بصوت أصالة.. “لا تنتهي حكايات” الأغنية الرمضانية لمنصة “شاهد”
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
متابعة بتجــرد: للسنة الثانية على التوالي، أطلقت منصة “شاهد” أغنيتها الخاصة بشهر رمضان بعنوان “لا تنتهي حكايات”، المُستَلهَمة من أغنية “في قصص الشعوب” لسلسلة “حكايات عالمية” إحدى أشهر كلاسيكيات الأنيميشن العالمية المدبلجة إلى العربية. وفي هذا الموسم، قامت الفنانة المبدعة أصالة بغناء “لا تنتهي حكايات” بعد نحو ثلاثين عاماً على تقديمها الأغنية الأصلية “في قصص الشعوب”.
وقد عبّرت أصالة عن سعادتها بتقديم هذه الأغنية حيث قالت في منشور عبر حسابها الرسمي على موقع “إكس”: “كتير تذكرت فيها روح الطفله اللي كانت لما أوّل مرّه غنّيتها شكراً على إختياركم لهالأغنيه اللي إلي فيها أحلى الذّكريات وغنيتها مع أغلى إنسان أبي الله يرحمه ..الله يحفظكم وعوائلكم وبلادكم ورمضان كريم”.
تستوحي أغنية “شاهد” الرمضانية كلماتها من شعار “شاهد” (حكايات لا تنتهي)، فيما قامت بكتابة كلمات الأغنية هبة مشاري حمادة، والتوزيع الموسيقي لـ ليال وطفه. وقد حرصت “شاهد” على تقديم رؤية بصرية ملهمة للأغنية، ضمن حكاية درامية حالمة حول فتى يحاول تحرّي هلال شهر رمضان.
تبدأ الأحداث مع اندماج الصبي في متابعة عناوين وعروض “شاهد”، حين تلوح له فجأةً لحظة سحرية يظهر من خلالها هلال رمضان في مشهد يستوحي خروج البالون من إطار الصورة في مقدمة أغنية سلسلة “حكايات عالمية” الشهيرة وتحليقه خارج حدودها، معلناً انطلاق الرحلة الحالمة في عالمٍ من حكايات لا تنتهي. تسلّط المشاهد البصرية للأغنية الضوء على أبرز المعالم الثقافية والحضارية في المملكة العربية السعودية، من أقدم المواقع التاريخية وأعرقها وصولاً إلى أحدث المراكز العمرانية والترفيهية وأكثرها تطوراً.
هكذا يسافر الصبي برفقة جدته عبر حقول الخزامى، محلّقاً في السماء باحثاً عن هلال رمضان، فيجوب الصحارى والكهوف والغابات في استعراض بصري يواكب الأغنية ويحتفي بالتنوع الأخاذ للطبيعة السعودية. كل ذلك ضمن رحلة بصرية وسمعية ممتعة، تجمع أفراد العائلة معاً أمام شاشة “شاهد” خلال موسم رمضاني حافلٍ بالعِبر والقيَم والحكايات.
كتير تذكرت فيها روح الطفله اللي كانت لما أوّل مرّه غنّيتها شكراً على إختياركم لهالأغنيه اللي إلي فيها أحلى الذّكريات وغنيتها مع أغلى إنسان أبي الله يرحمه ..الله يحفظكم وعوائلكم وبلادكم ورمضان كريم https://t.co/uBfipored6
— Assala (@AssalaOfficial) March 10, 2024 View this post on InstagramA post shared by Shahid (@shahid.vod)
main 2024-03-11 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: لا تنتهی
إقرأ أيضاً:
تاح تاح تاح تحسك بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (2-2)
ملخص
جاء الغناء عن حب الوطن في السودان مدراراً ومن بابين، الأول هو حب مطلق مثل “أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العتيق”، أما الثاني فهو ما نعى فيه المغنيون غربتهم عن الوطن في المهاجر وذاع ذيوعاً كبيراً خلال أيامنا في واقع النزوح الاستثنائي المأسوي بعد الحرب.
أما سيدة الأغنية السياسية ليومنا للقوات المسلحة فهي الفنانة ندى القلعة. فلا يمر يوم إلا ولها عبارة عن طبيعة الجيش من جهة خوضه الحرب العادلة ومؤسسيته مقارنة بـ”الدعم السريع”، أو جغرافيا المعارك وانتصارات الجيش. فميزت القوات المسلحة بميلادها في شرعية الدولة وتخرج ضباطها في الكلية الحربية “مصنع الرجال” في قولهم، واستحقوا صفة “جنابو” بخلاف ضباط “الدعم السريع” الذين نالوا رتبهم كفاحاً بما عرف بـ”رتب الخلاء”:
حبابو
القالو ليهو جنابو
حباب القوة الجايا بالشرعية
حباب الكاكي الدخلو ليه الكلية
وتطرق الفنانة ندى باب التاريخ الوطني لتضع انتصارات القوات المسلحة في سياقها، بل لترد على مزاعم “الدعم السريع” مثل أنه خرج ليقضي على دولة 56 التي ظلمت هامش السودان ظلماً كثيراً، فقالت:
ستة وخمسين دحرنا ظلم وحقب
العلم رفرف وأزهرينا خطب
و”أزهرينا” هو الزعيم إسماعيل الأزهري أول رئيس لوزراء السودان خلال الفترة الانتقالية 1954-1956، والذي اشتهر بأنه رافع علم استقلال السودان. ثم جاءت بواقعتين من نضال السودانيين ضد القوى الأجنبية، فكانت الأولى هي اغتيال المك نمر زعيم شعب الجعليين على النيل الأوسط، لإسماعيل باشا نجل الخديوي محمد علي باشا في 1822. فكان إسماعيل بعد غزو السودان التقى بالمك وطالبه بضرائب أثقلت عليه، ولما احتج رمى إسماعيل بغليونه على وجه المك فأضمرها المك وقبل بدفع ما عليه. وليرضى عنه إسماعيل دعاه لتناول العشاء بداره، وأحسن الطعام لهم والشراب، وكان قومه يزربون ديوانه بالحطب في هذا الأثناء، وبإشارة منه أشعلوا النار فيها لتحرق إسماعيل ومن معه. فقالت ندى “حرقناه فحم”.
أما إشارتها الثانية فكانت إلى مستر هارولد ماكمايكل مفتش شمال مديرية كردفان خلال العشرينيات والسكرتير الإداري للحاكم العام الإنجليزي لاحقاً، الذي أمضى أمراً أغضب الناظر عبدالله وجاد الله، زعيم شعب الكواهلة والمقاتل تحت راية مهدي السودان، فنزع قلم المفتش من يده وكسره. وصار الناظر يعرف بـ”كسار قلم مكميك” (ماكمايكل). وفي فروسيته نظمت مستورة بت كوكو أغنية لا تزال موضع إعجاب كثير. وقالت ندى القلعة عنه “رايو مكملو كسار قلم مكميك”. وللأغنية مطلع:
احترامو وجب
دا شعب صعب
رغم أنو عظيم إلا غضبو كعب (كأب، قبيح).
مين بيقدرنا، “أفارقة زنج عرب”
وتعقد ندى القلعة فتوح القوات المسلحة عقداً في غنائها. فلها أغنية تبدأ بـ”العصا” (أي المطلع) التقليدي لأغنية الفروسية:
أنا يا ليل هوي الليلة
وهي التي يرقص الرجال “العرضة” على وحي حماستها رقصة يبدون فيها على مشية الصقر الفخور.
وتحصي في أغنياتها المدن التي استردها الجيش من “الدعم السريع” كل بصفتها، فأم درمان مثلاً “بناسها مركز الفراسة”. وقالت عن مدينة مدني، خشو (أي “الدعم السريع”) مدني غلطة وكانت أكبر ورطة.
وتعود في أخرى لتطلع فيها بـ”عزة تفخر بأولادها”، و”عزة” هذه عائدة إلى شاعر الحركة الوطنية خليل فرح الذي تقدم ذكره، فـ”عزة” عنده هي الوطن. ومضت ندى القلعة تعدد متحركات القوات المسلحة الأخيرة التي فكت الحصار عن معسكرات القوات المسلحة، فتذكر أنه بفضل هذه المتحركات “الإشارة (سلاح) قالدت القيادة”. ونوهت بتسلم الجيش لمصفى الجيلي. وتذكر أسلحة الجيش واحداً بعد واحد، المدفعية والعمل الخاص وأمن يا جن (هكذا يصف أفراد جهاز الأمن والاستخبارات مؤسستهم). ووثقت لاندياح الجيش شمال مدينة الخرطوم بحري:
شرق النيل دي بجيها جية
بخش الشمس حية
دي بحري بجيها جية
شمبات دي بجيها جية
وللدعامة غرزة وكية
وتتسرب عبارات القوات المسلحة إلى غنائها، فذاع في أوقات حصول الجيش على تسليح أحدث جاء في وقته عرف بـ”العدة الجديدة”، فقالت ندى:
أديك النجيضة
وكلو بالعدة الجديدة
بل وتتوقف عند لحظات درامية في المعركة. فكان الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقف في فيديو راج عند كبري بيكة بمدينة مدني، وقال إنه قال للطيار إن كان بوسعه أن يرسل صاروخاً يدخل في فجوة في الجسر اختفى فيها جماعة من “الدعم السريع”، ففعل. فقالت ندى:
طيارنا سويت البدع
صاروخك بالملي بيقع
سوخوينا (السوخوي) والميج الطلع
الدعامي من صوتو اتخلع
لا أعتقد أن مساعي المجتمع الدولي لإيقاف الحرب في السودان عدت هذه الأغاني السياسية التي تغذي الحرب باستنفار بوسيط الإبداع لقيم الفروسية في المحاربين وغير المحاربين. وليست هذه التعبئة قاصرة على القوات المسلحة. فبين قوات “الدعم السريع” جنس من غناء الفروسية تضطلع بها نساء عرفن بـ”الحكامات” (مفردها حكامة). بل ذاع قبل مدة أن واحدة منهن خلعت لباسها وقالت إنها لن ترتديه إلا حين يأتي لها فرسانها وعليهم غار النصر. بل كان أول الالتفات لدور هؤلاء الحكامات خلال نزاع دارفور في العقد الأول من هذا القرن. فعادة ما حملت مقررات مجالس الصلح التي سعت إلى طي الخلاف توصية بإقناعهن بالتوقف عن تلك الحماسة الضارة للرجال. فالحرب لا تخاض في ميدانها، إنها تخاض غناء كذلك. فلهؤلاء الفنانات قول حتى في أدق دقائق الحرب. فلما حمل المجتمع الدولي على القوات المسلحة لتفاوض خرجت الفنانة ميادة قمر الدين بأغنية “ملوك القل”:
تاح تاح تاح تحسم بالسلاح
ما في مفاوضات ودا الكلام الصاح
للحرب القائمة في السودان ثقافة، وهي ثقافة للحماسة واستحقار الموت للقضية. فترى جنود القوات المسلحة والمستنفرين والجمهور “يعرضون” على وقعها متشربين معانيها ريثما يعودون للميدان من جديد. وهي ثقافة محجوبة عن “المبعوث الخاص” الذي يعتقد أنه يعرف كيف يطوي صفحة حربنا بأمر تكليفه العالي.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب