بوابة الوفد:
2025-03-13@00:04:45 GMT

أهلًا رمضان

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

وبدأ شهر رمضان، شهر الصيام، شهر الله، شهر الرحمة والمغفرة، حيث البداية الجديدة والروح المتجددة، لبدء حملة تطهير شاملة للنفس، لتصفية الرواسب خلال أحد عشر شهرًا.
جاء شهر البركات ليكون فرصة استثنائية تُنقذ الإنسان من استغراقه بتفاصيل الأمور الحياتية اليومية، التى تكون سببًا لانشغاله عن ربه ودينه وصلة رحمه، لذا فإن هذا الشهر يختلف تمامًا عن كل الشهور، على صعيد العادات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية.


مع شهر الاستغفار، يمكننا القول إنه الطريق الصحيح لكبح النفس عن مشتهياتها، لأن النفوس تُقاس بدرجة تحملها النوائب وصبرها على المكاره، كما أنه فرصة تتجدد لوضع برنامج جديد، يكسر الروتين التقليدى، والاندفاع باتجاه سامٍ يكفل السلوك السوى.. يتواضع فيه الغنى إلى مستوى الفقير، ويترفع فيه الفقير إلى مستوى الغنى.
إن شهر رمضان ليس للصيام فحسب، بل هو شهر البناء والتربية على أكثر من صعيد، وهو ليس للتعبدوالاعتكاف وتلاوة القرآن فحسب، بل يتعدى صلة الأرحام، والعطاء الكريم بالصدقات، بالانفتاح الاجتماعى على الفقراء، وتحسين الأخلاق، والتوبة من الذنوب، والالتجاء إلى الله سبحانه بالدعاء، والابتعاد عن الموبقات.
إذا كان من فوائد الصوم خلال الشهر الفضيل، الإحساس بجوع الفقراء، فإن المغزى يكمن فى الاقتراب الشعورى من الطبقة الفقيرة فى المجتمع، ليتحول إلى عُرف إيجابى بين الناس.
لكن ما يؤسف له، أن فلسفة الصوم، التى يجب أن يكون عليها الشهر الفضيل، تحولت مع الممارسات الخاطئة، إلى أن يكون «رمضان» شهرًا لكثير من الموبقات والأمور المستفزة، خصوصًا مع الأيام الأولى للشهر الكريم.
ومع معاناة الناس خلال الفترة الأخيرة، والغلاء الذى طال كل شيء، ولم يعد المواطن قادرًا على تحمل أعباء الحياة، نرجو أن نغير كثيرًا من العادات السيئة، التى ترهق الأعصاب، وتدعو إلى الغضب.
نرجو أن يكون رمضان 2024، مختلفًا، خصوصًا على صعيد إظهار حالة التناقض المجتمعى، فى الإعلانات التى يتم بثها على مدار اليوم، خصوصًا إعلانات «التسول» والتبرع بالصدقات والزكاة، وإعلانات القصور الفارهة والمصايف والشاليهات والعطور والمجوهرات، التى يكون محتواها صادم للمتلقي!
يجب مراعاة مشاعر الشريحة الكبرى من المجتمع، من البسطاء الكادحين المطحونين، وأن نحافظ على صيامهم، ووقايتهم من الاستفزاز الطبقى، الذى يعرض على الشاشات، وفى مختلف وسائل الإعلام، لأن الناس لم تعد تحتمل.
كما نرجو من جميع خطباء المساجد الأفاضل، بأنه لا داعى لتكرار الحديث عن أهمية الشهر الفضيل، فالكل يعرف ذلك جيدًا، ولذلك لا تكرروا على الصائمين الحديث عن مقدار زكاة الفطر، وهل يجب إخراجها طعامًا أو نقدًا؟
أخبروا الناس أن الدين معاملة.. ذكروهم بواجباتهم ومسؤولياتهم نحو الوالدين والزوج والأبناء وصلة الأرحام وحقوق الجار، والابتعاد عن المال الحرام، وأداء العمل بضمير، والتأكيد على تقوى الله، لعل المولى سبحانه يتقبل صيامنا وصلاتنا ودعاءنا.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أهل ا رمضان رضا سلامة شهر رمضان شهر الصيام

إقرأ أيضاً:

«ديش بارتي» ولمة رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رمضان.. شهر الروحانيات والتواصل العائلي، يجتمع فيه الأهل والأصدقاء حول مائدة الإفطار، وأجواء دافئة يملؤها الحب والمودة، لطالما ارتبط هذا الشهر الكريم بالعزومات العائلية والتجمعات التي تعزز صلة الرحم، لكن مع تغير الظروف الاقتصادية، أخذت هذه العادات شكلًا جديدًا.

لا يخفى على أحد ارتفاع أسعار السلع الغذائية، بشكل ملحوظ، مما جعل تكلفة إعداد موائد الإفطار والعزائم العائلية أعلى من أي وقت مضى، هذا الأمر دفع الكثير من الأسر إلى تقليل عدد العزومات أو استبدالها بتجمعات أصغر.

ورغم الظروف الاقتصادية الطاحنة، لم يفقد رمضان روحه الدافئة، فالشعب المصري، المضياف بطبعه، لا يزال يجتمع مع أحبائه، حتى ولو بطرق أبسط، فليس المهم كثرة الطعام، بل دفء القلوب والمشاعر التي تجمع العائلات، وفي محاولة للحفاظ على لمة رمضان، لجأت بعض الأسر إلى العزومات المشتركة، حيث يساهم كل فرد بإعداد جزء من الطعام، وهو ما يطلق عليه الجيل الحالي بـ "ديش بارتي"، مما يخفف العبء عن المضيف ويُبقي روح المحبة والمشاركة حاضرة على المائدة.

رمضان كان وسيظل فرصة ذهبية للتواصل الحقيقي، فجوهر لمة العيلة لا يكمن في تنوع الأطباق، بل في اللحظات الدافئة التي تجمع القلوب وتضفي على الشهر الكريم روحه الجميلة وقربه من النفس.

لا تسمحوا للظروف الاقتصادية أن تسرق منكم فرحة اللقاء ودفء العائلة، فالمحبة والمودة هما زاد رمضان الحقيقي، وكل عام وأنتم تنعمون بخيرات الله وبركات الشهر الكريم، محاطون بالحب والدفء والتواصل الذي يثري الأرواح قبل الموائد.

مقالات مشابهة

  • في ظل أجواء الشهر الفضيل.. وزير العدل د. خالد شواني يستقبل سماحة السيد عمار الحكيم
  • هل الإفطار في رمضان يكون بالمدفع أم بالأذان؟.. الإفتاء تجيب
  • الرئيس السيسي: كل الدعم للفلسطينيين في معركة البقاء والمصير.. وحل القضية لن يكون بالتهجير
  • رمضان في مصر.. روحانية وتكافل وأجواء ساحرة
  • رمضان موسم اقتصادي واستهلاكي ترتفع فيه فواتير الطعام وتتغير فيه العادات الغذائية:ما نسبته 15 % من الإنفاق السَّنويّ على الغذاء يكون في رمضان
  • هل يكون الإفطار في رمضان بمدفع الإفطار أم بالأذان؟.. "الإفتاء" تجيب
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: لا نقبل أن يكون هنا قطرة دم تسفك بغير وجه حق أو أن يذهب هذا الدم سدى دون محاسبة أو عقاب، مهما كان حتى لو كان أقرب الناس إلينا وأبعد الناس إلينا، لا فرق في هذا الأمر، الاعتداء على حرمة الناس، الاعتداء على
  • «ديش بارتي» ولمة رمضان
  • الأمير خالد بن طلال يزور أخيه الأمير الوليد خلال الشهر الفضيل.. فيديو وصور
  • المطر يعيش ساعاته الأخيرة في العراق ولكن: موجة بـ3 دفعات قادمة والعيد قد يكون “طينيًا”