحبه إلى السلام مع المبادئ والقيم، وهنا يجد الإنسان نفسه على الطريق الحقيقى فى السلام مع من حوله فى علاقاته، فلا تناحر ولا تباغض ولا حسد ولا تتبع لسقطات الناس ومحاصرتهم بها يعد خللاً فى النفس، فكل إنسان منا ملىء بالعيوب والهنات ولا توجد نفس على ظهر البسيطة ليس فيها عيب سوى الأنبياء، فقد انتهت العصمة.

علينا بدلاً من أن نصرف أذهاننا فى تتبع سقطات الناس، ولا نعطيهم فرصة الدفاع عن أنفسهم، أن نعيش حالة التصالح مع الذات، فنعترف بأننا أيضاً نخطئ ونصيب وأننا لسنا معصومين، ولسنا ملائكة فمن أنا ومن أنت حتى نجعل من أنفسنا أوصياء على عباد الله، نصنفهم حسب هوانا، ونجعل من أنفسنا ملائكة ومنهم شياطين.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

فضل ليلة النصف من شعبان.. نفحات كثيرة في هذا الشهر المبارك

ورد في فضل ليلة النصف من شعبان، مجموعة من الأحاديث ، بعضها مقبول وبعضها ضعيف‏,‏ غير أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال‏,‏ ولذلك يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها‏.

ليلة النصف من شعبان

وفي شهر شعبان، ليلة عظيمة هى ليلة النصف من شعبان‏ ,‏ عظَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنها فقال‏:‏ "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ‏" [ابن ماجه‏ وابن حبان].

وفي شعبان تم تحويل القبلة‏,‏ وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية‏,‏ كان تحويل القبلة في البداية من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية ، وهي تقوية إيمان المؤمنين وتنقية نفوسهم من شوائب الجاهلية‏ ، كما قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ).

فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه‏،‏ ولأن هدف الإسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية قلوبهم من التعلق بغير الله ‏,‏ فقد اختار لهم التوجه إلى المسجد الأقصى‏ ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم من رواسب الجاهلية‏,‏ وليظهر من يتبع الرسول اتباعًا صادقًا عن اقتناع وتسليم‏,‏ ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية‏.

وبعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة‏,‏ صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام‏,‏ وهذا التحويل ليس تقليلاً من شأن المسجد الأقصى ‏,‏ بل هو ربط لقلوب المسلمين بحقيقة الإسلام‏,‏ فقد رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصًا لله‏,‏ وليكون قبلة للإسلام والمسلمين‏,‏ وليؤكد أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام. قال تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ).

تحويل القبلة

وقد أكد تحويل القبلة الرابطة الوثيقة بين المسجدين، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية،‏ فإن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية‏,‏ الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات‏,‏ إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق. قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ).

وعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فهو يعود إلى أصل القبلة، كما قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). فهي دائرة بدأت بآدم مرورًا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام‏, ولكنها اكتملت بالرسول الخاتم، فقد أخره الله ليقدمه،‏ فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال‏.

وقد كرم الله نبيه في ليلة النصف من شعبان بأن طيب خاطره بتحويل القبلة، والاستجابة لهوى رسول الله، قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).

وجاء تحويل القبلة أيضًا لتقر عين الرسول، فقلبه معلقًا بمكة‏,‏ يمتلئ شوقًا وحنينًا إليها‏,‏ إذ هي أحب البلاد إليه.‏ وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف.  فخرج من بين ظهرانيهم ووقف على مشارف مكة المكرمة قائلا‏:‏ "والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" ‏(رواه الترمذي)‏.

وبعد أن استقر  بالمدينة المنورة‏,‏ ظل متعلقًا بمكة المكرمة ، فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام‏.، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة‏,‏ ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان.‏

مقالات مشابهة

  • جامعة قناة السويس تعزز مهارات بناء الشخصية وتطوير الذات بندوة تثقيفية لطلاب المدارس
  • علماء يتوصلون لاكتشاف يساعد في فك شفرة الأنسجة الدهنية
  • حبس قائد سيارة صدم طفل أثناء عبوره الطريق بالسلام
  • مصرع طفل صدمته سيارة أثناء عبور الطريق بالسلام
  • كيف توزان بين العبادات ومطالب الحياة؟ عالم أزهري يجيب
  • فضل ليلة النصف من شعبان.. نفحات كثيرة في هذا الشهر المبارك
  • اغتنم نفحات شعبان.. فرصة لمحاسبة النفس وزيادة الطاعات
  • فضل شهر شعبان وليلة النصف منه.. نفحات روحانية لا تفوتك
  • زيلينسكي يفتح باب الحوار مع بوتين.. هل يمهد الطريق لمفاوضات السلام؟
  • رولين القاسم: العلاقات المتوازنة تعتمد على التكافؤ.. والتخطي مهم لاستعادة الذات